تجربة الحصول علي عمل في كندا
في إعقاب ما تم نشره من ملامح من الحياة في كندا التي أطلع عليها البعض وصلتني عدة أسئلة وأستفسارات . لماذا فقط الكتابة عن الجوانب المضيئة ولا توجد أشارة للسلبيات في المجتمع الكندي ، حتي أن البعض ذهب في محاباتي لكندا بالعمالة . لماذا لم أتطرق للأمراض المذمنة في الدول الغربية ؟ هل الكل في كندا يعيش في بحبوحة كما عكستْ بعض الصور للمجتمع الكندي ؟ الاجابة قطعاً لا.
وصلت كندا في 22 سبتمبر 1991 كشخص يحق له الاقامة الدائمة وفي معيتي شهادة دكتوراه في الهندسة الكيميائية تخصص في حماية البئية وأدارة الموارد وبراءة أختراع إضافة الي مبلغ 500 دولار . لا يفوتني في هذا المقام أن أشكر الاخ هاشم بدر الدين والأخت سمية عبدالمجيد علي إستقبالهم و إستضافتهم لي . وقتها كان الحديث عن البيئة يدور علي أستحياء في مجالس علمية محدودة بخلاف كندا التي كان وما زال لها دوراً رائداً في حماية البيئة ، وهذا من الأسباب التي دفعتني للهجرة لها بعد أن تمت إحالتي للصالح العام . تصورت منذ أن تطأ قدامي هذا البلد المضياف أن أتحصل علي عمل في ظرف أسبوع أو شهر علي الأكثر كما ينبغي . الخطوة الأولي في الحصول علي عمل كان تقييم الشهادة في مراكز علمية كندية حيث تمت معادلتها بأنها تعادل درجة الدكتوراة من الجامعات الكندية . هذا التقييم دفعني أكثر للبحث عن وظيفة في مجال تخصصي . في هذا الوقت تم توفير سكن لي وزوجتي عن طريق مؤسسة الضمان الأجتماعي . ومن ثم بدأ مشوار البحث عن عمل .
أتصلت بالجامعتين الموجودتين بمدينة أتاوا التي وصلتها لكي التحق بالتدريس أو البحث العلمي . أحدي الجامعتين كان ردها أن مجال التدريس أو البحث العلمي أولي به خريجيها ، لسببين اولاهما تشجيع المبرزين منهم للألتحاق بهيئة التدريس والسبب الثاني لمعرفتها التامة بهؤلاء الخريجين مقارنة بخرجين أتوا بشهادات من جامعات أخري . أما الجامعة الثانية أتجهت لها لكي أعمل متطوعاً بمختبراتها في بحث علمي . لم يجد طلبي قبولاً بحجة العمل في مختبر يتطلب تأميناً صحياً لدرء مصائب الدهر والجامعة في العادة تتكفل بالتأمين الصحي لطلبتها ولا توجد جهة تتولي تأميني . والسبب الثاني أذا قدر الله ووجدت عملاً براتب فأنني بالضرورة سأترك العمل التطوعي قبل أن أنجزه بالكامل . أمام هذه الردود قررت أن أرجع ثانية لمقاعد الدراسة وهذا يتطب في الدراسات العليا وجود مُشرف وله ميزانية مالية لتمويل البحث . بحثت عن مشرف وعرضت عليه شهاداتي وأوضحت رغبتي في العمل معه لتحضير شهادة الدكتوراة . وبعد أن أطلع علي الشهادات تعجب ورفض أن أكون طالباً له وكان رده أن أمكانياتي العلمية لا تقل من أمكانياته فكيف يحق له أن يقبلني طالباً أضافة الي أن قبولي في هذا البرنامج للدراسات العليا لنيل شهادة الدكتوراة للمرة الثانية يفرض علي دفع رسوم مالية عالية للتحصيل العلمي الذي قد تكون أضافته لا تتعدي العشرة بالمائة مما اصلاً تحصلت عليه من مستوي دراسي . أمام هذا الباب في الحصول علي شهادة علمية كندية لشخص مؤهل تتوالد العقبات . إتصلت بجهة حكومية (الضمان الأجتماعي) لكي يساعدني في الحصول علي عمل وهي الجهة التي تكفلت بأعاشتي وزوجتي طيلة هذه الفترة في البحث عن عمل . تم إرسالي لمدرسة لتعليم اللغة الأنجليزية لغير الناطقين بها أملاً في رفع مقدراتي اللغوية التي تأهلني للالتحاق بسوق العمل حيث يتم تقييم معرفتي باللغة ومن ثم أستيعابي في كورس لغة علي حسب المستوي الذي يناسب قدراتي . أتت نتيجة إختبار اللغة محبطة إذ ليس لي حوجه بتعلمها مما يعني جاهزيتي للالتحاق بالقوي العاملة في سوق العمل . هذا البحث المضني أستمر أكثر من عام .
