إيطاليا تخوض معركة لتنظيم تدفق السياح غير المسبوق
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
تتأثر مدينة البندقية بشكل خاص من حشود السياح الكبيرة
تضع مدينة البندقية قيمة كبيرة على السلوك الجيد للسياح. لسنوات، كانت المدينة الواقعة في شمال إيطاليا تكافح أسوأ تجاوزات الحشود الكبيرة من السياح. لذلك سيتم تطبيق قواعد صارمة على المصطافين هذا الصيف أيضاً. وسيترتب على المخالفين غرامات عالية.
مختارات قطاع السياحة الألماني يقترب من مستوى ما قبل كورونا حرائق الغابات.. خطر داهم يهدد قطاع السياحة في أوروبا كيف يؤثر الجفاف في أوروبا على السياحة؟ إيطاليا تغرم موقع "تريب أدفايزور" نصف مليون يورو
في المدينة، على سبيل المثال، يُمنع المشي عاري الصدر أو القفز في القنوات للسباحة. كما أنه غير مسموح بالجلوس والاستلقاء في أي مكان: على الأرصفة، وعلى أطراف النوافير، وعلى السلالم والجسور.
تأجيل "رسوم الدخول" حتى عام 2024
في الواقع، ترغب إدارة المدينة أيضاً في الحد من عدد المصطافين، خاصة أولئك الذين لا يرغبون للمبيت. بلغ العدد الرسمي للسياح في البندقية في عام 2019، حوالي 5.5 مليون. بالإضافة إلى ذلك، هناك السياح الذين يأتون لقضاء يوم واحد فقط في المدينة والذين يزيدون العدد الإجمالي السنوي للزوار عدة مرات. تنظيم هذا النوع من السياحة أمر صعب. وقد تم الآن تأجيل فرض "رسوم الدخول" على هؤلاء المصطافين، والتي تم الإعلان عنها عدة مرات، حتى العام المقبل.
وفق متحدث باسم إدارة المدينة، من المحتمل أن يتم اختبار رسوم الدخول لمدة 20 يوماً عندما يكون تدفق السياح في المدينة كبيراً بشكل خاص. ويتابع المتحدث باسم المدينة: "لكن الأمر معقد للغاية. مدينة البندقية هي الأولى في إيطاليا التي تنوي تطبيق هذا الإجراء. نريد أن نتأكد من أن كل شيء سيتم بشكل صحيح؛ إذ لا يوجد نموذج مشابه يحتذى به للاستفادة منه".
اعتبارًا من عام 2024، يجب على السائحين القادمين لزيارة البندقية ليوم واحد دفع رسوم دخول
ضوابط صارمة لارتياد الشواطئ
ومع ذلك، فإن البندقية ليست المكان الوحيد في إيطاليا الذي يتخذ تدابير لتوجيه تدفق المصطافين بطريقة منظمة. في بلدية باوناي في جزيرة سردينيا، يتم تنظيم الوصول إلى بعض أكثر الشواطئ رواجاً بشكل صارم هذا الصيف، حسب ما ذكرت صحيفة "إل ميساجيرو" اليومية. لا توجد سوى مجموعة محدودة من بطاقات الدخول ويجب حجزها مسبقاً.
في الواقع، تشهد إيطاليا هذا الصيف تدفقاً لقضاء العطلات كما لم يحدث من قبل. وفق معهد أبحاث السوق "ديموسكوبيكا" ستحقق البلاد رقماً قياسياً جديداً في السياحة هذا العام، حيث من المتوقع أن يرتفع عدد الزوار إلى أكثر من 68 مليون سائح، أي ما يقرب من ثلاثة ملايين أكثر مما كان عليه في عام ما قبل كورونا 2019.
منع السيارات السياحية في الجزر الصغيرة
وتتسبب الحشود الكبيرة في حدوث مشكلات في العديد من الأماكن كما في الجزر الأصغر في البلاد، حيث تزداد حركة مرور السيارات بشكل حاد في أشهر الصيف. وبالتالي، لم يعد يُسمح للمصطافين بإحضار سياراتهم الخاصة إلى جزيرتي لامبيدوزا ولينوسا، الواقعتين بين صقلية وشمال إفريقيا. ينطبق هذا أيضاً على جزيرة بروسيدا في خليج نابولي.
