السليمي: الجزائر لعبت آخر أوراقها قبل اندلاع مواجهة عسكرية محتملة مع المغرب
تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT
أخبارنا المغربية - عبد المومن حاج علي
في خطوة أثارت جدلاً وسخرية واسعين، أعلنت الجزائر عن فرض التأشيرة على المواطنين المغاربة، في قرار يُنظر إليه كتصعيد إضافي في التوترات بين البلدين. يأتي هذا التحرك في إطار سلسلة من الإجراءات العدائية التي اتخذتها الجزائر مؤخرًا تجاه المغرب، مما يعمق من حجم الأزمة القائمة بين الجارين.
وأشار الدكتور عبد الرحيم منار السليمي، الخبير في الشؤون السياسية، في تدوينة، إلى أن هذا القرار يعكس حالة من التوتر النفسي المتزايد داخل النظام العسكري الجزائري، معتبرًا أن فرض التأشيرة على المغاربة هو بمثابة "آخر الأوراق" التي يلجأ إليها النظام الجزائري في سياق التصعيد، وربما قبل اندلاع مواجهة عسكرية محتملة مع المغرب. كما أوضح أن هذا التصعيد قد يكون إشارة إلى أن الجزائر وصلت إلى نقطة اللاعودة، وأن الخيارات المتاحة أمام النظام باتت محدودة.
وفي السياق نفسه، أشار السليمي إلى أن قرار فرض التأشيرة سيكون له تأثير كبير على العلاقات بين البلدين، حيث سيؤدي إلى مزيد من العزلة الجزائرية على المستوى الإقليمي. وأكد أن هذه الخطوة تعزز عزلة الجزائر عن نفسها، وتخلق حاجزًا إضافيًا أمام أي محاولات لإصلاح العلاقات الثنائية، حيث قال إن الجزائر أصبحت دولة أشبه بـ"السجن الكبير"، يواجه فيه الشعب الجزائري المزيد من القيود في ظل النظام الحالي.
ويأتي القرار بالتزامن مع بداية الولاية الثانية للرئيس عبد المجيد تبون، وهو ما يرى فيه السليمي استمرارًا لنهج النظام في توجيه العداء نحو المغرب، واستخدام هذا العداء كوسيلة للتعبئة الداخلية. كما اعتبر الخبير السياسي أن هذا الإجراء لا يعدو كونه مناورة سياسية تهدف إلى تحويل الأنظار عن الأزمات الداخلية التي تواجهها الجزائر، من خلال توجيه اللوم نحو المغرب.
وعلى ضوء هذه التطورات، تثار تساؤلات حول رد فعل المغرب، خاصة فيما إذا كانت الرباط ستقرر فرض التأشيرة على الجزائريين كرد بالمثل. وأشار السليمي إلى أن الوضع الحالي يعكس حالة من العجز داخل النظام العسكري الجزائري، الذي بات يلعب أوراقه الأخيرة في مرحلة خطيرة قد تقود إلى مواجهة عسكرية مباشرة مع المغرب.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: فرض التأشیرة إلى أن
إقرأ أيضاً:
تصاعد التحدي الإيراني في مواجهة ضغوط ترامب: استراتيجية مقاومة أم مواجهة حتمية؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يتبنى المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، موقفًا أكثر تحديًا في مواجهة التهديدات المتزايدة بالعنف من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد إيران.
وخلال زيارته لمعرض الدفاع في طهران، حثّ خامنئي الحكومة الإيرانية على تعزيز قدراتها العسكرية، مؤكدًا أن "التقدم لا يمكن إيقافه، ولا يمكننا أن نكون راضين". وأضاف بشكل واضح: "اليوم، قوتنا الدفاعية معروفة، وأعداؤنا يخشون ذلك".
التصعيد المتبادل بين ترامب وخامنئي وضع الولايات المتحدة وإيران في مسار تصادمي مباشر، ورغم أن إيران ليست موضوعًا رئيسيًا في مؤتمر ميونيخ للأمن لهذا العام، إلا أن تأثيرها حاضر في عدة أزمات عالمية، خاصة في ظل الأزمة المستمرة في غزة، ما يجعلها تحديًا أمنيًا لكل من الولايات المتحدة وأوروبا.
ما وراء تحدي خامنئي
يرى دامون غولريز، المحلل الاستراتيجي في معهد لاهاي للجيوسياسية، أن "مبادرات ترامب الدبلوماسية تجاه خامنئي، إلى جانب سياسة 'الضغط الأقصى' التي تنتهجها إدارته، أضعفت موقف المرشد الأعلى".
وأضاف، أن "الأسابيع الأخيرة شهدت انفتاحًا ملحوظًا من كبار المسؤولين الإيرانيين تجاه فكرة التفاوض المباشر مع ترامب"، معتبرًا أن معارضة خامنئي للمحادثات النووية مع واشنطن نابعة من "تراجع سلطته على المستويين المحلي والإقليمي".
وأشار إلى أن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، الحليف الوثيق لطهران، العام الماضي، ألحق ضررًا بالغًا بالمكانة الإقليمية لإيران. أما داخليًا، فإن خامنئي يواجه ضغوطًا متزايدة.
وأوضح المحلل الأمني والسياسي حسين آقائي أن "الخطر الأكبر الذي يخشاه خامنئي ليس خارجيًا، بل داخلي".
وأشار إلى أن "السيناريو الأسوأ للمرشد الأعلى هو استغلال الأغلبية الصامتة من الإيرانيين الساخطين الفرصة التي تتيحها تهديدات واشنطن للتحرك ضده، في وقت يكون منشغلًا بالأزمات الخارجية".
