لذوي ضحايا الاعتداءات الاسرائيلية.. دعوة من القوى الامنية لاجراء فحوصات الـDNA
تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT
أعلنت المديريّة العـامّة لقوى الأمن الدّاخلي انه في سبيل مساعدة أهالي المفقودين من جرّاء العدوان الإسرائيلي على لبنان، وبهدف تسهيل عمليّة التّعرف إلى الضّحايا المفقودين مجهولي الهويّة، أو الأشلاء.
تطلب المديريّة العامّة لقوى الأمن الدّاخلي من ذوي المفقودين، الحضور من السّاعة 8,00 صباحاً ولغاية السّاعة3,00 عصراً إلى أحد مكاتب الحوادث في وحدة الشّرطة القضائيّة في المحافظات، بهدف أخذ العيّنات اللّازمة لإجراء فحوصات الـ "DNA"، للتّعرف على هؤلاء الضّحايا أو الأشلاء، على أن يكون بحوزة الشّخص المعني بالحضور الى أحد هذه المراكز أحد المستندات الثّبوتية (جواز سفر- إخراج قيد عائلي- بطاقة الهويّة).
وذلك وفقاً للجدول التالي:
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
الإبادة السابقة على الإبادة!
ثمّة مفارقة تاريخية في مطالع حرب الإبادة الجماعية هذه الجارية على الشعب الفلسطيني، التي تتكثف وتأخذ شكلها الأقصى في قطاع غزّة، وتتمدّد بالتدريج في الضفّة الغربية، وتتلّون بين الإبادة المادية للوجود البشري الفلسطيني، والإبادة السياسية للفلسطينيين، وهي على الألوان كلّها إبادة قومية، تهدف إلى منع التحقق الكياني للقومية الفلسطينية على أرض فلسطين. يمكن أن ينتهي الأمر، بحسب الآمال الصهيونية إلى أعداد من غير اليهود على أرض فلسطين، لكن لا يمكنهم أن يمثلوا قوما آخر، ولا يمكن لهم، والحالة هذه، أن يملكوا تطلعات سياسية أو قومية، لأن الإمكان منعدم، ليكون الحال حينئذ صورة قريبة من الهنود الحمر!
كانت الإبادة السياسية قد قطعت شوطا واسعا قبل السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، بالارتكاز إلى مشروع التسوية الذي خلق التحوّل الأكثر خطورة وغرابة وتشوّها في الحركة الوطنية الفلسطينية وفعلها السياسي، فبعدما انتهت اتفاقية أوسلو وتأسيس سلطة في ظلّ الاحتلال إلى لا شيء فلسطينيّا، صار هذا اللاشيء الذي يُعدِم فيه الاحتلال الإمكانات الفلسطينية الإنسانية والعمرانية والسياسية والاجتماعية والنضالية، ويكرّس فيه وقائعه الاستعمارية، هدفا في حدّ ذاته لأصحابه الفلسطينيين، كاد الموات أن يكون مطبقا، والشلل عاما، والمجال مفتوحا لـ"إسرائيل" أن تفعل ما تشاء. حاولت "طوفان الأقصى" أن تقول لا لهذه الحالة كلّهاويُدفَع في سبيل ذلك أيّ ثمن يتناقض جوهريّا مع أيّ تطلع سياسيّ حقيقيّ للفلسطينيين (كم يمكننا أن نلوم العرب وهذا حالنا نحن الفلسطينيين)، وقد امتدت هذه الإبادة السياسية إلى استدعاء الختم العربي للحكم على القضية الفلسطينية بالموت الأبدي، وقد كانت اتفاقات "أبراهام" التجلي الأوضح لذلك. هنا كانت المفارقة بالضبط.
أرادت عملية "طوفان الأقصى" التصدي لهذه الإبادة؛ لأنّ تلك الإبادة كانت ترتكز فيما ترتكز إليه، إلى أنه لا شيء يحصل بالفعل. الفلسطينيون لا يأخذون شيئا بالتسوية، والأقصى يُقتحم وتفعّل فيه إجراءات التقسيم الزماني والمكاني يوميّا، بلا أيّ ردّ فعل عربي أو إسلامي. تصريحات ترامب بعد نقل سفارة بلاده من "تل أبيب" إلى القدس تلخص ذلك: "قالوا لي لا تفعلها. فعلتها ولم يحصل شيء، لم تنظم حتى مظاهرات ضدّ هذه الخطوة". الذي حصل بالفعل هو "طوفان الأقصى". كاد الموات أن يكون مطبقا، والشلل عاما، والمجال مفتوحا لـ"إسرائيل" أن تفعل ما تشاء. حاولت "طوفان الأقصى" أن تقول لا لهذه الحالة كلّها.
