بعد الضربات الموجعة التي تلقاها "حزب الله" في لبنان، تتجه الأنظار إلى فصائل ما يسمى "محور المقاومة"، وفي مقدمتها جماعة الحوثي، الارهابية خصوصاً بعد التهديد الإسرائيلي للجماعة بأن وقتها سيحين بعد الانتهاء من الحزب اللبناني.

جماعة الحوثي وبالتزامن مع التهديد الإسرائيلي، جددت تمسكها بخيار إسناد جبهات المقاومة في لبنان وغزة، وقال زعيمها إن المقاومة ستزداد قوة، ولن تنهار كما تطمح "إسرائيل".

وعلى الأرض، أطلقت المليشيات صاروخاً يوم السبت (28 سبتمبر)، قالت إنه استهدف مطار بن غوريون، في حين أعلن جيش الاحتلال اعتراضه خارج حدود "إسرائيل"، وعلى وقع هذا التصعيد، والتصريحات المتبادلة، يبرز سؤال مهم، حول شكل الرد الإسرائيلي المنتظر على جماعة الحوثيين في اليمن.

تهديد إسرائيلي
تتعامل "إسرائيل" مع الفصائل الموالية لإيران كأحجار الدومينو، وفي حين تعمل على القضاء على "حزب الله" فإن عينها أيضاً على بقية الفصائل، وفي مقدمتها جماعة الحوثي التي تمتلك قدرات صاروخية قادرة على تهديد أمن "إسرائيل"، وسبق أن قصفت قلب تل أبيب.

ويوم 28 سبتمبر، نقلت هيئة البث العبرية، عن الجيش الإسرائيلي، قوله: إن "وقت الحوثيين سيأتي، وإن التركيز حالياً مُنصبٌّ على الهجوم على حزب الله"، في إشارة إلى أن الجماعة المتحالفة مع إيران في اليمن، قد تكون هدف "إسرائيل" القادم.

 

وسبق أن قامت "إسرائيل" بالرد على هجوم الحوثيين الذي استهدف مدينة تل أبيب في 19 يوليو الماضي، بطائرة مسيرة، وأودى بحياة شخص وإصابة آخرين، حيث قام جيش الاحتلال يوم 20 يوليو، بمهاجمة ميناء الحديدة ومرافق أخرى في المدينة الواقعة على ساحل البحر الأحمر، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات، وخسائر مادية قُدرت بـ20 مليون دولار.

وعصر الأحد 29 سبتمبر، أعادت مقاتلات الاحتلال الإسرائيلي الكرّة، ونفذت عدة غارات على المحافظة، استهدفت ميناءي الحديدة ورأس عيسى ومطار المدينة ومحطتي الحالي ورأس كثيب للكهرباء.

 


ومن غير الواضح ما إذا كانت "إسرائيل" ستقدم على تنفيذ اغتيالات بحق قيادات في جماعة الحوثي، إلا أن الأمر لا يبدو سهلاً، فالبيئة اليمنية مختلفة عن الوضع في لبنان وسوريا.

ورداً على هذه التهديدات، قال عضو المكتب السياسي للحوثيين محمد البخيتي، إن الجماعة تتوقع اعتداءً إسرائيلياً على اليمن، كما لم يستبعد في مداخلة تلفزيونية مساء السبت، تكرار سيناريو غزة والضاحية الجنوبية في دمشق وصنعاء، مؤكداً أن الجماعة "مستعدة لمثل هذا السيناريو".

هجوم حوثي
وبعد ساعات من إعلان اغتيال الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني حسن نصر الله، السبت 28 سبتمبر، خرج زعيم الحوثيين، بتأكيد أن "إسرائيل" لن تحقق أمنها واستقرارها باغتيال قادة المقاومة، مستدلاً على ذلك بالحال في غزة بعد اغتيال رئيس حركة "حماس" إسماعيل هنية.

زعيم الحوثيين قال في خطاب متلفز مساء السبت، إن الجماعة "لن تخذل الشعبين الفلسطيني واللبناني"، مؤكداً أن دماء الأمين العام لـ"حزب الله" لن تذهب هدراً، حسب قوله.

وبعد ساعات من نعي "حزب الله" أمينه العام، أطلقت جماعة الحوثي صاروخاً باليستياً باتجاه تل أبيب، وقال المتحدث باسمها إن صاروخ "فلسطين 2" استهدف مطار بن غوريون جنوب شرقي تل أبيب، لحظة وصول رئيس وزراء "إسرائيل" بنيامين نتنياهو إليه.


