تشهد النيجر في الفترة الأخيرة حالة من عدم الاستقرار بعد الانقلاب العسكري على الرئيس النيجري محمد بازوم، الذي وقع يوم 26 يوليو 2023، إذ وقع انقلاب في النيجر في 26 يوليو 2023، حيث احتجز الحرس الرئاسي “بازوم” وأعلن قائد الحرس الجنرال عبد الرحمن تشياني نفسه قائدًا للمجلس العسكري الجديد، وجرى إغلاق حدود البلاد، وعلقت مؤسسات الدولة أعمالها، وأعلن حظر التجول في البلاد.


عقوبات إيكواس
 

وعقدت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس"، الأحد الماضي، قمة طارئة في نيجيريا، أعلنت فيها فرض سلسلة عقوبات على قادة الانقلاب في النيجر، وهي:
تجميد أصول جمهورية النيجر في البنوك المركزية للدول الأعضاء بها.
إيقاف جميع المعاملات التجارية والمالية بين النيجر وجميع الدول الأعضاء فيها.
منح قادة الانقلاب مهلة لمدة أسبوع لتسليم السلطة، مع عدم استبعاد استخدام القوة.


تحذير عسكري

 

في السياق، حذر القادة العسكريون الذين قادوا الانقلاب في النيجر من أي تدخل مسلح في البلاد، وذلك في الوقت الذي يجتمع فيه رؤساء دول غرب إفريقيا في العاصمة النيجيرية يوم الأحد في قمة طارئة لاتخاذ قرار بشأن مزيد من الإجراءات للضغط على الجيش وإعادة النظام الشرعي للبلاد.


بوركينا فاسو ومالي تدعمان الانقلاب في النيجر

 

في بيان مشترك، حذرت السلطات في بوركينا فاسو ومالي أي تدخل عسكري في النيجر لإعادة الرئيس المنتخب محمد بازوم الذي أطاح به انقلاب عسكري، إلى الحكم سيكون بمثابة "إعلان حرب على بوركينا فاسو ومالي".
أن ذلك سيؤدي إلى انسحاب بوركينا فاسو ومالي من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس).


إيطاليا وروسيا تعارضان أي تدخل عسكري في النيجر


أعرب وزير خارجية إيطاليا، أنطونيو تايانى، عن معارضة بلاده لأى تدخل عسكري غربي فى النيجر، جاء ذلك خلال نبأ عاجل أوردته قناة "القاهرة الإخبارية".

كما اعترضت الخارجية الروسية عن معارضة بلاده لأى تدخل عسكري غربي فى النيجر.

 

تنفيذ تهديدات إيكواس



ذكر مصدر قريب من إدارة شركة الكهرباء في النيجر لوكالة "فرانس برس" أن نيجيريا فصلت منذ الثلاثاء خط التوتر العالي الذي ينقل الكهرباء إلى النيجر".
تعتمد النيجر في استهلاك الكهرباء على نيجيريا بنسبة 70 بالمئة.
ذكرت تقارير إخبارية أن بعض المدن في النيجر بدأت تعاني من انقطاع في التيار الكهربائي.
تصل خدمة الكهرباء في مدن عدة من النيجر بما فيها العاصمة نيامي لمدة ساعة مقابل قطعها 5 ساعات.
فرضت هيئات ودول عقوبات دولية على نيامي بعدما أطاح الرئيس محمد بازوم قبل أسبوع.


تعليق أمريكا على انقلاب النيجر

 

قالت وزارة الخارجية الأميركية، إن الوزير أنتوني بلينكن أجرى مكالمة هاتفية مع رئيس النيجر المخلوع محمد بازوم الأربعاء.

ووفق الخارجية الأميركية، فإن بلينكن أبلغ بازوم بأن "الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بإعادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيا إلى السلطة في النيجر".

• أمرت الولايات المتحدة الأربعاء بإجلاء جزئي لطاقم سفارتها في النيجر بعد أسبوع على الانقلاب الذي شهدته البلاد، حسبما أعلنت وزارة الخارجية.

