غارات إسرائيل على اليمن.. ضربات معقدة لشل قدرات الحوثيين
تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT
شهدت اليمن، الأحد، تصعيدا لافتا مع شن الجيش الإسرائيلي غارات جوية استهدفت مواقع استراتيجية يسيطر عليها الحوثيون، أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة 33 آخرين، في حين ما زالت فرق الإنقاذ تعمل للعثور على مفقودين.
تستمر الهجمات في تأجيج النزاع في المنطقة، وسط تساؤلات حول دوافع إسرائيل من هجومها على أهداف في اليمن وتوسع نطاق مواجهتها مع حلفاء إيران في المنطقة بعد قتلها الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية حسن نصر الله، الجمعة، في صراع متصاعد في لبنان أيضا.
استهدفت الغارات، التي وصفتها إسرائيل بأنها عملية جوية "واسعة النطاق"، ميناء بحريا في رأس عيسى وميناء الحديدة، ومحطتين لتوليد الكهرباء في الحالي والكثيب.
View this post on InstagramA post shared by قناة الحرة | Alhurra (@alhurranews)
وجاء هذا الهجوم بعد يوم من إعلان جماعة الحوثي المصنفة "إرهابية" في الولايات المتحدة، مسؤوليتها عن هجوم صاروخي على مطار بن غوريون في تل أبيب، وسط مخاوف من خروج القتال في الشرق الأوسط عن نطاق السيطرة وانجرار إيران والولايات المتحدة إليه.
أهداف إسرائيل في اليمنالهجوم على ميناء الحديدة ومحطات الكهرباء يبرز الطابع الاستراتيجي لهذه العمليات العسكرية، بحسب الخبير العسكري الأردني اللواء طيار سابقا مأمون أبو نوار، في حديثه مع موقع "الحرة".
ويرى أن "إسرائيل تحاول تقليص قدرات الحوثيين الصاروخية والاقتصادية".
يشير أبو نوار إلى أن "هذه الضربات تمت بالتأكيد بعلم وتنسيق مع الدول المحيطة بالبحر الأحمر، مضيفا أنه "يبدو أنه شارك فيها ما بين 30 إلى 50 طائرة، بما في ذلك طائرات أميركية الصنع لتزويد الوقود نظرا لبعد المسافة".
وذكر الجيش الإسرائيلي أن عشرات الطائرات الإسرائيلية، من بينها طائرات مقاتلة، شاركة في هذه العملية العسكرية.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الأحد: "رسالتنا واضحة: بالنسبة لنا، لا يوجد مكان بعيد عنا".
ونقلت وكالة فرانس برس عن المتحدث العسكري الإسرائيلي ديفيد أبراهام أن القوات الإسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية "يستخدمها الحوثيون لنقل أسلحة إيرانية وإمدادات للاحتياجات العسكرية"، مؤكدا أن الهجمات جاءت ردا على "الهجمات الأخيرة التي شنها الحوثيون ضد دولة إسرائيل".
وأشار إلى أن ميناء الحديدة "يستخدم لإيصال شحنات أسلحة إلى الحوثيين"، بما في ذلك الصواريخ التي تهدد أمن إسرائيل ومصالحها في المنطقة.
المسافة بين إسرائيل واليمن حوالي ألفي كيلو مترويدعم الحوثيون المدعومون من إيران حركة حماس التي تخوض حربا ضد إسرائيل في غزة.
وأفادت قناة المسيرة التابعة للحوثيين أن الغارات أدت إلى سقوط أربعة قتلى "منهم عامل في الميناء و3 مهندسين بكهرباء الحالي، و33 جريحا في حصيلة أولية للعدوان الإسرائيلي على المحافظة"، لافتة إلى أن فرق الإسعاف والإنقاذ لا تزال تبحث عن مفقودين.