بعد هذه المحاولات أتجهت للبحث عن الأعمال الهامشية التي ليس لها علاقة بالمؤهلات العلمية . الرحلة بدأت بمحطات القود ولم يكن لي حظاً أحسن من المحاولات في الجامعات والمعاهد العليا . محطات البنزين طالبت بخبرة كندية كغيرها من المرافق وكذلك العمل بالمتاجر . صادف بالقرب من السكن دار لعرض الأفلام السينمائية وأفقوا علي التعيين كعامل نظافة وطربت لهذه الموافقة لانها علي الأقل تعطي (الخبرة الكندية) التي تعتبر أول البنود في السيرة الذاتية لسوق العمل الكندي وفي نهاية المقابلة أستفسروا عن رخصة القيادة الكندية فتعجبت وسألت عن السبب في هذا الطلب الغريب وماهي العلاقة بين عامل النظافة ورخصة القيادة فجأت الأجابة أن الأدارة التي وقع عليها العطاء بالتنظيف تقوم بتنظيف دور العرض في أماكن مختلفة مما يتطلب ترحيل أدوات وماكينات النظافة من دار عرض الي أخري بالسيارة الشيئ الذي يتطلب رخصة ، وبالطبع لم أستوفي هذا الشرط .
صادف أن في الجهة المقابلة للسكن تم فتح فصول لتعليم اللغة الأنجليزية لغير الناطقين بها . أتصلت بمدير المدرسة وهو رجل من أصول أفريقية من دولة القابون يدعي (أباي كوكر) لكي إعرض عليه خدماتي . أقترح أن يعينني عامل نظافة بصورة غير قانونية لكي أقوم بتظيف الفصول والمكاتب وملحقاتها من الحمامات . شرح لي أسلوب تشغيل الماكينة الكبيرة التي تستعمل في تنظيف الفصول وقام بتدريبي عليها براتب وقدره 7 دولار في الساعة . شكرته كثيراً لأن هذه الوظيفة أصلاً تتبع لنقابة عمال النظافة والتعيين لها يتم بأسس وشروط مختلفة عبر النقابة وهي وظيفة محترمة حيث يصل راتبها الي ثلاثة أضعاف أو أكثر من ما تم عرضه علي مع شروط خدمة معاشية مرضية . وافقت علي هذا العرض وبدأت إعمل في هذا الموقع ليلاً . علي المستوي الخاص في هذه الفوضي الأنسانية والأجتماعية إضافة الي الأعباء الأقتصادية رُزقنا بمولودنا الأول (أمير) وأطلقنا عليه أسم أمير تيمناً بالطبيب المصري الأصل أمير حمايا الذي كان يشرف علي متابعة زوجتي اثناء فترة الحمل . أمير الأبن تخرج طبيباً حيث يعمل حالياً بمدينة أتاوا. نصحنا الطبيب أمير حمايا بصورة مهذبة أن نطلق علي مولودنا الجديد أسم من أسماء الأنجلوساكسون حتي لا يعاني المولود الجديد من أسم عربي في وسط أجتماعي مختلف الأ أننا لم نسمع النصيحة . كثيرون من الشباب العربي يستبدلون أسماءهم في هذا البلد لكي يتناسب مع المحيط الأجتماعي الذي يعيشون فيه ولنا في المليانير السوداني محمد فتحي (مو) أسوة حسنة . إضافة الي وظيفة عامل النظافة وجدت عملاً آخر وهو توزيع الصحف المحلية المجانية التي تعلن عن المحلات التجارية في الحي علي المنازل . هذا العمل في العادة يقوم به تلاميذ المدارس الأولية و الاوسطي . والتوزيع عادة يتم بالأرجل علي منازل الحي .