• الوزارة قالت في تحديث بشأن النيجر نشرته مساء الأربعاء على موقعها الإلكتروني إنها أمرت "نتيجة لهذا التطوّر بمغادرة الموظفين الحكوميين غير الأساسيين في السفارة" مع عائلاتهم.

• رفعت وزارة الخارجية مستوى التأهّب للنيجر من الدرجة الثالثة إلى الرابعة، ناصحة جميع مواطنيها بعدم السفر إلى هناك بسبب الوضع الأمني.

• الوزارة أكدت أنها خفّضت الأنشطة في السفارة الأميركية في نيامي وأوقفت كل العمليات اليومية، مشدّدة على أنها لا يمكنها التدخل سوى في حالة الطوارئ.

• استقلّ عدد من المواطنين الأميركيين الأربعاء رحلات إجلاء فرنسية وإيطالية من نيامي، لكن الولايات المتحدة لم تأمر بإجلاء شامل لمواطنيها.

• ردا على سؤال خلال مؤتمر صحافي الأربعاء، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إنه لا يوجد أي مؤشّر إلى تهديدات تستهدف الأميركيين في النيجر أو المنشآت الأميركية مثل السفارة.


تدخل السنغال



أعلنت السنغال، الخميس، "استعدادها إرسال قوات عسكرية إلى النيجر، في حال قررت منظمة غرب إفريقيا الاقتصادية (إيكواس) التدخل".
وأكّدت وزيرة الخارجية السنغالية أيساتا تال، في حديثها للصحفيين التزام بلادها تجاه الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا خصوصا وأن هذا الانقلاب كان الانقلاب الفاصل"، قائلة: "لكل هذه الأسباب سنرسل جنودا سنغاليين إلى النيجر، حسب قولها.

 

حل الأزمة



دعا الرئيس النيجيري بولا تينوبو الذي تتولى بلاده رئاسة الجماعة الاقتصادية لغرب إفريقيا (إكواس)، وفد الجماعة المتّجه إلى النيجر العمل على التوصل إلى "حلّ ودّي" لأزمة الانقلاب العسكري.

وإضافة إلى هذا الوفد، كشف تينوبو أنه شكّل وفدا آخر لبحث الأزمة مع "قادة ليبيا والجزائر"، وأنه أوعز إلى الوفدين "الانخراط بشدّة مع كل الأطراف المعنيين، والقيام بكل ما يتطلّبه الأمر لضمان التوصل إلى حلّ شامل وودّي للوضع في النيجر".

موعد التدخل العسكري في النيجر

 

بعد فشل مفاوضات إيكواس مع قيادات الانقلاب في النيجر، خرج المستشار السياسي لرئيس النيجر، انتينيكار الحسن،  يعلن موعد التدخل العسكري المحتمل في البلاد مشيرا إلى ‏عمليات عسكرية محتملة ووشيكة في النيجر.‏

وقال الحسن في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك": "الإنذار الأخير هو يوم السبت، لذا فهو ممكن اليوم فقط، وبالطبع ستتم عملية الحشد".
كما أضاف أن "عواقب التدخل العسكري ستكون وخيمة، وتؤثر على جميع البلدان المجاورة للنيجر".

رفض الجزائر دخول النيجر

 


شدد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في وقت متأخر السبت على أن بلاده ترفض قطعًا أي تدخل عسكري في النيجر.

وقال تبون في مقابلة مع وسائل إعلام محلية، إن "أي تدخل سيشعل منطقة الساحل"، وفق ما أفادت قناة "النهار".

كما أضاف: "نحن مستعدون لمد يد المساعدة للنيجر، والجزائر لن تستعمل القوة مع جيرانها".

قالت وزارة الخارجية الفرنسية، إن باريس ستدعم بقوة جهود المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) لإحباط الانقلاب العسكري في النيجر. والتقت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا مع رئيس وزراء النيجر وسفير النيجر في باريس اليوم السبت.

تحذير روسيا

وحذرت روسيا من أي تدخل عسكري في النيجر، الجمعة، مشيرة إلى أن ذلك سيزعزع الاستقرار في الدولة الإفريقية المضطربة بقوة.