الجيش الإسرائيلي أعلن تصديه للصاروخ على بعد 70 كيلومتراً خارج حدود "إسرائيل"، في الوقت الذي دوت فيه صفارات الإنذار في تل أبيب وبلدات إسرائيلية عدة، وهرع الإسرائيليون إلى الملاجئ؛ خوفاً من الصاروخ الذي تم اعتراضه من قبل منظومة "حيتس" الدفاعية.

وفجر الأحد (29 سبتمبر)، أعلن جيش الاحتلال اعتراض سفينة الصواريخ "ساعر 4.5" لطائرة مسيرة في البحر الأحمر، ويوم الجمعة (27 سبتمبر)، أعلنت جماعة الحوثي استهداف تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع "فلسطين 2"، وكذا مدينة عسقلان بمسيرة من طراز "يافا".

الاستجابة العنيفة
هذا التصعيد من قبل الحوثيين، والذي يتزامن مع التوحش الإسرائيلي في لبنان، من المحتمل أن يدفع "إسرائيل" إلى اتخاذ قراراً بالرد على الجماعة اليمنية، لكن بعد أن تُحقق عملياتها في لبنان أهدافها، وهو ما ليس واضحاً حتى اللحظة.

وحول هذا الأمر، يقول الخبير العسكري والاستراتيجي الدكتور علي الذهب: إن "هجوم الحوثيين أمس (السبت)، سيعزز فرضية الاستجابة العنيفة من قبل إسرائيل"، مشيراً إلى أن الإسرائيليين حالياً منشغلون بالوضع في لبنان.


ونقل موقع"الخليج أونلاين" عن الذهب قولة بإن الإسرائيليين اليوم بين أمرين: "الأول انشغالهم بالوضع في لبنان، والآخر هو انتظار اتضاح الصورة بشكل أكمل، من خلال جمع المعلومات الكافية عن الحوثيين، حتى تُحقق أي عملية عسكرية ضدهم الهدف والنتائج المرجوة".

وأشار إلى أن الحوثيين لا يزالون محصنين معلوماتياً، كما أن "إسرائيل" وحلفاءها يواجهون صعوبة بسبب عدم وجود خلايا تجسسية على الأرض كما هو الحال في لبنان، وحتى سوريا.

واستطرد الذهب قائلاً: "أهم القادة الحوثيين ما تزال تحركاتهم محاطة بالكتمان، أو أنه ليس هناك جهد أمريكي وإسرائيلي يماثل الجهد الذي بذلوه في جنوب لبنان لرصد تحركات (حزب الله) اللبناني".


نشاط أمريكي
ويحظر الدور الأمريكي أي تصعيد في المنطقة، وسرعان ما أبلغ وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، أن الولايات المتحدة تدعم حق "إسرائيل" في الدفاع عن النفس، وأنها "ستمنع إيران والجماعات المرتبطة بها من استغلال الوضع في لبنان، أو توسيع رقعة الصراع هناك".

وقال الخبير العسكري علي الذهب " حول الدور الأمريكي المتوقع في اليمن:

هناك تكثيف لنشاط الطائرات التجسسية الأمريكية، في سماء اليمن، وهو مرتبط برصد تحركات الحوثيين واستعداداتهم لتنفيذ الهجمات البحرية، ومن ثم المساعدة في الرد على تلك الهجمات.

يمكن أن يقدم الأمريكيون معلومات دقيقة عن الحوثيين وعن تحركات جيشهم أو قادتهم، أو المناطق التي يجري فيها استحداث الملاجئ وغيرها؛ لأن هناك تقارير تتحدث عن قيام الحوثيين بعمل أنفاق وملاجئ ومخابئ تحت الأرض في صنعاء وصعدة وغيرهما.

النشاط التجسسي الأمريكي يركز على هذا الأمر، خصوصاً أن "إسرائيل" وربما أمريكا قد تمكنتا من الوصول لقادة "حزب الله" وهم في اجتماع على بعد 30 متراً تحت الأرض.

وفي ما يتعلق باحتمالية قيام "إسرائيل" بشن هجمات على الحوثيين، يعتقد الخبير العسكري أنه لا يزال مؤجلاً، كما يرى أن دور الحوثيين المتوقع لا يمكن أن يتجاوز الدور الحالي، والمتمثل في شن هجمات بحرية وإطلاق صواريخ ومسيرات باتجاه "إسرائيل"، وهي هجمات ليست ذات أثر مادي كبير، بل تأثيرها نفسي وإعلامي.

