سودانايل:
2024-09-30@11:36:08 GMT

انتصارات الجيش

تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT

تأمُلات

كمال الهِدَي
. غرابة سلوكياتنا وتصرفاتنا ومواقفنا بدأت مند زمن ليس بالقصير وليست وليدة الفترة الحالية التي يشهد فيها بلدنا حرباً عبثية قضت على الأخضر واليابس ودمرت الوطن وشردت من بقوا أحياء من أهله.

. لكن المحير في أمرنا أننا مع كل مصيبة جديدة وبدلاً من استيعاب الدروس القاسية نزداد غرابة وسذاجة وطيشاً.



. انتفض الشعب وقدم أرواح خيرة شبابه من أجل تغيير نظام تجار الدين واللصوص والقتلة والمغتصبين.

. وها نحن بعد مرور سنوات من الفشل والخذلان بسبب توقفنا دائماً في منتصف الطريق، وفقدان روح المثابرة لإكمال ما نبدأه، ها نحن نشاهد جموع من ذات الشعب الثائر يحتفون بإنتصارات مزعومة لذات المغتصبين والقتلة واللصوص الذين ثرنا ضدهم.

. والسبب دائماً هو تفكيرنا الرغبوي وانجرارنا وراء العاطفة وتصديقنا لكل ما نقرأه أو نسمعه دون تمحيص أو تروٍ.

. هب أن سذاجتنا وبساطتنا دفعتانا لتصديق فرية أن موازين القوة في الحروب يمكن أن تنقلب رأساً على عقب خلال سويعات أو أيام معدودة- وهذا أمر لا يصدقه أو يتوقعه عاقل- فما الذي يبرر خروج السودانيين بالمئات لتأييد تقدم جيش الكيزان الذي يقود معركة لا علاقة لنا بها في هذا المحور أم ذاك!

. وما هو مبرر ترديد الأناشيد الوطنية في مثل هذه الأوقات وكأن جيش الكيزان البغيض (وطني جداً) ويقاتل قوات غازية نزلت في أرض السودان بطائرات الصهاينة وحلفائهم!

. ألا يقاتل هذا الجيش مليشيا صنعها بإيدي قادته الخونة العملاء، ولا يزال يقود عملياتها عدد مقدر من ضباط هذا الجيش نفسه!

ألم يبدأ عرابهم الترابي بتجنيس الأجانب ومنحهم الجواز السوداني نظير حفنة دولارات ولأجل غايات غير نبيلة!

. فكيف بالله عليكم يزعم الواحد منكم بأنه يؤيد الجيش لأن هذه الحرب وجودية، وأن جل الجنجويد أجانب احتلوا بلدنا!

. بلدنا أُحتل منذ العام ٨٩، وبسبب تنازلنا كشعب عن حقوقنا استمر هذا الاحتلال لعقود طويلة وكان طبيعياً أن تصل الأمور لمرحلة هؤلاء الجنجويد.

. لما تقدم لا أفهم موقف أي عاقل يناصر أياً من طرفي هذه الحرب القذرة التي تستهدف إنسان السودان وبأيدي سودانيين قبل أن يكون ذلك بأيدى الأطراف الخارجية التي لا ينكر إلا مكابر أدوارها القذرة، لكن يبقى السؤال دائماً: من الذي سمح بكل هذه التدخلات سوى الكيزان صُناع الجنجويد ومخربو كل جميل في هذا السودان وباعة أراضينا منذ زمن طويل!

. لن تُحسم الحرب بهذه السهولة حتى وإن تقدم الجيش في عدد من المحاور، أو سيطر الجنجويد على محاور أخرى.

. وأي إنتصار (بعيد المنال) لأي من الطرفين يُفترض أن يُقابل بالأسى والحزن لا بالأفراح والأهازيج لو كنا شعب واعٍ ووطني كما ندعي.

. فالبلد قد تدمر، والمنشآت خُربت والبيوت نُهبت وأحُرقت في حرب عبثية كان من الممكن أن نضغط كشعب منذ الساعات الأولى لإيقافها.

. لكننا لم نفعل وانقسمنا حولها بجهالة، وما زلنا بعد كل هذه الأشهر الطويلة والخراب والدمار الشامل نتوهم أن إنتصار أي من طرفيها يمكن أن ينقذ البلد من الأسوأ.

. ولأننا شعب يستغرق دائماً في الجزء ويتجاهل الكل متعمداً يحتفل بعضنا داخل وخارج البلد بإنتصارات يظنون أنها ستقضي على الجنجويد، ناسين كل انسحابات الجيش وخيانة الكثير من قادته التي أسقطت مدناً بأكملها.

