مخطط نتنياهو… تفكيك محور المقاومة وإشعال المنطقة!
تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT
يشكل نجاح إسرائيل باغتيال حسن نصرالله ـ أمين عام «حزب الله» وزعيم الذراع الأقوى والأكثر نفوذا وتأثيراً ودرة تاج ما يُعرف بـ«محور المقاومة» نقطة تحول فارقة في المواجهة في المنطقة، وخاصة بين إسرائيل وإيران ومحورها، ويدفع المنطقة للمجهول!
تركت إيران «حزب الله» بمفرده لتستفرد إسرائيل به وتخترقه أمنيا وتُصفي قيادات الصف الأول الميداني ـ قيادات فرقة الرضوان، وتفجّر أجهزة بيجر واتصالات لاسلكية مفخخة، وتصعد بدفع المنطقة لحرب إقليمية لا يرغب بها سوى نتنياهو وزمرته المتطرفة.
بانتصار التوحش تنفيذا لمخطط نتنياهو على العقلانية. بتوظيف واستغلال طوفان الأقصى» للتكسب السياسي بهدف القضاء على حماس والفصائل الفلسطينية في غزة والضفة الغربية ـ تنفيذاً لمخطط اليمين المتطرف، التطهير العرقي وطرد الفلسطينيين من غزة وإعادة الاستيطان وصولا لما يروجون له بناء منتجعات سياحية على شواطئ المتوسط.
ولاحقا تكرار واستنساخ نموذج غزة بكل وحشيته وحرب الإبادة في الضفة الغربية وتهويدها بالقمع وسرقة الأراضي والعدوان وبناء وتوسعة المستوطنات وطرد فلسطينيي الضفة الغربية إلى الأردن، وتهويد القدس وبناء كنيس في المسجد الأقصى وتصفية القضية الفلسطينية، أمام العرب والمسلمين والمجتمع الدولي المتواطئ والصامت والمتخاذل، وصولاً إلى لبنان واغتيال حسن نصرالله. والدفع لحافة الهاوية وإفشال المفاوضات لإطالة أمد الحرب وتوسعها وتمددها. لذلك يتعمد إفشال جميع مبادرات وتفاهمات الوسطاء ـ أمريكا ـ وقطر ومصر، بتفخيخها ونسفها، لإجبار حماس و«حزب الله» على رفض التفاوض، بإضافة شروط تعجيزية والتراجع على ما وافق عليه سابقاً.
والقيام بمجازر وحشية بقصف مراكز إيواء اللاجئين وقصف مدارس ومقار الأونروا. أو بتصعيد باغتيال الشخصيات التي يتفاوض معها، كإسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قلب طهران. وبرغم توعد إيران على لسان المرشد الأعلى والرئيس وقيادات الحرس الثوري بالانتقام والقصاص ـ إلا أن إيران بعد شهرين من اغتيال هنية لم تنفذ وعيدها. ما يُفقد إيران مصداقيتها لدى أذرعها وحلفائها والتشكيك بقدرتها على التصدي لإسرائيل، والخشية من الاستفراد بحلفائها كما يشهدون مع «حزب الله» اليوم!
عشية ذكرى العام الأول لحرب الصهاينة على غزة المستباحة والنازفة، تذكر نتنياهو واليمين الفاشي أن هناك أكثر من 60 ألف مستوطن في مستوطنات ومدن الشمال على الحدود مع لبنان فروا وشُلت الحياة هناك على خلفية شن «حزب الله» حربا والتي بقيت منخفضة الوتيرة حتى منتصف سبتمبر الجاري بسجال عسكري منضبط بتفاهمات وقواعد اشتباكات من الطرفين مع قوات الاحتلال منذ 8 أكتوبر الماضي في جبهة إسناد وما يُعرف بوحدة الساحات انتصاراً ودعماً للمقاومة في غزة. إلى أن قرر نتنياهو التصعيد وافتعال مواجهة ليطيل أمد الحرب ويوسع قوسها، باستهداف قيادات وعناصر «حزب الله» بسلسلة هجمات-بتفجير أجهزة البيجر واللاسلكي واغتيال وتصفية قيادات عسكرية بارزة والأهم في فرقة الرضوان قوات النخبة المسؤولة عن عمليات «حزب الله» الميدانية بتفجير في معقل «حزب الله» في الضاحية الجنوبية لبيروت-واصطياد قيادات «حزب الله» العسكرية.
