تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

حذرت وكالة أنباء "أسوشيتيد برس" الأمريكية من أن الصراع بين إسرائيل وحزب الله في لبنان يتصاعد بوتيرة سريعة للغاية في الأيام الأخيرة بما يُنذر بإشعال حرب شاملة قد تمتد إلى جميع أنحاء المنطقة.


وسلطت الوكالة - في سياق مقال تحليلي لمراسليها في المنطقة - الضوء على أول غارة جوية تنفذها إسرائيل بشكل واضح على وسط بيروت منذ ما يقرب من عام من الصراع وأدت إلى تدمير مبنى سكني في ساعة مبكرة من صباح اليوم الاثنين، في تطورات جاءت بعدما ضربت إسرائيل أهدافا في أنحاء لبنان وقتلت العشرات من الناس بينما تكبد حزب الله ضربات ثقيلة لهيكله القيادي، بما في ذلك اغتيال زعيمه حسن نصر الله.


وأفاد صحفي من "أسوشيتد برس" في مكان الحادث بأن الغارة الجوية أصابت مبنى سكنيا متعدد الطوابق كما أظهرت مقاطع فيديو سيارات إسعاف وحشدا متجمعا بالقرب من المبنى في منطقة سنية في الغالب مع شارع مزدحم تصطف على جانبيه المحلات التجارية.
وقال فصيل يساري فلسطيني في لبنان، لمراسل الوكالة، إن ثلاثة من أعضائه قُتلوا في الغارة الجوية.. حيث قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بيان صدر في وقت مبكر من اليوم، إن قادتها العسكريين والأمنيين في لبنان وعضوًا ثالثًا قتلوا في الهجوم، مع الإشارة إلى أن الجبهة لم تلعب دورًا كبيرًا في الصراع الدائر بين إسرائيل وحزب الله.. في الوقت الذي أعلنت فيه حركة حماس في وقت مبكر من اليوم أيضًا، أن ضربة أخرى قتلت قائدًا في حركة حماس، التي لها وجود في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.
وأبرزت الوكالة أن إسرائيل استهدفت في الأسبوع الماضي بشكل متكرر الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث يتمتع حزب الله بحضور قوي، بما في ذلك ضربة كبيرة يوم الجمعة الماضية أودت بحياة نصر الله لكنها لم تضرب مواقع بالقرب من وسط المدينة.
في الوقت نفسه، لم يعلق المسئولون الإسرائيليون على الفور، في حين أعلن حزب الله مقتل نبيل قاووق، نائب رئيس المجلس المركزي، يوم أمس الأول، مما يجعله سابع زعيم كبير في الحزب يُقتل في ضربات إسرائيلية في غضون أقل من أسبوع ومنهم الأعضاء المؤسسون للحزب الذين نجوا من الموت أو الاعتقال لعقود من الزمن، كما أكد حزب الله أن علي كركي، وهو قائد كبير آخر، قُتل في الضربة التي قتلت نصر الله وتقول إسرائيل إن ما لا يقل عن 20 شخصا آخر من حزب الله قُتلوا، بمن فيهم مسئول عن تفاصيل أمن نصر الله.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن ما لا يقل عن 105 أشخاص قُتلوا في جميع أنحاء البلاد في غارات جوية أمس الأحد.. مشيرة إلى أن ضربتين بالقرب من مدينة صيدا الجنوبية، التي تقع على بعد حوالي 45 كيلومترًا " أو 28 ميلًا" جنوب بيروت، أسفرتا عن مقتل 32 شخصًا على الأقل. 
وبشكل منفصل، أسفرت الضربات الإسرائيلية في محافظة بعلبك الهرمل الشمالية عن مقتل 21 شخصًا وإصابة 47 على الأقل.
وأفادت وسائل إعلام لبنانية عن عشرات الضربات في البقاع الأوسط والشرقي والغربي وفي الجنوب، بالإضافة إلى الضربات على بيروت، في حين تقول إسرائيل إنها تستهدف المسلحين، لكن الضربات أصابت مباني يعيش فيها مدنيون ومن المتوقع أن يرتفع عدد القتلى. 
وفي مقطع فيديو لضربة في صيدا، تحققت منه "أسوشيتد برس"، تمايل مبنى قبل أن ينهار بينما كان الجيران يصورون، ودعت إحدى محطات التلفزيون المشاهدين إلى الصلاة من أجل عائلة عالقة تحت الأنقاض ونشرت صورهم، حيث فشل رجال الإنقاذ في الوصول إليهم، وذكرت وزارة الصحة اللبنانية أن 14 مسعفًا على الأقل قتلوا على مدى يومين في الجنوب.
وردًا على التصعيد الدرامي في الضربات الإسرائيلية على لبنان، زاد حزب الله بشكل كبير من هجماته الصاروخية في الأسبوع الماضي، من عدة عشرات إلى عدة مئات يوميًا، حسبما قال الجيش الإسرائيلي، الأمر الذي أسفر عن إصابة عدة أشخاص وتسببت في أضرار، لكن معظم الصواريخ والطائرات بدون طيار اعترضتها أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية أو سقطت في مناطق مفتوحة. 
ويقول الجيش الإسرائيلي "إن ضرباته أدت إلى تدهور قدرات حزب الله وأن عدد عمليات الإطلاق كان ليكون أعلى بكثير لو لم يتم ضرب حزب الله".
وفي واشنطن، قال المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي إن الغارات الجوية الإسرائيلية في لبنان "قضت" على هيكل قيادة حزب الله، لكنه حذر من أن الحزب سيعمل سريعًا على إعادة بناء وترتيب صفوفه مجددًا.
وأضاف كيربي عن نصر الله:" أعتقد أن الناس أكثر أمانًا بدونه، نحن نراقب لنرى ما يفعلونه لمحاولة ملء هذا الفراغ القيادي، سيكون الأمر صعبًا حيث تم القضاء على جزء كبير من هيكل قيادتهم الآن".
وتجنب كيربي، في حديثه إلى إحدى وسائل الإعلام الأمريكية، الأسئلة حول ما إذا كانت إدارة بايدن تتفق مع الطريقة التي يستهدف بها الإسرائيليون قادة حزب الله وأكد فقط أن البيت الأبيض يواصل دعوة إسرائيل وحزب الله إلى الموافقة على وقف إطلاق نار مؤقت لمدة 21 يومًا طرحته الولايات المتحدة وفرنسا ودول أخرى خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الصراع بين إسرائيل وحزب الله لبنان حرب شاملة إسرائیل وحزب الله فی لبنان نصر الله حزب الله

