أبوظبي (الاتحاد)
أعلنت هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، عن سلسلة من المبادرات والمشاريع الهادفة إلى الحد من فقد وهدر الغذاء، وتعزيز الاستدامة الزراعية في الإمارة، وذلك في إطار الحملة التي أطلقتها للحد من فقد وهدر الغذاء، تحت شعار: «معاً لتدوم النعم»، بمناسبة اليوم الدولي للتوعية بالفاقد والمهدر من الأغذية، والذي يصادف 29 سبتمبر من كل عام.


وأوضحت الهيئة أن إحدى المبادرات الرائدة في هذا المجال هي «مبادرة حل مبتكر لتغذية الدجاج اللاحم»، والتي تهدف إلى إعادة تدوير المخلفات الغذائية من المطاعم ومحلات البقالة وإعادة استخدامها في تغذية الدواجن، مما يساهم في تقليل تكلفة الأعلاف وتحقيق الاستدامة الغذائية.
كما تعمل هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية بشكل وثيق مع المبادرة الوطنية للحد من فقد وهدر الغذاء «نعمة» لضمان اتباع نهج منتظم، وتنفيذ استراتيجيات شاملة لمكافحة فقد وهدر الغذاء.
وشهد عام 2022 توقيع الجهتين مذكرة تفاهم لتأكيد توافق الأولويات الرئيسة للحد من فقد وهدر الغذاء في دولة الإمارات مع الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2051.
وتعاون الجانبان خلال شهر رمضان المبارك لتنفيذ دراسة ميدانية، بهدف فهم السلوكيات وأنماط استهلاك الغذاء في قطاع الضيافة والفندقة خلال الشهر الفضيل. وأظهرت الدراسة أن هدر الغذاء يرتفع بنسبة 9 في المئة خلال شهر رمضان مقارنة بالأشهر الأخرى، وذلك نتيجة للإنتاج الزائد والاستهلاك المفرط.
في هذا السياق، دخلت الهيئة في شراكات مع كبريات الشركات في قطاع التجزئة، مثل «سبينس» و«سيركا بيوتك»، بهدف تحويل مخلفات الطعام لديها إلى أعلاف حيوانية وأسمدة عضوية، مما يساهم في تعزيز الاقتصاد الدائري وتقليل الاعتماد على الموارد الطبيعية.
وأسفرت الشراكة مع «سبينس» و«سيركا بيوتك» عن تقليل هدر الطعام الذي ينتهي به المطاف في مكب النفايات بنسبة 54 في المئة خلال مشروع تجريبي استمر 6 أشهر وشمل جميع متاجر «سبينس» في أبوظبي، حيث تم تحويل النفايات العضوية إلى أعلاف حيوانية وأسمدة عضوية ووقود حيوي مستدام باستخدام يرقات ذبابة الجندي الأسود.
وفي إطار جهودها الشاملة للحد من هدر الغذاء، قامت هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية بتنفيذ مبادرات متعددة في قطاع الثروة الحيوانية. فقد تم التعاون مع مؤسسات خيرية مثل مؤسسة بن حم الخيرية والهلال الأحمر لتطوير آليات للتخلص الآمن من الحيوانات المصابة بالأمراض، مع الاستفادة القصوى من اللحوم بطريقة صحية، مما ساهم في تعزيز الأمن الحيوي وحماية صحة الإنسان والحيوان. كما قامت الهيئة بدعم المزارعين من خلال تقديم إرشادات حول تحسين تغذية الحيوانات، مما أدى إلى تقليل هدر الأعلاف وتحسين الإنتاجية. بالإضافة إلى ذلك، تم تنظيم العديد من الورش والمحاضرات التوعوية للمزارعين حول أفضل الممارسات في مجال الإنتاج الحيواني والحد من الهدر. 
توعية
تدرك هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية أهمية التوعية والتدريب في تحقيق أهدافها، لذلك تعمل على تنظيم ورش عمل ومحاضرات توعوية للمزارعين والمستهلكين، وتقديم الدعم الفني اللازم لتطبيق ممارسات زراعية مستدامة، وتقديم الدعم الفني والإرشاد الزراعي وتوعية المزارعين بأفضل الممارسات التي يمكن اتباعها للمحافظة على جودة الثمار بعد حصادها عن طريق سرعة تبريدها مباشرة بعد الحصاد، وتخزينها في درجات الحرارة المثلى وذلك لزيادة فترة صلاحية الثمار وبالتالي تقليل الفاقد منها. 
بالإضافة إلى توجيه المزارعين لزراعة الأصناف الأكثر ملاءمة لمناخ الدولة وطبيعة الأراضي الزراعية وذلك بهدف ضمان الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية المحدودة، بالإضافة إلى تقديم التوصيات للمزارعين حول التقنيات الزراعية التي تساعد على رفع كفاءة الإنتاج الزراعي، وأهمية استخدام الموارد المتجددة مثل الطاقة الشمسية والمياه المعاد تدويرها. وتقدم الهيئة أيضاً برامج تدريب للعاملين في قطاع الزراعة تسهم في بناء الوعي لديهم حول مفهوم الاستدامة وتساعد على تأهيلهم لاستخدام الأدوية والمبيدات بالطريقة الصحيحة، والقيام بعملية الحصاد بشكل يحافظ على جودة المنتج الزراعي ويقلل التلف خلال عملية ما بعد الحصاد. 