ويقول عمدة جزيرة بروسيدا، ريموندو أمبروسينو، لصحيفة "إل ميساجيرو": "إنها الطريقة الوحيدة الناجحة. نحن الجزيرة المأهولة الأكثر كثافة من حيث عدد السكان في أوروبا ويمثل التنقل مشكلة بالنسبة لنا". ويردف: "في كل عام، يأتي 600000 سائح إلى الجزيرة، التي لا تزيد مساحتها عن أربعة كيلومترات مربعة. ويريد السواح فقط التنزه في الجزيرة. وبالتالي تسبب السيارات والدراجات فوضى غير ضرورية".
سيتم أيضاً هذا الصيف فرض قيود على دخول حرم بحيرة براغسر فيلدسي في حديقة فانيس سينيس براغس الطبيعية في مقاطعة جنوب تيرول شمال إيطاليا. لن يتم الوصول إلى هناك إلا بحجز تذكرة عبر الإنترنت بشكل مسبق. ولن يسمح إلا بالتنقل في وسائل النقل العام، أو باستخدام الدراجة الهوائية، أو التنقل على القدمين مشياً. وبهذه الطريقة، سيقل عدد الزوار الآخذ في الازدياد مؤخراً. بالإضافة إلى ذلك، فإن تحديد عدد الأسرة في أماكن الإقامة السياحية في جنوب تيرول يهدف الآن إلى الحد من تدفق المصطافين.
سيتم تقييد الدخول إلى شاطئ كالا دي غابياني في سردينيا هذا الصيف
حشود على الريفييرا الإيطالية
لن تصل الإجراءات إلى الحد السابق ذكره في مدينة بورتوفينو الساحلية على الريفييرا الإيطالية القريبة من مدينة جنوة. ولكن هنا أيضاً، اتخذ رئيس البلدية الآن إجراءات للسيطرة على حشود السياح. يتزاحم الآلاف من المصطافين في الشوارع الضيقة حول الميناء في أيام الصيف. حتى لا تندلع الفوضى تماماً في قرية الصيد السابقة، سيتم تطبيق لائحة جديدة ستمكن ضباط الشرطة من فرض غرامة على المصطافين تصل إلى 275 يورو.
وذكر عمدة بورتوفينو، ماتيو فياكافا، لمنصة "ليغو" الإخبارية أن "القانون يحظر التجمعات في مناطق معينة حيث يكون المرور صعباً لدرجة أنه يتعين استدعاء الشرطة للسيطرة على المشاة. هذا تدبير أمان منطقي. يُطلب من منظمي الرحلات والمرشدين السياحيين على وجه الخصوص ضمان عدم تراكم مجموعات السياح في مناطق معينة".
بورتوفينو دائماً مزدحمة في الصيف
قواعد السلوك للمصطافين
وشيء آخر يزعج العمدة فياكافا: المصطافون الذين لا يعرفون كيف يتصرفون بشكل صحيح. لذلك، تم تطبيق لائحة أخرى في بورتوفينو منذ بداية شهر أيار/مايو 2023، تحدد العديد من قواعد السلوك للزوار، وفقاً لما أوردته صحيفة "إل سيكولو إكس آي إكس" اليومية.
في وسط المدينة بأكمله، لم يعد مسموحاً التجول حافي القدمين أو بالبيكيني أو عاري الصدر. بالإضافة إلى ذلك، يحظر الجلوس على الدرج أو على الأرض. ونقل عن العمدة قوله: "هدفنا ليس إبعاد السائحين أو منعهم من الزيارة. يجب على الجميع أن يساهموا بدورهم في الحفاظ على جمال بورتوفينو بالتصرف بشكل صحيح".
وبهذه الإجراءات لا تختلف بورتوفينو عن البندقية كثيراً.
يوناس مارتيني/ز.ك.ب
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: إيطاليا الصيف في أوروبا إجازة الصيف العطلة لامبيدوزا صقلية نابولي كورونا كوفيد 19 إيطاليا الصيف في أوروبا إجازة الصيف العطلة لامبيدوزا صقلية نابولي كورونا كوفيد 19 هذا الصیف
إقرأ أيضاً:
محافظ البحر الأحمر يطمئن على السياح والمواطنين المصريين في حادث غرق مركب مرسى علم
حرص اللواء عمرو حنفي، محافظ البحر الأحمر، على الانتقال إلى موقع حادث غرق المركب السياحي "سي ستوري" جنوب مدينة مرسى علم، للاطمئنان على صحة وسلامة جميع الركاب، حيث أعلن نجاح الجهود في إنقاذ 28 شخصًا حتى الآن، فيما لا تزال عمليات البحث جارية للعثور على 16 مفقوداً.
