شمسان بوست:
2025-03-02@21:29:55 GMT

هل الحوثيون يمتلكون فعلاً صاروخًا فرط صوتي؟

تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT

شمسان بوست / متابعات:

سواء كان الحوثيون يمتلكون صواريخ فرط صوتية أم لا، يعتقد المحللون أنه من الضروري اتخاذ إجراءات أكثر حزمًا تجاه تدفق الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين في اليمن.

صنعاء – في الخامس عشر من سبتمبر، أطلق الحوثيون صاروخًا باليستيًا نحو إسرائيل، في أطول هجوم نفذته الجماعة على الأراضي الإسرائيلية حتى الآن.

ورغم أن الصاروخ سقط في منطقة مفتوحة بالقرب من مطار بن غوريون الدولي، إلا أنه لم يُسجل أي إصابات، واكتفى بإحداث أضرار مادية.

في الساعات التي تلت الهجوم، قدم قادة الحوثيين ادعاءات غريبة بشأن الضربة، مدعين أن السلاح المستخدم كان صاروخًا فرط صوتي. يُستخدم هذا المصطلح للإشارة إلى الصواريخ القادرة على السفر بسرعة لا تقل عن 5 ماخ، أي خمسة أضعاف سرعة الصوت. لا يثير هذا الادعاء القلق بسبب السرعات العالية فقط، بل لأن الصواريخ الأسرع من الصوت تتمتع بقدرة على المناورة أثناء الطيران، مما يجعل من الصعب على أنظمة الدفاع الصاروخي اعتراضها، على عكس الصواريخ الباليستية التقليدية التي تتبع مسارًا يمكن التنبؤ به.

في الوقت الذي نفى فيه مسؤول في قوات الدفاع الإسرائيلية قدرة الصاروخ على الوصول إلى سرعات تفوق سرعة الصوت، أشار مسؤولون حوثيون لاحقًا إلى أن الصاروخ قطع مسافة تزيد عن 2000 كيلومتر بسرعة 9 ماخ.



إضافة إلى ذلك، زاد الحوثيون من جهودهم، حيث نشروا مقطع فيديو مدته دقيقتان يظهر إطلاق صاروخهم المسمى فلسطين – 2، والذي كان مكتوبًا على جانبه كلمة “فرط صوتي” باللغة الإنجليزية. كما ادعوا أن صاروخ فلسطين – 2 يتمتع بمدى يصل إلى 2150 كيلومترًا، ويعمل بالوقود الصلب على مرحلتين، ويمتلك شكلًا من أشكال “تكنولوجيا التخفي”، بالإضافة إلى إمكانية الوصول إلى سرعات تصل إلى 16 ماخ. وزعم الحوثيون أيضًا أن هذا النظام قادر على التهرب من معظم أنظمة الدفاع الجوي المتطورة، بما في ذلك القبة الحديدية الإسرائيلية.

تشير إميلي ميليكين، مديرة الإعلام والاتصالات في مركز رفيق الحريري، في تقرير نشره المجلس الأطلسي إلى أن مزاعم الحوثيين بشأن هذه التكنولوجيا المتقدمة يجب أن تؤخذ بحذر كبير. حتى الآن، لم تُظهر سوى الولايات المتحدة والصين والهند وروسيا قدرات تفوق سرعة الصوت. فعلى سبيل المثال، أسرع سلاح يفوق سرعة الصوت، وهو صاروخ زركون الروسي، لا يمكنه السفر إلا بسرعات تصل إلى 8 ماخ وبمدى 1000 كيلومتر.

نظرًا للعقوبات الدولية وحظر الأسلحة المفروض على الحوثيين وإيران، يبدو من غير المحتمل أن يتمكن الحوثيين أو داعموهم من تطوير نظام أقوى بمرتين من النظام الذي ابتكره الروس. علاوة على ذلك، تميل إيران إلى المبالغة في تقدير إنجازاتها العسكرية. فعلى سبيل المثال، ادعت طهران أنها طورت طائرة مقاتلة شبحية تُدعى قاهر 313، ولكن تبين لاحقًا أنها كانت مجرد نموذج مجسم يُرجح أنه غير قادر على الطيران.

حتى إذا تمكنت إيران من تطوير قدرات تفوق سرعة الصوت، فمن غير المحتمل أن تنقل هذه الأسلحة إلى الحوثيين. فتكاليف تطوير هذه الأنظمة وإنتاج مثل هذه التكنولوجيا بكميات كبيرة تعني أن هذه الأسلحة المتقدمة ستكون في حالة نقص، وسيتم الاحتفاظ بها لاستخدام الحرس الثوري الإيراني.

