هل ستثأر إيران لاغتيال حلفائها…
تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT
هل ستثأر إيران لاغتيال حلفائها…
بقلم المهندس مدحت الخطيب
الصور التي تُرينا العالم الذي نعيشه اليوم هي أيضًا ما يُعمينا عن النظر إليه”، هذه الفكرة التي روج لها (ريجيس دوبريه) في كتابه “حياة الصورة وموتها” تنطبق بشكل ما على صورة أمين عام حزب الله حسن نصر الله كما يراها محبوه،
قبل 6 سنوات من يومنا هذا، تناقلت وسائل الإعلام العبرية تصريحًا ليعقوب باراك، الضابط الرفيع في سلاح البرّ الإسرائيلي آنذاك، قال فيها إن اغتيال أمين عام حزب الله سيحقق انتصارًا حاسمًا لإسرائيل في الحرب المقبلة وأن على القيادات السياسية والعسكرية العمل على ذلك الأمر وبكل قوة، في ذلك الوقت لم يكن لهذا التهديد أي اعتبارًا جديدًا في مضمونه أو حتى محتواه، فالتهديد بالقتل والاغتيال هي شريعة هذا الكيان منذ القدم وما قامت دويلتهم إلا على ذلك وحتى يومنا هذا.
اليوم نفذت إسرائيل تهديدها وقامت بقتل الرجل الأول في محور المقاومة وأمين عام حزب الله وقتلت عدد من قادة المقاومة هناك، هذه الانعطافة على ما يحدث في غزة فتحت الأبواب على مصراعيها للكثير من التحليلات والتوقعات ومنها من يطلق عليه بخارطة الشرق الأوسط الجديد والتي يرغب بولادتها متزعم الكيان النتن ياهو، ويروج لها حتى من على منبر الأمم المتحدة
نختلف أو نتفق مع حسن نصر الله، لكنه فرض واقعًا لا يختلف عليه أثنان منذ ثلاثين عامًا، فصاحب “الكاريزما” الملفتة والكلمات والخطابات القوية أجبر العدو قبل الصديق على الإستماع إلى خطاباته والأخذ بكل ما فيها على محمل الجد وشكل للكيان حالة من القلق وخصوصًا بوقوفه الواضح مع المقاومة في غزة وفلسطين، لا بل أن الإسراع في اغتياله ما كان ليحدث لولا هذا القرار وعدم قبوله بفصل المحاور عن بعضها البعض.
إنّ تراكم كاريزما نصر الله طوال فترة قيادته لحزب الله استطاع بها أن يؤدي إلى تغيير نوعي في التأثير في بيئة المقاومة ونفسيتها وزراعة الأمل في صفوف الحزب داخل لبنان وخارجها وجعل لذاته مكانه يحسب لها الف حساب ..
ومن هنا كان الاغتيال، فالصهاينه يؤمنون بأهمية إفراغ الجماهير من الأمل وزرع مبدأ “الخوف في داخلهم”، وأيضًا إفراغ مراكز القيادة من القادة المؤثرين، وخصوصًا القيادات الفلسطينية، واليوم حدث هذا الأمر باغتيال حسن نصر الله في لبنان، وعلى المبدأ نفسه، يحاولون كذلك إخراجهم من مربع الثورة والتحرير ودعم المقاومة إلى مربع البدائل واتفاقيات السلام التي أثبتت للجميع أنها عهر إسرائيلي لا أكثر ، فقادة الكيان لا يؤمن جانبهم واثبتت الأيام أن هذا الكيان لا عهد له ولا ذمة ولا يحترم المعاهدات ولا يبحث عن السلام
اليوم غاب حسن نصر الله عن المشهد اللبناني وإلى الأبد، وستبقى عبارة “أنظروا إليها تحترق”وهنا يقصد البارجة الحربية الإسرائيلية ساعر 5، قبل 18 عاما ، في 14 تموز/ يوليو عام 2006. حاضرة لفترة طويلة كدليل على وفاء الرجل بوعوده على الاقل أمام داعميه ومحبيه ،
بالتأكيد أن ثمة أصوات داخل لبنان وخارجها خائفة من وقوع خسارة قائد بحجم نصر الله على لبنان وعلى الحزب وحتى محور المقاومة. وهذا الأمر يحتاج إلى وقوف جميع اللبنانيين مع دولتهم وتوحيد صفوفهم والإسراع في إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية وتشكيل حكومة وحدة وطنية تحمي لبنان وشعبه، وينبغي كذلك أن يكون للجيش اللبناني مكان في ذلك المشهد ..
اليوم غاب نصر الله الحليف الأول والأقوى لإيران وبقناعتي ان سياسة ضبط النفس وتبادل الأدوار والتذاكي والتهديد والوعيد بالرد المزلزل ما عاد لها وزن وأنها تحتاج الى تحركات حقيقية من أجل الحفاظ على نفوذها الإقليمي كقوة مركزية في المنطقة أولا ولكي تبقى بعيون من يقفون في صفها السند والعون وهذا هو الأهم وأنها لم تتخلى عنهم ، لو تحركت إيران وكان لها رد حقيقي منذ اغتيال عماد مغنية وقاسم سليماني لما وصلت الأمور الى اغتيال إسماعيل هنية داخل أراضيها ومن بعده حسن نصر الله
اليوم غاب نصر الله وبقيت لبنان الأرز والحب والثقافة وكلنا ثقه أن الشب اللبناني الشقيق قادر على تجاوز هذه الحرب المجرمة الظالمة.