وجاءت تصريحات وزارة الخارجية الروسية، بعد يوم من قرار (إكواس)، الخميس، تفعيل قوة احتياطية تحسبا لتدخل عسكري محتمل في النيجر.


اجتماع إيكواس الجديد

كشفت  مصادر، أن اجتماع قادة جيوش المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا (إكواس) بشأن مواجهة انقلاب النيجر، تأجل بسبب عدم جاهزية القوات.
بالإضافة إلى أن الجهود التي بذلت في السنوات القليلة الماضية لتشكيل قوة من غرب إفريقيا قوامها آلاف الجنود تعثرت بسبب قيود التمويل والأمور اللوجستية.

 

أوضح الحسن واتارا، رئيس ساحل العاج، بأن تشارك بلاده في القوة الاحتياطية بكتيبة قوامها 850 جنديا.

وقال المتحدث باسم جيش بنين، الجمعة، إن بلاده ستساهم بقوات لكنه لم يذكر عددها. وأعلنت السنغال الأسبوع الماضي أنها ستساهم بقوات إذا حدث تدخل.

وامتنعت معظم دول إكواس الأخرى عن التعليق حتى الآن، بما في ذلك نيجيريا ذات الثقل العسكري الإقليمي والتي تمثل أكثر من نصف سكان الكتلة وتتولى رئاستها الدورية.

وقال وزير الدفاع في غامبيا ووزير الإعلام في ليبيريا، الجمعة، إن البلدين لم يتخذا بعد قرارا بإرسال قوات.


بلينكن ينتقد الانقلابين في النيجر

 

أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الجمعة، أن القادة العسكريين في النيجر رفضوا الافراج عن أسرة الرئيس المعزول محمد بازوم في اقتراح لإعطاء بادرة حسن نية.

وتتزايد المخاوف حول صحة بازوم وكذلك زوجته وابنه البالغ 20 عاما منذ أن استولى الجيش على السلطة واحتجزهم في 26 تموز/يوليو.

وفي اتصال هاتفي مع الرئيس النيجري السابق محمدو إيسوفو، وهو حليف آخر للغرب عمل بازوم معه، أعرب بلينكن عن "قلقه البالغ حيال استمرار الاعتقال غير القانوني في ظل ظروف متدهورة للرئيس بازوم وعائلته".

وأضاف بلينكن أنه "مستاء بشكل خاص من رفض أولئك الذين استولوا على السلطة في النيجر الإفراج عن أفراد أسرة بازوم في بادرة حسن نية"، وفق بيان لوزارة الخارجية الأميركية.


تعليق الاتحاد الأوروبي 

 


وكان مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قد كشف على منصة إكس أن الرئيس بازوم وعائلته "محرومون من الطعام والكهرباء والرعاية الصحية منذ عدة أيام".

تعليق الأمم المتحدة

قال المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك وفق تقارير تلقاها إن ظروف احتجاز بازوم وأسرته "قد ترقى إلى معاملة مهينة وغير إنسانية، في انتهاك للقوانين الدولية".

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: النيجر أحداث النيجر النيجر الآن إيكواس الاقتصادیة لدول غرب إفریقیا أی تدخل عسکری فی النیجر المجموعة الاقتصادیة بورکینا فاسو ومالی الانقلاب فی النیجر انقلاب فی النیجر وزارة الخارجیة التدخل العسکری إلى النیجر محمد بازوم النیجر فی

إقرأ أيضاً:

الانتخابات ورؤيا من خارج السرب

"الشيخ راشد الغنوشي" فرج الله كربه ورفع شأنه، سألني بعد تكوين جبهة الخلاص عن رأيي في المشاركة في الانتخابات الرئاسية، فكان ردّي واضحا وقاطعا، أنْ ليس من مصلحة الإسلاميين المشاركة فيها سواءً كانت المشاركة فعلية أو بالوكالة، فتلك جولةٌ وصَوْلةٌ لا مصلحة للإسلاميين فيها، بل ولا خير فيها لتونس، فنظام قام على انقلاب يجابه بالصبر والتفكر وتوعية الشعب ليأخذ حقه بيده فينتصر لمبادئه، وحقَّ للشعب أن يتطلع للتغيير مجتمعا، وإن أبى الشعبُ غير ذلك فهنيئا لهم بما استخفّهم به فرعونُهم.