ويرى أبو نوار في حديثه مع موقع "الحرة" أن "الهجمات استهدفت أيضا محطات الكهرباء لأن الطاقة تُستخدم من قبل الحوثيين في تصنيع الذخيرة. كما أن ضرب الميناء يهدف إلى منع الإمدادات العسكرية الإيرانية وممارسة ضغط اقتصادي أكبر على الحوثيين".
ويوضح أن "الميناء يمثل شريانا حيويا لتدفق السلع، وضربه يعزز الضغط على الحوثيين من قبل الشارع المحلي، حيث يعتمد الكثير من اليمنيين على الإمدادات القادمة عبره".
وشنّ المتمردون اليمنيون عدة هجمات على الدولة إسرائيل منذ بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة إثر هجوم حماس غير المسبوق على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.
في يوليو الماضي، نفذوا هجوما بطائرة مسيّرة على تل أبيب أدى إلى مقتل شخص واحد.
وردا على ذلك، شنت إسرائيل ضربات على محطة كهرباء ومستودعات للوقود في ميناء الحديدة.
يشكل الحوثيون الذين يسيطرون على مساحات واسعة من اليمن، جزءا مما تسميه إيران "محور المقاومة" الذي يضم خصوصا حماس وحزب الله.
تحديات السيطرة على الحوثيينعلى الرغم من أن إسرائيل تستهدف تقليص نفوذ الحوثيين، إلا أن السيطرة الكاملة عليهم تبدو أمرا صعبا للغاية، بحسب أبو نوار، مشيرا إلى أن الضربات الأميركية والبريطانية لم تنجح في كبح جماحهم.
يشير أبو نوار إلى أن قدرات إيران في التهريب وإيصال الأسلحة إلى الحوثيين كبيرة وتاريخية، مضيفا أن ضرب ميناءين لن يمنع وصول الإمدادات العسكرية.
ويضيف أن تأثير الضربات إذا توسعت قد يكون لها تأثيرا سلبيا على ممر التجارة العالمي وحرية الملاحة وهو بالتالي سيتأثر بسبب الكثير من دول العالم، "ولا أعتقد أبدا أن دول المنطقة ستسمح بذلك".
لبنان والأردن ومصر.. ما المخاطر الاقتصادية لـ"الحرب الشاملة"؟ ومع التحذيرات المستمرة من احتمالية توسع رقعة الصراع ليتحول إلى حرب شاملة، خرج البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، ليعلن في بيان، الخميس، أن الأحداث المتصاعدة في الشرق الأوسط سوف تفاقم الأزمة السياسية والاقتصادية في لبنان وتضر بدول مثل الأردن ومصر.ويهاجم الحوثيون بانتظام سفنا يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في البحر الأحمر وخليج عدن. وشنت الولايات المتحدة غارات على أهداف للحوثيين في اليمن، شارك في بعضها الجيش البريطاني.
وقال إن "الحوثيين يمتلكون قدرات كبيرة لإغلاق البحر الأحمر باستخدام قوارب مفخخة وأسلحة دقيقة يتم توجيهها عبر الأقمار الصناعية".
ويضيف أن الحوثيين يمتلكون أيضا صواريخ أرض بحر، استُخدمت لاستهداف سفن سعودية وإماراتية وأميركية في السابق، مما يعقد الجهود الدولية لضبط حركتهم في المنطقة.
ويشير أبو نوار إلى أن "الحوثيين يتمتعون بإمكانات عسكرية متطورة، بما في ذلك تحويل الصواريخ الباليستية، مثل سام 2، إلى صواريخ موجهة لضرب السفن".
ويعتبر أن "هذه القدرات المتقدمة والأراضي الجبلية اليمنية تجعل السيطرة على الحوثيين شبيهة بما حدث في أفغانستان، حيث كان من الصعب التحكم في جماعات مقاتلة تستخدم تكتيكات الأنفاق والجبال، فضلا عن أنها تتمتع بدعم إيراني قوي".
