لبنان ٢٤:
2025-03-02@20:54:42 GMT

قدرات حزب الله المالية: هل تصمد خلال الحرب؟

تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT

قدرات حزب الله المالية: هل تصمد خلال الحرب؟

كتب جورج عيسى في" النهار": تمتع "حزب الله" منذ فترة طويلة ببنية تحتية مالية منفصلة عن النظام المالي الرسمي في لبنان. كان ذلك جزءاً من خطة حماية قوة الحزب واستقلاليته العملانية. يحاول الإسرائيليون الآن ضرب تلك الموارد بحسب مراقبين. يعتمد الحزب بشكل كبير على السيولة المالية لتغذية عملياته العسكرية، لكن أيضاً لدعم شبكة واسعة جداً من المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية التابعة له.

بما أن أبرز قادة الحزب كانوا منكشفين أمام الاغتيالات المتلاحقة فمن المحتمل أن تكون تلك المراكز ضمن بنك الأهداف الإسرائيلية.
ويشير خبراء ماليون من بريطانيا، لـ"النهار"، إلى أن من بين ما استهدفه الإسرائيليون في الأيام القليلة الماضية مؤسسة"القرض الحسن" بفروعها المنتشرة في أكثر من محافظة. هذه المؤسسة خارجة عن النظام المصرفي الرسمي وغير حاصلة على ترخيص من البنك المركزي. تعمل هذه المؤسسة بشكل رئيسي من خلال إعطاء القروض المالية مقابل رهن كميات من الذهب تفوق قيمتها بنحو ثلاثة أمثال قيمة القرض. في عمليات الاستهداف لتلك المستودعات، من المحتمل أن يكون المتعاملون مع المؤسسة قد خسروا الذهب، مع الإشارة إلى وجود صعوبة في تقدير طبيعة الأضرار التي قد تحل بالذهب وقيمته المتبقية وما إذا كان بالإمكان الحفاظ على سجلات أصحابها وفق الخبراء أنفسهم.

لكن ما يمكن الحديث عنه بثقة أكبر (نسبياً) هو الخسائر في السيولة التي قد تظهر قريباً. فالمؤسسات المالية التابعة للحزب والتي من المفترض أن تبدأ بضخ الأموال كما يحصل عادة مع بداية كل شهر، قد تكون عاجزة عن الاستمرار في تلبية حاجات المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية وآلاف من الأسر المرتبطة بالحزب. ويضيف الخبراء أنفسهم أن من بين أهداف الضربات أيضاً الصرافون الذين يتعاملون مالياً مع "حزب الله" والمنتشرون بدورهم في مناطق عدة. هذا يعني تالياً أن الدورة المالية ضمن اقتصاد الحزب المنفصل عن الاقتصاد الرسمي ستواجه عقبات إضافية.

ويقدّر الخبراء أنفسهم أن هناك نحو 10 مليارات دولار تدور في الاقتصاد الموازي داخل لبنان. يدور القسم الأكبر منها في "الفلك" الأوسع للحزب. لكن في ما يخص الدائرة الضيقة المباشرة له، فينخفض هذا التقدير ليتراوح بين مليار و3 مليارات دولار.


ماذا عن تأثّر القدرات العملانية للحزب؟
يتحدث الخبراء الماليون أنفسهم عن وجود صعوبة في تقييم الأضرار وانعكاساتها الميدانية. لكن نظرياً، يشيرون إلى أن المقاتلين يحتاجون إلى الرواتب الشهرية لإعالة عائلاتهم، بخاصة في ظل الحرب التي فرضت عليهم النزوح إلى مناطق أكثر أمناً. حتى في الأوضاع الطبيعية، ثمة عائلات كثيرة تنتظر المخصصات المالية في آخر أو مطلع كل شهر لتلبية احتياجاتها الأساسية. والأمر نفسه تقريباً يسري على المؤسسات الصحية والاجتماعية والتعليمية الأخرى التابعة لـ "حزب الله" مثل مدارس وكشافة المهدي.