والانقلاب آلية التداول التعسفي على السلطة بينما الانتخابات آلية التداول السلمي عليها. والضدّان لا يجتمعان.

ولذا فالمشاركة في انتخابات ينظمُها المنقلبُ اعترافٌ ضمنيٌّ بالانقلاب ذاته، وليصبح الانقلاب حلا طبيعيا ومقبولا لبعض الحوادث عند الأزمات، وما هو إلا استعلاء فرعونَ "وما أريكم إلا ما أرى، وما أهديكم إلا سبيل الرشاد"، فالمشاركة إنْ هي الّا تدنيس لعقود من المقاومة، وتشريع لمباركة المنقلبين، وهي كمثل من يأخذ من جسمك إصبعا ليستعبدك بعد حين..

فإن كان المبدأ لا يمكن تجزئته، فالسياسة ليست إدارة للمبادئ بل هي إدارة للمصالح داخل قواعد دنيا مبدئية "فالحرة لا تأكل من ثديها" و"النار ولا العار" "لو وضعوا الشمس في يميني ، والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله، أو أهلك فيه"، فقد دعيت إلى ندوات تدعو إلى المشاركة لتوحيد الصف والبحث عن مرشح مشترك لدخول الانتخابات فلم أشارك وبقيت من الرافضين لأسباب سأذكرها لاحقا.

ويمكن تقسيم تلك الدعوات  إلى فترتين:

الفترة الاولى ما قبل السماح بالترشحات للانتخابات الرئاسية وكانت ميزة الأسماء المطروحة فيها أنّ معظمهم لهم موقف رافض للانقلاب غالبا، والفترة الثانية أي بعد ان سمح النظام الانقلابي بفتح باب الترشحات للانتخابات الرئاسية ظهرت اسماء أخرى مختلفة التوجهات وذات المواقف المتباينة من الانقلاب.

ـ المشاركة اعتراف ضمني بالمنقلب وتمشيه وتشريع هجين على أنّ الانقلابَ حلٌّ في عقد اجتماعي يرمي إلى احترام إرادة الشعب وخياراته في حالة الأزمات، وهذا مبدئ مرفوض ولو كان سياسيا.أما موقفي الرافض فثابتٌ لأسباب أهمها سبعة:

1 ـ القرار السياسي تأتي نتيجتُه بعد زمن ليس بالهين، فقد تمر أجيال واجيال عدة ولكن نتيجته حتمية. فارتطام القلم بالأرض بعد فتح الأصابع سنة حتمية، الفارق، المسافة التي تلقيه منه، أما صراخك أو تصفيقك فلن يزيد أو يقصر لا في الوقت ولا في المسافة الضرورية للسقوط ولا يلغي حدث الارتطام.

ناهيك أنّه انقلاب على خيار شعب من مخادع حلف على القرآن فاخلف، ومن مجهول جاهل في عالم السياسة لا يرى نفسه الا نبيا، فهو فوق المحاسبة، استخف بمقاصد الحرية والديمقراطية بعد دكتاتورية عاتية.

انقلاب جاء واقتصاد البلد يزداد انهيارا يوما بعد يوم، كل ذلك في عالم لا تخفى فيه معلومة إلا وكشفت. وعليه فحتمية سقوط الانقلاب مسألة وقت ولن تتأخر لا محالة.

2 ـ المشاركة اعتراف ضمني بالمنقلب وتمشيه وتشريع هجين على أنّ الانقلابَ حلٌّ في عقد اجتماعي يرمي إلى احترام إرادة الشعب وخياراته في حالة الأزمات، وهذا مبدئ مرفوض ولو كان سياسيا.

