وزارة الثقافة المصرية قدمت صالون ثقافى "مصر مسرحا للأحداث في روايات لوفينو"
تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT
واصلت وزارة الثقافة المصرية إبداعها الفني والفكري بتقديم أنشطة ثقافية مميزة من خلال دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتورة لمياء زايد، التى تحرص ضمن نشاطها الثقافي والفكري على إثراء الساحة المصرية بفعاليات تحمل الطابع الثقافي الراقى، وبالتعاون مع مؤسسة مصر الآن للتنمية والثقافة، نظمت صالونًا ثقافيًا مميزًا بعنوان "مصر مسرحًا للأحداث في روايات لوفينو" على المسرح الصغير.
ألفريدو لوفينو
استضافت خلاله الكاتب الإيطالي البارز ألفريدو لوفينو،أستاذ علم المصريات بجامعة تورينو ونائب رئيس دار الحكمة بإيطاليا، والدكتور وسيم السيسي الباحث في تاريخ مصر القديمة.
بحضور المترجم إسلام فوزي، والدكتور فوزى عيسى الأستاذ بقسم اللغة الإيطالية بكلية الألسن جامعة عين شمس،مع حضور مميز من جمهور الثقافة والفكر وعدد كبير من الجاليات الإيطالية بالقاهرة.
افتتح الدكتور فوزي عيسى الصالون بكلمة معبرة عن سعادته بوجوده في دار الأوبرا المصرية، تلك المنارة الثقافية العريقة. وأشاد بالجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة الثقافة في تنظيم هذا الحدث الفريد، ثم بدأ بتناول محاور الصالون، متطرقًا إلى الرواية الأولى بعنوان "الشهر الثالث من الفيضان"، والتي تدور حول جريمة قتل في مصر القديمة، يتهم فيها شخص بريء ويحكم عليه،كان فقط يسعى لإنقاذ زوجته الأميرة. تلى ذلك استعراض أحداث الرواية الثانية "انتقام الملكة"، والتي تحكي عن عالمة آثار تبحث عن والدها المختفى خلال بعثة أثرية، وتكتشف أثناء رحلتها مقبرة نفرتيتي، زوجة إخناتون. وسرد عيسى كيف أن لعنة الملكة مع اقترابهم من مقبرتها أدت إلى إغلاق المقبرة على والدها وعالم الآثار، مشيرًا إلى براعة التصميم الهندسي للمقبرة وحمايتها بواسطة باب مخفي بالرمل الناعم وصخرة ضخمة. واختتم كلمته بشكر الدكتور وسيم السيسي على حضوره الكريم.
وقد تميز اللقاء بمشاركة الباحث المرموق الدكتور وسيم السيسي، الذي أضفى على الحوار بعدًا أعمق من خلال مناقشاته الغنية عن تاريخ مصر القديمة وأهمية تناولها في الأدب العالمي،حيث عبّر عن تقديره الكبير للحضور، متحدثًا عن إعجابه الكبير برواية "انتقام الملكة"، ومشيدًا بقدرة لوفينو على حل لغز الجريمة ببراعة. ولفت إلى عبقرية تصميم المقبرة الفرعونية، موضحًا تفاصيل الصخرة والرمال الناعمة التي تحكم إغلاق الباب المخفى.
كما أشار إلى خطأ تاريخي شائع يتمثل في الاعتقاد بتعدد الآلهة في مصر القديمة، موضحًا أن إخناتون ونفرتيتي كانا من أوائل دعاة التوحيد.
واستشهد بكتابات على هرم أوناس من الأسرة الخامسة منقوشة بالهيروغليفية، التى تشير إلى عقيدة التوحيد وتعني "واحد أحد ليس له ثاني"، وأشار أن الخلافات فى تلك الحقبة الزمنية كان سياسيا فى الأساس وليس دينيا مستعرضا عدة اقوال وكتابات خلال تلك الفترة تدلل على عظمة الإله الواحد، واختتم حديثه بعرض تسجيلى لأقوال مفكرين وعلماء آثار تؤكد على مفهوم التوحيد في مصر القديمة.
في ختام الصالون، تحدث الكاتب الإيطالي ألفريدو لوفينو معربًا عن امتنانه الشديد للحضور، ووجه شكره للدكتور وسيم السيسي على ملاحظاته القيمة، والدكتور فوزي عيسى على ترجمة رواياته إلى العربية،وكذا الشكر للمترجم أسامة فوزى،وعبر عن سعادته البالغة بتواجده في مصر برفقة ٢٥ من أصدقائه الإيطاليين، معتبرًا هذه اللحظات من أسعد الأوقات في حياته.
وأعلن لوفينو عن مشروعه الجديد لنشر كتاب يتضمن دليل سياحى باللغة الإيطالية عن مصر من العصر الفرعوني وحتى العصر الحديث الحالى، ليصبح الكتاب رقم ٣٦فى مسيرته.
