بعد مقتل هنية ونصر الله.. ما مصير حلفاء إيران بالمنطقة؟
تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT
تلقى حلفاء إيران في المنطقة ضربات موجعة، أنهكت قواهم إلى حد كبير، دون أن تتمكن من تدمير قدراتهم بشكل كامل، وأحدثت شقوقاً في العلاقات السياسية والعسكرية المتبادلية، قد تحتاج إلى الكثير من الوقت والجهد لإعادة ترميمها، بحكم الاختلافات الجوهرية الطافية على السطح بين طهران وحلفائها.
وبعد هجوم حماس في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي على جنوب إسرائيل، واشتعال حرب غزة في اليوم التالي، ودخول حزب الله اللبناني على خط الاشتباكات بجبهة إسناد، وبدء الحوثيين تنفيذ ضربات في البحر الأحمر مستهدفين السفن التجارية التابعة لإسرائيل، والعلاقات بين إيران ووكلائها وأذرعها متوترة وغير مستقرة، وفي حالة فوضى كبيرة.
قاد وصول الرئيس الإصلاحي مسعود بزشكيان إلى سدة الحكم في إيران إلى تغيرات نوعية في العلاقات مع حلفائها الإقليميين، وتحديداً بعد حديثه في أكثر من مرة عن سعي لتقارب أكبر مع الولايات المتحدة، والتوجه نحو رفع العقوبات، والبدء في تنفيذ الإصلاحات، وتخفيف الأزمة الاقتصادية، من خلال إزاحة جزء من الأعباء الجانبية التي تورطت فيها إيران، بحثاً عن نشر الفوضى في المنطقة، مستنزفة طاقاتها المالية والعسكرية إلى مستويات غير مسبوقة.
حزب اللهوحلفاء إيران في المنطقة كثير، أبرزهم حزب الله، الذراع الأقوى، والأكثر تسليحاً، والمتمركز في جنوب لبنان، فوق ترسانة تفوق حجم قوة الجيش اللبناني بذاته.
تمول إيران حزب الله وتسلحه إيران منذ عقود، لكن تغيراً كبيراً طرأ يوم السبت الماضي على العلاقات بين الطرفين، بعد مقتل زعيم حزب الله حسن نصرالله في غارة إسرائيلية على معقل الحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وشكل اغتيال نصر الله تصعيداً حاداً بعد القصف المتبادل عبر الحدود بين حزب الله وإسرائيل منذ بدء الحرب في غزة قبل نحو عام، وبات يهدد بدفع المنطقة بأكملها إلى حرب شاملة.
وتعهد المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي أن دم نصر الله "لن يذهب هدراً"، وقال النائب الأول للرئيس الإيراني محمد رضا عارف، إن مقتله سيؤدي إلى "تدمير" إسرائيل.
وتأتي تعهدات إيران بالوقوف المطلق إلى جانب حزب الله من أسباب عديدة، ويقول كريم سجادبور من مركز كارنيغي للأبحاث: "لقد أدى نصرالله دوراً حاسماً في توسيع نفوذ إيران"، مشيراً إلى أن حزب الله يظل "جوهرة تاج" حلفاء إيران الإقليميين.
ويرى علي واعظ من مجموعة الأزمات الدولية أن اغتياله "لم يغير حقيقة أن إيران ما زالت لا تريد الانخراط بشكل مباشر" في النزاع الدائر.
لكنه يضع إيران أمام "معضلة خطيرة"، بحسب تعبير واعظ، وخصوصاً أن الحزب يشهد "حالة من الفوضى العارمة".
بالنسبة لأستاذ العلاقات الدولية في طهران مهدي زكريان، قال إن التطورات أظهرت أن جبهة الموالين لإيران "لم تكن عاجزة عن احتواء إسرائيل فحسب، بل إنها تعرضت أيضاً لضربات خطيرة".
ويأتي مقتل حسن نصرالله بعد شهرين تقريباً من اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية إسماعيل هنية في 31 يوليو (تموز) في طهران حيث كان يحضر حفل تنصيب الرئيس مسعود بزشكيان.
يقول زكريان إن إعادة بناء حزب الله لن تكون مهمة سهلة بالنسبة لطهران في ظل التحديات الاقتصادية المتزايدة التي تواجهها.
ويضيف الباحث "إذا أرادت الحكومة التدخل في إعادة إعمار لبنان أو إعادة تجهيز حزب الله، فإن ذلك سيفاقم الأزمة الاقتصادية في إيران".
حماستعد حركة حماس الفلسطينية من أبرز حلفاء إيران في المنطقة، وعلى مدار عام تقريباً، تلقّت الحركة وقطاع غزة ضربات إسرائيلية قاسية أودت بحياة قيادات بارزة في الحركة، فضلاً عن تقويض دعائم كثير من قدراتها العسكرية.
