لبنان ٢٤:
2025-03-11@10:41:22 GMT

قدرات حزب الله المالية: هل تصمد خلال الحرب؟

تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT

قدرات حزب الله المالية: هل تصمد خلال الحرب؟

كتب جورج عيسى في" النهار": تمتع "حزب الله" منذ فترة طويلة ببنية تحتية مالية منفصلة عن النظام المالي الرسمي في لبنان. كان ذلك جزءاً من خطة حماية قوة الحزب واستقلاليته العملانية. يحاول الإسرائيليون الآن ضرب تلك الموارد بحسب مراقبين. يعتمد الحزب بشكل كبير على السيولة المالية لتغذية عملياته العسكرية، لكن أيضاً لدعم شبكة واسعة جداً من المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية التابعة له.

بما أن أبرز قادة الحزب كانوا منكشفين أمام الاغتيالات المتلاحقة فمن المحتمل أن تكون تلك المراكز ضمن بنك الأهداف الإسرائيلية.
ويشير خبراء ماليون من بريطانيا، لـ"النهار"، إلى أن من بين ما استهدفه الإسرائيليون في الأيام القليلة الماضية مؤسسة"القرض الحسن" بفروعها المنتشرة في أكثر من محافظة. هذه المؤسسة خارجة عن النظام المصرفي الرسمي وغير حاصلة على ترخيص من البنك المركزي. تعمل هذه المؤسسة بشكل رئيسي من خلال إعطاء القروض المالية مقابل رهن كميات من الذهب تفوق قيمتها بنحو ثلاثة أمثال قيمة القرض. في عمليات الاستهداف لتلك المستودعات، من المحتمل أن يكون المتعاملون مع المؤسسة قد خسروا الذهب، مع الإشارة إلى وجود صعوبة في تقدير طبيعة الأضرار التي قد تحل بالذهب وقيمته المتبقية وما إذا كان بالإمكان الحفاظ على سجلات أصحابها وفق الخبراء أنفسهم.

لكن ما يمكن الحديث عنه بثقة أكبر (نسبياً) هو الخسائر في السيولة التي قد تظهر قريباً. فالمؤسسات المالية التابعة للحزب والتي من المفترض أن تبدأ بضخ الأموال كما يحصل عادة مع بداية كل شهر، قد تكون عاجزة عن الاستمرار في تلبية حاجات المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية وآلاف من الأسر المرتبطة بالحزب. ويضيف الخبراء أنفسهم أن من بين أهداف الضربات أيضاً الصرافون الذين يتعاملون مالياً مع "حزب الله" والمنتشرون بدورهم في مناطق عدة. هذا يعني تالياً أن الدورة المالية ضمن اقتصاد الحزب المنفصل عن الاقتصاد الرسمي ستواجه عقبات إضافية.

ويقدّر الخبراء أنفسهم أن هناك نحو 10 مليارات دولار تدور في الاقتصاد الموازي داخل لبنان. يدور القسم الأكبر منها في "الفلك" الأوسع للحزب. لكن في ما يخص الدائرة الضيقة المباشرة له، فينخفض هذا التقدير ليتراوح بين مليار و3 مليارات دولار.


ماذا عن تأثّر القدرات العملانية للحزب؟
يتحدث الخبراء الماليون أنفسهم عن وجود صعوبة في تقييم الأضرار وانعكاساتها الميدانية. لكن نظرياً، يشيرون إلى أن المقاتلين يحتاجون إلى الرواتب الشهرية لإعالة عائلاتهم، بخاصة في ظل الحرب التي فرضت عليهم النزوح إلى مناطق أكثر أمناً. حتى في الأوضاع الطبيعية، ثمة عائلات كثيرة تنتظر المخصصات المالية في آخر أو مطلع كل شهر لتلبية احتياجاتها الأساسية. والأمر نفسه تقريباً يسري على المؤسسات الصحية والاجتماعية والتعليمية الأخرى التابعة لـ "حزب الله" مثل مدارس وكشافة المهدي.