اليوم غاب نصر الله وانطوت صفحته بكل ما فيها وأصبح في ذمة الله وهو القادر على رحمته أو عذابه، فاتركوا لله الأمر في ذلك
في الختام أقول: ما يميز جذور الأرز اللبناني أنها شاهد صدق بضخامتها الملحوظة واستقامتها على شموخ لبنان، وأنها ولدت لتتحمّل ضغط الحمولات والأثقال، وتقاوم الإهتزازات والأمراض والفتن، لذلك واكب الأرز الحضارات العالمية منذ القدم حتى اليوم ولم ينكسر ولن ينكسر بعون الله
مقالات ذات صلة من كلّ بستان زهرة (81) 2024/09/27حمى الله أهلنا في غزة وفلسطين ولبنان وسخر لهم من يقويهم إلى بر الأمان
Medhat_505@yahoo.com
المهندس مدحت الخطيب
كاتب ونقابي اردني
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: حسن نصر الله الیوم غاب
إقرأ أيضاً:
إيران تمنع طائرتين من إعادة رعايا لبنانيين لبلادهم بعد تهديد إسرائيلي
منعت طهران طائرتين من إعادة عشرات الرعايا اللبنانيين من إيران -اليوم الجمعة- بعدما منع لبنان طائرة مدنية إيرانية من الهبوط في أحد مطاراته في أعقاب ما قالت طهران إنه تهديد إسرائيلي بمهاجمتها.
ومنع لبنان طائرة إيرانية من الهبوط على أراضيه هذا الأسبوع بعد أن اتهم الجيش الإسرائيلي طهران بأنها تستخدم طائرات مدنية في تهريب أموال إلى بيروت لتسليح حزب الله.
وقالت إيران إنها لن تسمح بهبوط الطائرتين اللبنانيتين إلا إذا سمح لبنان بهبوط طائراتها في بيروت.
وبسبب هذه المواجهة تقطعت السبل بعشرات المواطنين اللبنانيين الذين كانوا يؤدون شعائر دينية في إيران. وكان من المقرر أن يعودوا إلى بيروت على متن طائرة تابعة لشركة "ماهان" للطيران الإيرانية قبل أن يمنع لبنان الطائرة من الهبوط.
واتهمت إيران -الجمعة- إسرائيل بالتسبب باضطرابات في الرحلات الجوية بين طهران وبيروت.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي إن إسرائيل هددت طائرة ركاب تقل مواطنين لبنانيين من طهران، "مما تسبب في تعطيل الرحلات الجوية العادية للبلاد إلى مطار بيروت". وندد بالتهديد الإسرائيلي المزعوم باعتباره انتهاكا للقانون الدولي.
وأدان بقائي "انتهاكات (إسرائيل) الجسيمة والمتواصلة لمبادئ وقواعد القانون الدولي والانتهاكات لسيادة لبنان الوطنية".
ودعا منظمة الطيران المدني الدولي وهيئات عالمية أخرى إلى "وضع حد لسلوك إسرائيل الخطير ضد سلامة وأمن الطيران المدني".
إعلانوقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي -على إكس- إن "فيلق القدس الإيراني وحزب الله استغلا رحلات مدنية إلى مطار بيروت لتهريب الأموال".
وأضاف أدرعي "جيش الدفاع لن يسمح بتسلح حزب الله، وسيعمل من خلال جميع الوسائل الموجودة لديه لفرض تطبيق تفاهمات اتفاق وقف إطلاق النار وذلك لضمان أمن مواطني دولة إسرائيل".
ونفى مسؤولون لبنانيون ومن حزب الله الاتهامات الإسرائيلية بشأن استخدام مطار رفيق الحريري الدولي لتسليح الحزب.
رفض إيرانيوبعد منع الرحلة الإيرانية، أرسل لبنان طائرتين -اليوم الجمعة- من شركة طيران الشرق الأوسط الوطنية لإعادة اللبنانيين العالقين من إيران، لكن إيران رفضت السماح للطائرتين بالهبوط على أراضيها.
وقال السفير الإيراني في بيروت مجتبى أماني للتلفزيون الرسمي الإيراني إن إيران لن تسمح للطائرات بالهبوط إلا إذا سُمح للرحلات الجوية الإيرانية بالطيران إلى بيروت.
وأوضح "من المؤكد أن طلب الحكومة اللبنانية سيقبل، ولكن بشرط ألا يُعطلوا الرحلات الجوية الإيرانية".
وقال وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي لقناة الجديد اللبنانية إن الوزارة تعمل على حل القضية مع نظيرتها الإيرانية.
ودعا النائب عن حزب الله إبراهيم الموسوي -أمس الخميس- الحكومة اللبنانية إلى "اتخاذ التدابير اللازمة لضمان سيادة لبنان على جميع مرافقه العامة وأهمها المطار".
وقطع العشرات من أنصار حزب الله الطرق حول مطار بيروت في وقت متأخر من أمس الخميس في احتجاجات.
يُذكر أنه في الثالث من يناير/كانون الثاني الماضي، أخضعت سلطات مطار بيروت طائرة إيرانية تقل وفدا دبلوماسيا لتفتيش دقيق، مما أثار غضب أنصار حزب الله، حيث نظم عشرات منهم اعتصاما في محيط مطار رفيق الحريري احتجاجا على هذا الإجراء.
وفي سبتمبر/أيلول، منعت وزارة النقل اللبنانية طائرة إيرانية من دخول المجال الجوي بعد أن حذرت إسرائيل سلطات مراقبة الحركة الجوية في مطار بيروت من أنها ستستخدم "القوة" إذا هبطت الطائرة.
إعلان