لم يستطع أحد أن يرتدي عباءة السلام.. عام من الصراع في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT
عام من الحرب في الشرق الأوسط، لم تتمكن خلالها الدول من لجم آلة القتل والتدمير، وهو فشل يعكس عالماً مضطرباً مؤلفاً من سلطات غير مركزية من المرجح أن تتمكن من الاستمرار. في السياق، اشارت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، إلى أن إدارة الرئيس جو بايدن، دعت مراراً وتكراراً إلى البدء بمفاوضات بين إسرائيل وحماس لإنهاء القتال في غزة، وقالت إنها على وشك تحقيق انفراج، لكنها باءت بالفشل.
وقال الرئيس الفخري لمجلس العلاقات الخارجية ريتشارد هاس: "هناك قدرة أكبر في أيدٍ أكثر، في عالم تعتبر فيه القوى غير المركزية، أقوى بكثير من القوى المركزية.. إن الشرق الأوسط هو مثال أساسي على هذا التشرذم الخطير".
وترى الصحيفة أن اغتيال نصر الله، يترك فراغاً من المرجح أن يستغرق حزب الله وقتاً طويلاً لملئه. إنها ضربة قوية لإيران، وقد تؤدي حتى إلى زعزعة استقرار الجمهورية الإسلامية. ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت ستندلع حرب واسعة النطاق في لبنان. ولسنوات عديدة، كانت الولايات المتحدة الدولة الوحيدة التي يمكنها ممارسة ضغط بناء، على كل من إسرائيل والدول العربية. لقد هندست اتفاقات كمب ديفيد عام 1978، وقبل ما يزيد قليلاً عن ثلاثة عقود، تصافح رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين وياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية في حديقة البيت الأبيض باسم السلام، ليتآكل بعد ذلك الأمل الهش لذلك العناق، بشكل مطرد.
ومذاك تغير العالم، وكذلك أعداء إسرائيل الأساسيون. إن قدرة أميركا هامشية في التأثير على إيران، عدوتها العنيدة لعقود، وعلى المجموعات الداعمة، مثل حزب الله، وحماس. وتتمتع الولايات المتحدة بنفوذ دائم على إسرائيل، لا سيما في ما يتعلق بمساعدات عسكرية تتضمن حزمة بقيمة 15 مليار دولار وقعها الرئيس جو بايدن هذا العام. لكن التحالف الصارم مع إسرائيل المبني على اعتبارات سياسية استراتيجية ومحلية، فضلاً عن القيم المشتركة لديمقراطيتين، يعني أنه من شبه المؤكد أن واشنطن لن تهدد أبداً بوقف تدفق الأسلحة، ناهيك عن وقفه. إن الرد العسكري الإسرائيلي الساحق في غزة قد أثار توبيخاً خفيفاً من جانب بايدن. على سبيل المثال، وصف تصرفات إسرائيل بأنها "تجاوزت الحدود". لكن الدعم الأميركي لإسرائيل كان حازماً مع ارتفاع عدد الضحايا الفلسطينيين في غزة إلى عشرات الآلاف، كثير منهم من المدنيين. وكانت القوى الأخرى في الأساس متفرجة مع انتشار سفك الدماء. إن الصين، وهي مستورد رئيسي للنفط الإيراني وداعمة رئيسية لأي شيء قد يضعف النظام العالمي، الذي تقوده الولايات المتحدة والذي خرج من تحت الأنقاض عام 1945، ليس لديها اهتمام كبير بارتداء عباءة صانع السلام. كما أن روسيا ليس لديها ميل كبير لتقديم المساعدة، وخاصة عشية انتخابات الخامس من تشرين الثاني في الولايات المتحدة. فروسيا، التي تعتمد على إيران في تكنولوجيا الدفاع والمسيّرات في حربها المستعصية في أوكرانيا، ليست متحمسة أكثر من الصين، حيال أي علامات تشير إلى انحدار أميركي أو أي فرصة لإغراق أميركا في مستنقع الشرق الأوسط. وفي غياب أي رد دولي متماسك ومنسق، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وزعيم حماس يحيى السنوار، والعقل المدبر لهجوم 7 تشرين الاول، لا يواجهان أي عواقب في اتباع مسار مدمر، لا تبدو نهايته واضحة، لكنه سينطوي بالتأكيد على خسارة المزيد من الأرواح. (24.ae)
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الولایات المتحدة الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
مؤشر السلام العالمي.. اليمن الدولة الأقل سلاماً في المنطقة والكويت الأكثر سلمية
صنّف تقرير دولي اليمن باعتبارها الدولة الأقل سلاما في المنطقة، وأقل بلد مسالم على المستوى العالمي، على مؤشر السلام لهذا العام.
جاء ذلك في تقرير "مؤشر السلام العالمي" لعام 2024، الذي تُصنف من خلاله 163 دولة ومنطقة وفقًا لمستويات السلام فيها.
ويستند التصنيف إلى 23 مؤشرًا في ثلاث مجالات رئيسية، هي: السلامة والأمن المجتمعيين، والصراعات المستمرة المحلية والدولية والعسكرة.
وهناك 3 دول عربية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مُدرجة على مؤشر عام 2024 من بين الدول العشرة الأقل سلمية.
كما صُنفت الكويت باعتبارها الدولة الأكثر سلمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث احتلت المرتبة الـ25 للمؤشر. وهي واحدة من بين أربعة دول عربية في المنطقة، التي تم تصنيفها مما جاء مجموعه بـ53 دولة؛ سجلت مستويات عالية في السلام في العالم.