يشكل نجاح إسرائيل باغتيال حسن نصرالله-أمين عام «حزب الله» وزعيم الذراع الأقوى والأكثر نفوذا وتأثيراً ودرة تاج ما يُعرف بـ«محور المقاومة» نقطة تحول فارقة في المواجهة في المنطقة
وصولا لتجاوز جميع الخطوط الحمراء واغتيال حسن نصرالله أمين عام «حزب الله» ـ الذي تحدى نتنياهو ووزير دفاعه وحكومته بإعادة النازحين إلى الشمال. وسبقه قصف عشوائي محموم امتد على كامل الأراضي اللبنانية تسبب بقتل المئات وأسر بكاملها، وجرح الآلاف وتدمير قرى بأكملها وتهجير أكثر من مائة ألف لبناني، في حرب إبادة وحشية تستنسخ حرب غزة!
يشكل عدوان إسرائيل على لبنان جريمة حرب مكتملة الأركان. كما أن اعتداء إسرائيل على الضاحية الجنوبية لبيروت بقنابل أمريكية بالغة التدمير ـ مُحرّم استخدامها في مناطق مكتظة بالسكان ـ حتى أمريكا لا تستخدمها، لكونها جريمة حرب واستخفافا سافرا بحياة الأبرياء.
لا شك أن اغتيال نصرالله ستكون له تداعيات خطيرة على المنطقة، هل سيدفع إيران للتدخل مجبرة بعد تخليها وتركها «حزب الله» درة تاج مشروعها الإقليمي وأبرز أذرعها وحلفائها يقاتل منفردا؟!
نتنياهو المنتشي بنجاحه باغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قلب طهران نهاية يوليو الماضي-وحسن نصرالله في 27 سبتمبر2024-ينجح بتوجيه ضربة موجعة هي الأقسى لـ«حزب الله» منذ قيامه في مطلع ثمانينيات القرن الماضي.
واليوم هناك خشية ومخاوف من فتح جبهة انتقاما باستخدام «حزب الله» الصواريخ الموجهة الدقيقة والبعيدة المدى تطال الداخل الإسرائيلي. وتعرّض الوجود العسكري والدبلوماسي ومصالح أمريكا للتهديد والهجوم. ما سيدفع الولايات المتحدة للتدخل عسكرياً قبل خمسة أسابيع من الانتخابات الرئاسية الحاسمة. وهذا مخطط نتنياهو منذ البداية – توسيع رقعة الحرب لجر الولايات المتحدة لفخ التدخل دفاعاً عن إسرائيل، تنفيذا لوعودها بالدفاع عن إسرائيل! ـ يترافق مع إرسال مزيد من القوات والمعدات وحاملة طائرات ثانية. واستفزاز إسرائيل بإيران بشتى الطرق والاعتداءات في الداخل الإيراني والاستفراد بحلفائها وخاصة «حزب الله» لتقع المواجهة المطلوبة.
خاصة بعد المهادنة التي أبداها الرئيس الإيراني مسعود بازكشيان في خطابه في الأمم المتحدة وحديثه عن «الأخوة بين الإيرانيين والأمريكيين» ـ واستعداد إيران للإبقاء على التمسك «بالصبر الاستراتيجي» ـ وحتى الانخراط في مفاوضات إعادة إحياء الملف والاتفاق النووي. ما يشكل إزعاجا لمخطط نتنياهو لرفضه وإفشاله أي تقارب بين الولايات المتحدة وإيران وإحياء الاتفاق النووي. بل يعمد نتنياهو لشيطنة إيران ووصفها مع أذرعها «بمحور الشر»! و «المحور الملعون»!
هدف استفزازات نتنياهو المتكررة ضد إيران وحلفائها، وصول التصعيد منتهاه بتدخل أمريكي بحشودها العسكرية، ليفجّر حربا إقليمية ويُفشل احتواء بايدن. لتتفاقم وتتعمق الحرب باستهداف منشآت إيران النووية. وبذلك ينجح تهور نتنياهو بإشعال المنطقة من المتوسط إلى الخليج العربي. منتشياً بإنجازاته الكبيرة باغتيال حسن نصرالله وإسماعيل هنية، ليرفع رصيد شعبيته وفرص فوزه على أشلاء ودماء الضحايا العرب في فلسطين ولبنان والمنطقة!
