ندوة بمعرض الرياض الدولي للكتاب تناقش كيفية قراءة التراث الأدبي
تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT
المناطق_الرياض
ناقش متخصصون الليلة الماضية على مسرح “معرض الرياض الدولي للكتاب” الطرق الحديثة المبنية على الفحص والتمحيص، المعينة على قراءة التراث الأدبي العربي .
واستهلت الندوة التي أدارها الدكتور سعود اليوسف، بسؤال عن القراءة المثمرة للتراث أجاب عنه أستاذ الأدب في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً الدكتور عبدالله بن سليم الرشيد، حيث عرّف التراث بأنه كل ما يبقيه المرء بعده، ونص على أن التراث المراد قراءته هنا هو الذي يمتد إلى 12 قرنًا وأكثر، لافتًا النظر إلى أنه لابد للمتصدي لدراسة أو قراءة التراث أن يتسلح بالاستقصاء والشمول، ثم الفحص والتأمل والنقد .
وأضاف الرشيد : ” إن التأمل والنقد يقي من وقوع الدارس أو القارئ في أحكام خاطئة أو مثيرة، كما أن اتساع النظرة وشمولها تقتضي أن يعرف القارئ تاريخ هذا الأدب ويطالع نصوصه من قبل عصر التدوين وحركات الأدب وتطورات الشعر والنثر، وبهذا تكون نظرته شمولية؛ مما ينتج عنها حكمًا صحيحًا في المجمل “.
وعما إذا كانت قراءة التراث دون الرجوع إلى النظريات الأدبية المفسرة له مجدية أفاد أستاذ الأدب في جامعة الخرطوم الدكتور الصديق عمر الصديق، أنه يجب أن نقرأ التراث قراءة عميقة مستوعبة، ثم بعد ذلك يمكننا أن ندلف إليه عن طريق النظريات الأدبية التي تفسره؛ سواء كانت عربية أم أجنبية .
وأفاض الدكتور الصديق في ضرب الأمثلة حول قراءة بعض العلماء لتراثنا متخذً اتجاه الدكتور طه حسين نموذجًا، حيث نحى في دراسته للتراث إلى قراءة الشعر العربي من أحشائه دون التأثر بنظريات مسبقة، وهنا تجلى وبرعت ذائقته الأدبية الرفيعة، لكن خط سيره تغير، وكانت دراسته غير ناجعة عندما درس التراث من باب النظريات الأجنبية كما في كتابه “في الشعر الجاهلي”، الذي تأثر فيه بمنهج الشك لديكارت؛ مما جعله عرضة للسهام النقدية .
وتطرقت الندوة للحديث عن موضوعات متعددة في كيفية قراءة التراث بمنظور نقدي عصري مقارن ، لمفكرين ساهموا في غربلة التراث بصورة عصرية فاحصة وشمولية .
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: معرض الرياض الدولي للكتاب قراءة التراث
إقرأ أيضاً:
صالون الملتقى الأدبي.. ثلاثة عقود من الإبداع والتأثير الثقافي
فاطمة عطفة (أبوظبي)
نظّمت دائرة الثقافة والسياحة بالمجمع الثقافي في أبوظبي، جلسة أدبية، جاءت احتفاءً بمرور ثلاثين عاماً على تأسيس «صالون الملتقى الأدبي»، تزامناً مع يوم المرأة العالمي. وقد شهدت الفعالية حضور نخبة من المثقفات والفنانات، بينهن الفنانة التشكيلية نجاة مكي، إلى جانب عضوات الصالون وجمهور الثقافة والفكر.
أدارت الحوار الشاعرة والمخرجة نجوم الغانم، التي أكدت في مستهل الجلسة أن هذا اللقاء لا يحتفي فقط بمسيرة صالون الملتقى، بل يسلط الضوء أيضاً على دور المرأة في الثقافة والإبداع، مشيدةً بدور النساء في تأسيس هذا الفضاء الثقافي الذي أصبح منبراً للفكر والتأثير على مدار العقود.
بيئة ملهمة
خلال حديثها، أوضحت الغانم أن صالون الملتقى الأدبي لم يكن مجرد مساحة للنقاشات الفكرية، بل كان بيئة ملهمة جمعت بين الأدب، والفن، والفكر، وأسهم في تعزيز ثقافة القراءة، ودعم الإبداع والمواهب، خاصةً النسائية منها. وأضافت أن الصالون لم يكتفِ بالاحتفاء بالأدب العربي، بل كان أيضاً شاهداً على تحولات ثقافية وفكرية هامة في دولة الإمارات، حيث استقطب العديد من المفكرين والأدباء من مختلف الاتجاهات.
محطات البدايات
من جانبها، استرجعت أسماء صديق المطوع، مؤسسة الصالون، محطات البدايات، مشيرةً إلى أن الفكرة انطلقت من المجمع الثقافي في أبوظبي، حيث كانت اللبنة الأولى لهذا الملتقى من خلال حضورها وزميلاتها الفعاليات الثقافية والفنية. وقالت المطوع: «كانت البداية أشبه بزرع بذرة ورعايتها، حتى أصبحت نخلة باسقة، تُؤتي ثمارها الأدبية والثقافية.
وأشارت المطوع إلى أن أولى استضافات الملتقى كانت للروائية الجزائرية أحلام مستغانمي، حيث لم يكن في ذلك الوقت الكثير من الكتب المترجمة متاحة في المكتبات، ما جعل الصالون مساحة حيوية لمناقشة الرواية العربية التي تعكس تحولات المجتمع.
التحديات والاستمرارية
رغم الصعوبات التي واجهها الصالون، أكدت المطوع أن الإصرار والإيمان بالفكرة جعلا منه تجربة ثقافية مستدامة. وقد أثمرت هذه الجهود عن تسجيل الملتقى ضمن منظمة اليونسكو، إلى جانب حصوله على جوائز عدة، تقديراً لدوره في المشهد الثقافي. كما أعلنت عن إطلاق جائزة «أسماء» لأفضل رواية أولى لكاتب ناشئ، والتي تم تخصيص وقف خاص لها من إرث العائلة، في بادرة تهدف إلى دعم المواهب الأدبية الصاعدة.
نحو المستقبل
أكدت المطوع أن الملتقى سيواصل مسيرته، مشددةً على أهمية القراءة والنقاشات الفكرية في بناء مجتمع ثقافي متفاعل. وأضافت: «نحن لا نقرأ الروايات فحسب، بل نعيش معها، ونتفاعل مع أحداثها، لنفهم أعمق ما في مجتمعاتنا وثقافتنا». وفي ختام الأمسية، أجمع الحاضرون على أن صالون الملتقى الأدبي لم يكن مجرد مبادرة ثقافية، بل كان ولا يزال جزءاً من الحراك الفكري في الإمارات والمنطقة العربية، يحمل على عاتقه مسؤولية تعزيز الحوار والإبداع، وتمكين الأجيال القادمة من التواصل مع الأدب والفكر بعين ناقدة ورؤية مستنيرة.