وعلي الجانب الآخر الحقنا أمير بدار حضانة في المبني المجاور وكانت (قيتا) المسئولة عن رعايته أمرأة في غاية اللطف . عرضت علي أن أشتري سيارتها الكورية بمبلغ زهيد وهو 400 دولار . في هذا القطر أهم الأشياء التي يحتاجها المرء في البحث عن عمل تتمثل في قيادة السيارة ودراية بالحاسوب . هذه الملكات هي بمثابة الأرجل والأيدي . عرض السيدة (قيتا) مغري للغاية ولكن توجد صعوبة في الحصول علي المبلغ المطلوب . لا يمكن لي أن أطلب سعر أقل من سعر العرض بكل المقاييس . الشيئ الذي يمكن أن أطلبه هو تقسيط المبلغ . مشكورة وافقت (قيتا) علي الطلب وأصبحنا نملك سيارة . أمتلاك السيارة الهدف منه أن يساعد في تحسين الدخل وبالتالي رفع مستوي المعيشة . أنا وصديقي جلال حسين الذي حضر الي كندا في العام الذي يلي حضوري ولحق بي في محاولاتي للاختراق سوق العمل الكندي ، أشتركنا في معظم هذه المحاولات البحثية سوياً بدأً من الذهاب الي المعاهد الأكاديمية ومروراً بكل هذه العقبات وفي نهاية المطاف تحصلنا علي عمل مره في الأسبوع براتب علي ما أذكر يصل الي 15 دولاراً في الساعة . طبيعة العمل تتلخص في وضع إعلانات علي لوحات زجاجية لمحلات تجارية في أبنية حكومية وعمارات سكنية محددة ، هذا بالطبع بحبوحة مقارنة بالدخل السابق .
والي اللقاء في الحلقة القادمة .
حامد بشري
29 سبتمبر 2024
hamedbushra6@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الضمان الأجتماعی الحصول علی عمل فی الحصول علی فی کندا أکثر من عمل فی فی هذا
إقرأ أيضاً:
"في ظِلال الحياة"
المعتصم البوسعيدي
إضاءة: هذه المقالة قراءة مختصرة لكتاب "في ظِلال الحياة" السيرة الذاتية لسيدي الوالد حمود بن أحمد بن علي البوسعيدي؛ حيث عايَشْتُ تفاصيل الكتاب من الألف إلى الياء، وعلى لسان الوالد استنطقتُ الكلمات.
يتدفّقُ الطين من حيواتِ الذكرى، أسلافٌ مرّوا من هُنا. يتدفّقُ الطين من قريةٍ يُداعبُ السعف قلعتها، ويبلّلُ الفلج سكّتها، والإنسانُ هو الإنسان، جيلًا بعد جيل؛ يفرحُ لضحكتها، ويحزنُ لدمعتها. يتدفّقُ الطين يروي الحكاية، ويكتُبُ القصة، افتحوا الكتاب، واقرأوا عنوانه: (في ظِلال الحياة)، ظِلال "شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها" ستة فصول في السماء.
