كتب رضوان عقيل في" النهار":يجمع الشيعة حتى من الذين لا يلتقون مع السيد حسن نصرالله، على الفراغ الذي سيحدثه، وقد مُني هذا المكوّن بخسارة كبيرة بعدما كان صاحب الرأي والمشورة الأولى من لبنان إلى العراق وإيران. صحيح أن خياراته كانت كبيرة وغرسها في وجدان طائفته، ولكن لم يكن انتشارها نتيجة عامل نصرالله فحسب، بل ثمة عوامل أدت إلى هذه الخلاصة.

وإذا كان غيابه يشكل فراغا، فإن هذه الطائفة تقدر على الانطلاقة رغم كل ما تعرضت له، وهي تملك مؤسسات وبنى اجتماعية واقتصادية وثقافية وسياسية لا تزول بذهاب القائد.


سيعيّن الحزب أمينا عاما جديدا، وهي مهمة ليست سهلة رغم صعوبتها على جسم الحزب، بمعنى أنه يقدر على استعادة تماسكه رغم كل ما تعرض له من ضربات. ولن يكون مرشد الثورة في إيران السيد علي خامنئي بعيدا من الكلمة النهائية للاسم الذي سيخلف نصرالله. ولا يعير مقربون من الحزب أهمية لكل الكلام عن أن طهران تخلت عن نصرالله، إذ "لا يستقيم هذا الكلام على أرض الواقع، وقد سقط مسؤول كبير في الحرس الثوري مع السيد ومجموعته".

صحيح أن الحزب يمكنه بحسب "عيون" سياسية هادئة استيعاب ما تعرض له بعد تجربته من أوائل الثمانينيات إلى اليوم، وأن يشد عصب قواعده ولو بقائد جديد لن يقدم نفسه في موقع نصرالله ورمزيته، إذ إن لكل مسؤول أسلوبه وبصمته الخاصة في اتخاذ القرار، ولو أن الراحل والسلف ينطلقان كلاهما من أفكار وثوابت عقيدية وسياسية واحدة. إلا هذا الأمر لا يمنع الحزب من إعادة النظر على مستوى أجندته وأفكاره، من دون أن يتخلى عن ثوابته وتبنيه نصرة القضية الفلسطينية وعلاقاته بطهران. ومن المبكر الآن الدخول في تقويم تجربته والخيار الذي سيتخذه فيما أطنان القنابل تلاحق قيادييه في الضاحية والجنوب والبقاع، وسيكون على الجميع الانتظار لبلورة الرؤية ولملمة الجروح وانتخاب الأمين العام المنتظر. ولن يتوقف الحزب في الداخل عن التعاون مع حركة "أمل" في مساحة واسعة من اللحمة.

وبحسب شخصية سنية صاحبة تجربة مع البيئة الشيعية، فإن الظلم الذي تعرضت له ينتج حلولا ويمكنها من النهوض ومتابعة دورة حياتها السياسية. والإرث الإسلامي الشيعي لدى هذا المكون يمكّنه من أن يستمد القوة من ثورة الإمام الحسين. وإذا كان الحزب يحتاج إلى إعادة مراجعة لخياراته، فإنه في حاجة إلى "لبننة أكثر" بحسب جهات لا تلتقي معه، وتعرف أن البلد في نهاية المطاف لا يمكن أن يسير من دون مشاركة "كل المجموعات"، وخصوصا في اتخاذ القرارات الوطنية الكبرى.
قبل 24 سنة، في أول لقاء جمع بري ونصرالله بعد تحرير الجنوب في أيار 2000، ناقش الرجلان ما تحقق في تحرير الأرض، وأجمعا على أن إسرائيل "لن تتركنا هانئين".

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

« نعيم قاسم» السيرة الغامضة للرجل الذي قد يقود حزب الله بعد نصر الله

« نعيم قاسم» السيرة الغامضة للرجل الذي قد يقود حزب الله بعد نصر الله.. شهدت العاصمة اللبنانية بيروت في الأيام الأخيرة تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق، حيث استهدفت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي المبنى الذي يضم المكتب الرئيس لحزب الله. يأتي هذا الهجوم ضمن سلسلة من الضربات المتبادلة بين حزب الله وإسرائيل، مما يزيد من توتر الأوضاع في المنطقة.

 إعلان إسرائيل اغتيال نصر الله


أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي رسميًا عن اغتيال حسن نصر الله في الهجمات التي استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت صباح اليوم السبت. الهجمات نفذتها طائرات "إف-35" الإسرائيلية باستخدام قنابل خارقة للحصون من طراز "مارك 84"، المعروفة بقنابل "المطرقة" بسبب قوتها التدميرية الهائلة التي تحمل طنًا من المتفجرات.