3 ـ المشاركة في هذه الانتخابات وهو خيار اليأس واليأس توأم الوهم، فهي تدنيس لعقود من المقاومة والصبر والشهداء، فان نجح المنقلِب فسيثبّت طريقه ويحتج على المشارك فيها بالقبول به كقائد وبقانون لعبته، وان لم ينجح فقد خرج بانتخاب بلا حساب ولا عقاب، وبالتالي قبول "تحت الطاولة" بالانقلاب على انه عمل اصلاحي، ونبذ لعشر سنين من محاولة التعايش السلمي التونسي.

4 ـ أقول لمن يتكلمون عن الشفافية في الانتخابات، إنّها لا تهمّ إلا طائفة من الناخبين، تلك التي لن تقرر إلا في الدقيقة الأخيرة من تنتخب؟ فعادة الشفافية في الانتخابات سلاحُ الحاكم إذ بيده أدوات الدولة والاتصال فتزيد في شعبيته إن احسن إدارتها، ولا مجال لذكر الأمثلة هنا فهي عديدة.

5 ـ لقد سبق لي وان أكدت سنة 2012، أنّ الخروجَ عن التوافقات السياسية بين العاملين بها تعني أنّ المصالحة بين مؤسسات الدولة والشعب وممثليهم ستفقِد تونس ما اكتسبته بعد ثورتها، وستنتهي إلى فوضى في البلد ضرورة، فوضى تؤدي حتما إلى تقاتل غير منظم.. قلت يومها "لن يعلم القاتِلُ لِمَ قَتَل ولا المقتولُ لِمَ قُتِل".

فالوضع اليوم يزداد في اتجاه الأزمة في علاقة بيانية معقدة تحت مفعول الحالة الاقتصادية والأمنية، فعجلة الإنتاج متوقفة وعليه فالأداءات تنقص وهيبة السلطة تضعف، حتى ينهار الأمنُ الاجتماعي في ظل انتشار الخوف والجوع وغياب الخدمات من صحة ومثلها، وكل ذلك يدفع لزيادة في الجريمة، ونمو الإجرام إضعافٌ للدولة، وباب لفتح الدفاع عن النفس بالمقاومة الغير المنظّمة، ولقارئ للتاريخ أن يستقرأ تاريخ تونس وغيره.

6 ـ التغييرات السياسية الكبرى سواء العالمية منها أو الإقليمية والأطماع التي تحوم حول تونس لاهميتها كموقع جيوسياسي استراتيجي لا يمكّن من العاملين فيه ومن حوله التعامل مع المنقلِب إلا بحذر شديد إذ أنه غير محسوب. فالغرب وإن كان حليفا، فمصالحه أهم من تونس، فالحرب الاوكرانية قد أثرت على اقتصاده وانهكته، أضف ما تؤثر فيه الحرب في غزة ولبنان ودخول ايران على الخط والتهديد الروسي، وأن أمن اسرائيل أصبح مهددا، كل هذا وأكثر لا يجعل لتونس حظا كبيرا كما كان، وإذا ما أضفنا الحلف الصيني الروسي والصراع الخفي حول ليبيا وأمن الجزائر، فذلك كلّه يجعل من استحالة إفراز سياسة خارجية تونسية تستجلب التمويل الذي قد يعيد اقتصاد البلد فيكفيها التداين ويجعلها تعمل في اكتفاء ذاتي دنيوي. ولن يبق غير التهريب سلعا للحياة والتهريب يقوم على الإجرام الذي ستزداد سطوته في علاقة بضعف السلطة فتتفكك الدولة.

المشاركة في هذه الانتخابات وهو خيار اليأس واليأس توأم الوهم، فهي تدنيس لعقود من المقاومة والصبر والشهداء، فان نجح المنقلِب فسيثبّت طريقه ويحتج على المشارك فيها بالقبول به كقائد وبقانون لعبته، وان لم ينجح فقد خرج بانتخاب بلا حساب ولا عقاب، وبالتالي قبول "تحت الطاولة" بالانقلاب على انه عمل اصلاحي، ونبذ لعشر سنين من محاولة التعايش السلمي التونسي.7 ـ البنية التحتية للبلد، واهتمام الشباب بالهجرة وخاصة ذوي الشهادات العليا لا تعطي أملا لمستقبل قريب، لأنه بحاجة إلى أموال طائلة لاستعادة الطريق في عمل مشترك وزمن ليس بالقصير.