إذا قرر الحرس الثوري نقل بعض إمداداته المحدودة، فمن غير المتوقع أن تُخصص هذه الأسلحة للحوثيين. على الرغم من تلقي الحوثيين دعمًا من النظام الإيراني لأكثر من عقد، كما يتضح من الهجمات عبر الحدود التي شنها الحوثيون ضد الإمارات العربية المتحدة في عام 2022، فإن التقارب الأخير بين إيران والإمارات لم يمنع الحوثيين من الاحتفاظ بدرجة معقولة من الاستقلال عن إيران.

في حال تم نقل الأسلحة، فمن المرجح أن تُوجه إلى مجموعة أخرى تحت سيطرة النظام بشكل أكثر مباشرة، مثل حزب الله في لبنان. ومع ذلك، لم يمنع ذلك الحوثيين أو الحرس الثوري من الادعاء بخلاف ذلك.



وفي مارس الماضي زعم تقرير روسي أن المتمردين المتمركزين في اليمن يمتلكون صاروخًا فرط صوتي يعمل بالوقود الصلب وقادرا على الوصول إلى سرعات تصل إلى 8 ماخ. كما زعم أن المجموعة تنوي البدء بتصنيع النظام لاستخدامه في الهجمات على الشحن في البحر الأحمر والأراضي الإسرائيلية.



ومن جانبه يزعم الحرس الثوري الإيراني منذ عام 2022 على الأقل أنه طور سلاحًا فرط صوتي قادرًا على الوصول إلى سرعات تصل إلى 15 ماخ ومدى 1400 كيلومتر. وعلى الرغم من عدم وجود تقارير عن اختبار النسخة الأولى من مثل هذا السلاح، كشف الحرس الثوري عن نسخة “مطورة” من صاروخ فاتح الأسرع من الصوت بعد أكثر من عام بقليل.



وزعمت بعض المصادر أن إيران أطلقت صواريخ فاتح هذه خلال هجومها في 14 أبريل الماضي على الأراضي الإسرائيلية وأن الأنظمة أفلتت من أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية. ولكن مجرد كون الصاروخ لم يكن أسرع من الصوت لا يعني أنه يجب تجاهل الهجوم. ففي الواقع هناك ثلاثة تفاصيل حاسمة تجعله نقطة تحول مهمة في هجوم الحوثيين ضد إسرائيل والمصالح الإسرائيلية.

أولاً، كان الصاروخ أطول هجوم مسجل على الأراضي الإسرائيلية من اليمن، حيث قدرت حتى التقارير غير الحوثية أن الصاروخ طار أكثر من 1900 كيلومتر قبل أن يتحطم، ما وضع أهدافًا إسرائيلية جديدة في المدى. وثانيًا، كان النظام قادرًا على تجنب أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية جزئيًا على الأقل، حيث وجدت التقييمات الأولية للقوات الجوية الإسرائيلية أن نظام أرو الخاص به أصاب الصاروخ، لكنه لم يدمره بالكامل.



وأخيرًا، من بين أمور أخرى، زعم الحوثيون مرارًا وتكرارًا أن النظام يستخدم الوقود الصلب، وهو أمر مهم إذا كان صحيحًا لأن الصواريخ التي تعمل بالوقود الصلب تستغرق وقتًا أقل في الإعداد والإطلاق من تلك التي تعمل بالوقود السائل، ما يجعل استهدافها أكثر صعوبة بالنسبة إلى الولايات المتحدة والقوات المتحالفة. ومع تهديد الحوثيين بشن هجمات إضافية قبل الذكرى السنوية لهجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 على إسرائيل، يجب على الولايات المتحدة وإسرائيل وحلفائهما في المنطقة الاستعداد للمزيد من الهجمات.

وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة أرسلت طرادات ومدمرات إضافية قادرة على الدفاع ضد الصواريخ الباليستية، بالإضافة إلى سرب مقاتلات والمزيد من الدفاعات الصاروخية الباليستية البرية، فإن الجهود الرامية إلى اعتراض الأسلحة الإيرانية ومكونات الأسلحة أثناء نقلها إلى الحوثيين تحتاج إلى إعطاء أولوية أكبر، حتى أن الولايات المتحدة علقت بأن إيران ترسل كمية “غير مسبوقة” من الأسلحة إلى المتمردين.