من هنا، يتساءل الخبراء الماليون أنفسهم عن قدرة هؤلاء المقاتلين على الاستمرار في القتال، وإلى متى، إذا بدأت منابع الأموال تجفّ. والمؤسسات التعبوية الأخرى التي تمدّ صفوف الحزب بالعناصر أيضاً لن تكون بمنأى عن هكذا تداعيات. وبطبيعة الحال، ستشعر الشبكة الاجتماعية الأوسع للحزب بتأثير الضربات المستهدفة لبنيته المالية. ومن بين التداعيات المحتملة لتلك الضربات، تأثر عائلات الشهداء التي كان تحصل باستمرار على مرتبات شهرية من الحزب.

هل انتهى عصر "الثراء وسط الفقر"؟
في 3 أيلول 2024، وتحت عنوان "لماذا حزب الله ثري ولبنان فقير"، لخص كاميرون عبادي مقابلة مع الكاتب الاقتصادي في مجلة "فورين بوليسي" آدم توز. أشار توز إلى أن "حزب الله" تمكن بفضل أذرعته المالية من تأسيس عدد من ماكينات الصرافة الآلية في ذروة الأزمة المالية، حتى أنه ضخ "كمية سخية" من السيولة لمن كان بحاجة إليها.

ليس هذا فقط. كان الذراع المالي للحزب "مكوناً جديداً وسريع التوسع" مما عمّق وضعه في النسيج اللبناني. وقد نجح في بناء نوع من سلسلة توريد قادرة على توفير جميع المستلزمات المتعلقة بقطاع معين (مثل الطاقة الشمسية) على ما قاله توز.

يعتقد الخبراء الماليون أنفسهم، في حديث إلى "النهار "، أن "حزب الله أمام أزمة مالية ملحة قد تطرأ في المرحلة المقبلة إن لم يكن في الساعات المقبلة"، على مشارف تشرين الأول، وهو موعد تحويل المستحقات المالية المعتادة عند مطلع كل شهر. هل تصح هذه التوقعات؟ أم أن الحزب تمكن من حماية القسم الأكبر من سيولته في مواجهة التعقب والضربات الإسرائيلية؟
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

رئيس الحكومة اللبنانية: تعزيز قدرات الجيش وترسيخ الاستقرار في الجنوب

أكد نواف سلام، رئيس الحكومة اللبنانية، أن بلاده تعمل على زيادة قدرات الجيش اللبناني من خلال التجهيز والتدريب، ما يسهم في تعزيز قدراته الدفاعية وحماية السيادة الوطنية، حسبما أفادت قناة "القاهرة الإخبارية"، في خبر عاجل.

وشدد سلام، خلال تصريحاته، على أن الحكومة لا تقبل بأي اعتداء على قوات "اليونيفيل"، مؤكدًا أن الدولة ملتزمة بمحاسبة المسؤولين عن أي اعتداءات تطالها.

كما أشار إلى أن الجيش اللبناني هو الجهة الوحيدة المخولة بحماية البلاد والحفاظ على أمنها، مؤكدًا أن القوات المسلحة اللبنانية عززت انتشارها في بلدات الجنوب بهدف ترسيخ الاستقرار على الحدود.

مقالات مشابهة

  • برمة ومريم
  • موسم التشرذم السياسي في السودان
  • صحيفة إيطالية: كم يمكن لأوكرانيا أن تصمد دون أسلحة أميركية؟
  • تشييع أكثر من 90 شخصا في بلدة حدودية لبنانية قضوا خلال الحرب بين حزب الله واسرائيل  
  • العمال الكردستاني يعلن وقف اطلاق النار
  • مستقبل حزب الله
  • وزير المالية السوداني يتحدث عن إستبدال العملة في الخرطوم وانتهاء الحرب ويعلن عن قوافل وتعهدات بشأن جثث القتلى والمتفجرات وإعادة الكهرباء
  • رئيس الحكومة اللبنانية: تعزيز قدرات الجيش وترسيخ الاستقرار في الجنوب
  • إفتراق بين حزب الله وجمهوره.. هذه قصة الثقة
  • من هو بدر المشاط؟ وكيف انتهى به المطاف في قبضة العدالة؟