من هنا، يتساءل الخبراء الماليون أنفسهم عن قدرة هؤلاء المقاتلين على الاستمرار في القتال، وإلى متى، إذا بدأت منابع الأموال تجفّ. والمؤسسات التعبوية الأخرى التي تمدّ صفوف الحزب بالعناصر أيضاً لن تكون بمنأى عن هكذا تداعيات. وبطبيعة الحال، ستشعر الشبكة الاجتماعية الأوسع للحزب بتأثير الضربات المستهدفة لبنيته المالية. ومن بين التداعيات المحتملة لتلك الضربات، تأثر عائلات الشهداء التي كان تحصل باستمرار على مرتبات شهرية من الحزب.

هل انتهى عصر "الثراء وسط الفقر"؟
في 3 أيلول 2024، وتحت عنوان "لماذا حزب الله ثري ولبنان فقير"، لخص كاميرون عبادي مقابلة مع الكاتب الاقتصادي في مجلة "فورين بوليسي" آدم توز. أشار توز إلى أن "حزب الله" تمكن بفضل أذرعته المالية من تأسيس عدد من ماكينات الصرافة الآلية في ذروة الأزمة المالية، حتى أنه ضخ "كمية سخية" من السيولة لمن كان بحاجة إليها.

ليس هذا فقط. كان الذراع المالي للحزب "مكوناً جديداً وسريع التوسع" مما عمّق وضعه في النسيج اللبناني. وقد نجح في بناء نوع من سلسلة توريد قادرة على توفير جميع المستلزمات المتعلقة بقطاع معين (مثل الطاقة الشمسية) على ما قاله توز.

يعتقد الخبراء الماليون أنفسهم، في حديث إلى "النهار "، أن "حزب الله أمام أزمة مالية ملحة قد تطرأ في المرحلة المقبلة إن لم يكن في الساعات المقبلة"، على مشارف تشرين الأول، وهو موعد تحويل المستحقات المالية المعتادة عند مطلع كل شهر. هل تصح هذه التوقعات؟ أم أن الحزب تمكن من حماية القسم الأكبر من سيولته في مواجهة التعقب والضربات الإسرائيلية؟
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

