جلستك هذه ذكرتني رجل الفولة بلد البساطة والهمبريب والحليب الطازج الخالي من البانسلين أو علي الاقل الخالي من لبن البودرة المركون علي مر السنين والخالي أيضا من موية الرز الغبشاء .
شربنا في رجل الفولة حليب مغطي بالقشطة الصفراء مشهد فعلا يسر الناظرين ومن هذا الحليب يستخلص الروب المسبك الذي يساعد في إزالة الأرق ومريح للمعدة والأعصاب وقابل للأكل بسكر ومن غير سكر عكس الزبادي المصنع الذي تكثر به المواد الحافظة وطعمه غير مستساغ وبه مادة زحلوقية مثل الويكة فهل هؤلاء القوم من جماعة شركات منتجات الألبان يكون من وراءهم خير غير النكد ورفع الأسعار لسلعهم الفاسدة غير القانونية عديمة الاخلاق والمواصفات .


جلستك هذه وانت متحكر في عنقريب محترم معتق أمام راكوبة مربعة من المشمع وتمسك بعصا مغروزة في الأرض وكأنها صولجان وانت مرتاح علي الاخر مبتسم ابتسامة يحسدك عليها المصطافون في جزر الكناري كانت تحتاج أن يكون وراءك زريبة من ابقار كنانة الجميلة المنتجة لاجود الحليب وان يكون حولك أيضا أشجار من الشجر المثمر ونجيلة طبيعية وجدول ماء وزخات من المطر .
هذه هي الطبيعة من غير مساحيق في ريفنا الجميل الذي لم يعرف ولن يعرف التلوث متفوقا علي أمريكا وأوروبا وكل هؤلاء الكذابين الذين يخترعون افتك الأسلحة ليدمروا بها البلدان النامية حسدا من عند أنفسهم لأن أي شيء عندهم مصنوع وباهت يدمرهم هم شخصياً قبل أن يدمروا به الآخرين.
مادامت الصورة وانت تجلس علي العنقريب السرير التقليدي للأمة السودانية العريقة فأنت لست نازح رغم ظروف الحرب اللعينة العبثية المنسية طالما انك في كسلا أو القضارف أو اي مكان ببلادنا الحبيبة فكلنا أشقاء إخوة واخوات وحتي جنوبنا الحبيب الذي نال استقلاله وانت الهلالابي المطبوع رأيت اهلنا في الجنوب كيف كانوا يشجعون الهلال والمريخ وفريقنا القومي ويرددون معنا نشيد العلم السوداني .
هذه جلسة أي إنسان يجب أن يفخر بها ويعرضها في اوروبا وامريكا للشعوب هنالك فهؤلاء الشعوب علي عكس حكامهم يحبون البساطة ويحترمون الشعوب المقهورة ويقدمون لهم العون.
تحياتي للجميع وتقبلوا تحيات الجميع هنا وكلنا إن شاء الله في انتظار العودة لتراب الوطن ولاهلنا الطيبين في طول البلاد وعرضها.
ودمتم في رعاية الله وحفظه.

عمكم حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي..
القاهرة .

ghamedalneil@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

دور الشعوب في كسر الحصار عن غزة.. صوت الضمير في مواجهة آلة الإبادة

منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، يشنّ الكيان الصهيوني حربا شاملة على قطاع غزة، تجاوزت كل الخطوط الحمراء. حرب لم تترك بشرا ولا حجرا، استُخدمت فيها كل أدوات الإبادة الجماعية: القصف العشوائي، والحصار الشامل، ومنع الغذاء والماء والدواء، واستهداف المدنيين والمستشفيات والمدارس ومراكز الإيواء.

أرقام تعكس هول الجريمة:

- أكثر من 60000 شهيد غالبيتهم من الأطفال والنساء.

- ما يزيد عن 120000 جريح، بينهم عشرات الآلاف بإصابات بالغة وتشوهات دائمة.

- أكثر من 1.9 مليون نازح من أصل 2.3 مليون نسمة، أي أكثر من 85 في المئة من سكان القطاع.

- تدمير أكثر من 70 في المئة من البنية التحتية في غزة، بما في ذلك المدارس والمستشفيات والمساجد.

- استهداف أكثر من 500 منشأة طبية، وانهيار تام للمنظومة الصحية.

- منع دخول الوقود والمياه والمواد الغذائية الأساسية منذ أكثر من 150 يوما.

- مئات الأطفال ماتوا جوعا أو بسبب نقص الرعاية الطبية، وفق تقارير الأمم المتحدة.

واجب الأمة الإسلامية اليوم ليس خيارا، بل فرض عين، فعلى الدول الإسلامية قطع العلاقات فورا مع الكيان الصهيوني، ووقف كل أشكال التطبيع السياسي والاقتصادي والإعلامي، ودعم المقاومة بكل السبل، والتحرك في المحافل الدولية لمحاكمة قادة الاحتلال كمجرمي حرب. وعلى الشعوب والأفراد نصرة القضية بالكلمة، والصوت، والمقاطعة، ودعم أهل غزة بالمال والدواء والضغط السياسي، وفضح الجرائم
إن هذه الإحصاءات ليست مجرد أرقام، بل هي أرواح تُزهق، وأُسر تُباد، ومجتمع يُمحى من الوجود أمام أعين العالم.