ولأن هذه الهجمات تعمل على إضفاء الشرعية على مزاعم الحوثيين بأنهم في حالة حرب مع إسرائيل، وتعزيز الدعم المحلي والدولي لهم قبل مفاوضات السلام مع المملكة العربية السعودية، لا ينبغي أن نتوقع أن تتوقف في أي وقت قريب.

المصدر: شمسان بوست

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الحرس الثوری أنظمة الدفاع سرعة الصوت ا فرط صوتی صاروخ ا

إقرأ أيضاً:

قادة ماليزيا وكولومبيا وجنوب أفريقيا: غزة أثبتت فشل النظام الدولي وخطة ترامب تطهير عرقي

انتقد رئيس وزراء ماليزيا أنور إبراهيم، ورئيسا كولومبيا غوستافو بيترو، وجنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، النظام الدولي، والأمم المتحدة، مؤكدين أن حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة "أثبتت فشل النظام الدولي".

وفي مقال مشترك نشرته مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، وصف القادة الثلاثة مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة بأنه "تطهير عرقي" و"انتهاك صارخ لأسس القانون الدولي".

واستهل القادة مقالهم بتساؤل استنكاري: "ما الذي تبقى من النظام الدولي؟"، أضافموا أنه "لأكثر من 500 يوم، واصلت إسرائيل بدعم من دول قوية توفر لها غطاء دبلوماسيا ومعدات عسكرية ودعما سياسيا، انتهاك القانون الدولي بشكل ممنهج في غزة".

واعتبروا أن "هذا التواطؤ وجه ضربة مدمرة لنزاهة ميثاق الأمم المتحدة ومبادئه الأساسية المتعلقة بحقوق الإنسان، والمساواة السيادية بين الدول، وحظر الإبادة الجماعية".

وشدد قادة ماليزيا وكولومبيا وجنوب إفريقيا على أن "نظاما دوليا يسمح بقتل 61 ألف شخص (بغزة) لا يمكن وصفه بأنه يفشل فحسب، بل إنه قد فشل بالفعل".

وأكدوا أن أفعال إسرائيل في غزة تعتبر انتهاكا واضحا للقانون الدولي، و"الأدلة على ذلك واضحة، وتُبث مباشرة عبر هواتفنا، وتقيّمها أعلى المحاكم الدولية".


مقترح ترامب لغزة
في مقالهم المشترك، اعتبر قادة ماليزيا وكولومبيا وجنوب إفريقيا، أيضا، أن المقترح الأخير للرئيس ترامب بشأن "الاستيلاء على غزة"، بمثابة "تطهير عرقي لسكانها الفلسطينيين، وتهديد مباشر لأسس القانون الدولي، الذي يجب على المجتمع الدولي الدفاع عنه".

وحذروا من أن تنفيذ هذا المقترح من شأنه أن "يشكل انتهاكا جسيما للقانون الدولي والمبادئ الأساسية المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة".

ورغم تفاؤل أولي ساد العالم بضغوط لترامب سهلت التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بغزة، فإن مواقف الأخير المنحازة كليا إلى دولة الاحتلال إثر توليه مهامه رسميا بعد ذلك بيوم واحد أدت لتحول هذا التفاؤل إلى تشاؤم.

ومن أبرز هذه المواقف، إعلانه خلال مؤتمر صحفي مع نتنياهو مطلع الشهر الجاري، نية الولايات المتحدة الاستيلاء على غزة بعد تهجير الفلسطينيين للخارج، وخاصة إلى مصر والأردن، وهو ما قوبل برفض واسع على المستويات الفلسطينية والعربية والدولية.

قرار أممي تاريخي
في مقالهم كذلك، أشاد قادة ماليزيا وكولومبيا وجنوب أفريقيا بتبني الجمعية العامة للأمم المتحدة "قرارا تاريخيا" في أيلول/ سبتمبر 2024، "يحدد التزامات الدول القانونية لضمان إنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني".

وأوضحوا أن هذا القرار "حظي بتأييد ساحق من قبل 124 دولة، وأكد ضرورة "ضمان المساءلة لإسرائيل عن جميع انتهاكات القانون الدولي من أجل إنهاء الإفلات من العقاب، وتحقيق العدالة، وردع الانتهاكات المستقبلية، وحماية المدنيين، وتعزيز السلام".

وأشار القادة في مقالهم إلى أنه لهذا السبب، وبالتعاون مع بوليفيا وكوبا وهندوراس وناميبيا والسنغال وجزر بليز، "أطلقوا مجموعة لاهاي، وهي تحالف ملتزم باتخاذ إجراءات حاسمة ومنسقة لضمان مساءلة إسرائيل على جرائمها".