عسكرياً.. أين حزب الله من أحداث الساحل السوري؟

متوقع كان البيان الذي أصدره "حزب الله"، أمس السبت، وأعلن فيه عدم علاقته بالأحداث التي يشهدها الساحل السوري خلال الآونة الأخيرة.   بشكل حاسم، نفى "حزب الله" ارتباطه بما يجري هناك، معتمداً مبدأ "النأي بالنفس" عن الأحداث وعدم الغوص في تفاصيلها.     فعلياً، لا يمكن لأحداث الساحل السوري القائمة بين فلول نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد وقوات الإدارة السورية الجديدة إلا أنَّ تفتح الباب أمام تأثيرات قد تطالُ لبنان وبيئة "حزب الله" بشكل خاص.   في الواقع، فإن الأحداث الدائرة هناك ترافقت مع "خطاب طائفي" تمَّ اعتماده خلال اليومين الماضيين وحمل رسائل مفادها إنَّ الضحايا الذين سقطوا إثر عمليات الإدارة السورية الجديدة في الساحل السوري هم من العلويين ومن الطائفة الشيعية.   ما يجري هناك بدأ يستنفر بيئة "حزب الله" التي تعتبرُ أن الهجمة الحالية في سوريا جرى التحذير منها سابقاً، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو التالي: كيف سيتصرف "حزب الله" إزاء كل ما يجري في سوريا؟ وهل يعنيه الأمر حالياً مقارنة بالمراحل السابقة؟ وهل بإمكانه الدفاع عن العلويين والشيعة في سوريا؟   لا يُخفي لبنانيون مخاوفهم من الحملة التي تحصل في سوريا، إذ صنفوا ما يجري هناك ضمن خانة "التطهير العرقي" الذي يطال العلويين والشيعة، وهو الأمر الذي يتبنى ترويجه جمهور "حزب الله".   "حزب الله" انكفأ نحو لبنان   حالياً، فإن التطورات الحالية في سوريا لا تعني "حزب الله" من الناحية الإستراتيجية والعسكرية، وفق ما تقول مصادر معنية بالشأن العسكريّ لـ"لبنان24"، مشيرة إلى أنَّ الحزب "انكفأ نحو الداخل اللبناني وخطته الأساسية اليوم السعي لترميم جبهته الداخلية".   تلفت المصادر إلى أن الحديث عن "تدخل لحزب الله في سوريا لدعم فلول النظام لا يعتبر منطقياً على الإطلاق حتى وإن كانت لديه القدرة على ذلك"، وقالت: "من سيدعم الحزب وعلى ماذا يُراهن إن فعل ذلك؟ لا نعتقد أن هذا السيناريو سيتكرر لأسباب عديدة أساسها أن الإسناد الذي قدّمه الحزب لنظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد قبل سقوطه، كان مبرراً من ناحية الحفاظ على النظام المرتبط بمحور المقاومة. أما الآن، فعمن سيدافع الحزب؟ عن أفراد وجماعات شعبية؟ أين تكمن مصلحته في ذلك؟ من هم حلفاؤه في الميدان هناك؟.. لهذا السبب، كان حزب الله دقيقاً في بيانه الأخير ونأى بنفسه عن الأحداث بشكلٍ واضح".   تعتبر المصادر أنَّ "حزب الله سيرى ويسمع كل التطورات من دون أن يتفاعل عسكرياً مع الأحداث"، موضحة أنَّ "الخسائر التي مُني بها والضربات الإسرائيلية الأخيرة التي طالت مخازن أسلحة في جنوب لبنان، كلها عوامل ضغط على الحزب لعدم الإنجرار نحو سوريا على الإطلاق من أجل إعادة إحياء فلول النظام، ذلك باعتبار أن المعركة في هذا الإطار خاسرة تماماً".   على الصعيد الآخر، فإن التوتر الذي تشهده منطقة الساحل السوري قد لا يخدمُ "حزب الله" على الإطلاق أيضاً، فالحملة التي تطالُ "فلول النظام" تعني أنها تشملُ من كان يؤيد الحزب أو من كان يعمل معه وإلى جانبه في عهد الأسد.     هنا، تلفت المصادر السورية إلى أنَّ كبار التجار الذين تعاطوا مع "حزب الله" في جبلة والساحل السوري، ما زالوا هناك وكانت لديهم أنشطة مختلفة، لافتة إلى أنّ "جماعات فلول النظام يمكن أن تفيد حزب الله بعمليات التهريب أو حتى بتشكيل فصيل مؤيد للحزب داخل سوريا يكون مناوئاً للنظام الجديد وبالتالي إحداث توترات مستمرة في ظل عدم ضبط الحدود بين لبنان وسوريا ووجود إمكانية لتكريس التهريب المُنظّم".   أمام كل ذلك، فإنَّ "حزب الله" يقف اليوم أمام مشهدٍ جديد يطال شيعة سوريا.. فكيف سيتصرف إن لم يتحرك عسكرياً؟ هل سيكون الشارع والتظاهرات هي "آخر خرطوشة" تضامنية بعدما كانت الدفة تميل إلى السلاح؟ فلننتظر... المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • صدفة كادت تتحول إلى مأساة.. غواص ينجو بأعجوبة من كائن بحري سام في البحر الأحمر
  • “تعليم جدة” يطلق فعالية “قدرات” الرمضانية بجدة التاريخية
  • 5 تحديات أمام الزعيم الجديد للحزب الليبرالي الكندي
  • وزير المالية الإسرائيلي: سنستأنف الحرب على غزة قريبا
  • قاسم يرسم الخطوط العريضة للحزب
  • كندا.. انتخاب مارك كارني زعيما للحزب الليبرالي ليحل محل ترودو
  • سلاح حزب الله وصل إلى طريق مسدود.. والضغوط الدولية ستزداد
  • عسكرياً.. أين حزب الله من أحداث الساحل السوري؟
  • الحزب لن يتدخل
  • لماذا لا يُقرّ حزب الله بالهزيمة؟