ما أهمية المواقع المستهدفة بالقصف الإسرائيلي في اليمن وهل تضرر الحوثيون؟
تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT
تعز– بينما كانت الشمس توشك على الغروب، شنت مقاتلات إسرائيلية، الأحد، عدة غارات جوية استهدفت ميناءين ومحطتي كهرباء في محافظة الحديدة الإستراتيجية الواقعة تحت سيطرة الحوثيين غربي اليمن.
واشتعلت النيران بشكل مكثف في المواقع المستهدفة، الأمر الذي اعتبرته جماعة الحوثي "عدوانا إسرائيليا بدعم أميركي" استهدف المحافظة المطلة على البحر الأحمر، والتي توصف بأنها "رئة" يتنفس منها الحوثيون لكونها تحوي 3 موانئ حيوية.
وذكرت قناة المسيرة الفضائية التابعة للحوثيين، أن الغارات الإسرائيلية استهدفت ميناءي الحديدة ورأس عيسى ومحطتي الحالي ورأس كثيب الكهربائيتين بالمحافظة.
وحول عدد الضحايا جراء القصف، أعلنت وزارة الصحة في حكومة الحوثيين (غير معترف بها دوليا) أن "الغارات الصهيونية على الحديدة أدت إلى استشهاد أربعة مدنيين وإصابة 40 آخرين معظمهم إصابتهم حرجة".
ونقلت وكالة أنباء (سبأ) التي يديرها الحوثيون بصنعاء عن مصدر أمني قوله إن "غارات الاحتلال الإسرائيلي في ميناء رأس عيسى استهدفت خزانات نفط". بينما أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن عشرات الطائرات الإسرائيلية شاركت في الهجوم على الحديدة، والذي استهدف الميناء ومحطة الطاقة ومرافق تخزين النفط.
"لن يمر دون رد"وتعقيبا على هذه الغارات، اعتبر المتحدث الرسمي للحوثيين محمد عبدالسلام، في بيان، أن "العدوان الإسرائيلي الجديد استهدف منشآت مدنية في الحديدة في محاولة لكسر قرار اليمن بمساندة غزة".
وفي إشارة إلى استبعاده لتأثير هذه الغارات على قدرات وموقف الجماعة، أضاف عبدالسلام "العدوان الصهيوني المدعوم أمريكيا مدان ومستنكر ومرفوض، ولا يمكن أن يؤثر على إرادة الشعب اليمني، وهي إرادة أقوى من هذه الغطرسة الإسرائيلية الأمريكية ضد شعوب المنطقة".
وتابع المتحدث الحوثي "هذا العدوان الإسرائيلي على اليمن يكرس الدور اليمني المبدئي تجاه فلسطين وغزة، وما يؤكد عليه الشعب اليمني في مظاهراته المليونية الأسبوعية أنه لن يتخلى عن غزة ولبنان ". فيما توعد المجلس السياسي الأعلى للحوثيين بأن "العدوان الإسرائيلي على الحديدة لن يمر دون رد ".
وأضاف، في بيان، أن" العدوان الإسرائيلي الغاشم على بلادنا واستهدافه لمحطات الكهرباء يهدف إلى مضاعفة معاناة أبناء الشعب اليمني وثني اليمن عن مواقفها المساندة للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية العادلة والمحقة".
بدوره، قلل وزير النقل في حكومة الحوثيين محمد عياش قحيم من تأثير الغارات الإسرائيلية. وعبر منصة "إكس"، قال قحيم وهو محافظ الحديدة السابق "في الحديدة واليمن عامة يخرج المواطنون مباشرة لمشاهدة القصف أثناء تحليق الطيران".
وأضاف "معظم المواطنين ذهبوا اليوم إلى مواقع القصف تحت النيران.. من يُفهم المعتوه نتنياهو (رئيس الوزراء الإسرائيلي) أن اليمانيين أقوياء بالله دوما".
يُعد ميناء الحديدة الذي استهدفه الاحتلال الإسرائيلي، الأحد، من أهم موانئ اليمن، وتسيطر عليه جماعة الحوثي منذ عام 2014.