. لكنه دأبنا الذي لا نرغب في التخلي عنه، فنحن في الكرة يستهزي الأهلة بالمريخاب ويعتبرونهم جنجويد لأن حميدتي دعم ناديهم في فترة ما متغافلين حقيقة أن من يديرون الهلال منذ فترة جوكية كيزان فاسدين احتكروا السلع الحيوية وساهموا في تدمير اقتصاد البلد كما زادوا نيران الحرب الحالية اشتعالاً، و(مطنشين) فكرة أن إدارتي الناديين في وقت مضى دعمتا القتلة (البرهان وحميدتي) عندما كانا أحبة متناغمين.

. وننسى أيضاً أن هلالنا الذي نتباهى بكونه نادي الحركة الوطنية لُقب ب (سيد البلد) وأن هذا البلد بأكمله قد أضاعه هؤلاء الكيزان المراوغين الذين يجلبون لنا المحترفين والمدربين الأجانب بأموال قذرة.

. وفي السياسة نريد القضاء على مليشيا الجنجويد لكننا نغض الطرف عن حقيقة أن هذا الجيش الواهن يقاتلها بدعم حركات ومليشيات أيضاً، وأنه حتى لو قدر له سحقها (وهو المستحيل بعينه لإعتبارات عديدة) ، يكون بذلك قد سلم مصيرنا لمليشيات أخرى.

. فيا لغرابتنا كشعب تضحك من غفلاته وسذاجته الأمم بإعتباره الشعب الوحيد في عالمنا الذي يفرح ويهلل لمن يدمرون وطنه ويحتفي بالحرب والدمار، وفي ذات الوقت نتمشدق بعبارات من شاكلة "نحن شعب محب للسلام" وكأن من يغنون للقتل ويرددون (بل وجغم) ويتبادلون فيديوهات القتلى البشعة كائنات نزلت علينا من الفضاء.

kamalalhidai@hotmail.com

   

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

غريزمان يعلن اعتزاله اللعب دوليا

أعلن نجم المنتخب الفرنسي وبطل العالم 2018، أنطوان غريزمان، اعتزاله كرة القدم دوليا الإثنين "بقلب مليء بالذكريات" حسب ما ذكر على حسابه الخاص في منصة "إكس".

وكتب لاعب أتلتيكو مدريد الإسباني (137 مباراة دولية، 44 هدفا)، البالغ من العمر 33 عاما "أغلق هذه الصفحة من حياتي".

وقال لاعب برشلونة الإسباني سابقا في الفيديو الذي نشره "ببالغ التأثر أعلن اعتزالي كلاعب في منتخب فرنسا، بعد عشر سنوات مذهلة".

وتابع في فيديو بلغت مدته دقيقتين ويُظهر أبرز لحظاته بقميص المنتخب ومنها الفوز بمونديال روسيا وأهدافه الستة في الطريق لبلوغ نهائي كأس أوروبا 2016 "لقد حان الوقت اليوم بالنسبة لي لطي الصفحة وإفساح المجال للجيل الجديد".

وتابع "غريزو" في رسالته التي حيا فيها المدرب ديدييه ديشان والجماهير: "شكرا لمدربي، ثقتكم ودعمكم طوال مسيرتي الدولية كان ضروريا لتطوري كلاعب".

وعانى غريزمان من أداء متذبذب في كأس أوروبا الأخيرة حيث لم يشركه ديشان في التشكيلة الأساسية لمباراتين وأبرزها في نصف النهائي أمام إسبانيا (1-2)، وأكدّ لاحقا في مقابلة مع برنامج "تيليفوت" في سبتمبر أنه لا يرغب في التوقف عن اللعب مع المنتخب.

وقال آنذاك: "لا، بالنسبة لي المنتخب الفرنسي شيء مهم للغاية ومصدر فخر، لقد أردت ذلك دائما منذ أن كنت صغيرا. كنت هناك دائما للعب وتمثيل فرنسا، وبعد ذلك كان الأمر متروكا لديشان للاختيار".

وفاز غريزمان مع المنتخب الفرنسي بلقب كأس العالم 2018 ووصل معه إلى نهائي مونديال 2022 ونصف نهائي كأس أوروبا 2024.

مقالات مشابهة

  • غريزمان يعلن اعتزاله اللعب دوليا
  • عودة: هل يجوز أن يبقى البلد بلا رأس في هذا الوقت؟
  • لماذا يظهر الناس ابتهاجا باخبار انتصارات الجيش؟
  • ان شاء الله ليخرجن الجنجويد من السودان أذلة صاغرين
  • كامالا هاريس: سأدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها دائما
  • الجيش السوداني يحقق انتصارات واسعة ويطبق حصارا شبه كلي على قوات الدعم السريع .. تفاصيل ومبشرات
  • الجنجويد والفصل السابع في الانجيل
  • قطع طريق العودة الى تشاد.. السودان مقبرة الجنجويد!!
  • الجنجويد اصبحوا بين هالك وبعاتي ومعاق