وأضافوا أن حكوماتهم ستمنع كذلك "نقل الأسلحة والمعدات العسكرية إلى إسرائيل في الحالات التي يثبت فيها وجود خطر بأن تُستخدم هذه الأسلحة في انتهاك القانون الدولي الإنساني أو حقوق الإنسان، أو في ارتكاب جرائم إبادة جماعية".

ولفتوا إلى التزامهم، أيضا، بـ"منع رسو السفن التي تحمل وقودا أو معدات عسكرية في موانئها، إذا كان هناك خطر واضح بأن تُستخدم هذه الشحنات لدعم العمليات العسكرية الإسرائيلية التي تنتهك القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان".

وقالوا: "في عالم مترابط، تمتد آليات الظلم عبر شبكات الإمداد العالمية. فلا يمكن تصنيع الأسلحة المتطورة دون المعادن والمكونات والتكنولوجيا وشبكات الخدمات اللوجستية التي تربط القارات ببعضها. ومن خلال تنسيق سياساتنا، نهدف إلى بناء حاجز يحمي القانون الدولي".


وقف نار هش
وبخصوص اتفاق وقف إطلاق النار بغزة، اعتبر قادة ماليزيا وكولومبيا وجنوب إفريقيا أن "الوقف الأخير للأعمال العدائية، وتبادل الأسرى، وعودة العائلات الفلسطينية النازحة، خطوات مرحّب بها نحو حل سلمي لهذه الكارثة التي لا تُحتمل".

واستدركوا: "مع ذلك، فقد أثبت وقف إطلاق النار بالفعل هشاشته، وأصبحت مسؤوليتنا الجماعية في ضمان سلام دائم أكثر إلحاحا من أي وقت مضى".

وشددوا على أنه "لا يمكن للنظام الدولي أن يستمر إذا قوّضه الذين يستخدمون حق النقض (الفيتو) والعقوبات لحماية الحلفاء من المساءلة، أو يوظفون المساعدات والتجارة كأدوات للإكراه".

وحذروا من أن "التهديد بالعقوبات يهدف إلى دفع الدول إلى التراجع والحديث بلغة التوسل".

وقالوا: "لا يمكننا البقاء سلبيين ومجبرين على إصدار دعوات ومطالب، في الوقت الذي يتم فيه تدمير مبادئ العدالة التي يقوم عليها نظامنا الدولي".

وأضافوا: "نؤمن بالدور الفاعل، وليس بالتوسل، والخيار واضح: إما أن نتحرك معا لفرض احترام القانون الدولي، أو نخاطر بانهياره".

وتابعوا: "نحن نختار التحرك، ليس فقط من أجل شعب غزة، بل من أجل مستقبل عالم تسود فيه العدالة على الإفلات من العقاب".

واختتم القادة الثلاثة مقالهم بالقول: "لتكن هذه اللحظة بداية التزام متجدد بالتعددية الدولية، وبالمبادئ التي توحدنا كمجتمع عالمي".

مقالات مشابهة

  • الصراع يشتعل.. بريطانيا تزود أوكرانيا بـ 5 آلاف صاروخ دفاع جوي
  • بريطانيا تدعم زيلينسكي بـ 5000 صاروخ وتحذيرات من تقارب "روسي - أمريكي"
  • رئيس الوزراء البريطاني: سنمول أوكرانيا بملياري دولار لشراء 5000 صاروخ دفاع جوي
  • منظمات دولية: يجب على الحوثيين إنهاء الاعتقال التعسفي لموظفي الإغاثة مع حلول شهر رمضان 
  • دعوات أممية لإطلاق سراح موظفي الإغاثة المعتقلين في سجون الحوثيين
  • الولايات المتحدة تعمل على تعزيز قدراتها بأسلحة فرط صوتية.. ماذا نعرف عنها؟
  • "التعاون الإسلامي" تؤكد أهمية مواجهة الإجراءات الإسرائيلية تجاه الأونروا
  • ظاهرة مقلقة على الحدود الإسرائيلية: أسلحة مقابل مخدرات
  • العليمي يدعو اليمنيين إلى وحدة الصف والاستعداد لمواجهة ارتدادات أزمة الحوثيين
  • قادة ماليزيا وكولومبيا وجنوب أفريقيا: غزة أثبتت فشل النظام الدولي وخطة ترامب تطهير عرقي