وفي مقالي السابق على موقع "عربي21"، بيّنت كيف أن صمت الأنظمة وتواطؤ القوى الكبرى جعل الاحتلال يشعر بالإفلات من العقاب، بل وبالشرعية الكاملة لجرائمه. واليوم، أجدني أوجه حديثي بشكل مباشر إلى الشعوب: أنتم الأمل الباقي، والرهان الحقيقي.

إن واجب الأمة الإسلامية اليوم ليس خيارا، بل فرض عين، فعلى الدول الإسلامية قطع العلاقات فورا مع الكيان الصهيوني، ووقف كل أشكال التطبيع السياسي والاقتصادي والإعلامي، ودعم المقاومة بكل السبل، والتحرك في المحافل الدولية لمحاكمة قادة الاحتلال كمجرمي حرب. وعلى الشعوب والأفراد نصرة القضية بالكلمة، والصوت، والمقاطعة، ودعم أهل غزة بالمال والدواء والضغط السياسي، وفضح الجرائم في كل منصة، وفي كل منبر..

وأقولها لأحرار العالم: إن لم تتحركوا الآن، فمتى؟ فإن سقطت غزة اليوم، فغدا يسقط الحق في عواصمكم.

ما الذي يمكن -ويجب- أن تفعله الشعوب؟

1- الحراك الشعبي المستمر:

لا بد من استمرار المسيرات، والاعتصامات، والفعاليات التضامنية في كل الساحات، وفي العواصم العالمية بشكل متزامن ومنظم.

2- الضغط على الحكومات:

مطالبة الحكومات بشكل علني بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني، ووقف أي شكل من أشكال التطبيع أو التعاون الأمني والعسكري أو الاقتصادي.

3- المقاطعة الشاملة:

دعم حملات مقاطعة البضائع والشركات الداعمة للعدوان، وخاصة الشركات الأمريكية والصهيونية المتورطة مباشرة في تسليح الاحتلال، (مثل HP، Caterpillar، Starbucks، McDonald’s، وغيرها). المقاطعة سلاح الشعوب الفعّال، وقد بدأت بالفعل تؤتي ثمارها.

4 - فضح الإعلام المتواطئ:

رفع الصوت ضد الرواية الكاذبة التي تروجها وسائل الإعلام الغربية التي تصور المجازر على أنها "دفاع عن النفس"، وتعمل على تجريم المقاومة.

5 - تفعيل منصات التواصل:

تحويل حسابات الأفراد إلى منصات مقاومة، بنشر الأخبار الموثقة، والصور الحقيقية، والأصوات الغائبة من غزة، وكسر الحظر الرقمي المفروض على المحتوى الفلسطيني.

6- التبرع والدعم المادي والإغاثي:

دعم المؤسسات الموثوقة التي تقدم الإغاثة لأهالي غزة، لا سيما في ظل انهيار النظام الصحي، ونقص الغذاء والماء، وغياب أي خدمات أساسية.

7 - التواصل مع البرلمانات وممثلي الشعوب:

الشعوب الحرة تستطيع الضغط من خلال ممثليها في البرلمانات، ودفعهم لاتخاذ مواقف واضحة من الحرب، والوقوف مع القضية الفلسطينية.

ختاما؛ ليس المطلوب من الشعوب أن تكون جيوشا، بل أن تكون ضميرا حيا لا يسكت.. ليس المطلوب أن نعبر المعابر، بل أن نكسر جدار الصمت، ونحاصر المحتل إعلاميا واقتصاديا، ونفضح شركاءه.. غزة لا تطلب المستحيل، بل تطلب أن يستيقظ الضمير الإنساني فلا تخذلوها.

نقولها من أمام كل سفارات وقنصليات القتل والاحتلال: لن نخاف، لن نصمت، لن نخون.. سنظل مع فلسطين حتى النصر، مع الأقصى حتى التحرير، مع غزة حتى تندحر آلة الإبادة.. وما النصر إلا من عند الله.

والسلام على الشهداء.. المجد للمقاومة.. والحرية لفلسطين.

مقالات مشابهة

  • رسائل عن شم النسيم 2025
  • دور الشعوب في كسر الحصار عن غزة.. صوت الضمير في مواجهة آلة الإبادة
  • محمد وازن يكشف عن تمرد داخل الجيش الإسرائيلي بسبب الحرب على غزة
  • أماني غادرت منزلها ولم تعد لغاية تاريخه.. هل من يعرف عنها شيئًا؟
  • أنشيلوتي لجماهير ريال مدريد: البرنابيو لا يعرف المستحيل
  • عدة روايات.. ما قصة المهندس العراقي الذي قتل في أحد السجون؟
  • الغويل: أنا شخصيا مرحب بقرار ترامب بمنع الليبيين من دخول أمريكا
  • سيرك طنطا لن يكون الأخير.. حكايات ومآسي مروضي الحيوانات المفترسة
  • أحمد موسى: ماكرون يعرف جيدًا قيمة الرئيس السيسي ودوره الإقليمي والدولي
  • أسرار الانتصار.. كيف تحافظ المقاومة على قوتها