إقرأ أيضاً:

دعوات ولقاءات حوارية من أجل مراجعة شاملة: ماذا أنجزنا وما هو المطلوب اليوم؟

تشهد الساحة الإسلامية والعربية حركة متواصلة من اللقاءات والحوارات المعلنة، وغير المعلنة من أجل إجراء تقييم شامل للتطورات التي حصلت منذ معركة طوفان الأقصى إلى الحرب على لبنان وغزة، وصولا لسقوط نظام الرئيس بشار الأسد والتداعيات الحاصلة من وراء كل ذلك.

وفي العاصمة اللبنانية بيروت تعقد العديد من الحلقات الحوارية من قبل مراكز دراسات وأبحاث، حيث شهدنا في الأسبوع الماضي عقد حلقة حوارية بدعوة من مركز الزيتونة للدراسات والأبحاث، وكذلك ندوة حوارية بدعوة من مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي. وتناولت الحلقتان تقييم معركة طوفان الأقصى ونتائجها، وكذلك الحرب على لبنان وفلسطين ودور قوى المقاومة ومحور المقاومة، وكيفية التعاطي مع التطورات المقبلة وخصوصا مشروع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين والعودة لمشروع التطبيع وكيفية توحيد الموقف الفلسطيني، والتطورات الأخيرة في سوريا.

