الحوثيون والإيرانيون يبدؤون بتهيئة هذه الشخصية خلفا لعبدالملك الحوثي في حال اغتياله.

المصدر: المشهد اليمني

إقرأ أيضاً:

ستراتفور: ماذا سيفعل الحوثيون في اليمن بقوتهم الجديدة؟

نشر موقع "ستراتفور" الأمريكي، تقريرًا، يسلّط الضوء على تزايد قوة الحوثيين في اليمن بعد دورهم في الحرب بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحماس، موضّحًا تعاظم قوتهم العسكرية ونفوذهم السياسي في شمال اليمن، ممّا قد يمهد لهجمات جديدة في الجنوب تهدد الحكومة اليمنية وتفتح المجال لتزايد الاضطرابات في المنطقة.

وقال الموقع، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إنّ: "تدخل الحوثيين في الحرب بين إسرائيل وحماس عزّز من قدراتهم العسكرية ونفوذهم السياسي في شمال اليمن".

وتابع: "منذ تدخل الحوثيين في الحرب في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 بمهاجمة الملاحة في البحر الأحمر وإطلاق صواريخ وطائرات المسيرة باتجاه إسرائيل، أفادت مصادر إعلامية مختلفة أن آلاف المجندين الجدد انضموا للحركة من جميع أنحاء اليمن".

وأبرز أن  "خبراء الأمم المتحدة قدّرو في خريف 2024 أن عدد مقاتليها يصل إلى 350 ألف مقاتل، بزيادة عن 220 ألف مقاتل في 2022، وذلك بسبب زيادة توطيد سلطتهم في الشمال وزيادة التجنيد بعد تدخلهم في حرب غزة".

"رغم حدوث مناوشات قليلة نسبيا على طول الخطوط الأمامية للحوثيين مع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًّا، فإنه لم تحدث أي هجمات كبرى من قبل أي من الجانبين منذ بدء التدخل ضد إسرائيل" استرسل الموقع نفسه.

وأردف: "في الوقت نفسه، اشتبك الحوثيون مع الولايات المتحدة في البحر الأحمر، وتعرضت الجماعة لحملة قصف متكررة من جانب الولايات المتحدة والمملكة المتحدة استهدفت قدرات الإطلاق والتخزين الخاصة بها في اليمن، وأعادت الولايات المتحدة تصنيفها كمنظمة إرهابية أجنبية".

 إلى ذلك، أوضح الموقع أن الحوثيين يسيطرون على شمال اليمن من خلال مزيج من القوة المباشرة والتحالف مع مجموعة من الجهات الفاعلة المحلية، مثل الحكام السابقين والمؤتمر الشعبي العام والقبائل المحلية، لكن منذ اندلاع حرب غزة في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، احتشدت هذه الجماعات إلى جانب الحوثيين ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي، ما أضعف الانقسامات الداخلية.


 وأبرز: "يقوم التوجه الأيديولوجي للحوثيين على معاداة إسرائيل وأمريكا؛ إذ يتضمن علمهم وشعار حركتهم "الموت لإسرائيل، الموت لأمريكا"، في دعوة مباشرة للعمل ضد الدولتين، وتحظى وجهة النظر هذه بشعبية في اليمن على جانبي خط الحرب الأهلية".

"حيث تجتمع القومية العربية والإسلامية لتغذية الأحزاب السياسية في الشمال والجنوب، كما يُلقي العديد من اليمنيين باللوم على الولايات المتحدة في التدخل العسكري الذي قادته السعودية في البلاد منذ عام 2016" بحسب الموقع.

وأضاف: "منذ بدء حرب غزة في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، شنّ الحوثيون ما لا يقل عن 136 هجومًا بالبحر الأحمر، على الرغم من أن الضربات الناجحة التي شنوها على السفن كانت أقل نسبيًا، ولم تلحق أي أضرار حتى الآن بالسفن الحربية الغربية".