 نعيم قاسم: الخليفة المحتمل


مع اغتيال حسن نصر الله عن المشهد، تتجه الأنظار نحو نائبه الأول، الشيخ نعيم قاسم، الذي يُعتبر الشخصية الأبرز لتولي القيادة بعد وفاة نصر الله. لعب قاسم دورًا محوريًا في تأسيس حزب الله في أوائل الثمانينيات، ويشغل منصب نائب الأمين العام منذ عام 1991، وقد أصبح شخصية رئيسية في رسم سياسات الحزب.

 السيرة الذاتية لنعيم قاسم


ولد نعيم قاسم في بيروت عام 1953، وتلقى تعليمه في المدارس الشيعية لدراسة المذهب الشيعي. التحق بالجامعة اللبنانية لدراسة الكيمياء في كلية التربية، حيث تخرج في عام 1977.
وانضم قاسم إلى حركة أمل خلال الحرب الأهلية اللبنانية في منتصف السبعينيات، وتدرج في المناصب داخل الحركة، حيث شغل منصب نائب المسؤول الثقافي المركزي، ثم مسؤول العقيدة والثقافة، كما انضم إلى مجلس قيادة الحركة قبل أن يستقيل عام 1979.

عاجل - توازن الرعب يتلاشى.. اغتيال حسن نصر الله يغير قواعد اللعبة بين حزب الله وإسرائيل ماذا قال حسن نصر الله عن تفجير أجهزة البيجر قبل اغتياله (فيديو) عاجل - حسن نصرالله.. ما وراء تصريحاته الأخيرة؟ عاجل حسن نصرالله.. تصريحات نارية تسبق محاولات اغتياله تحدى فيها إسرائيل  الانضمام إلى حزب الله


في عام 1982، انضم نعيم قاسم إلى مجلس شورى حزب الله بعد تأسيسه، وشغل منصب نائب الأمين العام للحزب عباس موسوي، الذي اغتالته إسرائيل في عام 1992. بعد ذلك، تسلم حسن نصر الله قيادة الحزب واستمر قاسم في منصبه كنائب لنصر الله، إضافة إلى توليه عدة مسؤوليات أخرى داخل الحزب.

 التحصيل العلمي


درس نعيم قاسم مناهج الدراسة الحوزية على يد كبار علماء الشيعة في لبنان، من أبرزهم عباس الموسوي وحسن طراد وعلي الأمين. كما تلقى دروس "بحث الخارج" في علم الفقه والأصول على يد محمد حسين فضل الله.

 تساؤلات حول مستقبل القيادة


في ظل غياب نصر الله، تظهر تساؤلات حول إمكانية تولي نعيم قاسم قيادة حزب الله. ورغم أن قاسم ليس بشخصية إعلامية مثل نصر الله، إلا أن له قاعدة شعبية كبيرة داخل الحزب وخارجه. ويتمتع قاسم بخبرة طويلة في التعامل مع الأزمات والضغوط الدولية والإقليمية، مما يجعله مرشحًا بارزًا لقيادة الحزب في المرحلة المقبلة.

 التماسك الداخلي لحزب الله


رغم اغتيال حسن نصر الله، يبقى حزب الله متماسكًا بفضل قيادته المحنكة وامتداده الشعبي الكبير في لبنان والمنطقة. توقعات القيادة بيد نعيم قاسم قد تمنح الحزب الاستقرار في هذه المرحلة الحساسة، لكن المشهد لا يزال مفتوحًا على احتمالات متعددة.

مقالات مشابهة

  • حسن نصر الله الذي غيّر الإقليم حيا وميتا
  • “جاسوس”.. من الذي استهدف نصر الله؟
  • شاهد لحظة انتشال جثة حسن نصرالله من تحت الأنقاض
  • جاسوس.. من الذي استهدف نصرالله؟
  • زمن الوحدة في لحظة فاصلة في الصراع
  • شاهد/الموقف الذي جعل السيد حسن نصرالله يبكي اثناء خطابه
  • « نعيم قاسم» السيرة الغامضة للرجل الذي قد يقود حزب الله بعد نصر الله
  • حسن نصر الله.. خريج الحوزات الذي قاد حزب الله اللبناني
  • مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى لـCNN حول مصير حسن نصرالله: قد يأتي التأكيد بأي لحظة