وتشير التقارير، أن حماس فقدت كثيراً من قدراتها خصوصاً الصاروخية، وهو السلاح الاستراتيجي الذي كان يمكن أن تبني عليه الحركة كثيراً من الآمال في تحقيق أهدافها خلال الحرب الحالية.
وعلى مدار عام كامل من القصف والملاحقة، انحصرت قدرات الحركة الفلسطينية في تنفيذ هجمات، إما ضد القوات الإسرائيلية الموجودة داخل مناطق معينة مثل مدينة رفح حالياً، أو من خلال مباغتة القوات الإسرائيلية بإمكانية تنفيذ هجمات في أماكن تمركزها على محور نتساريم أو مناطق أخرى قد تفاجئ (حماس) فيها إسرائيل، وفق تقرير سابق لصحيفة "الشرق الأوسط".
وتعتقد مصادر أخرى مطّلعة على واقع "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحماس، أن مسلحي الحركة في صدد تنويع خططهم القتالية بالتناسب مع تراجع قدرات التسليح، بدءاً بالتفكير في "العمليات الانتحارية"، والتسلل إلى داخل أماكن تمركز القوات الإسرائيلية، وتنفيذ عمليات تفجيرية، أوالاشتباك المباشر مع عناصر الجيش الإسرائيلي، وتفجير عبوات ناسفة بينهم.
وفي أغسطس (آب) الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل 17 ألف مسلح فلسطيني في القطاع.
وأقرّ مصدر في حركة حماس أن آلافاً من عناصر الحركة قتلوا في المعارك، لكنه أضاف أن "الاحتلال يكذب ويبالغ بالأرقام ويخلط بين العناصر المدنيين والمقاومين".
أما المحلل السياسي جمال الفادي فيرى، أن هجوم السابع من أكتوبر كان "انتحاراً سياسياً لحماس" التي "وجدت نفسها معزولة الآن"، حتى عن محيطها الإيراني.
ترى الحكومة اليمنية، فإن ميليشيا الحوثي تنفذ أجندة إيران في المنطقة، وتسعى للهروب من استحقاقات السلام.
ورغم العلاقات القوية بين إيران والحوثيين، وتعزيز طهران لقدراتهم العسكرية التي تشمل صواريخ بالستية وصواريخ مضادة للسفن ومُسيّرات، يلفت مراقبون إلى اختلاف تلك العلاقات مع العلاقات بين طهران بحزب الله، نظراً للخلافات المذهبية بين الطرفين، وبسبب كون الحوثيين في رأيهم لا يسعون إلى لعب دور إقليمي، بل يركزون على وضعهم الداخلي.
ويؤكد الخبير جيرمي بوين، محرر الشؤون السياسية في "بي بي سي"، والذي أمضى فترة لا بأس بها مع الحوثيين في اليمن، إنه "من الأفضل أن ننظر إليهم على أنهم حلفاء وليس وكلاء لإيران".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: إسرائيل وحزب الله تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية حماس حزب الله إيران إسرائيل ميليشيا الحوثي إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل إيران لبنان اليمن حماس الحوثي إیران فی المنطقة حلفاء إیران حزب الله نصر الله حسن نصر
إقرأ أيضاً:
أبو ردينة: إرهاب الاحتلال لن يجلب له الأمن بالمنطقة ويستدعي تدخلًا دوليًا
رام الله - صفا
قال الناطق الرسمي باسم رئاسة السلطة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن تصاعد إرهاب المستوطنين ضد الشعب الفلسطيني وأرضه، وآخره، ما حصل في قرية بيت فوريك شرق نابلس، من هجوم على منازل المواطنين، وحرق الغرف الزراعية، واستمرار حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، إلى جانب ما يجري في مخيمات الضفة، يستدعي موقفاً دوليًا لوقف العدوان على قطاع غزة أولًا، وعدم الاكتفاء بسياسات التنديد والاستنكار التي لم تعد تجدي نفعاً، وذلك لمنع تدمير المنطقة جراء هذا الاجرام الإسرائيلي.
وأضاف أبو ردينة في تصريح صحفي اليوم السبت أن هذا التمادي الإسرائيلي في الاجرام والإرهاب وتحدي الشرعية الدولية والقانون الدولي، سببه الدعم الأميركي المتواصل بالمال والسلاح والغطاء السياسي، والتي تتحمل المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذه السياسات الإسرائيلية الخطيرة.
وأكد أن الشعب الفلسطيني سيبقى صامدًا في وجه الاحتلال وجرائمه، ويتصدى لهذه الجرائم، متمسكًا بأرضه ومقدساته وحقوقه.
وشدد على أن الإرهاب الإسرائيلي من قبل جيش الاحتلال والمستوطنين، والدعم الأميركي لن يحققا الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها.