الترقب الصيني: كيف تتطور الصواريخ الصينية العابرة للقارات؟
تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT
نشرت صحيفة "إزفيستيا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن اختبار الصين هذا الأسبوع صاروخا باليستيا عابرا للقارات بعيد المدى في المحيط الهادئ.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الصين هي القوة النووية الثالثة في العالم التي تمتلك قذائف بعيدة المدى لإيصال الرؤوس الحربية النووية لكنها تتخلف كثيرا عن روسيا والولايات المتحدة من حيث عددها.
ما هي الصواريخ العابرة للقارات التي تمتلكها الصين؟
ترسانة الصين آخذة في النمو، بينما تتحفظ الصين بشأن قوات الصواريخ الاستراتيجية ولا تقدم معلومات مفصلة عنها. مع ذلك، من المعروف أن الصين نفذت آخر إطلاق لصواريخ باليستية عابرة للقارات في أقصى مدى لها منذ أكثر من 40 عامًا في شباط/فبراير 1980.
في رحلة طولها 13 ألف كيلومتر، تم اختبار صاروخ من طراز "دونغ فانغ 5" الذي يعمل بالوقود السائل الثقيل.
وتشرح وسائل الإعلام الصينية هذه الفجوة الطويلة بأنه طوال هذه السنوات كان يمكن تنفيذ معظم اختبارات إطلاق الصواريخ الباليستية العابرة للقارات على مسارات خاصة داخل الأراضي الصينية، في حين أن عمليات الإطلاق في المياه المحايدة على بعد آلاف الكيلومترات من شواطئها الأصلية تتطلب سفنًا واتفاقيات خاصة مع الدول المجاورة.
من الواضح أن الصاروخ الباليستي العابر للقارات من طراز "دونغ فانغ 31" المتنقل الذي يعمل بالوقود الصلب والمزوّد برؤوس حربية متعددة قد اجتاز الاختبارات.
ويبلغ مدى الصاروخ ثلاثي المراحل أكثر من 11 ألف كيلومتر ويوفر الدقة مع انحراف يصل إلى 150 مترًا عن نقطة الهدف.
ويعد هذا أحد أقوى الصواريخ الصينية الحديثة. وذكرت وزارة الدفاع الصينية أن هدف الإطلاق قد تحقق، حيث تم اختبار فعاليته ومدى استعداد القوات الصاروخية في البلاد.
وفي المجمل، يمتلك جيش التحرير الشعبي الصيني في الوقت الحالي ثلاثة أنواع من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات.
وتمتلك الصين ما يقارب 20 قاذفة لهذه الصواريخ. ويستخدم صاروخ "دونغ فانغ 5" تقنية تعود إلى ستينيات القرن الماضي وهو يشبه في كثير من النواحي الصواريخ الثقيلة ذات الوقود السائل من نوع "بي 36" السوفييتية التي طورها مكتب تصميم "كيه بي بيفدين".
ودخلت أولى صواريخ "دونغ فانغ 5" الخدمة القتالية في سنة 1971. وفي سنة 1986، تم تحديث الصاروخ ليزيد مداه عن 15 ألف كيلومتر وحصل على نظام توجيه أكثر دقة. بعد مجموعة من التحديثات يمكن لـ "دونغ فانغ 5" حمل 10 رؤوس حربية، وتقارن قدراته بقدرات الصواريخ الروسية من نوع فويفودا.
ومع ذلك، يخطط جيش التحرير الشعبي الصيني لاستبدالها بصواريخ باليستية عابرة للقارات متنقلة تعمل بالوقود الصلب على الرغم من أن "دونغ فانغ 5" قادر على ضرب أهداف في جميع أنحاء الولايات المتحدة تقريبًا.
وذكرت الصحيفة أن "دونغ فانغ 31" و"دونغ فانغ 41" نموذجان من الصواريخ المتنقلة التي تعمل بالوقود الصلب، وهما يشكل أساس الإمكانات الصاروخية الاستراتيجية لجيش التحرير الشعبي الصيني. "دونغ فانغ 31" هو عبارة عن صاروخ باليستي عابر للقارات متنقل ومجهز برؤوس حربية أحادية الكتلة ومتعددة بدأ تطويرها في سنة 1985.
وتبلغ قوة الرؤوس الحربية أحادية الكتلة حوالي 1 ميغا طن وهي قريبة في قدراتها من الصواريخ السوفيتية من نوع توبول. تتمتع النسخ المحدثة متعددة الرؤوس بإمكانيات أكبر، لكن هذا الصاروخ أقل تقدمًا من صاروخ يارس الروسي من الناحية التكنولوجية.
