اعتبر جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ومستشاره السابق لشؤون الشرق الأوسط، أن اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، يشكل أهم حدث في تاريخ المنطقة منذ توقيع اتفاقات أبراهام، التي هدفت إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية.

دراسة مكثفة لحزب الله ودوره في المنطقة

في منشور له على منصة "إكس"، أشار كوشنر إلى أنه قضى "ساعات لا حصر لها" في دراسة حزب الله وتفاصيله التنظيمية والسياسية، مؤكدًا أن ما قامت به إسرائيل في اغتيال نصر الله وقطع رأس حزب الله كان شبه مستحيل من وجهة نظر الخبراء.

وأضاف كوشنر أن إيران أصبحت الآن مكشوفة تمامًا بعد اغتيال نصر الله، مما جعلها تفقد عنصر القوة والردع الذي كان يمثله حزب الله كقوة حماية استثمرت فيها إيران على مدار 40 عامًا.

حزب الله: بندقية إيران الموجهة نحو إسرائيل

أوضح كوشنر أن السبب وراء عدم تدمير المنشآت النووية الإيرانية يعود إلى قوة الردع التي كان يشكلها حزب الله، واصفًا إياه بـ "البندقية المعبأة والموجهة نحو إسرائيل".

وقال إن حزب الله كان يلعب دورًا محوريًا في حماية المصالح الإيرانية والتهديد المستمر لإسرائيل، مما جعل القيادة الإيرانية تراهن عليه كجزء من استراتيجيتها الإقليمية.

"الشرق الأوسط القديم" ومصير إيران

وأضاف كوشنر أن القيادة الإيرانية عالقة في "الشرق الأوسط القديم"، مشيرًا إلى أن تبدد وكلاء إيران في المنطقة سيؤدي إلى زيادة مستويات الأمن والرخاء، ليس فقط لليهود، ولكن أيضًا للمسيحيين والمسلمين. وأكد أن المنطقة تشهد تحولًا كبيرًا بعد انهيار الشبكات المسلحة التابعة لإيران، مما يفتح الباب أمام فرص أكبر للاستقرار.

فرصة إسرائيل لتحييد حزب الله نهائيًا

شدد كوشنر على أن إسرائيل الآن أمام فرصة تاريخية لتحييد حزب الله بالكامل بعد نجاحها في تقليص التهديد القادم من غزة. وأكد أنه لا يمكن لإسرائيل التراجع الآن، مشيرًا إلى أن هذه هي الفرصة الوحيدة لإنهاء وجود الترسانة الهائلة التي كانت موجهة نحو إسرائيل.

وأشار إلى أن النجاحات العسكرية الإسرائيلية "الرائعة والسريعة" تمثلت في تفجير أجهزة النداء وأجهزة الراديو التابعة لحزب الله، واستهداف قيادات الحزب. ونتيجة لذلك، أصبح مخبأ الأسلحة الضخم لحزب الله بلا حراسة ولا ضباط، بينما يختبئ معظم مقاتلي الحزب في أنفاقهم، حسب كوشنر.

العمليات الاستخباراتية الإسرائيلية

كشف كوشنر عن جمع إسرائيل لمعلومات استخباراتية حيوية خلال الأشهر العشرة الماضية، باستخدام تكنولوجيا متطورة ومصادر خارجية متعددة. وأكد أن مقتل نصر الله و16 من كبار القادة خلال تسعة أيام يمثل بداية لعصر جديد في الشرق الأوسط، خالٍ من التهديدات الإيرانية المباشرة لإسرائيل.

دعوة أميركا لدعم إسرائيل في إنهاء المهمة

في ختام تصريحاته، دعا كوشنر الولايات المتحدة إلى دعم إسرائيل في إتمام مهمتها وتحقيق الاستقرار الكامل في المنطقة. وقال إن هذه ليست معركة إسرائيل وحدها، بل معركة تشمل المجتمع الدولي بأكمله لضمان استقرار وأمن المنطقة.

واختتم كوشنر بالقول إن الشرق الأوسط عادة ما يكون منطقة ثابتة قليلة التغيير، ولكن في هذه اللحظة، يبدو أنه في حالة "سيولة"، مما يوفر فرصًا غير محدودة لإعادة تشكيله. ودعا إلى عدم تفويت هذه الفرصة التاريخية التي قد تكون المحور الرئيسي لتغيير مستقبل المنطقة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الأمين العام لحزب الله اغتيال نصر الله الرئيس الأميركي السابق نصر الله الرئيس الأميركي الدول العرب ابراهام جاريد كوشنر الشرق الأوسط لحزب الله نصر الله حزب الله إلى أن

إقرأ أيضاً:

زيارة السيسي إلى قطر والكويت: دبلوماسية تعيد رسم خريطة الشرق الأوسط

في توقيت بالغ الدقة، تأتي زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى دولتي قطر والكويت لتؤكد مجددًا أن القيادة السياسية المصرية تُجيد قراءة المتغيرات وتوظيفها ببراعة لصالح الدولة. لم تعد القاهرة مجرد طرف في معادلات المنطقة، بل أصبحت بوصلة يُعاد وفقها ترتيب الحسابات.