من أين أنا؟ من سيدٍ فخمٍ قاد الجحافل، وسيدٍ سفير السلاطين، أمير القوافل، وسيدٍ أضاءَ الدروب بالفروضِ والنوافل، وسيدٍ امتطى صهوة الصافنات في الميادينِ والمحافل. تعلّمتُ على عصا "المُعلّم" الألف باء، والسبع المثاني، وشربتُ من مجلسَيْ الصيف والشتاء السمت العُماني، رددتُ أناشيد الصبا: "يا توّاب تب علينا / وارحمنا وانظر إلينا"، ولعبتُ "الشل واللكد"، وأطلقتُ البارود، وصليتُ في الوادي، ورزفتُ بالسيف وهتفتُ بالعازي، وجربتُ التجارة مع أخي سالم، متنقّلًا بين سمد الشأن ومطرح على شاحنة "بيت فرد"، وتحمّمتُ في "باغ" زهران، واقتربتُ من المدرسة السعيدية، وابتعدتُ حتى نادى المنادي.
في "بيتِ شهاب"، أعادَ التاريخ نفسه، لوّحتُ بالجواز منتصرًا، وحملتُ حقيبة السفر مغتربًا، والأحلام ترقصُ على إيقاعِ "يا مال يا مال". عانينا من وعثاء الطريق، واجهنا إعصار البحر، اقتربنا من الموت وشهادة الغريق، سقطتُ مغشيًا عليّ. لم تكن دبي دار الحي، ولا قطر استراحة الفي، حتى إذا وصلنا البحرين، غسلنا جباهنا من "عين عذاري"، لكننا تجرّعنا الأمرّين؛ لفحتنا ضربات الشمس، وتشققت أيادينا، طوب على طوب، وحجر على حجر، والعُماني مع ضنك العيش وحاجة اللقمة، يواسي بعضه بعضًا برزفة الفخر والاعتزاز: "إن جات يومًا تحت لمبات المقيل / أركض على الديانة والديانة سم". لم ينفعني "سيكل الريلي"، فعُدتُ للوطن على السفينة "دامرة" ببضع نقود وحلوى بحرينية تطفئ شوق الغربة.
أشرقت في الوطن أنوار العمل بعد موافقة "ناظر الداخلية"، مُخابر اللاسلكي على جهاز "الناين تين"، مع رفاق الدرب الأول. سكنتُ حلة "الدلاليل" بمطرح، ثم نُقلتُ إلى الرستاق، ورافقتُ يومًا الخبير الإنجليزي "شبير" في مهمة عمله الرسمية حتى الوصول إلى منزل السيد حمد بن حمود بمسقط، ومضيتُ في العمل نحو قريات، وزرتُ عبري الواعدة، وفي يوم الثالث والعشرين من يوليو عام 1970م استقبلتُ برقية البشرى الجديدة، رفعنا العلم، وأطلقنا الأعيرة النارية، تجمع الناس، فتلا السيد العلامة حمد بن سيف، والي وقاضي قريات البيان الأول لأعزّ الرجال وأنقاهم: "شعبي… أتحدث إليكم كسلطان مسقط وعُمان، بعد أن خلَفتُ والدي..." فعمّت الأفراح، وردّد الناس أهازيج السعادة.
واصلت العمل في ظل نهضة عُمان الحديثة في جهاز اللاسلكي، لكنني التجأتُ- بعد حين- إلى السيد فهر بن تيمور ليتوسّط لي عند "الناظر" لقبول استقالتي، فقفلتُ راجعًا إلى قريتي. تعلّمتُ قيادة السيارة بعدما اجتزتُ "عقبة ريام"، ثم ضاقت عليّ الأرض بما رحبت، لكنها اتسعت؛ فعُدتُ إلى اللاسلكي، مُخابرًا على طاولة جهاز "الكاميكل"، والتقينا بالسلطان الجديد لأول مرة عند زيارة عمه السيد ماجد بن تيمور والي مطرح، ثم في لقاء ثانٍ بعد زيارة تفقدية مُفاجئة لمجمّع الوزارات. كنتُ قد سكنتُ “الزبادية”، ثم “دارسيت”، واحتفلنا ذات يوم بيوم النصر، وتجولتُ متبخترًا بعد طول انتظار بسيارتي الأولى البرتقالية "تويوتا بيك أب" التي "تكنسلت" في حادث سير. وحينما قررتُ طلب النقل لعدم كفاية راتبي (45 ريالًا عُمانيًا)، رنَّ هاتف العمل:
– أنت حمود؟
– نعم، أنا حمود.