تحالفات إقليميةالهجوم الإسرائيلي الأخير تم بالتنسيق مع عدد من الدول المحيطة بالبحر الأحمر، وهو ما يعكس تزايد التعاون بين إسرائيل ودول المنطقة لمواجهة النفوذ الإيراني.
وعلى الرغم من هذه الجهود المشتركة، فإن أبو نوار يشير إلى أن "القضية الكبرى في البحر الأحمر لا تزال دون حل".
ويؤكد أن العمليات الأميركية والبريطانية السابقة لم تستطع إيقاف الحوثيين عن ضرب السفن أو إغلاق الممرات البحرية، مشددا على أن "الحديدة وباب المندب لا تزالان تحت سيطرة الحوثيين، مما يشكل تهديدا مباشرا للتجارة الدولية".
في هذا السياق، تأثر الاقتصاد الإسرائيلي بشكل كبير، حيث أصبحت السفن التجارية المرتبطة بإسرائيل شبه ممنوعة من المرور عبر البحر الأحمر.
ويضيف أبو نوار: "أي شيء له صلة بإسرائيل يتعرض للخطر في هذه المنطقة، بما في ذلك السفن التجارية"، مما يزيد من الضغوط الاقتصادية على إسرائيل ويعزز المخاوف من تهديدات الحوثيين للملاحة البحرية.
التحديات المستقبليةيعتقد أبو نوار أن الضربات الإسرائيلية، رغم أهميتها العسكرية، "لن تكون نقطة تحول" في الصراع مع الحوثيين.
وأوضح أنه "حتى لو تأثر الحوثيون، فإن تأثير هذه الضربات سيكون محدودا"، لأن الحوثيين مدعومون من إيران، كما أن الوضع الإنساني المتدهور في اليمن يزيد من صعوبة فرض مزيد من الضغوط على الحوثيين.
كما أشار إلى أن الحوثيين يملكون القدرة على تعطيل الأنشطة البحرية بشكل كامل في البحر الأحمر، بما في ذلك قطع خطوط الفايبر أوبتكس (كابلات الإنترنت) التي تمر عبره، مما يشكل تهديدا أكبر على التجارة العالمية.
ليندركينغ يتحدث لـ"الحرة" عن "التحدي الحقيقي" في اليمن إحلال السلام ووقف هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، وتخفيف الأزمة الإنسانية، أولويات أكد المبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينغ في مقابلة مع "الحرة" أن الولايات المتحدة تعمل على حلها مستغلة انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع، داعيا إيران إلى تهدئة التصعيد في الشرق الأوسط.المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی البحر الأحمر میناء الحدیدة على الحوثیین فی المنطقة بما فی ذلک فی الیمن أبو نوار إلى أن
إقرأ أيضاً:
هاريس ضد ترامب… هل يتمكن الرئيس الأمريكي الجديد دفع الحوثيين بعيداً عن البحر الأحمر؟!
ترجمة وتحرير “يمن مونيتور”
المصدر: ميدل آيست آي
أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن في عام 2021 أن “هذه الحرب يجب أن تنتهي”، عندما علق الدعم العسكري الهجومي الأمريكي للتحالف العربي الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين في اليمن.
هدأت الحرب في اليمن عندما وافق حلفاء المملكة العربية السعودية في اليمن على هدنة بوساطة الأمم المتحدة مع الحوثيين في أبريل/نيسان 2022. وبمجرد زيارة المسؤولين الحوثيين للرياض للحديث عن تسوية دائمة للحرب، بدأوا في مهاجمة سفن الشحن الدولية في البحر الأحمر. وأثارت تلك الهجمات، ردًا على الحرب الوحشية الإسرائيلية على غزة، صراعًا يمنيًا أكثر تعقيدًا، مما أدى إلى جر الولايات المتحدة إلى عمق البلاد الممزقة أكثر من أي وقت مضى.