كما أشار إلى التحديات التي واجهته في كتابة رواياته التسع، مؤكدًا أنه منذ سبعينيات القرن العشرين يدور النقاش حول وحدانية الإله في مصر القديمة.مع الإشارة إلى الفروق الجلية بين تناول الدراسات لهذه القضية وإتسامها بالجمود بلا روح،عن فن الرواية التى تعيش شخصياتها بداخل المؤلف أو بداخلنا وأعرب عن سعادته الكبيرة بترجمة روايته إلى العربية، مختتمًا حديثه بتأكيد حبه لمصر وإيطاليا على حد سواء.
وعلى مدار الصالون، تفاعل الجمهور مع المناقشات العميقة التي تناولت التاريخ المصري القديم وأسرار الحضارة الفرعونية، فيما كانت الترجمة الدقيقة التى ألقاها إسلام فوزى جسرًا ممتدًا بين ثقافتين عريقتين،ليخرج الحضور وقد استمتعوا بليلة فكرية ثرية تعزز من روابط الثقافة بين مصر وإيطاليا.
وبهذا الصالون الثقافى أكدت وزارة الثقافة من خلال دار الأوبرا المصرية على رسالتها المستمرة في بناء جسور المعرفة بين الحضارات المختلفة، لتظل مصر دائمًا وأبدًا قبلة للفكر والفن، ومسرحًا للأحداث العالمية، سواء في الماضي أو الحاضر.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الأوبرا المصرية الثقافة المصرية الدكتور وسيم السيسي تاريخ مصر القديمة الدکتور وسیم السیسی فی مصر القدیمة وزارة الثقافة
إقرأ أيضاً:
لمدة 5 سنوات.. وزارة الثقافة تحصل على حق الانتفاع لـ أرض «سيمبوزيوم أسوان»
حصلت وزارة الثقافة، ممثلة في صندوق التنمية الثقافية، على حق الانتفاع بالأرض المخصصة لإقامة ورش سيمبوزيوم أسوان الدولي للنحت لمدة خمس سنوات، وذلك في إطار جهود الوزارة لدعم الفنون التشكيلية والحفاظ على التراث الثقافي.
وقال الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة: إن هذا القرار يأتي ضمن خطة تعزيز النشاط الثقافي، وتطوير التجهيزات الفنية الخاصة بالأنشطة الثقافية، تأكيداً على التزام الوزارة بدعم الفعاليات الثقافية الكبرى التي تعزز مكانة مصر الثقافية إقليميًا ودوليًا.
وثمَّن وزير الثقافة، الدعم المقدم من محافظ أسوان اللواء الدكتور إسماعيل كمال، للفعاليات الثقافية والفنية بالمحافظة، والتي تكللت بهذه الخطوة الهامة.
وفوض وزير الثقافة، المعماري حمدي السطوحي، رئيس صندوق التنمية الثقافية، للتوقيع على عقد حق الانتفاع، والتحضير لفعاليات سيمبوزيوم أسوان واحتفالات تعامد الشمس في فبراير القادم، ووضع خطة شاملة لتطوير وتجهيز الموقع بالشكل اللائق الذي يتناسب مع أهمية النشاط واحتياجات الفنانين.
وأوضح المعماري حمدي السطوحي، رئيس صندوق التنمية الثقافية، أنه عقد اليوم بمحافظة أسوان اجتماعات تحضيرية ضمت المهندس عمرو لاشين، نائب محافظ أسوان، وممثلين عن الإدارات المعنية بالمحافظة، حيث تم مناقشة ترتيبات الدورة القادمة لسيمبوزيوم أسوان، والذي سيتضمن هذا العام العديد من الأنشطة الثقافية والفنية الموازية، بجانب الترتيب لأن يكون الختام متكاملاً مع احتفالات التعامد مساء 22 فبراير.
وأكد أن الفترة القادمة ستشهد أنشطة ثقافية وفنية على مدار العام، بالتعاون مع قطاعات وزارة الثقافة والمحافظة.
تجدر الإشارة إلى أن سيمبوزيوم أسوان للنحت يُعد أحد أهم الفعاليات الثقافية والفنية في مصر، حيث يجمع نخبة من الفنانين من مختلف أنحاء العالم لإبداع أعمال فنية متميزة تحت سماء أسوان الساحرة.
اقرأ أيضاًالثقافة تقدم ورشا متنوعة ضمن فعاليات أسبوع «أهل مصر» للأطفال بشرم الشيخ
قصور الثقافة تُعلن شروط التقديم للمسابقة الأدبية بالغربية
فعاليات فنية وثقافية لـ قصور الثقافة بالغربية ضمن مشاركتها بمبادرة «حياة كريمة»