وفي المقابل، تابع الموقع أنّ الضربات قد: "أصابت الجوية الأمريكية والبريطانية ترسانة الجماعة في اليمن عدة مرات، ولكن من غير الواضح حتى الآن ما إذا كانت هذه الضربات قد أثرت بشكل كبير على مخزون الحوثيين الذي يشمل صواريخ باليستية إيرانية وصواريخ مضادة للسفن وطائرات مسيرة مختلفة".

وأشار الموقع إلى أن: "الضربات الجوية الإسرائيلية على الحوثيين أجّجت المزيد من المشاعر المؤيدة للحوثيين في البلاد، خاصة وأن بعض الضربات استهدفت البنية التحتية المدنية الرئيسية مثل محطات توليد الكهرباء، كما أنها عززت الرواية القائلة بأن الحوثيين يقاتلون خصمهم الإقليمي في البلاد، مما زاد من شعبية الحركة".

 ووفق الموقع نفسه، "أعلن الحوثيون عن توقف مؤقت للضربات بعد دخول وقف إطلاق النار بين الحركة وإسرائيل حيز التنفيذ في كانون الثاني/ يناير 2024، لكنهم هددوا باستئناف الهجمات في حال انهيار وقف إطلاق النار الذي يواجه عقبات خطيرة تحول دون التوصل إلى سلام دائم".

وأضاف الموقع أنه "مع استمرار الحوثيين في الاستفادة من المواجهة مع إسرائيل والغرب على الصعيدين السياسي والعسكري، فمن المرجح أن يركزوا على حملتهم في البحر الأحمر وعلى توجيه ضربات متقطعة لإسرائيل، مبررين ذلك باستمرار الوجود الإسرائيلي في قطاع غزة".


واسترسل: "يُستبعد أن تخرج إسرائيل من قطاع غزة بالكامل على المدى القريب، مما يوفر للحوثيين مبررًا سياسيًا مستمرًا لشن ضربات متقطعة عليها، الأمر الذي سيؤدي إلى شن ضربات إسرائيلية مضادة على اليمن، وستستمر هذه الديناميكية في مساعدة الحوثيين على تجنيد مقاتلين جدد في حركتهم، مدفوعين بالمشاعر المعادية لإسرائيل بين اليمنيين العاديين".

وأبرز: "تشكّل القيود الجغرافية والعسكرية عائقًا أمام قدرة إسرائيل على إلحاق ضرر عسكري كبير بالحوثيين كما فعلت مع حزب الله، ما سيحول دون أي تدهور في موقف الحوثيين العسكري في اليمن، ومن المرجح أيضًا أن تواصل إيران دعمها للحركة الحوثية خلال هذه المواجهة في ظل سعيها لتعويض الانتكاسات التي لحقت بوكلائها وحلفائها الآخرين".

وأردف: "ربما تعمّق التعاون العسكري مع الحوثيين وتزودهم بالمزيد من الأنظمة المتطورة والتدريبات، وفي الوقت نفسه، سيشنّ الحوثيون أيضًا هجمات متقطعة داخل البحر الأحمر لتعزيز موقفها في اليمن؛ حيث تواصل الجماعة مواجهتها العسكرية المناهضة للغرب".

وذكر الموقع أيضًا أنّ: "الحوثيين قد يستأنفون الهجمات حول مأرب وغيرها من المواقع الرئيسية على خط المواجهة في ظل تفوقهم المتزايد في ساحة المعركة على الحكومة اليمنية، ما يزيد من احتمال تحقيق تقدم إقليمي كبير وتفتت سياسي في جنوب اليمن".

وأكد: "بمجرد أن يكتسب الحوثيون قوة عسكرية كبيرة كافية وينظمون مقاتليهم في وحدات عسكرية قادرة على شن حملات كبيرة، فقد يفكرون مرة أخرى في شن هجمات على الجنوب في محاولة لتعزيز نفوذهم في مفاوضات وقف إطلاق النار الجارية مع السعودية، وقد يؤدي هذا إلى تصعيد الهجمات ضد المدن الرئيسية مثل تعز ومأرب أو مواقع أخرى على طول خط المواجهة". 