وبعيدا عن الأضواء، عقدت سلسلة لقاءات بين قيادات إسلامية فاعلة في لبنان والعالم العربي مع عدد من الكوادر الإسلامية الفاعلة في لبنان لتقييم مختلف التطورات وكيفية مواجهة التحديات المختلفة، وخلال هذه اللقاءات دعت هذه القيادات إلى إجراء مراجعة شاملة لكل ما حصل خلال السنوات الأخيرة في العالم العربي ولا سيما منذ معركة طوفان الأقصى إلى اليوم، وذلك بهدف استخلاص العبر ووضع رؤية جديدة للحركات الإسلامية للمرحلة المقبلة.

هناك تحديات عديدة تواجهها الحركات الإسلامية وقوى المقاومة اليوم تتطلب إعادة تقييم الأداء لمعالجة كافة المشكلات التي برزت من خلال رؤية واقعية، ومن خلال إعادة دراسة كل التجارب الإسلامية السابقة
واعتبرت هذه القيادات أن القوى والحركات الإسلامية في لبنان والعالم العربي تواجه اليوم تحديات كبرى من جرّاء التطورات المتسارعة خلال السنتين الأخيرتين، ولذلك يجب دراسة السلبيات والإيجابيات التي حصلت وتقييم كل التطورات على مستوى الرؤية والأداء وتحقيق الأهداف التي وضعت، وطرح الأسئلة الصعبة حول المعارك التي جرت ونتائجها، والشعارات التي رُفعت ومدى تطابق هذه الشعارات مع القدرات والإمكانيات، وأنه لا بد من تقييم كل الأحداث من خلال الحوار مع القيادات المعنية والتي تمتلك المعطيات والمعلومات حول التطورات المختلفة وخصوصا في الجانب الأمني والعسكري.

وأضافت هذه القيادات الفاعلة خلال هذه اللقاءات الخاصة، والتي تعتبر جزءا من سلسلة لقاءات تقييمية وحوارية تشهدها الساحة الإسلامية اليوم، أن هناك تحديات عديدة تواجهها الحركات الإسلامية وقوى المقاومة اليوم تتطلب إعادة تقييم الأداء لمعالجة كافة المشكلات التي برزت من خلال رؤية واقعية، ومن خلال إعادة دراسة كل التجارب الإسلامية السابقة، وحتى التجارب والمعارك التي خاضها الرسول محمد (ص) وكيف كان يتعامل الرسول مع هذه المعارك وخصوصا عند حصول الأخطاء أو الثغرات والتي تحدث عنها القرآن الكريم، ولا سيما معركتي أُحد وحنين، وعلى ضوء ذلك يمكن دراسة التجارب التي تحصل اليوم ومعالجة الثغرات التي برزت.

وتؤكد القيادات الإسلامية الفاعلة أن دور الحركة الإسلامية لا ينحصر فقط بالمقاومة العسكرية، مع أهمية دور المقاومة في مواجهة العدو الصهيوني، فالمشروع الإسلامي هو مشروع شامل على كل المستويات السياسية والثقافية والفكرية والعلمية والاجتماعية، وهناك تحديات كبيرة يواجهها هذا المشروع اليوم سواء على مستوى الأهداف أو على أرض الواقع، وأن على القوى والحركات الإسلامية أن تقدم نموذجها الواقعي والحقيقي كي تقدم للناس والجمهور الصورة العملية وعدم الاكتفاء بالشعارات الكبيرة.

ومع تأكيد القيادات الإسلامية على أن المعارك الأخيرة في لبنان وفلسطين تضمنت مؤشرات إيجابية مهمة على مستوى الصمود والمقاومة ومنع العدو من تحقيق أهدافه، لكن في المقابل برزت أخطاء وثغرات تتطلب المعالجة والتفكير والبحث في آليات جديدة للعمل في المستقبل، وخصوصا على صعيد المعركة التكنولوجية والأمنية.