وبالتالي، يمكن تفسير موقف خامنئي المتشدد تجاه الولايات المتحدة على أنه محاولة لمواجهة التهديدات الداخلية التي تهدد موقعه.
هل يمكن لترامب استخدام القوة العسكرية ضد طهران
لا تزال القدرات النووية الإيرانية نقطة خلاف رئيسية بين البلدين، حيث تعتبر إدارة ترامب أن "منع إيران من امتلاك سلاح نووي" هو ركيزة أساسية في استراتيجيتها للضغط الأقصى.
وفي هذا الصدد، يرى آقائي أن "إدارة ترامب من غير المرجح أن تنخرط في نزاع واسع النطاق مع إيران"، لكنه أضاف: "نظرًا لأن البرنامج النووي الإيراني المتقدم يُنظر إليه على أنه تهديد للأمن العالمي، فإن الرئيس ترامب يدرس خيارات لمنع النظام الإيراني من بناء قنبلة نووية، بما في ذلك شن ضربات جوية وقائية".
ولتجنب هذا السيناريو، يتفق الخبراء على ضرورة أن تمنح إيران الدبلوماسية فرصة. وقال آقائي: "الكرة الآن في ملعب إيران"، لكنه استدرك قائلًا إن "التوصل إلى اتفاق نووي كما يقترحه ترامب أمر ممكن، لكنه ليس مرجحًا".
وأضاف أن "النظام الإيراني يعتقد أنه إذا دخل في مفاوضات مع الولايات المتحدة، فسيتعين عليه تقديم تنازلات هائلة لترامب في قضايا حساسة، مثل الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة وشبكة وكلائه في المنطقة، ولذلك تفضل طهران المماطلة في محادثات غير حاسمة".
ما القادم بالنسبة لإيران؟
إلى جانب المخاوف قصيرة المدى بشأن اندلاع أعمال عنف جديدة في الشرق الأوسط، يرى المحلل الاستراتيجي غولريز أن الولايات المتحدة بحاجة إلى استراتيجية طويلة المدى للتعامل مع إيران، بهدف تحويلها إلى دولة قادرة على التعايش السلمي في المنطقة والمجتمع الدولي.
لكنه أشار إلى أن "نهج ترامب يركز على إبرام اتفاقيات قصيرة الأجل مع الأنظمة الاستبدادية"، مستشهدًا بانسحاب إدارته من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. وأضاف: "أعتقد أن استراتيجيته تجاه إيران ستجمع بين التهديد العسكري الجاد والعقوبات الاقتصادية الصارمة".
من جانبها، ترى الناشطة الإيرانية المقيمة في الولايات المتحدة، مسيح علي نجاد، أن مقاربة ترامب قصيرة المدى تحمل أهمية كبيرة، معتبرة أن "المجتمع الدولي لا يبذل جهودًا كافية للتعامل مع النظام الإيراني المتشدد".
وقالت في تصريحات على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن: "المفاوضات النووية تمنح النظام الإيراني الوقت لإعادة تنظيم صفوفه"، مؤكدة أن "الوقت للتحرك هو الآن".
وأضافت أن "إيران في أضعف حالاتها حاليًا، حيث لم يعد المواطنون من الطبقتين الوسطى والفقيرة يدعمون النظام الإسلامي، فالناس سئموا ويريدون حياة طبيعية".
وفي سياق متصل، أكدت مصادر دبلوماسية إسرائيلية لموقع "المونيتور" أن الولايات المتحدة وإسرائيل توصلتا إلى "تفاهم كامل" بشأن كيفية مواجهة البرنامج النووي الإيراني، حتى في حال عدم التوصل إلى اتفاق.
ووفقًا لما أوردته صحيفتا "وول ستريت جورنال" و"واشنطن بوست"، استنادًا إلى تقييمات استخباراتية أمريكية صدرت الشهر الماضي، فإن إسرائيل ترى فرصة محتملة لشن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية منذ بداية هذا العام.
وأشارت التقارير إلى أن إسرائيل تعتمد في تقييمها على ضعف إيران بعد الهجوم الإسرائيلي الذي وقع في 26 أكتوبر، والذي أدى إلى تدمير جزء كبير من دفاعاتها الجوية، بالإضافة إلى زيادة تقبل الولايات المتحدة لخيار التدخل العسكري.
لقاء ترامب ونتنياهو
خلال زيارته إلى واشنطن هذا الشهر، التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، حيث أكدا على رؤية مشتركة حول الخطر الذي تشكله إيران، وذلك بعد محاولة طهران استهدافهما معًا.
وقد ظهر الزعيمان، المعروفان بنهجهما المتشدد تجاه إيران، في حالة انسجام وثيق، حيث أكدا أنهما لن يسمحا لإيران بامتلاك أسلحة نووية.
وبينما تنفي إيران سعيها لامتلاك سلاح نووي، تصر إسرائيل على أن طهران تكذب، وأنها تسعى للحصول على قنبلة نووية بهدف تدمير الدولة اليهودية.
ونقل "المونيتور" عن أحد المقربين من نتنياهو قوله: "رئيس الوزراء في موقف لا يخسر فيه شيئًا. إذا نجح ترامب في التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، فمن المرجح أن يكون هذا الاتفاق أفضل بكثير من اتفاق أوباما، كما أن نتنياهو مقتنع بأن جزءًا كبيرًا من المطالب الإسرائيلية سيتم تلبيته بفضل التعاون الوثيق مع الولايات المتحدة".