يمن مونيتور:
2024-12-26@02:13:01 GMT

الإيمانُ محبّة

تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT

جمال أنعم

وأنت تحاولُ قياسَ منسوبِ إيمانِك، سلْ عن مدَى إحساسِك بالناسِ والوجود ؟ كي ترى كم أنتَ مؤمنٌ, ؟كَم أنتَ محب لسواك.؟. إيمانُك بالله لا مُعولَ عليهِ مالم يُثمِر إيماناً واعترافاً وشعورا فياضا بمن حولك . مالم يُورِق حُباًمتجاوزا الحواجز والحدودوالتصنيفات الإيمانُ إحساسٌ غامرٌ بالكون والكائنات حالة من التناغم والتكامل والإنسجام , لا يستقيمُ مع بلادَةِ الحسّ وغِلظَةِ الطبع.

.الإيمانُ رقةولطف وعطف ورهافة يجافي الكثافَةَ والقساوةِ.لا إيمانَ لمن يعيشُ وحدَه, لا إيمانَ لمن لا يرى غيرَ نفسِهِ ، ولمن يعيش لذاته لا يُحبُّ سواه ولا .. قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم “لا يؤمنُ أحدُكم حتى يحبَّ لأخيهِ ما يحبُّه لنفسه”..هكذا حباٌ بالسوية يُجافي الأثَرَةَ والأنانيةَ وحُبَّ الذاتِ.الإيمانُ حبٌ ومشاعرُ فياضةٌ وتعبيرٌ عن الإنسانيةِالخالصةِ. وفي ذاتِ السّيَاقِ ينفى المصطفى صلى الله عليه وسلم الإيمانَ عمَّن يبيتُ شبعاناً وجارُهُ جائع.. وذلك لكونِ الإيمانِ حالةُ شَبَعٍ روحيّ تصعد من الإحساسِ بالآخر وتصاعف اليَقَظَةَ الوِجدانِيةَ .. شُعُورٌ حادٌ يتجاوزُ الجُدران والأبوابَ المغلقة..يتحسَّسُ الروحَ التي في الجوار . يسع الحياة والأحياء والأرض والسماء

الإيمانُ حالةُ جُوعٍ حقيقية للحُبّ, وتعبيرٌ صادقٌ وجياش وتفاعل وانفعال يجسد واحديَّةِ الروحِ . الإيمانُ حضور يتحققُ معه خلاصُ الفردِ من خِلالِ أخيه الإنسان ومحيطه وعالمه الأوسع ، دينُنا تعاليمُ أخوَّةٍ، ودُرُوسُ محبةٍ، ورحمة وخيرٌ لكل الناس ، واذ تشف تصفو الرؤية فتبصر بعين القلب ،ونصغي بمسمع الروح ، فلا ترى غير جمال الحق وجلاله وأنت مأخوذ بكلك في سجدة خاشعة ، تردد في استغراق مع عمربهاء الدين الأميري :

كلما أمعن الدجى وتحالك

شمت في غوره الرهيب جلالك

وتراءت لعين قلبي برايا

من جمال آنست فيها جمالك

وترامى لمسمع الروح همس

من شفاه النجوم يتلو الثنا لك

ماتمالكت أن يخر كياني

ساجدا واجدا ومن يتمالك

 

 

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: جمال أنعم

إقرأ أيضاً:

كل عام وانتم بخير

كلام الناس

نورالدين مدني

كل عام وانتم بخير

Merry Christmas and happy new year

مع نهاية كل عام ميلادي تتداخل الاحتفالات الدينية والسياسية و نستقبل العام الجديد ونحن أكثر تفاؤلاً بان المستقبل أفضل أن شاءالله .
تداخلت الإحتفالات بذكرى إعلان استقلال السودان من داخل البرلمان مع الإحتفال بذكرى ثورة ديسمبر الشعبية المنقلب عليها.
هذه الأيام بدأت إحتفالات المسيحيين الكاثوليك بعيد ميلاد المسيح عليه السلام، وتستمر الاحتفالات في أستراليا حتى بداية العام القادم لتتزامن مع احتفالات المسيحيين الأرثوذكس بعيد الميلاد.
في أستراليا لا يستحب مجرد السؤال عن دين المواطن او أصله مراعاة لحقوقه التي توفرها الدولة لكل المواطنين والمقيمين بغض النظر عن معتقداتهم أو أصولهم الإثنية او إتجاهاتهم السياسية.
أحيانا أسال لاغراض المعايدة وسرعان ما أتذكر رد الدكتور زكريا ابراهيم أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة بالخرطوم " النيلين " حالياً - عليه رحمة الله -، عندما سألناه في مناسبة دينية عن دينه فاجاب قائلاً : لماذا هذا السؤال؟ فقلنا له كي نهنئك بالعيد .. قال لنا هنئوني في كل الأعياد.
هذه الروح الإيمانية الجامعة حرضنا عليها الرحمن الرحيم في محكم التنزيل وهو يربط بين الإيمان به والإيمان بملائكته وكتبه ورسله أصحاب الرسالات السماوية التي جاءت جميعها لتخرجنا من ظلمات الجاهلية إلى نور الهدى والرشاد.
بهذه الروح الإيمانية نستقبل العام الجديد مهنئين إخواننا المسيحيين كاثوليك واوثوذكس وبروتستانت في جميع أنحاء العالم بعيد ميلاد المسيح عليه السلام سائلين المولى عز وجل أن ينزل سلامه ورحمته وخيره على الارض وبين الناس أجمعين.
كل عام وأنتم ونحن والبشرية جمعاء في سلام وتعايش ومحبة وخير عميم.  

مقالات مشابهة

  • الإفتاء تكشف عن سيرة النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم
  • شباب الأهلي يتفوق على مودرن سبورت بدوري الجمهورية
  • من أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلّم
  • كل عام وانتم بخير
  • في ذكرى ميلاد السيد المسيح عليه السلام.. تعرف على مكانته في الإسلام
  • جمال الشريف: الزمالك لا يستحق ركلة جزاء أمام طلائع الجيش
  • ست الكل.. أحمد العوضي يرد على إشادة ميمي جمال به
  • حكم التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته
  • تمديد حالة الطوارئ في إسرائيل.. لماذا وافق الكنيست الإسرائيلي عليه؟
  • كيفية تمجيد الله والثناء عليه .. علي جمعة يوضح