 

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

حزب الله: مستعدون للرد على "خروقات" إسرائيل

أعلن الأمين العام لتنظيم حزب الله اللبناني، نعيم قاسم، اليوم السبت، أن حزبه مستعدّ للرد على خروقات إسرائيل لوقف إطلاق النار، بعد أكثر من شهر على سريان الاتفاق، الذي ينص على انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، في غضون 60 يوماً.

ودخل اتفاق الهدنة حيز التنفيذ في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بعد شهرين من بدء مواجهة مفتوحة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني المدعوم من إيران، ويتبادل الجانبان الاتهامات بانتهاك الهدنة بشكل متكرر.

الوكالة الوطنية للإعلام - (*) قاسم: حريصون على انتخاب رئيس بالتعاون مع كل الأطراف والمقاومة خرجت قوية من معركة اولي البأس https://t.co/VL55SVHhCS

— National News Agency (@NNALeb) January 4, 2025

وقال قاسم، في كلمة بمناسبة الذكرى الخامسة لمقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني: "قلنا بأننا نعطي فرصة لمنع الخروقات الإسرائيلية وتطبيق الاتفاق وأننا سنصبر، لكن لا يعني هذا أننا سنصبر لمدة 60 يوماً". وأكّد "لا يوجد جدول زمني يحدد أداءنا، لا بالاتفاق، ولا بعد انتهاء مهلة الـ 60 يوماً".

وتابع نعيم قاسم: "قد ينفد صبرنا قبل الـ 60 يوماً، وقد يستمر، هذا أمر تقرره القيادة، فهي التي تقرر متى تصبر، ومتى تبادر، ومتى ترد".

وينص الاتفاق على انتشار الجيش اللبناني في جنوب البلاد، حيث تعمل أيضاً قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، وانسحاب القوات الإسرائيلية خلال 60 يوماً. وينصّ أيضاً على تراجع عناصر حزب الله إلى شمال نهر الليطاني (نحو 30 كيلومتر شمال الحدود)، وتفكيك بنيته العسكرية في جنوب النهر.

رغم وقف إطلاق النار..دبابات إسرائيلية تتوغل في جنوب لبنان - موقع 24 قصفت المدفعية الإسرائيلية اليوم السبت محيط مجمع الإمام الصدر في بلدة ميس الجبل في جنوب لبنان .

وطلب لبنان الشهر الماضي من باريس وواشنطن، "الضغط" على إسرائيل من أجل "الإسراع" في سحب جيشها من جنوب البلاد، كما حثّت اليونيفيل الشهر الماضي على الإسراع في انسحاب الجيش الإسرائيلي، ونشر القوات المسلحة اللبنانية في جنوب لبنان.

وشدد قاسم، على أن "الاتفاق يعني حصراً جنوب نهر الليطاني ويلزم إسرائيل بالانسحاب"، مشيراً إلى أن "الدولة الآن، ونحن منها مسؤولة عن أن تتابع مع الرعاة لتكف يد إسرائيل، ويطبق الاتفاق".

وفي ملف رئاسة الجمهورية، قال قاسم إن "حزبه حريص على انتخاب الرئيس على قاعدة أن تختاره الكتل بتعاون وتفاهم في جلسات مفتوحة"، معتبراً أن "هذا التوافق هو فرصة سانحة لنقلب صفحة باتجاه الإيجابية في لبنان".

ومن المقرر عقد جلسة للبرلمان اللبناني في 9 يناير (كانون الثاني) الجاري، لانتخاب رئيس للجمهورية بعد أكثر من عامين على شغور المنصب.

مقالات مشابهة

  • بالتفاصيل.. هذا ما جرى في إسرائيل قبل اغتيال نصرالله.. تقرير إسرائيلي يكشف
  • حزب الله: مستعدون للرد على "خروقات" إسرائيل
  • حزب الله: العدوان الإسرائيلي على لبنان انتهى بالفشل الذريع
  • تقرير: أمريكا ستكثف ضرباتها على الحوثيين قبل تنصيب ترامب
  • الجيش الإسرائيلي يبني 12 نقطة عسكرية جديدة على الشريط الحدودي مع لبنان
  • إسرائيل تعتزم بناء 12 نقطة عسكرية جديدة على طول الشريط الحدودي مع لبنان
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يقصف جنوب لبنان مستهدفا مواقع حزب الله
  • بعد حماس وحزب الله.. إسرائيل تعلن رسمياً أهدافها من قيادات الحوثي في اليمن
  • الحديدة.. وقفة تضامنية تندد بجريمة مقتل "فاطمة عايش" من قبل الحوثيين
  • مقتل 7 فلسطينيين في تجدد للقصف الإسرائيلي على بلدة النزلة بجباليا شمالي قطاع غزة