عربي21:
2025-02-28@04:30:10 GMT

مخطط نتنياهو… تفكيك محور المقاومة وإشعال المنطقة!

تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT

يشكل نجاح إسرائيل باغتيال حسن نصرالله ـ أمين عام «حزب الله» وزعيم الذراع الأقوى والأكثر نفوذا وتأثيراً ودرة تاج ما يُعرف بـ«محور المقاومة» نقطة تحول فارقة في المواجهة في المنطقة، وخاصة بين إسرائيل وإيران ومحورها، ويدفع المنطقة للمجهول!

تركت إيران «حزب الله» بمفرده لتستفرد إسرائيل به وتخترقه أمنيا وتُصفي قيادات الصف الأول الميداني ـ قيادات فرقة الرضوان، وتفجّر أجهزة بيجر واتصالات لاسلكية مفخخة، وتصعد بدفع المنطقة لحرب إقليمية لا يرغب بها سوى نتنياهو وزمرته المتطرفة.

ما يطرح أسئلة كثيرة عن واقع ومستقبل محور المقاومة بقيادة إيران!

بانتصار التوحش تنفيذا لمخطط نتنياهو على العقلانية. بتوظيف واستغلال طوفان الأقصى» للتكسب السياسي بهدف القضاء على حماس والفصائل الفلسطينية في غزة والضفة الغربية ـ تنفيذاً لمخطط اليمين المتطرف، التطهير العرقي وطرد الفلسطينيين من غزة وإعادة الاستيطان وصولا لما يروجون له بناء منتجعات سياحية على شواطئ المتوسط.

ولاحقا تكرار واستنساخ نموذج غزة بكل وحشيته وحرب الإبادة في الضفة الغربية وتهويدها بالقمع وسرقة الأراضي والعدوان وبناء وتوسعة المستوطنات وطرد فلسطينيي الضفة الغربية إلى الأردن، وتهويد القدس وبناء كنيس في المسجد الأقصى وتصفية القضية الفلسطينية، أمام العرب والمسلمين والمجتمع الدولي المتواطئ والصامت والمتخاذل، وصولاً إلى لبنان واغتيال حسن نصرالله. والدفع لحافة الهاوية وإفشال المفاوضات لإطالة أمد الحرب وتوسعها وتمددها. لذلك يتعمد إفشال جميع مبادرات وتفاهمات الوسطاء ـ أمريكا ـ وقطر ومصر، بتفخيخها ونسفها، لإجبار حماس و«حزب الله» على رفض التفاوض، بإضافة شروط تعجيزية والتراجع على ما وافق عليه سابقاً.

والقيام بمجازر وحشية بقصف مراكز إيواء اللاجئين وقصف مدارس ومقار الأونروا. أو بتصعيد باغتيال الشخصيات التي يتفاوض معها، كإسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قلب طهران. وبرغم توعد إيران على لسان المرشد الأعلى والرئيس وقيادات الحرس الثوري بالانتقام والقصاص ـ إلا أن إيران بعد شهرين من اغتيال هنية لم تنفذ وعيدها. ما يُفقد إيران مصداقيتها لدى أذرعها وحلفائها والتشكيك بقدرتها على التصدي لإسرائيل، والخشية من الاستفراد بحلفائها كما يشهدون مع «حزب الله» اليوم!

عشية ذكرى العام الأول لحرب الصهاينة على غزة المستباحة والنازفة، تذكر نتنياهو واليمين الفاشي أن هناك أكثر من 60 ألف مستوطن في مستوطنات ومدن الشمال على الحدود مع لبنان فروا وشُلت الحياة هناك على خلفية شن «حزب الله» حربا والتي بقيت منخفضة الوتيرة حتى منتصف سبتمبر الجاري بسجال عسكري منضبط بتفاهمات وقواعد اشتباكات من الطرفين مع قوات الاحتلال منذ 8 أكتوبر الماضي في جبهة إسناد وما يُعرف بوحدة الساحات انتصاراً ودعماً للمقاومة في غزة. إلى أن قرر نتنياهو التصعيد وافتعال مواجهة ليطيل أمد الحرب ويوسع قوسها، باستهداف قيادات وعناصر «حزب الله» بسلسلة هجمات-بتفجير أجهزة البيجر واللاسلكي واغتيال وتصفية قيادات عسكرية بارزة والأهم في فرقة الرضوان قوات النخبة المسؤولة عن عمليات «حزب الله» الميدانية بتفجير في معقل «حزب الله» في الضاحية الجنوبية لبيروت-واصطياد قيادات «حزب الله» العسكرية.

يشكل نجاح إسرائيل باغتيال حسن نصرالله-أمين عام «حزب الله» وزعيم الذراع الأقوى والأكثر نفوذا وتأثيراً ودرة تاج ما يُعرف بـ«محور المقاومة» نقطة تحول فارقة في المواجهة في المنطقة
وصولا لتجاوز جميع الخطوط الحمراء واغتيال حسن نصرالله أمين عام «حزب الله» ـ الذي تحدى نتنياهو ووزير دفاعه وحكومته بإعادة النازحين إلى الشمال. وسبقه قصف عشوائي محموم امتد على كامل الأراضي اللبنانية تسبب بقتل المئات وأسر بكاملها، وجرح الآلاف وتدمير قرى بأكملها وتهجير أكثر من مائة ألف لبناني، في حرب إبادة وحشية تستنسخ حرب غزة!