ولذلك فسقوط السقف حتمي مهما كانت هوية القائد، فالأولى أن يسقط السقف على المنقلب ومن يسانده، حتى تجد المعارضة قاعدة مشتركة للتخفيف بعدها من ردة فعل السقوط.

ولمن يخالفني وجهة نظري وجدلا أني مخطئ في تقديري، وتواصلا مع ما يراه غيري من أن الانتخابات قد تعيد الحرية فالديمقراطية وبكل أمن وأمان..

أقول

1 ـ من لم يندد يوم الانقلاب بالانقلاب، فأما بارك فيه أو سكت عنه فحلول الانقلاب ساكنة فيه، فمن يضمن تعهده، وتنازله عن السلطة ان لزم الأمر، ومن يضمن عدم إداته للعبة بشكل آخر،  وبيده دستور أعتى من دستور المشير محمد باي الذي سبق محمد الصادق باي صاحب أول دستور تونسي سنة 1861. من يلزمه وهو حسب دستور الانقلاب الوحيد المشرع والدولة كلها وظيفيّة بين يديه لهواه؟.

2 ـ ما هو برنامج المرشح حتى لا يقع سقف حتميّةِ ما أنتجه الانقلاب من دمار على رأسه فينجو منه المنقلب وقد يعود كمصلح ومخلص، وفي التاريخ أمثلة كثيرة.

3 ـ قطعا من يحسب أن قيسا سيترك الحكم له، أن انتخب، فسيفتح أبواب حرية الصحافة وحرية القول السياسي وسيفتح السجون، وهذا سيجعل من الشعب الذي خنع للسكوت فمسك صفا لساعات من أجل الحليب أن يرفض الصف مرة أخرى ويطالب بكل رفاهية، ما سيدفع الدول المتآمرة على تونس لتحريك ما حُرِّك من قبل، لإرباك وضعها فكيف له ان يجابه كل ذلك؟

4 ـ ما جعل الإنقلاب يبقى لحد الساعة هو عدم وجود حاضنة جدية وصلبة داخل النخبة السياسية والثقافية فضلا على الاقتصادية والنقابية وهو ما يجعل أي تغيبر معرضا للفشل منذ خطواته الأولى. وما لم تنجح النخب في إيجاد حاضنة في حدها الأدنى رغم الوضع الكارثي في البلاد فالخطر كبير يحيط بالوطن وأهله.

5 ـ إن كانت الدول لا تطمئن إلى عهود قيس لأنها تقوم عن النبوة، أما من سيخلفه فهو في حاجة شديدة إلى المال، ولذا فإن بيع تونس والاعتراف بالكيان أمران لا مر منهما، وعليه فإن جانب الحريات وإن فُتح سيغلق في أسرع وقت.

6 ـ مازال قسط من الشعب التونسي وأكثر الفاعلين السياسيين يعتقدون انه على الإسلاميين الابتعاد عن الشأن العام، ويوجهون لهم النقد فيما يحصل في البلاد في العشرية الأخيرة ولم يتساءلوا أبدا لماذا سقط نظام بن علي وما قدمه المشاركون في العشر سنوات. إنّ ما ينتظره الفرقاء السياسيين من الإسلاميين المشاركة احملهم لسدة الحكم ثم العودة لبيوتهم.

7 ـ حسب ما قمت به من حسابات مستعجلة فان استتباب الأمن لبداية جدية نحو النمو في حاجة إلى ميزانية تونس أخرى حالاّ حتى يعاد بناء اقتصادها، فالبلد بحتاج إلى ترميم، والترميم يحتاج إلى وقت، وشعب يجهل الحرية وابعادها ومتطلباتها لن يكون مستعدا لإعطاء الوقت والصبر في التفاني لنهوض تونس.