"غير أنه نظرًا لمصلحة السعودية في الانسحاب من الحرب الأهلية في اليمن، فمن غير الواضح ما إذا كانت المملكة أو شركاؤها -الإمارات والولايات المتحدة- على استعداد للتدخل عسكرياً لوقف هجمات الحوثيين كما فعلوا في مأرب في 2021، وبدون الدعم الجوي للتحالف ومع وجود عدد أكبر بكثير من المقاتلين الحوثيين على الأرض، فمن المرجح أن تنتج مثل هذه الهجمات اختراقًا على طول خط المواجهة لأول مرة منذ سنوات عديدة" وفقا للموقع نفسه.

وتابع: "كما قد يستفيد الحوثيون سياسيًا من مواجهتهم خلال حرب غزة؛ حيث ظلت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا محايدة، ما قد يؤدي إلى زيادة نفوذهم بشكل كبير على المؤسسات والمدن والقبائل والسياسيين الجنوبيين، وهذا قد يلقي بظلال من الشك على وحدة الجنوب".

وأكد الموقع أنّ: "تحقيق اختراق على خط المواجهة سيمنح الحوثيين نفوذًا كبيرًا في المفاوضات مع الحكومة اليمنية المعترف بها والسعوديين، مما قد يجبر الحكومة على تقديم تنازلات كبيرة أو حتى يؤدي إلى انهيار جزء كبير من التحالف المناهض للحوثيين في البلاد، وإذا تمكن الحوثيون من الاستيلاء على مدينة مثل مأرب أو تعز، فإن ذلك من شأنه أن يحفز الحكومة اليمنية على تقديم تنازلات للحوثيين".


ومع ذلك، فإن هذه التنازلات بحسب الموقع: "قد لا تقنع الحوثيين بإنهاء هجماتهم إذا رأوا أنهم يتمتعون بزخم عسكري وإذا لم تتدخل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإسرائيل إلى ما هو أبعد من الضربات لردع الهجمات على الشحن التجاري في البحر الأحمر".

واسترسل: "هذا يشير إلى أن الحوثيين قد يحاولون الدفع جنوبًا حتى مع وجود فرص لتقاسم السلطة، وإذا انهارت قوات الحكومة اليمنية بسرعة، فقد تتفكّك الوحدة الهشة بين فصائل الحكومة، وقد يتم حل الحكومة مع تقسيم هذه الجماعات للبلاد مع الحوثيين، مما قد يؤدي إلى انقسام عميق ودائم بين شمال اليمن وجنوبه".

وختم الموقع بالقول إنّ: "الحوثيين قد يستمرون في التقدم جنوبًا إذا نجحوا بما فيه الكفاية، وفي هذه الحالة الأكثر تطرفًا، فمن المرجح أن يسيطر الحوثيون على المدن الكبرى مثل عدن، ليصبحوا الحكام الفعليين لمعظم اليمن، ولكن من غير المرجح أن يتمكن الحوثيون من السيطرة على البلاد بأكملها بسبب القيود اللوجستية والديموغرافية".

مقالات مشابهة

  • الحوثيون يتهمون الأمم المتحدة بـ”تسييس” العمل الإنساني
  • حاولت تخيل الزمن قبيل اسر البطل محمد صديق وحتى اغتياله الجبان
  • ستراتفور: ماذا سيفعل الحوثيون في اليمن بقوتهم الجديدة؟
  • صندوق الإدمان: تحديد معايير لاختيار الشخصية المؤثرة في حملات المكافحة
  • مشاكلك الشخصية عالجها في الصباح.. وفق هذه الدراسة
  • تفسير حلم رؤية الصراصير في المنام.. وعلاقته بالصعوبات والمشكلات الشخصية
  • الزمالك يعيّن بيسيرو خلفاً لجروس
  • البرلمان العراقي يعتزم تمرير 17 قانوناً والأحوال الشخصية نافذ في هذا الموعد
  • ناصر عبدالرحمن يكتب: الشخصية المصرية «14».. النرجسية والازدواجية
  • عاجل: حدث ليلا.. الحوثيون يهددون إسرائيل بالصواريخ وعطل مفاجئ في طائرة وزير الخارجية الأمريكي.. و«زيلينسكي» يروي قصة محاولة اغتياله