– لقد تمَّ تعيينك نائبًا لوالي خصب. بلّغ واستلم رسائلك.
مشوار الولاية بدأ- كما ذكرت- من خصب عام 1978م، وحصنها الشامخ، يومها كان الوالي السيد محمد بن علي، والقاضي الشيخ أحمد بن إبراهيم الكمالي. عامٌ فقط، ثم تسلّقتُ جبل "الحوراء" بينقل مع الوالي عبدالله اليعقوبي، وقاضيها الرقيشي. كما كُلفتُ في نفس الفترة بأعمال والي ضنك عند خروجه للإجازة أو المهام الرسمية. ومع مطلع الثمانينات، وجدتُ نفسي في ولاية شناص، نائبًا للوالي خميس المقبالي في البداية، ثم السيد ناصر بن علي، والرفيق العزيز القاضي أبو عبيدة، الذي كان يضع قلمه على عمامته؛ فما إن تُفتح قضية حتى نغلقها على الفور. عامٌ يمر، وتأتي رياح الشرقية من بوابة جعلان بني بوحسن، أطلقنا فيها مدفع "المسهل"، وكان الرفاق هناك كُثُر، لعلّي أذكر منهم: الوالي الشيخ سالم بن حمود المالكي، والقاضي الشيخ إسحاق بن أحمد البوسعيدي، مع تكليفي أحيانًا بأعمال والي الكامل والوافي.
رست مراكبي على شواطئ ساحل العفية صور، هناك التقيتُ بالوالي السيد المرداس بن أحمد، ثم خلفه الشيخ سليمان الغافري، وزاملتُ فيها الأخ والصديق القاضي الشيخ سالم القلهاتي. وفي صور الحكايات بحر غزير، التقينا هناك برموز الدولة ممثلي جلالة السلطان في الاحتفالات الوطنية، منهم أصحاب السمو السادة: طلال بن طارق، وتركي بن محمود، وسالم بن علي. ومع الانشغال بالكثير من الأعمال والمهام، إلا أن هناك سانحة من الوقت لمكاتبة الأهل والأصحاب، قبل أن يصدر قرار تعييني واليًا على الجارة وادي بني خالد، مسك ختام مشوار الولاية، وماء النقاء الذي أعادني إلى بلد الميلاد.
كان التقاعد فرصة جديدة لاكتشاف قرية الأخضر؛ المزرعة، والمنازل، واستقرار الأسرة بعد التنقل والترحال. ولا يخلو الأمر من المسؤولية؛ فقد اخترتُ أن أكون عضوًا في لجنة شؤون الأراضي بسمد الشأن، مع مسؤولية النظر في أحوال النيابة بشكل خاص، والولاية بشكل عام. علاوة على ذلك اعدت اهتمامي بالشعر والشعراء، فقد قمتُ في ستينيات القرن الماضي بطباعة ديوان شعر لأخي سالم في مملكة البحرين، والتقيتُ في فترة توليّ ولاية وادي بني خالد بأحد أكبر شعراء عُمان في عهدها الحديث؛ الشاعر والأديب القاضي أبو سرور الجامعي. وهكذا مضت الحياة، حتى لحظات لملمة الأوراق الهاربة بين دفتي كتاب، أسجل فيه مروري لأقول شيئًا في هذا العالم، ثم ماذا؟ كفى بحرف "الياء" ختام قصيدة شعر قلتها ذات يوم على ترانيم فن العازي: "والياء يبارك ربنا، ويحفظ لنا سلطاننا / ويدوم عز بلادنا، والله مجيب السائلين ... هو الذي يُحيي العظام، من بعد ما كانت حُطام / صلّوا على خير الأنام، محمد ختام المرسلين".