في أكتوبر/تشرين الأول 2024، قصفت قاذفات أميركية من طراز بي-2 منشآت تخزين أسلحة في مناطق في اليمن يسيطر عليها الحوثيون. وقد أبرزت هذه الضربات تورط الولايات المتحدة المتزايد في اليمن منذ بدأ الحوثيون في مهاجمة إسرائيل والسفن في البحر الأحمر بعد الهجمات التي قادتها حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على جنوب إسرائيل.
قالت سانام فاكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تشاتام هاوس، لموقع ميدل إيست آي، إن إدارة بايدن كانت عالقة في محاولة التوفيق بين هدفين متعارضين.
وقالت فاكيل إن “إنهاء الحرب في اليمن وحماية حرية الملاحة أمر متناقض إلى حد ما، لأن إنهاء الحرب بشكل حقيقي من شأنه أن يزيد من إضفاء الطابع المؤسسي على الحوثيين”.
وكان اليمن بمثابة خط صدع مبكر في نهج بايدن تجاه الشرق الأوسط.
لقد أثار الدعم الأمريكي للحرب التي تشنها المملكة العربية السعودية على اليمن، والذي يعود إلى عهد إدارة أوباما، غضب الديمقراطيين التقدميين. وفي سباق رئاسي متقارب في عام 2020 مع الرئيس السابق دونالد ترامب، جعل بايدن إنهاء الحرب هدفًا لحملته الانتخابية.
ولكن عندما وصل بايدن إلى البيت الأبيض، أثار انتقاده لحملة القصف التي شنتها المملكة العربية السعودية غضب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
أدى قرار الولايات المتحدة بتعليق عمليات نقل الأسلحة الهجومية إلى شريكها الغني بالنفط وسحب أنظمة الدفاع الجوي من المملكة عندما كانت لا تزال تتعرض لهجوم الحوثيين، إلى تأجيج شكوك المملكة في التزام الولايات المتحدة بأمنها.
توسطت الأمم المتحدة في وقف إطلاق النار في حرب اليمن في أبريل/نيسان 2022، وقضت إدارة بايدن العامين التاليين في إصلاح العلاقات مع المملكة العربية السعودية.
وقال مسؤول عربي كبير سابق لموقع ميدل إيست آي: “إن سياسة بايدن في اليمن حددت في الواقع مسار الكثير من تصرفات أميركا في الشرق الأوسط خلال السنوات الأربع الماضية. وسوف تتجه أنظار الجميع إلى كيفية تعامل الإدارة المقبلة مع الحوثيين”.
حصري- القوات تحتشد.. استعدادات عودة الحرب إلى الحديدة الحوثيون بين طموح إقليمي وعبء ثقيل: هل ينجحون في خلافة حزب الله؟ (تحليل معمق) اليمن نقطة اشتعال.. مستقبل الشرق الأوسط عقب الرد إسرائيل على إيران الحوثيون يخفون شعور الضعف بالاعتقالات.. هل تسوء الأمور أكثر؟! الحوثيون يصعدون سلم “محور المقاومة”الحوثيون هم أحد أعضاء ما يسمى “محور المقاومة”، الذي رعته طهران فيما تقول إنه تحدي المغامرات الإسرائيلية والأمريكية في الشرق الأوسط. وتتمتع طهران بدرجات متفاوتة من النفوذ على هذه الشبكة، وليس كل أعضائها متساوين في القوة والهيبة.
حزب الله في لبنان هو قوته الأولى.
وساعدت قوات حزب الله على الأرض ــ إلى جانب الدعم الجوي الروسي ــ في تحويل دفة الحرب الأهلية في سوريا لصالح الرئيس بشار الأسد.
وتباهى زعماء حزب الله علانية بالأموال التي أغدقتها عليهم إيران، مما ساعد الجماعة على إنشاء نظام رعاية وخدمات اجتماعية مترامي الأطراف في لبنان. حتى أن أبناء كبار قادة حزب الله تزوجوا من عائلات أصحاب النفوذ الإيرانيين. وكان ابن الرجل الثاني في حزب الله الذي قُتِل الآن متزوجًا من ابنة القائد الإيراني المقتول قاسم سليماني.
