ضربة قاسية للبحرية الأمريكية: جنوح “بيغ هورن” يعطل شريان الإمدادات في بحر العرب
تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT
يمانيون – متابعات
أصيبت البحرية الأمريكية بضربة موجعة في بحر العرب، حيث جنحت سفينة الإمداد “يو أس أن أس بيغ هورن” في 23 سبتمبر الماضي قبالة سواحل سلطنة عمان.
وتعتبر هذه السفينة شريان الحياة لمجموعة حاملة الطائرات “يو أس أس أبراهام لينكولن” المتمركزة في المنطقة، حيث تقوم بتزويدها بالوقود والإمدادات الضرورية.
وأكد مسؤولون أمريكيون أن الأضرار التي لحقت بالسفينة كانت جسيمة، مما تسبب في غمرها جزئياً ودفع البحرية لسحبها إلى أحد الموانئ لإجراء تقييم شامل.
تزامن هذا الحادث مع وقت بالغ الحساسية، حيث تواجه البحرية الأمريكية تحديات متزايدة في توفير الموارد اللازمة لعملياتها المتعددة في العالم. فبالإضافة إلى التهديدات المتصاعدة في الشرق الأوسط، مثل دعم الاحتلال الإسرائيلي في حربه على غزة ومواجهة المقاومة، تتصاعد التوترات في منطقة المحيط الهادئ مع تصاعد النفوذ العسكري الصيني.
أشارت تقارير إعلامية إلى أن نقص العمالة في أحواض بناء السفن الأمريكية وتراكم المتأخرات في إنتاج وصيانة السفن قد أثر سلباً على جاهزية البحرية مقارنة بخصومها. كما أن التحولات في أولويات الدفاع وارتفاع التكاليف عن المستويات المحددة مسبقاً زادت من تعقيد الوضع.
وأعربت مصادر أمريكية عن قلقها من أن العمليات العسكرية الأمريكية المكثفة في الشرق الأوسط، والتي تستنزف موارد ضخمة، قد تؤثر سلباً على قدرة البحرية على الاضطلاع بمسؤولياتها العالمية في السنوات المقبلة.
وفي هذا السياق، حذر قائد القوات البحرية في القيادة المركزية الأمريكية من أن عمليات النشر الممتدة في البحر الأحمر ستؤثر على قرارات نشر السفن الأمريكية في جميع أنحاء العالم خلال السنوات القادمة.
يجدر بالذكر أن جنوح سفينة الإمداد “يو أس أن أس بيغ هورن” يسلط الضوء على هشاشة العمليات العسكرية الأمريكية المعقدة، ويطرح تساؤلات حول قدرة البحرية على مواجهة التحديات المتزايدة في المستقبل.
ـ دلالات الحادثة:
شكل جنوح سفينة الإمداد الأمريكية “يو أس أن أس بيغ هورن” في بحر العرب حدثًا بالغ الأهمية، ويطرح تساؤلات جدية حول جاهزية البحرية الأمريكية، القوة البحرية الأكبر والأكثر تقدماً في العالم.
ـ ما هي الدلالات المحتملة لهذا الحادث؟:
تآكل التفوق الأمريكي: يعتبر هذا الحادث مؤشراً على تآكل التفوق الأمريكي المطلق في المجال البحري، ويشير إلى أن المعدات العسكرية الأمريكية، مهما كانت متطورة، ليست بمنأى عن الأعطال والحوادث.
ثغرات لوجستية: يكشف الحادث عن وجود ثغرات لوجستية في العمليات البحرية الأمريكية، خاصة فيما يتعلق بتزويد السفن بالإمدادات والوقود.
ضغط العمليات: قد يكون الحادث نتيجة للضغوط المتزايدة على البحرية الأمريكية بسبب كثرة عمليات الانتشار في مناطق مختلفة من العالم.
تقدم التكنولوجيا المضادة: قد يكون هناك عامل آخر يتمثل في تطور التكنولوجيات المضادة للسفن، مما يجعل من الصعب على السفن الأمريكية الحفاظ على سلامتها في بيئات معادية.
نقص الاستثمار في الصيانة: قد يكون نقص الاستثمار في صيانة السفن أحد الأسباب التي أدت إلى هذا الحادث.
ـ ما هي الآثار المترتبة على هذا الحادث؟:
تراجع الثقة: قد يؤدي هذا الحادث إلى تراجع الثقة في قدرة البحرية الأمريكية على ضمان الأمن البحري وحماية مصالح الولايات المتحدة.
تأثير على العمليات العسكرية: قد يؤثر هذا الحادث على قدرة البحرية الأمريكية على تنفيذ عملياتها العسكرية في المنطقة، خاصة وأن سفينة “بيغ هورن” تلعب دوراً حيوياً في دعم مجموعة حاملة الطائرات الأمريكية.
زيادة التكاليف: سوف يتطلب إصلاح السفينة وعودتها إلى الخدمة تكاليف مالية كبيرة، مما يزيد من الأعباء على ميزانية وزارة الدفاع الأمريكية.
فرص للدول المنافسة: قد يستغل المنافسون هذا الحادث لتقويض مكانة الولايات المتحدة كقوة بحرية عظمى.