8 ـ إصرار المرشحين على المشاركة الانتخابية اظهر نية النظام الحالي المخفية والحقيقية أنه ضعيف خائف، ولكنه أظهر أيضا عدم تراجعه عن نيته الجامحة في الانتصار، ومن ظن أنه لن يزور الانتخابات قطعا إذا احتاج، فهو لم يستوعب المنقلب بعد، ومن ادعى أن تزويره ستصبح ورقة ضغط عليه في العالم الخارجي وأمام شعب أسبَغ الخوفُ عليه رداءه، فقد أكون أبلها.

وفي الآخر لمن دعا للمشاركة أن يدفع المشرحيْن ليتنازلا لتقل نسبة المشاركة وتنزل عن 11٪؜، ليبقى وحيدا.

ما جعل الإنقلاب يبقى لحد الساعة هو عدم وجود حاضنة جدية وصلبة داخل النخبة السياسية والثقافية فضلا على الاقتصادية والنقابية وهو ما يجعل أي تغيبر معرضا للفشل منذ خطواته الأولى. وما لم تنجح النخب في إيجاد حاضنة في حدها الأدنى رغم الوضع الكارثي في البلاد فالخطر كبير يحيط بالوطن وأهله.أما أنا فأبقى مع مقاطعة فكل مخرجات الانقلاب مرفوضة حتى إذا ما سقط، سقط معه حصنه وهو ساقط اعجل مما يظن البعض لكننا قوم نستعجل الحكم لا النصر.

إن الدوافع لعدم المشاركة لم أذكر منها إلا غيضا من فيض ولذا فإني أدعو إلى الصبر والتصابر، فالصبر طريق العارفين، وعدم الفعل أحيانا هو الفعل المطلوب، ولْنهتمّنّ بالشعب وتوعيته، فالسقف ساقط لا محالة، فلنستعد.

هذا النظام يبحث عن نسبة المشاركة لا عن من سيزاحمه، فهو قد فتح طريقه للملكية والأيام بيننا، ومن استفتح طريقه بالغدر فهيهات ان يغلقه بالعفّة والتوبة، ومن يعمره الله في الأرض لهوى في نفسه ينكسه في الخلق، إذ أنه على هدى فرعون وأن إلهه هواه بيده وينتصر لمبادئه.

سأقاطع حتى لا أكون شاهد زور على انتخابات غير شرعية ومزورة وإن لم تزور عينيا فهي مزورة حقيقة ومعنوية، ولن أشرعن باطله وسبله.

"فاصبر إن وعد الله حق.. فاصبر كما صبر العزم من الرسل ولا تستعجل لهم"

دعوه يحكم فلن يخرق الأرض ولن يبلغ الجبال طولا، فالشعب الذي يريده لن يأذن الله في استخلافه إلى أن يغير ما بحاله، فالجزاء لا يكون إلا من جنس العمل.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية السعودية بحث مع بلينكن مستجدات الأوضاع في لبنان
  • أسعار الذهب العالمي تترقب تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط
  • وزير الخارجية يبحث تطورات الأحداث في لبنان مع نظيره المصري
  • وزير الخارجية ووزير خارجية مصر يبحثان في اتصالٍ هاتفي تطورات الأحداث في لبنان
  • الانتخابات ورؤيا من خارج السرب
  • خبراء لـ«الفجر» آخر تطورات الأوضاع في السودان
  • وزير الخارجية والهجرة يناقش مع نظيره المغربي تطورات تجنيب المنطقة من الانزلاق لحرب إقليمية شاملة
  • خبير عسكري: إسرائيل تعاني عمى استخباريا في لبنان وستخسر سواء دخلت أم لم تدخل
  • تطورات الأوضاع في غزة ولبنان والسودان تتصدر المباحثات المصرية الإماراتية بالقاهرة
  • خلية أزمة بوزارة الخارجية لمتابعة أحوال الجالية المغربية في لبنان وأفواج غادرت بيروت قبل أيام