كشف محافظ البحر الأحمر، أن الحادث وقع على بعد 46 ميل بحري من شاطئ مرسى علم، موضحاً أن المركب يمتلكها مصري الجنسية، وطولها 34 متر وعرضها 9.5 متر، وإجمالي عدد الركاب الذين كانوا على متنها 44 راكب ( 13 مصري - 31 جنسيات مختلفة ما بين ألماني وبريطاني وأمريكي وبولندي وبلجيكي وسويسري وفنلندي وصيني وسلوفاكي واسباني وأيرلندي ) لافتاً إلى أنه جرى مراجعة الموقف الفني للمركب، وتبين أن آخر تفتيش من السلامة البحرية كان في شهر مارس 2024، وحصل على شهادة صلاحية لمدة عام، ولا توجد أي ملاحظات أو عيوب فنية فيما يتعلق بالمركب، مؤكدًا على استمرار عمليات التحقيق من قبل الجهات المعنية مع طاقم المركب لمعرفة أسباب الحادث.
أعلن المحافظ، إنقاذ 28 راكب، حيث نجحت جهود القوات البحرية في إنقاذ عدد منهم، كما تمكن مركب سياحي مجاور من إنقاذ عدد آخر من الركاب تصادف وجوده وقت الحادث اسمه ( ستار جيت )، وتواصل الجهات المعنية المختلفة بالتنسيق والتعاون مع القوات المسلحة ورجال القوات البحرية البحث عن 16 آخرين 4 مصريين - 12 أجنبي )، وفي هذا السياق أشاد بسرعة تحرك وجهود كافة الجهات المعنية وعلى رأسها رجال القوات المسلحة، لافتاً إلى مشاركة نحو 10 سيارات إسعاف في تقديم الإسعافات الأولية للركاب فور إنقاذهم.
وتابع: حرصت على الاستماع إلى الركاب عقب إنقاذهم وتقديم كافة اوجه الرعاية الطبية لهم، وجميع الركاب ممن جرى إنقاذهم بخير وصحة جيدة، ولم يتم نقل أحد منهم إلى المستشفيات حيث كانت الإصابات بسيطة وتنوعت ما بين كدمات وسحجات، ولا تستدعي نقلهم إلى المستشفيات، والسبب المبدئي للحادث وفقاً لروايات الاجانب والطاقم المصري، هو موجة كبيرة من البحر صدمت المركب مما أدى لانقلابه، والموضوع كان بشكل مفاجئ وسريع حيث استغرق نحو 5 أو 7 دقائق وبعض الركاب كانوا داخل الكبائن وهذا سر عدم تمكنهم من الخروج من المركب.
أوضح اللواء عمرو حنفي، مواصلة التنسيق والتواصل مع كافة السفارات والقنصليات والجهات المعنية، لتقديم كافة التسهيلات ولاستخراج كافة الأوراق المطلوبة للركاب، لافتاً إلى توفير استقبال الركاب في أحد الفنادق السياحية بمرسى علم، مشدداً على أن فرق الإنقاذ تعمل على مدار الساعة لضمان سرعة إنجاز المهام، مع الحفاظ على أعلى معايير السلامة والأمان، حيث تتواصل عمليات تمشيط المنطقة بالتنسيق مع القوات المسلحة ومركز الإنقاذ البحري وغرفة عمليات المحافظة، مؤكداً أن المحافظة ستواصل متابعة التطورات بشكل دقيق، وستعلن عن أي مستجدات في حينها.
يذكر أنه، ورد بلاغ إلى مركز السيطرة بمحافظة البحر الأحمر في الساعة 5:30 صباحاً من غرفة عمليات النجدة، يفيد بتلقي إشارة استغاثة من أحد افراد المركب، الذي كان في رحلة غطس انطلقت من ميناء بورتو غالب بمرسى علم في الفترة من 24 نوفمبر 2024 وحتى 29 نوفمبر 2024، وكان من المقرر عودته إلى مارينا الغردقة.