ولكن الحوثيين لم يتأثروا بالنوع من الاغتيالات التي طالت شخصيات بارزة أخرى في محور المقاومة. وهم يعملون على توسيع نفوذهم على نحو يتحدى الولايات المتحدة في ممر تجاري حيوي.
ويقول محللون إن دحر الحوثيين سيكون على رأس قائمة أولويات الإدارة الأميركية المقبلة.
اغتيال حسن نصر الله فرصة لزعيم الحوثيين هل سيلعب الحوثيون دورا أكبر في صراع الشرق الأوسط؟ حصري- الحوثيون يتخذون إجراءات جديدة وسط مخاوف اغتيال قادة الجماعة نهج هاريس وترامب تجاه الحوثيين في اليوم الأول للبيت الأبيض هاريس ضد ترامب بشأن الحوثيينلقد أدى التعامل مع التهديد الحوثي إلى انقسام مؤسسة السياسة الخارجية الأميركية، وكذلك انقسام الولايات المتحدة عن شركائها العرب.
وفي أواخر العام الماضي، بدأت الولايات المتحدة في مرافقة السفن في البحر الأحمر. وفي يناير/كانون الثاني، أذن البيت الأبيض بشن ضربات ضد الحوثيين.
وعندما ذهبت إدارة بايدن للبحث عن شركاء محليين للانضمام إلى مهمتها، التي أطلق عليها اسم عملية حارس الرخاء، انضمت البحرين فقط.
ومن المرجح أن يواجه الرئيس الأميركي المقبل ضغوطا من مسؤولي الدفاع لتوسيع العمليات ضد الحوثيين.
وقال فرانك ماكنزي، القائد السابق للقيادة المركزية الأمريكية، لموقع “ميدل إيست آي” إن الحوثيين هزموا إدارة بايدن لأنها تفتقر إلى “الإرادة السياسية” لاستخدام القوة النارية الأثقل ضدهم.
وقال ماكنزي “انتصر الحوثيون. لقد فشلنا. إنهم يسيطرون على باب المندب”، في إشارة إلى المضيق الواقع جنوب البحر الأحمر بين اليمن والقرن الأفريقي.
وأضاف: “عاجلاً أم آجلاً، سوف يحالفهم الحظ ويقتلون أفراد الخدمة الأمريكية”.
لكن مسؤولين آخرين يشككون في إمكانية توسيع نطاق الصراع.
وقال جيرالد فايرستاين، السفير الأمريكي السابق في اليمن في عهد إدارة أوباما، لموقع “ميدل إيست آي” إن الطريقة الأكثر مباشرة للولايات المتحدة لوقف هجمات الحوثيين هي التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
وقال فايرستاين لموقع ميدل إيست آي: “إذا انتهت هذه الحرب، فإن ذريعة الحرب ستزول. وسيكون من الصعب على الحوثيين تبرير هجماتهم”.
وأشار فاييرشتاين إلى أنه خلال الهدنة القصيرة بين حماس وإسرائيل في نوفمبر/تشرين الثاني، عندما تم إطلاق سراح الرهائن في غزة، تراجعت هجمات الحوثيين بشكل كبير.
ويقول إن وقف إطلاق النار من شأنه أن يسهل على الولايات المتحدة إقناع شركاء مثل مصر والمملكة العربية السعودية بفرض عقوبات مالية على الجماعة، بالإضافة إلى تنسيق الجهود لوقف تدفق الأسلحة إلى الجماعة التي تمر عبر البحر الأحمر وسلطنة عمان، بحسب مسؤولين غربيين وأمريكيين.