أخبار ذات صلة 118 مركزاً معتمداً لاستقدام العمالة المساعدة بالدولة مدير عام السياحة في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي: مبادرات وبرامج لاستقطاب المواطنين للعمل بالقطاع السياحي

36 دليلاً 
أصدرت هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية مؤخراً 36 دليلاً إرشادياً للمحافظة على جودة الثمار بعد الحصاد تغطي عدد 41 محصولاً، وذلك إيماناً منها بأن معاملات ما بعد الحصاد تعد أحد العناصر المهمة في مراحل الإنتاج، وركناً مهماً في منظومة الأمن الغذائي. 
وأكدت الهيئة أن مكافحة هدر الطعام تسهم بشكل كبير في معالجة التحديات البيئية العالمية، مثل تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي، مشيرة إلى أن الاحتفال باليوم الدولي للتوعية بالفاقد والمهدر من الأغذية يمثل دعوة للجميع، أفراداً ومؤسسات، للعمل معاً من أجل بناء مستقبل مستدام، وتدعو هيئة أبوظبي للزراعة كل أفراد المجتمع إلى المشاركة في هذه الجهود من خلال تبني عادات استهلاكية مسؤولة والحد من الهدر الغذائي في منازلهم.
ويعتبر الاحتفال باليوم الدولي للتوعية بالفاقد والمهدر من الأغذية مناسبة مهمة لتسليط الضوء على الجهود المبذولة على مستوى العالم للحد من هذه الظاهرة. وتعتبر مبادرات هيئة أبوظبي للزراعة جزءاً لا يتجزأ من هذا الجهد العالمي، حيث تساهم في وضع دولة الإمارات في مصاف الدول الرائدة في مجال الاستدامة الزراعية والأمن الغذائي.
وتعتبر جهود الهيئة في مجال الحد من الفاقد والمهدر الغذائي نموذجاً يحتذى به، حيث تسهم هذه الجهود في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتعزيز الأمن الغذائي والاستدامة البيئية، مما يعكس التزام دولة الإمارات بتحقيق مستقبل مستدام للأجيال القادمة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية هدر الطعام أبوظبي الغذاء الاستدامة الدواجن هیئة أبوظبی للزراعة والسلامة الغذائیة من فقد وهدر الغذاء بعد الحصاد هدر الغذاء فی قطاع للحد من

إقرأ أيضاً:

تنظيم ورشة عمل اقليمية بالجامعة العربية لمواجهة التصحر ودعم الأمن الغذائي

أكدت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أن تدهور التربة المترتب على التغير المناخي وتسرب المياه المالحة إلى نقص المياه، يؤثر تأثيرًا بالغًا على الزراعة والأمن الغذائي، ويشكل تحديا كبيرا أمام خطط التنمية الزراعية والتوسع الحضري، ويتطلب بذل مزيد من الجهد والبحث عن أفكار خلاقة وحلول غير تقليدية من أجل مواجهة تلك الظروف.
 