بدأ نشر الصواريخ سنة 2006، واليوم يمتلك جيش التحرير الصيني ما بين 20 و30 منصة إطلاق في الخدمة القتالية. في المقابل، يمكن للصاروخ "دونغ فانغ 31" ضرب أي هدف في أوروبا وآسيا، وكذلك أجزاء من كندا وشمال غرب الولايات المتحدة.
النسخ المتقدمة في الصين
يعتبر الصاروخ "دونغ فانغ 41" أكثر الصواريخ الباليستية العابرة للقارات التي تعمل بالوقود الصلب تقدمًا لدى جيش التحرير الشعبي الصيني. ومن الناحية التكنولوجية، فهو قريب من صاروخ يارس الروسي ولكن بحجم أكبر قليلا يتراوح مداه بين 12 و14 ألف كم.
وتعد منصة الإطلاق عبارة عن هيكل سيارة متعدد المحاور من إنتاج الصين طُور بمشاركة مصنع مينسك للسيارات ذات العجلات. وقد بدأ جيش التحرير الشعبي نشر صواريخ باليستية عابرة للقارات جديدة سنة 2017.
حاول علماء الصواريخ الصينيين توحيد الصاروخ الأرضي "دونغ فانغ 41" مع أحدث صاروخ تطلقه الغواصات من طراز "جي إل 3"، والذي يعد أساس المكون البحري للثالوث النووي الصيني.
وبدأ تشغيل الصاروخ سنة 2022 على الغواصات النووية من طراز 094، ويمكن للصواريخ المنطلقة من بحر الصين الجنوبي الوصول إلى الولايات المتحدة على مسافة 10 آلاف كيلومتر.
وتتمثل أولوية الصين في الوقت الراهن في إنشاء أنظمة صاروخية قادرة على ضمان تدمير أي تهديد بحري في جنوب شرق آسيا والجزء المتاخم من المحيط الهادئ. لذلك يتم إنشاء واختبار صواريخ مختلفة قصيرة ومتوسطة المدى.
وذكرت الصحيفة أنه رغم إنشاء ونشر الصواريخ الباليستية العابرة للقارات بكميات محدودة، غير أن صناعة الصواريخ الحديثة في الصين تعد واحدة من أقوى الصناعات في العالم. وتنتج الصين جميع أنواع مركبات الإطلاق الممكنة للأغراض العسكرية والفضائية.
ويجري حاليًا اختبار الصواريخ القابلة لإعادة الاستخدام للإطلاق الفضائي. ومن المرجح عقب "دونغ فانغ 41" إنشاء نسخ حديثة تحتوي على معدات قتالية تفوق سرعتها سرعة الصوت أو الصواريخ الجديدة.
ومن خلال اختبار آخر للصواريخ الباليستية العابرة للقارات، أظهرت الصين أن القوات النووية للبلاد قادرة على الوصول الى مسافات عابرة للقارات وأن القوات الصاروخية لجيش التحرير الشعبي ستكون قادرة على ضرب أي هدف، حتى تلك البعيدة عن الصين.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الصين الولايات المتحدة الولايات المتحدة الصين سباق التسلح صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جیش التحریر الشعبی الصینی بالوقود الصلب عابرة للقارات من طراز
إقرأ أيضاً:
روسيا تشن سلسلة من الهجمات الصواريخ والمسيرات على منشئات طاقة أوكرانية
عواصم "أ ف ب" "د ب أ": قالت أوكرانيا الجمعة إن روسيا أطلقت 58 صاروخا و194 مسيرة على الأقل خلال هجوم ليل الخميس الجمعة استهدف منشآت طاقة عبر.
وأعلن سلاح الجو الأوكراني أنه أسقط 34 صاروخا و100 مسيّرة، مضيفا أنه استخدم طائرات ميراج الفرنسية للمرة الأولى لصد الهجوم الروسي.
واعلن الجيش الأوكراني "شاركت في صد الهجوم مقاتلات لا سيما طائرات إف-16 وميراج 2000. يشار إلى أن المقاتلات الفرنسية التي وصلت إلى أوكرانيا قبل شهر فقط، شاركت للمرة الأولى في صد هجوم جوي للعدو".
وبحسب المصدر استهدف هذا الهجوم بشكل أساسي "مواقع إنتاج الغاز" في أوكرانيا.
من جانبها، أكدت وزارة الدفاع الروسية في بيان أنها قصفت خلال الليل "منشآت للطاقة والغاز" تزود "المجمع العسكري الصناعي" الأوكراني.
وتأتي الضربات الجديدة بعد تعليق هذا الاسبوع المساعدات العسكرية الأميركية وتبادل المعلومات الاستخبارية الأمريكية مع أوكرانيا، وسط توتر بين كييف وإدارة الرئيس دونالد ترامب.