في يناير/كانون الثاني، تراجع بايدن جزئيا عن قراره برفع تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية. وردا على هجماتهم البحرية، أطلق على الجماعة اسم “إرهابي عالمي محدد بشكل خاص”، لكنه امتنع عن إعادة تسمية “منظمة إرهابية أجنبية” التي كانت متبعة في عهد ترامب، وهي أكثر صرامة. ومن شأن هذا التصنيف أن يجعل من الصعب تسهيل المساعدات الإنسانية لليمن الذي مزقته الحرب.
وقال الخبير اليمني محمد الباشا لموقع ميدل إيست آي: “إذا عاد ترامب إلى البيت الأبيض، فسوف يأتي ويدعم التحالف المناهض للحوثيين في الولايات المتحدة والشرق الأوسط. وسوف يدعم شن ضربات أقوى وإعادة تصنيف اليمن كمنظمة إرهابية أجنبية”.
وقال باشا إن إدارة هاريس من المرجح أن تندرج في “المعسكر البراجماتي” الذي يتبنى “التصعيد التدريجي” مع الحوثيين. ومن المرجح أن تضم إدارة هاريس جهات أكثر حذراً وتشكك في فعالية الضربات وتصنيف المنظمات الإرهابية الأجنبية.
ويقول هؤلاء البراجماتيون إننا شهدنا عقداً من العقوبات والضربات والعمليات البرية، والحوثيون يواصلون النمو بقوة.
وقال باشا “إن إنشاء منظمة إرهابية أجنبية من شأنه أن يمنع الشركات التجارية من استيراد الغذاء، ولن يضر الحوثيين حقا لأن الحوثيين أنشأوا هياكلهم المالية الموازية وشبكاتهم غير المرتبطة بالعالم الغربي”.
وقال مسؤول أميركي سابق على اتصال بحملتها إن هذا الخط من التفكير سيجد صدى لدى فريق السياسة الخارجية التابع لهاريس.
فيليب جوردون، مستشار الأمن القومي لدى هاريس، هو مؤلف كتاب “خسارة اللعبة الطويلة: الوعد الكاذب بتغيير النظام في الشرق الأوسط”، وهو كتاب يشكك في قدرة الولايات المتحدة على تشكيل التغييرات في العواصم الأجنبية.
ولكن إدارة ترامب المستقبلية سوف تكون منقسمة أيضا بين صقور إيران مثل وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو والمشككين في “أمريكا أولا” في التشابكات في الشرق الأوسط، وبقيادة مرشح ترامب لمنصب نائب الرئيس، جيه دي فانس.
بررت إدارة بايدن عملها العسكري ضد الحوثيين بالمادة الثانية من الدستور الأمريكي، والتي تسمح للرئيس باستخدام القوة العسكرية دون موافقة الكونجرس. وقد انتقد بعض أعضاء الكونجرس هذا المنطق. وعلى الرغم من أن المشرعين لم يفعلوا الكثير لكبح جماح العمليات الأمريكية، إلا أن أي إدارة جديدة قد تواجه التدقيق إذا وسعت نطاق الضربات.
ويشعر شركاء الولايات المتحدة في الخليج أيضا بالقلق من الانضمام إلى أي حرب جديدة في اليمن.
حصري- أبو علي الحاكم.. ذراع “استراتيجي” لأشد عمليات الحوثيين سرية! هل نشهد فصلًا جديدًا من الصراع جنوبي اليمن؟ (تحليل معمق) هل تقصف إسرائيل صنعاء؟! مجلة أمريكية تابعة لإسرائيل تنشر قائمة ب25 قيادياً حوثياً تدعو لاغتيالهم نهج السعودية في ظل القيادة الأميركية الجديدةويقول محللون إن تجربة السعودية والإمارات في اليمن جعلتهما يشككان في نهج إدارة بايدن تجاه اليمن منذ البداية.
وقالت سينزيا بيانكو، الخبيرة في شؤون الخليج في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، لموقع ميدل إيست آي: “لقد ثبط شركاء الولايات المتحدة في المنطقة – أي دول الخليج – أي استجابة عسكرية فقط، وخاصة الاستجابة التي لن تكون قصيرة وحازمة وحاسمة بل تكتيكية”.