جاء ذلك في كلمة الدكتور محمود فتح الله مدير إدارة شؤون البيئة والأرصاد الجوية بجامعة الدول العربية، في أعمال  ورشة العمل الإقليمية التي نظمت بالجامعة العربية، بعنوان "الزراعة الملحية كنهج لإصلاح الأراضي المتضررة في العالم العربي"، والتي تنظمها مبادرة مجموعة العشرين العالمية للحد من تدهور الأراضي والمحافظة على الموائل البرية، والمعروفة أيضا باسم مبادرة مجموعة العشرين لإصلاح الأراضي، ومقرها اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (UNCCD).

وقال مدير إدارة شؤون البيئة والأرصاد الجوية بجامعة الدول العربية، إن إدارة الزراعة الملحية تُعد أداة فعالة لمكافحة التصحر وإصلاح الأراضي المتدهورة خاصة في ظل التحديات المتزايدة الناتجة عن تغير المناخ وندرة الموارد المائية في العالم العربي.

وأضاف أن إنعقاد هذه الورشة يأتي ضمن الجهود الرامية لتعزيز الاستدامة الزراعية في المناطق القاحلة وشبه القاحلة في العالم العربي بهدف دعم الأمن الغذائي وتحقيق التنمية المستدامة في مواجهة تحديات ندرة المياه والملوحة.

وأوضح أن الزراعة الملحية تعد أحد هذه الحلول غير التقليدية التي يمكن أن تحدث ثورة في مجال الزراعة التقليدية، وتحقق مزايا كثيرة، ليس أقلها الحفاظ على موارد المياه العذبة ومخزون المياه الجوفية واستغلال المناطق الساحلية غير الحضرية، لذا فقد بدأت أكثر من دولة عربية -لا سيما دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية– تولي اهتماما خاصا بالزراعة الملحية، وتعمل على تطوير تقنياتها، على أمل أن يسهم هذا في حل مشاكل ندرة المياه وزيادة الطلب على الغذاء وتزايد درجة التصحر التي تعاني منها.

وأشار إلى أن العالم يواجه أزمة غذاء في ظل ارتفاع معدلات النمو السكاني وزيادة استهلاك الموارد، ومن ثم على الحكومات والشعوب اللجوء إلى حلول جذرية لتوفير الغذاء، يمكن للزراعة الملحية أن تكون أحد الحلول لمشكلة الغذاء العالمية، من خلال الإسهام في زيادة الإنتاج المحلي لبعض المحاصيل، حيث يتوقع أن يزيد عدد سكان العالم بحوالي 1.7 مليار بحلول عام 2050، مما سيزيد الحاجة إلى زيادة إنتاج الغذاء بنسبة 60٪، وهو ما يصعب تحقيقه في ظل مشكلة تدهور التربة التي تزيد التغيرات المناخية من تفاقمها.

وقال أن الزراعة الملحية تسهم في تحسين الأمن الغذائي؛ لأنها تخفف الضغط على المياه ذات الجودة العالية وكذلك التربة، ومن خلالها يمكن استغلال المناطق الجافة وموارد المياه ذات الجودة المنخفضة، إضافة إلى أنها توفر مصادر جديدة للغذاء، ووقودًا حيويًّا، كما توفر فرص عمل جديدة للنساء والشباب.

مقالات مشابهة

  • تنظيم ورشة عمل اقليمية بالجامعة العربية لمواجهة التصحر ودعم الأمن الغذائي
  • «أبوظبي للزراعة» تطلق مبادراتها للحد من هدر الغذاء
  • أبوظبي للزراعة تعزز مبادراتها للحد من هدر الغذاء
  • أبوظبي للزراعة.. مبادرات فعالة للحد من هدر الغذاء
  • “أبوظبي للزراعة” تعزز مبادراتها للحد من هدر الغذاء
  • اليمن والسودان والمغرب أكثر الدول استيرادا للسلع الغذائية المصرية خلال أسبوع
  • «أبوظبي للدفاع المدني» تحدد إرشادات السلامة للمدارس
  • «السلامة الغذائية» تغلق 21 مطعماً ومنشأة غذائية
  • «التأهيل التخصصي» في أبوظبي: تقنيات حديثة تعزز من فعالية العلاجات المقدمة