لا بد أن يكون هناك دور فاعل في المرحلة المقبلة للنخب الثقافية والفكرية كي تأخذ دورها الفاعل على صعيد الشأن العام، واعتماد الكفاءة والمعايير العلمية في اختيار القيادات والمسؤولين
ودعت هذه القيادات الإسلامية لمراجعة الأداء السياسي طيلة السنوات الماضية وتعزيز التشاور والحوار بين القيادات الإسلامية وأهمية الانفتاح على بقية الشركاء في الوطن؛ لأن ما جرى خلال الحرب على لبنان من احتضان كبير للنازحين من قبل كل أطياف المجتمع اللبناني أكد أهمية الوحدة الوطنية وأنه لا بديل عن العيش المشترك، وفي المقابل لا بد من مراجعة الأداء الثقافي والديني والتأكيد على أهمية الارتباط بالمشروع السياسي والإسلامي العام، والابتعاد عن الغلو والتطرف، وأنه لا بد أن يكون هناك دور فاعل في المرحلة المقبلة للنخب الثقافية والفكرية كي تأخذ دورها الفاعل على صعيد الشأن العام، واعتماد الكفاءة والمعايير العلمية في اختيار القيادات والمسؤولين.

وأضافت هذه القيادات الإسلامية أن المطلوب اليوم تقييم كل التطورات السياسية في لبنان وسوريا وإعادة قراءة ما جرى في السنوات الماضية والاستفادة من الاخطاء التي حصلت، والعمل لتحويل التطورات في سوريا إلى فرصة جديدة لتجاوز المشكلات التي حصلت خلال السنوات الماضية، وعدم التعاطي مع المتغيرات في سوريا وكأنها خسارة لمحور ضد محور، بل المطلوب إجراء حوارات واتصالات بعيدا عن الأضواء من أجل التعاون لمواجهة التحديات الجديدة وخصوصا التوغل الإسرائيلي في سوريا وما يخطط له الأعداء لتصفية القضية الفلسطينية.

وركز المشاركون في هذه اللقاءات على التعاون الإيراني- التركي- العربي وعدم العودة للصراع مجددا، لأن هذا هو السبيل الوحيد لتجاوز مختلف التحديات القادمة.

فهل تلقى دعوات القيادات الإسلامية تجاوبا من الحركات الإسلامية وقوى المقاومة وقادة دول العالم العربي والإسلامي؟ أو سنغرق في صراعات جديدة طائفية ومذهبية تخدم الأعداء؟ وهل سنشهد المزيد من الورشات الحوارية كي نجيب على السؤال المركزي اليوم: أين كنا وماذا أنجزنا وأين أصبحنا وما هو المطلوب اليوم؟

x.com/kassirkassem

مقالات مشابهة

  • الرئيس اللبناني يشدد على ضرورة انسحاب إسرائيل وإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين
  • دعوات ولقاءات حوارية من أجل مراجعة شاملة: ماذا أنجزنا وما هو المطلوب اليوم؟
  • الإمارات تؤكد رفض تهجير الفلسطينيين: لا استقرار إلا بحل الدولتين
  • محمد بن زايد وملك الأردن يؤكدان ضرورة منع توسيع الصراع في المنطقة
  • اليونيفيل: ضرورة انسحاب إسرائيل الكامل من جنوب لبنان لضمان استقرار المنطقة
  • "اليونيفيل": ضرورة انسحاب إسرائيل الكامل من جنوب لبنان لضمان استقرار المنطقة
  • أستراليا تفرض عقوبات على نعيم قاسم.. وحزب الله يعلق
  • إسرائيل تختطف مواطنًا لبنانيًا في الجنوب
  • على بعد أسبوعين.. هل تنسحب إسرائيل من الجنوب اللبناني كما هو متفق عليه؟
  • اندماج حزب الله في الجيش.. هل هو وارد؟