وأضافت أن “حجتهم كانت أن مثل هذه الحملة [المحدودة] لن تردع الحوثيين بل ستشجعهم دون المساس بقدراتهم مرة واحدة وإلى الأبد. وهذا صحيح”.
وقال المحلل اليمني الباشا إن نهج السعودية تجاه اليمن من غير المرجح أن يتغير مع أي إدارة.
لقد شوهت الحرب الصورة العامة للمملكة العربية السعودية، ويحاول ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ضمان عدم خروج برنامجه “رؤية 2030″، المصمم لجذب الاستثمار الأجنبي والسياح، عن مساره بسبب انخفاض أسعار النفط أو الحروب الخارجية.
منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تم اختبار الهدنة بين السعودية والحوثيين، وقد صمدت. وعندما قصفت إسرائيل الحوثيين في يوليو/تموز ردا على هجوم بطائرة بدون طيار على تل أبيب، نأت السعودية بنفسها عن الهجوم، الذي من المرجح أنه عبر مجالها الجوي.
وكان حجر الزاوية في انسحاب المملكة العربية السعودية من اليمن هو قرارها استعادة العلاقات مع إيران في عام 2023، في صفقة توسطت فيها الصين.
وقال بلال صعب، المسؤول السابق في البنتاغون، لموقع ميدل إيست آي: “تعتقد السعودية أنها كسبت الوقت من خلال استرضاء الحوثيين، لكن هذا يتوقف على العلاقات السعودية الإيرانية التي قد تنفجر في أي وقت. على سبيل المثال، إذا قامت السعودية بتطبيع العلاقات مع إسرائيل أو وقعت معاهدة دفاع مع الولايات المتحدة”.
وأجرت السعودية وإيران مناورات عسكرية مشتركة الشهر الماضي، في الوقت الذي حاولت فيه الرياض النأي بنفسها عن الهجوم الإسرائيلي على إيران.
ويقول محللون إن إحجام المملكة العربية السعودية عن التدخل في صراع إسرائيل مع إيران يعود جزئيا إلى المخاوف من أن الحوثيين قد يستأنفون الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار على المملكة.
وبهذا المعنى، ساعد الحوثيون إيران على إضعاف بريق المظلة الأمنية الأميركية. وتحاول واشنطن تعزيز العلاقات العسكرية مع إسرائيل وشركائها في الخليج العربي.
ومع ذلك، فإن الأحداث المحلية في اليمن قد تقود في المستقبل حسابات الولايات المتحدة وشركائها العرب.
يمن مونيتور4 نوفمبر، 2024 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام في ذاكرة القلب: رحلة في حنايا المشاعر المختبئة العليمي والسيسي يناقشان في القاهرة أزمة البحر الأحمر مقالات ذات صلة 28 شركة طيران تعلق رحلاتها للشرق الأوسط مع تفاقم التوتر 5 نوفمبر، 2024 أكسيوس: أمريكا والسعودية تبحثان اتفاقية أمنية لا تتضمن إسرائيل 5 نوفمبر، 2024 دعوات في بلغاريا لتفويض نائبه في البرلمان الأوروبي للتفاوض مع الحوثيين 5 نوفمبر، 2024 العليمي والسيسي يناقشان في القاهرة أزمة البحر الأحمر 4 نوفمبر، 2024 اترك تعليقاً إلغاء الرد