المفارقة في أنّ "إسرائيل" وبالرغم من صدمة السابع من أكتوبر، لم تنس أنّ ثمّة إبادة كانت قائمة قبل هذا اليوم، وأنّ السبيل الأفضل للخروج من صدمة السابع من أكتوبر بإنجاز إسرائيلي هو الاستثمار في تلك الإبادة السابقة، التي حاولت "طوفان الأقصى" مواجهتها. ما يعنيه ذلك، هو أنّ الإبادة المادية الساعية إلى إفناء الوجود الفلسطيني في غزّة مؤسسة على الإبادة السابقة عليها، ولولا تلك الإبادة لما تمكنت "إسرائيل" من الاندفاع المحموم بالإبادة البشرية حتى اللحظة.
من أوجه اختلال موازين القوى هو الإبادة السياسية التي فُرِضت على القضية الفلسطينية في العقود الأخيرة، وهذه الإبادة كانت تتطلب مواجهة ما، ولكن هذه المواجهة ستكون بالضرورة محكومة إلى هذا الاختلال الذي لا يخدمها. وهذه عقدة اللحظة الراهنة، الممتدة في التاريخ النضالي الفلسطيني كله منذ فجر التاريخ، أي إنّ موازين القوى دائما كانت لصالح العدوّ، لكن اليوم تأخذ موازين القوى شكل الإبادة السياسية، مما يجعل خيارات الفلسطينية أقرب إلى الاستحالة
الإبادة السياسية للقضية الفلسطينية أوجدت متعاونين عربا معلنين مع الكيان الإسرائيلي، والمتعاونون هنا ليسوا أفرادا كما هو معلوم، بل أنظمة سياسية، وتبرع المال العربي منذ زمن بتشييد المؤسسات الدعائية التي تتكفل بتحطيم القضية الفلسطينية وصرف الجماهير العربية عنها، علاوة على ممارسة ما يتوفّر من النفوذ السياسي العربي لتركيع الفلسطينيين وتجريدهم من أيّ قوّة، حتى لو كانت ناعمة، وإذا زيد على ذلك عداء هذه الأنظمة المتعاونة لـ"إسرائيل" للمقاومة الفلسطينية، لا سيما في طبعتها الإسلامية، لأسباب كثيرة معلومة، فإنّ الإبادة البشرية ستجري بلا أيّ عائق. (هل يستطيع أحد أن يذكّرنا بأيّ خطوة سياسية عربية ضدّ الإبادة الإسرائيلية؟). وأمّا الحال الفلسطيني فقد سبق وصفه، وهو جزء من عملية الإبادة!
والحاصل، أنّ من أوجه اختلال موازين القوى هو الإبادة السياسية التي فُرِضت على القضية الفلسطينية في العقود الأخيرة، وهذه الإبادة كانت تتطلب مواجهة ما، ولكن هذه المواجهة ستكون بالضرورة محكومة إلى هذا الاختلال الذي لا يخدمها. وهذه عقدة اللحظة الراهنة، الممتدة في التاريخ النضالي الفلسطيني كله منذ فجر التاريخ، أي إنّ موازين القوى دائما كانت لصالح العدوّ، لكن اليوم تأخذ موازين القوى شكل الإبادة السياسية، مما يجعل خيارات الفلسطينية أقرب إلى الاستحالة.
من تجليات الإبادة السابقة على الإبادة الراهنة، الإبادة الأخلاقية، ففي ذروة عدوان الاحتلال، وتنصله من اتفاق وقعه مع حركة حماس، يجري تحميل الأخيرة المسؤولية، من عرب وفلسطينيين، بالرغم من الوضوح الشديد في الموقف، ولعلّ هذه الحالة غير مسبوقة بالكم والكيف، من حيث كثافة الهجوم على الطرف المعتدى عليه، وتحميله المسؤولية عن جريمة العدوّ، حتى بعد الانكشاف التام لنوايا الاحتلال وحقيقة الموقف، كما حصل بالفعل بعدما خرق الاحتلال الاتفاق.
x.com/sariorabi