(القدس العربي)
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه حزب الله نتنياهو لبنان لبنان نتنياهو حزب الله مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة محور المقاومة حسن نصرالله حزب الله
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تكشف معلومات جديدة حول تفجير أجهزة البيجر بعناصر حزب الله
صورة تعبيرية (مواقع)
كشف عميلان سابقان في الموساد الإسرائيلي، في مقابلة حصرية مع برنامج "60 دقيقة" على قناة "سي بي إس"، تفاصيل صادمة حول العملية الاستخباراتية المعقدة التي استهدفت حزب الله في سبتمبر الماضي. هذه العملية، التي شملت تفجير آلاف أجهزة البيجر المفخخة، أسفرت عن مقتل وإصابة المئات من عناصر الحزب، مما أحدث ضجة كبيرة في المنطقة.
اقرأ أيضاً تهديدات جديدة من نتنياهو للحوثيين.. سنقوم بهذا الأمر 22 ديسمبر، 2024 خبير عسكري يكشف عن الجهة الحقيقية التي أسقطت الطائرة الأمريكية إف18 22 ديسمبر، 2024
تخطيط ودراسة متأنية
كشفت تفاصيل العملية عن تخطيط دقيق وعمليات استخباراتية استمرت لعقد من الزمان. بدأت المرحلة الأولى من العملية قبل عشر سنوات، حيث قام الموساد بزرع متفجرات في أجهزة "ووكي توكي" واستهدف بها حزب الله. ومع ذلك، لم تنفجر هذه الأجهزة إلا في سبتمبر الماضي، بعد يوم واحد من تفجير أجهزة البيجر.
في عام 2022، اكتشف الموساد أن حزب الله يشتري أجهزة بيجر من شركة تايوانية. استغل الموساد هذه الفرصة لتعديل هذه الأجهزة وزرع متفجرات فيها. وتم اختبار هذه الأجهزة مرارًا وتكرارًا على دمى لتحديد الكمية المثلى من المتفجرات التي تضمن أقصى قدر من الدمار.
خداع حزب الله وإتقان التفاصيل:
لخداع حزب الله، قام الموساد بنشر إعلانات مزيفة على يوتيوب للترويج لهذه الأجهزة على أنها مقاومة للغبار والماء. بالإضافة إلى ذلك، اختبر الموساد العديد من نغمات الرنين لتحديد النغمة الأكثر إلحاحًا التي من شأنها أن تدفع المستخدم إلى إخراج الجهاز من جيبه بسرعة.
تنفيذ العملية والنتائج المأساوية:
في سبتمبر 2023، كان لدى حزب الله مخزون كبير من أجهزة البيجر المفخخة. وعندما تم تفعيل هذه الأجهزة، انفجرت بشكل عنيف، مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من عناصر الحزب. والأكثر مأساوية هو أن بعض الانفجارات وقعت خلال جنازات، مما زاد من عدد الضحايا.
الأهداف الاستراتيجية للعملية:
وفقًا للعميلين السابقين، فإن الهدف الأساسي من هذه العملية لم يكن فقط قتل عناصر حزب الله، بل كان أيضًا إرسال رسالة قوية للحزب وإظهار ضعفاته. تعتبر هذه العملية واحدة من أضخم العمليات الاستخباراتية التي نفذها الموساد في السنوات الأخيرة، وتسلط الضوء على القدرات التقنية والاستخباراتية المتقدمة التي يمتلكها.
الآثار المترتبة على المنطقة:
لا شك أن هذه العملية ستترك آثارًا عميقة على المنطقة. فقد أدت إلى تصعيد التوتر بين إسرائيل وحزب الله، ورفعت من مستوى الحذر الأمني في لبنان. كما أثارت تساؤلات حول مدى فعالية الإجراءات الأمنية التي يتخذها حزب الله لحماية عناصره.
خاتمة:
تكشف تفاصيل هذه العملية عن عالم من التجسس والتخريب، حيث يتم استخدام أحدث التقنيات لتنفيذ عمليات معقدة. وتؤكد أيضًا على الدور المحوري الذي تلعبه الاستخبارات في صياغة الأحداث في المنطقة.