وتثير هذه الإجراءات مخاوف من إضعاف كبير لقدرات الدفاع الجوي الأوكرانية في مواجهة القصف الروسي المتكرر والكثيف.
الكرملين يستنكر
استنكر الكرملين الجمعة "خطاب المواجهة" للاتحاد الأوروبي غداة قمة استثنائية في بروكسل أعطت خلالها دول التكتل الضوء الأخضر لخطة لتعزيز قدراتها الدفاعية على نطاق واسع.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف "نحن نرى أن الاتحاد الأوروبي يناقش بنشاط مسألة التسلح، ونحن نتابع ذلك عن كثب لأن الاتحاد الأوروبي يعتبر روسيا عدوا رئيسيا"، مستنكرا "خطاب مواجهة" يتعارض و"البحث عن تسوية" للصراع في أوكرانيا.
وأضاف "قد يشكل ذلك مصدر قلق كبير لنا وقد يثير الحاجة إلى اتخاذ إجراءات رد مناسبة لضمان سلامتنا".
وفي قمة استثنائية عقدت في بروكسل، أيدت الدول الأعضاء في الكتلة خطة المفوضية الأوروبية ل"إعادة تسليح أوروبا" والتي تقضي برصد حوالى 800 مليار يورو بعد تجميد الولايات المتحدة مساعداتها العسكرية لأوكرانيا.
كذلك، عاد دميتري بيسكوف الجمعة إلى تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي أثار فيها احتمال توسيع المظلة النووية الفرنسية لتشمل دولا أوروبية أخرى.
ووفقا لبيسكوف، فإن الحاجة إلى أخذ "الترسانات النووية الأوروبية" في الاعتبار، في إطار أي حوار حول السيطرة على هذه الأسلحة، تعززت بتعليقات ماكرون هذه.
إردوغان يدعم الهدنة
قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الجمعة إنه يؤيد فكرة الهدنة "في الجو والبحر" التي اقترحها نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وقال إردوغان "نحن نؤيد فكرة التوصل إلى وقف لإطلاق النار في أسرع وقت ممكن ووقف الهجمات الجوية والبحرية كإجراء لبناء الثقة بين الطرفين"، وعرض مجددا استضافة محادثات بين روسيا وأوكرانيا.
واقترح زيلينسكي الثلاثاء هدنة مع روسيا في الجو والبحر لبدء محادثات حول "سلام دائم" مع موسكو.
وأضاف الرئيس التركي "أريد أن أؤكد أننا على استعداد لتقديم أي مساهمة، بما في ذلك استضافة عملية التفاوض، من أجل إقامة سلام عادل ودائم ومشرّف في أوكرانيا".
استقلال أوروبا
طالبت السياسية في الحزب الديمقراطي الحر الألماني، ماري-أجنيس شتراك-تسيمرمان، باستقلال أوروبي أكبر عن الولايات المتحدة، وذلك في أعقاب الفضيحة التي تفجرت أثناء زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى واشنطن.
وقالت النائبة في البرلمان الأوروبي في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ): "بصفتي مؤيدة للعلاقات عبر الأطلسي، لا اقول هذا باستخفاف، ولكن حان الوقت بالنسبة لنا لتعزيز استقلالنا عن الولايات المتحدة... علينا أن نكشر عن أنيابنا... يجب علينا أن ندخل في اتفاقيات مع أوكرانيا، ونحدد المسار الاقتصادي، ونعيد تعريف دور أوروبا في العالم".
وقالت شتراك-تسيمرمان إن من غير المتصور أن يتعرض زيلينسكي "لضغوط من جانب الولايات المتحدة بهذه الطريقة المنفرة - نعم، إنه أمر غريب"، مضيفة أنه بينما تواصل روسيا عدوانها الإجرامي، نشهد انقلابا في دور الجاني والضحية في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهو ما يصب في مصلحة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على حد تعبيرها.
وكان ترامب هدد زيلينسكي في البيت الأبيض بأنه سيتخلى عن أوكرانيا في القتال ضد روسيا إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مع بوتين، ووجه اتهامات خطيرة للرئيس الأوكراني أمام الكاميرات.
واقترحت شتراك-تسيمرمان أن يقوم البنك الأوروبي للاستثمار بإصدار سندات لتسهيل الاستثمار الأوروبي في المعادن النادرة، ما يؤدي إلى توليد مليارات اليورو التي من شأنها أن تعود بالنفع المباشر على أوكرانيا، موضحة أنه لتحقيق ذلك ينبغي إبرام اتفاقية بين الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا.