تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن إسرائيل أصبحت قوة خارج نطاق السيطرة في الشرق الأوسط، خاصة بعد تدميرها لقطاع غزة وحصارها للبنان.


وأشارت الصحيفة- في مقال تحليلي للكاتبة نسرين مالك- إلى أن ذريعة "التهديد الوجودي لأمن إسرائيل" أصبحت حجة واهية للممارسات العدوانية التي تقوم بها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة أو على نطاق أوسع في المنطقة.


ولفت المقال إلى أن دعاوى إسرائيل أنها محاطة بدول معادية لكي تبرر رد فعلها المبالغ فيه في أعقاب أحداث السابع من أكتوبر ليست فقط مخالفة للواقع، ولكنها أيضا تعد قلبًا للحقائق.
وذكر أن الأحداث المتتالية في المنطقة على مدار الأشهر القليلة الماضية، والتي كان آخرها الهجوم على لبنان، تثبت بما لا يدع مجالا للشك أن إسرائيل هي التي تشكل تهديدا للدول المجاورة وليس العكس. وليس أدل على ذلك من أن هجوم إسرائيل يوم الإثنين الماضي على لبنان تسبب في مقتل 558 شخص منهم 50 طفلا وعمال إغاثة وموظفين حكوميين.
وأشار المقال في هذا السياق إلى تصريحات رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي التي أعلن فيها أن الهجوم الإسرائيلي قد يتسبب في نزوح ما يقرب من مليون شخص نحو ملاذات آمنة هربا من القصف الإسرائيلي. 
وأوضح أن الهجوم الذي تسبب في مقتل أمين عام حزب الله حسن نصر الله في العاصمة بيروت، يوم /الجمعة/ الماضي، أدى إلى التدمير الكامل لستة مبانٍ سكنية، مشيرا إلى أن مأساة سكان غزة تتكرر في الوقت الحالي في لبنان حيث تسبب القصف الإسرائيلي في نزوح الآلاف من السكان طلبا للأمان بينما أدى التصعيد العسكري الإسرائيلي إلى ترويع الأطفال.
ولفت المقال إلى أنه منذ اندلاع الحرب في غزة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، يتبادل كل من حزب الله وإسرائيل الهجمات الصاروخية وتصريحات التهديد، ولكن لم يحدث قط أن بدأ أي من الطرفين حرب متكاملة الأركان كما تفعل إسرائيل في الوقت الحالي.
وأضاف أنه مما يثير الكثير من المخاوف أن تقوم إيران ومعها حزب الله بمغامرة غير محسوبة العواقب للرد على إسرائيل، في محاولة للحفاظ على ماء الوجه في صراع لن يخرج أي من أطرافه منتصرًا.
وأوضح المقال- في الختام- أن المدنيين العزل الذين يقعون ضحايا في ذلك الصراع الدامي هم الذين يدفعون الثمن الباهظ لتلك المواجهات، والتي من المتوقع أن تستمر في ظل تمادي إسرائيل في ممارساتها العدوانية في المنطقة واستمرار حصارها لقطاع غزة واحتلالها لأراضي عربية وتوسعها في بناء المستوطنات.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: إسرائيل الشرق الأوسط غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

إسرائيل بَقِيَت في 5 نقاط.. كيف سيكون ردّ حزب الله؟

بعد انتهاء مهلة 18 شباط المُحدّدة لانسحاب قوّات العدوّ الإسرائيليّ من الأراضي الجنوبيّة، قرّرت إسرائيل البقاء في خمس نقاط استراتيجيّة في جنوب لبنان، بحجة تأمين سلامة أراضيها عبر مُراقبة كلّ حركة في البلدات اللبنانيّة لمنع "حزب الله" من شنّ هجمات جديدة على مستوطناتها.
 
وكما هو واضحٌ، فإنّ الحكومة الإسرائيليّة تكون قد خرقت إتّفاق وقف إطلاق النار بإبقاء جنودها في تلال الحمامص والعزية وجبل بلاط والعويضة واللبونة، من دون أنّ تدفع اللجنة المكلفة مُراقبة إتّفاق وقف إطلاق النار تل أبيب إلى الإنسحاب الكامل من داخل الأراضي اللبنانيّة.
 
أمّا عن موقف "حزب الله"، فقد انكشف بعد اتّفاق وقف إطلاق النار، بحيث أسند إلى الحكومة اللبنانيّة ورئيس الجمهوريّة التعامل مع موضوعيّ إنسحاب العدوّ الإسرائيليّ وإعادة الإعمار، مُحمّلاً مسؤوليّة بقاء القوّات الإسرائيليّة إلى الدولة، التي شدّدت من خلال بيانها الوزاريّ الذي أتى ليُترجم خطاب قسم الرئيس جوزاف عون، على تحرير الأراضي الجنوبيّة وتطبيق القرار 1701.
 
ومن خلال إسناد مهمّة العمل الديبلوماسيّ لحكومة نواف سلام وللرئيس عون، يتريث "حزب الله" في اتّخاذ أيّ قرار يُؤدّي إلى توتير الأوضاع الأمنيّة من جديد في جنوب لبنان. فـ"الحزب" يُريد تمرير يوم 23 شباط بسلام، للإشارة إلى إسرائيل وللدول الغربيّة أنّ جمهور "المُقاومة" لا يزال كبيراً، وهو يُؤمن بقضيّة إخراج العدوّ وبحرب الإسناد التي شنّها في 8 تشرين الأوّل 2023، وحتّى لو كلفته كثيراً وخصوصاً بعد استشهاد السيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين.
 
كذلك، فإنّ "حزب الله" سيُعطي الحكومة الوقت للتعامل مع مُشكلة إحتلال التلال الخمس في الجنوب، وإذا ما كانت قادرة على التفاوض على استرجاعها مع النقاط السابقة التي كان لبنان يُطالب بها آموس هوكشتاين، لترسيم الحدود البريّة تماماً كما حدث في موضوع الحدود البحريّة.
 
ويبدو بحسب المعطيات الميدانيّة، أنّ "الحزب" غير قادر حاليّاً على شنّ حربٍ جديدة، وهو مُلزمٌ باحترام ما سيقوم به لبنان الرسميّ لعدّة أسباب. فأوّلاً، لا يستطيع "حزب الله" إسترجاع النقاط الخمس بالقوّة العسكريّة، لأنّ السكان عادوا إلى بلداتهم الجنوبيّة ومنازلهم مُدمّرة، وبدأ بصرف التعويضات لهم وينتظر وصول المُساعدات من الخارج لإطلاق عجلة الإعمار، ولا يستطيع المُخاطرة بتهجير الأهالي من جديد، وزيادة نسبة الدمار جراء أيّ عملٍ عسكريّ.
 
ثانيّاً، يجد "حزب الله" نفسه مُحاصراً، ففي الداخل نجحت المُعارضة وحكومة نواف سلام ورئيس الجمهوريّة في إعطاء الشرعيّة للجيش للإنتشار في الجنوب وحماية الحدود والسيطرة على أيّ مستودع أسلحة أو نفق يجده، أيّ أنّ هناك صعوبة لدى "الحزب" في إعادة الإنتشار في جنوب الليطاني، لعدم المُخاطرة باستئناف العدوّ الإسرائيليّ الحرب على لبنان، في حين لا يقدر هذه المرّة على عدم إحترام بنود القرار 1701، مع مُطالبة أغلبيّة الكتل النيابيّة والأحزاب بتطبيقه حرفيّاً، وتعزيز الجيش لتأمين وحماية الحدود الجنوبيّة.
 
أما ثالثاً، فيجد "الحزب" نفسه مُحاصراً عبر تعليق الرحلات الجويّة من إيران وإليها، ما يُوقف تدفق الأموال الإيرانيّة إليه، بعدما سيطرت "هيئة تحرير الشام" على سوريا وأسقطت نظام بشار الأسد، وأحكمت سيطرتها على الحدود مع لبنان، واستولت على مخازن ومستودعات الأسلحة التي كانت لـ"حزب الله" في المدن السوريّة، إضافة إلى قطعها طريق إمداد "المُقاومة" بالسلاح والعتاد العسكريّ والمحروقات والمال والمواد الغذائيّة، الآتية من طهران إلى المرافئ في سوريا.
 
وأمام ما تقدّم، يجد "حزب الله" نفسه في وضعٍ صعبٍ لا يسمح له بالتصرّف عسكريّاً لاسترجاع التلال الخمس اللبنانيّة، ولا يسعه سوى الصبر وإعطاء الحكومة الوقت للتصرّف مع العدوّ الإسرائيليّ ديبلوماسيّاً، ودفعه إلى الإنسحاب الكامل من جنوب لبنان. أمّا إذا فشلت الديبلوماسيّة في تحقيق الهدف المنشود، فسيستغلّ "الحزب" هذا العامل سياسيّاً للترويج إلى أهميّة "المُقاومة" في حماية السيادة، كما يحصل حاليّاً عبر تحرّكات طريق المطار "الرافضة للإملاءات الخارجيّة" على حدّ قول حارة حريك.
  المصدر: خاص لبنان24

مقالات مشابهة

  • العميد خالد حمادة: النقاط التي تحتفظ بها إسرائيل في جنوب لبنان ذات أهمية إستراتيجية
  • إسرائيل بَقِيَت في 5 نقاط.. كيف سيكون ردّ حزب الله؟
  • بعد تأخر الانسحاب الإسرائيلي: هل تلوح حرب جديدة في جنوب لبنان؟
  • تحذيرات فانس في ميونيخ.. هل أصبحت أمريكا تهديداً للديمقراطية الأوروبية؟
  • التلال الـ5 التي تحتلها إسرائيل.. هذا ما يجب أن تعرفه عنها
  • الجيش الإسرائيلي: سيسمح غدا للبنانيين بالوصول للقرى التي غادروها
  • تحذيرات استخباراتية لترامب وبايدن.. ماذا تخفي إسرائيل؟
  • الحمامص وبلاط الأبرز.. تعرف على التلال الخمس التي ستبقى إسرائيل بها في جنوب لبنان
  • «الجارديان»: قمة باريس حول مستقبل أوكرانيا تأتي وسط توتر العلاقات بين أوروبا وواشنطن
  • الجيش الإسرائيلي: حزب الله أطلق 5 مسيرات تجاه إسرائيل منذ وقف إطلاق النار