قبل سنوات، كانت قطر رأس حربة في مشروع تقسيم الشرق الأوسط عبر تمويل جماعات الإسلام السياسي، وعلى رأسها جماعة الإخوان الإرهابية. سارت حينها في فلك يخدم أجندات الفوضى الخلاقة، وسخّرت أدواتها الإعلامية لضرب استقرار الدول. لكن المعادلة تغيرت، وبفضل القيادة السياسية المصرية، نجحت القاهرة في تفكيك ذلك المشروع، وإعادة ضبط العلاقة مع قطر. اليوم، لم تعد الدوحة في موقع الخصومة، بل أصبحت شريكًا استراتيجيًا وأداة فاعلة ضمن مساعي إنهاء الحرب في غزة، في تنسيق مصري- قطري يعكس نضجًا سياسيًا يُحسب للطرفين.

أما الكويت، التي مرت علاقتها بمصر بمرحلة من البرود، فقد عادت إلى موقعها الطبيعي كداعم استراتيجي، بعدما تيقنت أن القاهرة هي الضامن الحقيقي للاستقرار. الزيارة الأخيرة فتحت أبواب التعاون، وجددت الثقة المتبادلة، وأعادت العلاقات إلى عمقها التاريخي.

ولا يمكن إغفال الأثر الكبير لزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القاهرة، التي شكلت نقطة تحول في نظرة القوى الكبرى إلى مصر. ما شهدته تلك الزيارة من استقبال استثنائي وحوار سياسي عميق، قدّم صورة واضحة عن دولة باتت تتعامل بندية واحترام مع العالم. لقد أعادت هذه الزيارة ترتيب الكثير من الحسابات، وجعلت عواصم عدة تهرول إلى القاهرة لكسب هذا الحليف القوي، الذي يثبت يومًا بعد يوم أنه لا ينكسر ولا يساوم.

الملف الفلسطيني كان حاضرًا بقوة، لا سيما في ظل التصعيد الإسرائيلي في غزة. زيارة السيسي إلى قطر جاءت في إطار مبادرة مصرية حقيقية لوقف إطلاق النار وإنهاء الكارثة الإنسانية. التحول القطري في هذا الملف لم يكن وليد اللحظة، بل ثمرة لجهد مصري طويل أعاد توجيه بوصلة السياسات القطرية لتصبح جزءًا من الحل. مصر، بعلاقاتها التاريخية مع السلطة الفلسطينية والفصائل، تستثمر هذا الرصيد لتقود مسار التسوية في ظل صمت دولي وعجز أممي.

الجانب الاقتصادي حظي كذلك باهتمام كبير، إذ أعلنت قطر والكويت عزمهما ضخ استثمارات بمليارات الدولارات في السوق المصري، في قطاعات حيوية كالبنية التحتية، والطاقة، والسياحة، والعقارات. تلك الاستثمارات تمثل شهادة ثقة في الاقتصاد المصري، وفرصة لتعزيز النمو وخلق فرص عمل، في وقت تشهد فيه الأسواق العالمية اضطرابًا.

ما تحقق خلال هذه الجولة الدبلوماسية يؤكد براعة مصر في إدارة التوازنات السياسية والاقتصادية، ويُظهر قدرتها على التأثير الإقليمي الهادئ دون ضجيج. الرئيس السيسي لا يطرق الأبواب طلبًا للدعم، بل يفرض احترامه بسياسات رشيدة ومواقف ثابتة تستند إلى رؤية وطنية وشعبية صلبة.

بهذا النهج، انتقلت مصر من موقع الدفاع إلى موقع التأثير وصناعة القرار. دبلوماسية هادئة، لكنها تُغيّر موازين القوى، وتصنع واقعًا جديدًا عنوانه: مصر أولًا.. .والعرب أقوياء بوحدتهم.

مقالات مشابهة

  • شركة "Seesaw" تستحوذ على "المفكرون الصغار" الأردنية الناشئة
  • زيارة السيسي إلى قطر والكويت: دبلوماسية تعيد رسم خريطة الشرق الأوسط
  • تركيا في الشرق الأوسط الجديد: لاعب أم صانع قواعد؟
  • طهران تؤكد: جولة التفاوض المقبلة مع واشنطن خارج الشرق الأوسط
  • الجنرال بترايوس رئيساً لمجلس إدارة "كيه كيه آر الشرق الأوسط"
  • خبراء أميركيون يستبعدون قدرة نتنياهو على تخريب الدبلوماسية بين ترامب وإيران
  • أستاذة علوم سياسية: التحركات المصرية ركيزةً للاستقرار في الشرق الأوسط
  • هل تتحول البوصلة الإيرانية من الشرق إلى الغرب؟
  • أحمد موسى: حان الوقت لفتح ملف امتلاك إسرائيل لسلاح نووي في الشرق الأوسط
  • سياسات ترمب تقطع التمويل .. قناة الحرة تودع جمهور الشرق الأوسط