يشكل عدوان إسرائيل على لبنان جريمة حرب مكتملة الأركان. كما أن اعتداء إسرائيل على الضاحية الجنوبية لبيروت بقنابل أمريكية بالغة التدمير ـ مُحرّم استخدامها في مناطق مكتظة بالسكان ـ حتى أمريكا لا تستخدمها، لكونها جريمة حرب واستخفافا سافرا بحياة الأبرياء.

لا شك أن اغتيال نصرالله ستكون له تداعيات خطيرة على المنطقة، هل سيدفع إيران للتدخل مجبرة بعد تخليها وتركها «حزب الله» درة تاج مشروعها الإقليمي وأبرز أذرعها وحلفائها يقاتل منفردا؟!
نتنياهو المنتشي بنجاحه باغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قلب طهران نهاية يوليو الماضي-وحسن نصرالله في 27 سبتمبر2024-ينجح بتوجيه ضربة موجعة هي الأقسى لـ«حزب الله» منذ قيامه في مطلع ثمانينيات القرن الماضي.

واليوم هناك خشية ومخاوف من فتح جبهة انتقاما باستخدام «حزب الله» الصواريخ الموجهة الدقيقة والبعيدة المدى تطال الداخل الإسرائيلي. وتعرّض الوجود العسكري والدبلوماسي ومصالح أمريكا للتهديد والهجوم. ما سيدفع الولايات المتحدة للتدخل عسكرياً قبل خمسة أسابيع من الانتخابات الرئاسية الحاسمة. وهذا مخطط نتنياهو منذ البداية – توسيع رقعة الحرب لجر الولايات المتحدة لفخ التدخل دفاعاً عن إسرائيل، تنفيذا لوعودها بالدفاع عن إسرائيل! ـ يترافق مع إرسال مزيد من القوات والمعدات وحاملة طائرات ثانية. واستفزاز إسرائيل بإيران بشتى الطرق والاعتداءات في الداخل الإيراني والاستفراد بحلفائها وخاصة «حزب الله» لتقع المواجهة المطلوبة.

خاصة بعد المهادنة التي أبداها الرئيس الإيراني مسعود بازكشيان في خطابه في الأمم المتحدة وحديثه عن «الأخوة بين الإيرانيين والأمريكيين» ـ واستعداد إيران للإبقاء على التمسك «بالصبر الاستراتيجي» ـ وحتى الانخراط في مفاوضات إعادة إحياء الملف والاتفاق النووي. ما يشكل إزعاجا لمخطط نتنياهو لرفضه وإفشاله أي تقارب بين الولايات المتحدة وإيران وإحياء الاتفاق النووي. بل يعمد نتنياهو لشيطنة إيران ووصفها مع أذرعها «بمحور الشر»! و «المحور الملعون»!

هدف استفزازات نتنياهو المتكررة ضد إيران وحلفائها، وصول التصعيد منتهاه بتدخل أمريكي بحشودها العسكرية، ليفجّر حربا إقليمية ويُفشل احتواء بايدن. لتتفاقم وتتعمق الحرب باستهداف منشآت إيران النووية. وبذلك ينجح تهور نتنياهو بإشعال المنطقة من المتوسط إلى الخليج العربي. منتشياً بإنجازاته الكبيرة باغتيال حسن نصرالله وإسماعيل هنية، ليرفع رصيد شعبيته وفرص فوزه على أشلاء ودماء الضحايا العرب في فلسطين ولبنان والمنطقة!

(القدس العربي)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه حزب الله نتنياهو لبنان لبنان نتنياهو حزب الله مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة محور المقاومة حسن نصرالله حزب الله

إقرأ أيضاً:

رسائل "حزب الله" في جنازة حسن نصرالله

قال الكاتب الإسرائيلي، يوسي منشروف، الباحث في معهد "مشغاف" لبحوث الأمن القومي في إسرائيل، إن جنازة الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، وخليفته هاشم صفي الدين، الذي شغل منصبه لمدة تقل عن شهر قبل أن يتم اغتياله، حضرتها حشود غفيرة في لبنان، وخصوصاً من الطائفة الشيعية، فضلاً عن وفود من عدة دول عربية، معتبراً أن ذلك كان استعراضاً للقوة من جانب التنظيم، ووسيلة لتوجيه رسائل إلى منافسيه وأعدائه في ظل الضربة غير المسبوقة التي تعرض لها من جانب إسرائيل.

وأضاف الكاتب في مقال بصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، تحت عنوان "انتهى عهد نصرالله.. وبدأ عهد إرثه"، أن حزب الله في الداخل اللبناني يسعى إلى نقل رسالة إلى أنصاره، الذين يشكلون مصدر أمنه وقوته السياسية، مفادها أنه لا يزال محبوباً على الرغم من انتقادات قاعدته الاجتماعية، بسبب مصاعب الحرب، كما أن الجنازة الضخمة إشارة إلى خصومه السياسيين، بأنه على الرغم من ضعفه السياسي الذي انعكس في تعيين جوزيف عون رئيساً للجمهورية، إلا أن حزب الله لا يزال يشكل عاملاً مهماً في السياسة اللبنانية.