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محلية العليمي والسيسي يناقشان في القاهرة أزمة البحر الأحمر 4 نوفمبر، 2024 الأخبار الرئيسية 28 شركة طيران تعلق رحلاتها للشرق الأوسط مع تفاقم التوتر 5 نوفمبر، 2024 أكسيوس: أمريكا والسعودية تبحثان اتفاقية أمنية لا تتضمن إسرائيل 5 نوفمبر، 2024 دعوات في بلغاريا لتفويض نائبه في البرلمان الأوروبي للتفاوض مع الحوثيين 5 نوفمبر، 2024 العليمي والسيسي يناقشان في القاهرة أزمة البحر الأحمر 4 نوفمبر، 2024 هاريس ضد ترامب… هل يتمكن الرئيس الأمريكي الجديد دفع الحوثيين بعيداً عن البحر الأحمر؟! 4 نوفمبر، 2024 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 اخترنا لك دعوات في بلغاريا لتفويض نائبه في البرلمان الأوروبي للتفاوض مع الحوثيين 5 نوفمبر، 2024 العليمي والسيسي يناقشان في القاهرة أزمة البحر الأحمر 4 نوفمبر، 2024 اختيار “بن دغر” رئيساً لـ”التكتل الوطني للأحزاب والقوى اليمنية” في عدن 4 نوفمبر، 2024 خروج محطة كهرباء عدن عن الخدمة عقب نفاد الوقود 4 نوفمبر، 2024 الداخلية اليمنية تعلن وفاة 11 شخص من بين 16 واقعة انتحار 4 نوفمبر، 2024 الطقس صنعاء سماء صافية 16 ℃ 22º - 14º 38% 1.72 كيلومتر/ساعة 22℃ الثلاثاء 20℃ الأربعاء 21℃ الخميس 22℃ الجمعة 22℃ السبت تصفح إيضاً 28 شركة طيران تعلق رحلاتها للشرق الأوسط مع تفاقم التوتر 5 نوفمبر، 2024 أكسيوس: أمريكا والسعودية تبحثان اتفاقية أمنية لا تتضمن إسرائيل 5 نوفمبر، 2024 الأقسام أخبار محلية 28٬354 غير مصنف 24٬188 الأخبار الرئيسية 14٬951 اخترنا لكم 7٬063 عربي ودولي 6٬978 غزة 6 رياضة 2٬354 كأس العالم 2022 72 اقتصاد 2٬256 كتابات خاصة 2٬087 منوعات 2٬009 مجتمع 1٬841 تراجم وتحليلات 1٬802 ترجمة خاصة 82 تحليل 14 تقارير 1٬614 آراء ومواقف 1٬547 صحافة 1٬485 ميديا 1٬415 حقوق وحريات 1٬327 فكر وثقافة 903 تفاعل 816 فنون 481 الأرصاد 325 بورتريه 64 صورة وخبر 36 كاريكاتير 32 حصري 22 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل English © حقوق النشر 2024، جميع الحقوق محفوظة | يمن مونيتورفيسبوكتويترملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويترملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 أكثر المقالات تعليقاً 1 ديسمبر، 2022 “طيران اليمنية” تعلن أسعارها الجديدة بعد تخفيض قيمة التذاكر 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 21 فبراير، 2024 صور الأقمار الصناعية تكشف بقعة كبيرة من الزيت من سفينة استهدفها الحوثيون 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 4 يوليو، 2024 دراسة حديثة تحلل خمس وثائق أصدرها الحوثيون تعيد إحياء الإمامة وتغيّر الهوية اليمنية 26 فبراير، 2024 معهد أمريكي يقدم “حلا مناسباً” لإنهاء هجمات البحر الأحمر مع فشل الولايات المتحدة في وقف الحوثيين أخر التعليقات Abdaullh Enanنور سبتمبر يطل علينا رغم العتمة، أَلقاً وضياءً، متفوقاً على...
SALEHتم مشاهدة طائر اللقلق مغرب يوم الاحد 8 سبتمبر 2024 في محافظة...
محمد عبدالله هزاعيا هلا و سهلا ب رئيسنا الشرعي ان شاء الله تعود هذه الزيارة ب...
.نرحو ايصال هذا الخبر...... أمين عام اللجنة الوطنية للطاقة ال...
issamعندما كانت الدول العربية تصارع الإستعمار كان هذا الأخير يمرر...