ـ الخلاصة:
جنوح سفينة “بيغ هورن” ليس حادثاً عادياً، بل هو مؤشر على تحديات عميقة تواجه البحرية الأمريكية. وعلى الرغم من أن هذا الحادث لا يعني نهاية الهيمنة البحرية الأمريكية، إلا أنه يدق ناقوس الخطر، ويحتم على الولايات المتحدة إعادة تقييم استراتيجيتها البحرية والاستثمار بشكل أكبر في صيانة وتحديث أسطولها البحري.
————————————————-
– عرب جورنال / عبدالرزاق علي
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: البحریة الأمریکیة قدرة البحریة هذا الحادث بیغ هورن
إقرأ أيضاً:
صحيفة “لويدز لست”: رغم إعلان اليمن وقف الهجمات البحرية إلا أن قطاعات صناعية لم تعد للمنطقة
الثورة نت/..
أوضحت صحيفة “لويدز لست” أن تحليلات حركة المرور عبر باب المندب وقناة السويس تشير إلى أن الإعلان اليمني في وقف العمليات البحرية فشل في إقناع قطاعات كبيرة من الصناعة بالعودة إلى المنطقة. مضيفا أن البيانات تظهر أن بعض السفن تعود إلى عبور باب المندب، لكن معظم الصناعة تواصل تجنب ذلك لم ويحدث أي تغيير ملموس في حركة المرور خلال الأسبوع الذي أعقب إعلان “الحوثيين” وقفًا جزئيًا للهجمات.
كما أوضح أن الإعلان اليمني بالرفع الجزئي للقيود في البحر الأحمر لم يؤد إلى عودة جماعية إلى الممر الملاحي المحاصر الذي يمر عبر هذه المياه، لكن باب المندب أصبح الآن خيارا قابلا للتطبيق بالنسبة لبعض الذين كانوا يتجنبون المنطقة. وأضاف: “لقد مر أسبوع منذ أن أصدر الحوثيون إشعارًا يقولون فيه إنهم لن يستهدفوا بعد الآن السفن المملوكة والمدارة من قبل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والتي ترفع علمهما بعد تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة”.
وبحسب بيانات تتبع السفن المقدمة من شركة لويدز ليست إنتليجنس ، بلغ إجمالي عدد السفن العابرة لباب المندب 223 سفينة خلال الأسبوع الماضي، بزيادة 4% على أساس أسبوعي، ولكن بما يتماشى مع المستويات التي شهدناها خلال الأشهر القليلة الماضية. وانخفضت أعداد السفن العابرة لقناة السويس بنسبة 7% إلى 194 سفينة.
وكما كان متوقعا، تؤكد الأرقام أن عودة أحجام حركة المرور في البحر الأحمر إلى طبيعتها لن تحدث بين عشية وضحاها، ولكنها تكشف عن وجود بعض مالكي السفن والمشغلين الذين ينظرون الآن إلى البحر الأحمر على أنه مفتوح للأعمال التجارية. وأضاف التقرير أن من بين السفن التي أبحرت عبر باب المندب الأسبوع الماضي، كان ما يقرب من 25 سفينة إما عائدة إلى نقطة الاختناق بعد تجنب المنطقة منذ نهاية عام 2023، أو كانت تقوم برحلتها الأولى عبر المضيق دون وجود تاريخ من مثل هذه العبور خلال العامين الماضيين.
وذكرت الصحيفة أن مركز المعلومات البحرية المشترك قال إن ست سفن مرتبطة بالولايات المتحدة أو المملكة المتحدة عبرت منطقة التهديد منذ 19 يناير 2025.
وقالت اللجنة المشتركة لمراقبة البحر الأحمر وخليج عدن في أحدث تقرير أسبوعي لها: “تقدر اللجنة أنه مع تقدم اتفاق السلام وبقاء السفن والبنية التحتية غير مستهدفة، فمن المتوقع تحسن الاستقرار؛ ومع ذلك، تظل المخاطر في البحر الأحمر وخليج عدن مرتفعة”.
ولا يفاجأ محللو الأمن البحري بأن جزءاً كبيراً من الصناعة يواصل التحول حول رأس الرجاء الصالح.
ويقول رئيس قسم الاستشارات في مجموعة إي أو إس للمخاطر مارتن كيلي: “يحتفظ الحوثيون بالقدرة على استئناف الهجمات ضد السفن في البحر الأحمر في غضون مهلة قصيرة للغاية، وبالتالي فإن المخاطر يمكن أن تتغير بسرعة كبيرة”. “ومن المرجح أن يستمر هذا في ردع شركات الشحن عن المخاطرة بالتواجد في مدى صواريخ الحوثيين أو طائراتهم بدون طيار في حال فشل وقف إطلاق النار في غزة وعودة الحوثيين إلى ملف الأهداف السابق”. ووصف وقف إطلاق النار بأنه هش، فيما تظل التوترات في المنطقة مرتفعة.
وأوضح أن التقلبات السياسية هي أحد الأسباب التي تدفع مالكي السفن ومشغليها إلى الاستمرار في تغيير مساراتهم، ورغم أن الباب يبدو مفتوحاً أمام الكثير من قطاعات صناعة الشحن، فإن السفن المملوكة لإسرائيل لا تزال معرضة لخطر الاستهداف.