مسؤول كبير في الوحدة 4400..إسرائيل تغتال قيادياً كبيراً في حزب الله اللبناني
https://t.co/Gc7ASy9JrG

— 24.ae (@20fourMedia) February 26, 2025  إشارة للخارج

ويقول الكاتب إن حزب الله يحتاج إلى الإثبات لأعدائه خارج لبنان، وخصوصاً إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، أنه لا يزال قوياً، بغض النظر عن خسارته الكبيرة لزعمائه وقادته والأضرار الجسيمة التي لحقت بأنظمة الصواريخ والقذائف الخاصة به، مشيراً إلى أن حزب الله في حملته الإعلامية على شبكات التواصل الاجتماعي التي جاءت تحت عنوان "إنا على العهد"، سلط الضوء على أهمية التزام قاعدته الاجتماعية.


الانتقال من عصر نصرالله

وأوضح أن التنظيم بحاجة إلى حشود من المجندين لتعويض التي الآلاف  القادة والناشطين الذين تم القضاء عليهم خلال الحرب، سواء من خلال هجمات أجهزة البيجرز، أو عمليات الاغتيال، أو في هجمات للجيش الإسرائيلي المستمرة على مدار 13 شهراً من القتال. وأشار منشروف إلى أن الاستخدام الواسع النطاق لشخصية نصرالله منذ اغتياله، وخصوصاً في الجنازة، يرمز إلى الانتقال من عصر نصرالله إلى عصر إرثه، وكما اعترفت طهران نفسها، يحتاج حزب الله إلى إرث نصر الله لتعزيز تطلعاته لتعويض الضربات العسكرية والاقتصادية والاستخباراتية التي تعرض لها.
واستطرد الكاتب الإسرائيلي قائلاً: "الآن، سوف تستخدم قيادة التنظيم شخصية نصرالله لبث الحماس في الشباب وفي صفوف مختلف تشكيلات حزب الله، لمواصلة القتال على الرغم من التحديات والصعوبات غير المسبوقة".

بطريقة جديدة.. #حزب_الله يحاول تشغيل "ممر تهريب الأسلحة" من #سوريا https://t.co/KIiYFwFDR8

— 24.ae (@20fourMedia) February 27, 2025  محور المقاومة الإيراني

ويقول الكاتب إنه لا يمكن التقليل من أهمية نصر الله في تعزيز حزب الله والعلاقات مع إيران، لأنه كان يعرف الفارسية وتلقى تعليمه لمدة عامين في الحوزات الدينية في قم بإيران في أواخر الثمانينيات، وبالتالي طور علاقات عمل حميمة مع قيادة النظام الإيراني. وبينما تولى قاسم سليماني قيادة فيلق القدس (1998-2020)، فقد عمل بشكل مشترك وعن كثب مع نصرالله في التخطيط لهجمات شديدة ضد إسرائيل والولايات المتحدة.
وأضاف أن خلفيهما نعيم قاسم في قيادة حزب الله وإسماعيل قاآني في فيلق القدس، لا يقتربان من قدرات سلفيهما، ولذلك، فإن اغتيال نصر الله وسليماني بمثابة ضربة قاسية لمحور مقاومة.  وشدد على الأهمية الحاسمة للاغتيالات المستهدفة، لافتاً إلى أنه مع إضعاف الوكلاء الذين كانوا بمثابة خط الدفاع الأول لإيران، أدرك النظام الإيراني أن عليه على الفور تعزيز حزب الله وإعادة بنائه، وبناءً على ذلك، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أن مشاركة الوفد الإيراني رفيع المستوى برئاسة نائب قائد الحرس الثوري علي فدوي وآخرين، ترمز إلى التزام طهران بمواصلة مساعدتها لحزب الله. 

مقالات مشابهة

  • رسائل "حزب الله" في جنازة حسن نصرالله
  • مفاجأة عن تشييع نصرالله.. هذا ما كانت تبحثه إسرائيل
  • كاتب إسرائيلي: نتنياهو يوسع حدود إسرائيل في جنوب سوريا دون إعلان رسمي
  • ما الذي حققه نتنياهو من تعطيل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين؟
  • كاتب لبناني: الحضور اليمني في تشييع السيد نصر الله تأكيدٌ على وحدة محور المقاومة
  • عاجل. إسرائيل تشن غارات على أهداف قرب دمشق وتتوغل في المنطقة الواقعة بين درعا والقنيطرة جنوب سوريا
  • صفقة الأسرى وكوابيس نتنياهو
  • وزير خارجية إيران: إيران: لا مفاوضات تحت التهديد ونواصل دعم محور المقاومة
  • أمرٌ لافت لم يحصل خلال تشييع نصرالله
  • داخلياً.. أول خطوة لـالحزب بعد وداع نصرالله