وبحسب تقارير أممية، يدخل عبر ميناء الحديدة نحو 70% من إجمالي الواردات إلى اليمن بما في ذلك المشتقات النفطية، إضافة إلى أنه أبرز منافذ البلاد بالنسبة للمساعدات التي تقدمها منظمات أممية ودولية.
كما يعتبر ميناء رأس عيسى من أعمق الموانئ اليمنية، ويتميز بقدرته على استقبال ناقلات ذات أحجام كبيرة، بحسب الموقع الإلكتروني لوزارة النقل التابعة للحوثيين.
أما المحطتان الكهربائيتان، فتكمن أهميتهما بأنهما تزودان الحديدة بالطاقة، وإذا توقفتا سيتضرر العديد من السكان المشتركين في الخدمة.
"لا تأثير"
وبشأن أهداف الغارات على الحديدة، يقول رئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث عبد السلام محمد، إن "الضربات الإسرائيلية على المنشآت الخدمية أو المدنية في الحديدة هي عمليا ليست استهدافا للقوة العسكرية للحوثيين ولا إضعافا لها".
وأضاف للجزيرة نت أن "إسرائيل تهدف من هذه الغارات الإضرار بحاضنة الحوثيين المجتمعية، ولا تُعتبر ضربات عسكرية تؤثر على الحوثيين كما فعلت إسرائيل مع حزب الله اللبناني".
وتابع الباحث اليمني "هذه الضربات ربما تأتي أيضا تمهيدية بهدف استنزاف اقتصاد ومصادر دخل الحوثيين مثل المحطات الكهربائية والمنشآت النفطية والغازية، بما يشبه الحصار الاقتصادي والمالي الذي يسبق الحروب".
وأشار إلى أنه بعد مرحلة الاستنزاف الاقتصادي قد تأتي بعدها العمليات الأمنية ثم تنفيذ عمليات عسكرية مستقبلية ضد الحوثيين.
بدوره، يستبعد المحلل السياسي أحمد هزاع، أن يكون لغارات إسرائيل تأثير على القدرات العسكرية للحوثيين. وقال للجزيرة نت "قد يكون هناك تأثير على المواطنين على المدى القصير كون الاستهدافات ليست على البنية العسكرية الحوثية وإنما البنية التحتية التي تخدم المواطن بالدرجة الأولى".
وأضاف المحلل اليمني أن "القصف الإسرائيلي لن يؤثر على القدرات العسكرية للحوثيين كما يظهر من المواقع المستهدفة"، مشيرا إلى أنه سيتم إعادة تأهيل ما تم استهدافه وإعادة الخدمات بغضون أيام أو أسابيع.
وتابع هزاع "حتى الآن لم تتضرر الترسانة العسكرية للحوثيين بفعل الغارات الإسرائيلية، وإنما بنية تحتية مدنية مثل ميناء الحديدة ومحطة الكهرباء في المحافظة".
وحول توقعه بشأن مدى استمرار الغارات الإسرائيلية على مواقع الحوثيين، يختصر المحلل السياسي القول "إسرائيل تنفذ عملياتها فقط بطريقة ردة الفعل وذلك بعد أن يستهدفها الحوثيون"، في إشارة إلى أن الأمر مرهون باستمرار هجمات الجماعة على إسرائيل.
ضربات ذات تأثيرعلى الرغم من تقليل الحوثيين لأضرار الضربات الإسرائيلية، ثمة من يعتقد أن هذه الهجمات تضعف قدرات الجماعة. وفي السياق، يرى الباحث في الشؤون العسكرية علي الذهب أن "هذه الضربات الإسرائيلية التي يحاول الحوثيون التقليل من فعاليتها تحدث أثرا".
وأضاف للجزيرة نت "في الحروب تستهدف الدول مراكز القيادة والسيطرة والمطارات والموانئ، وفي نفس الوقت المراكز الصناعية والاقتصادية ذات التأثيرات الإستراتيجية المهمة حتى وإن كانت مدنية أو يحظر استهدافها القانون الدولي".
وأوضح الذهب أن "الأماكن المستهدفة ذات أهمية إستراتيجية، وينجم عن ضربها أثر، حتى وإن كان ذلك مخالفا للقانون الدولي الإنساني، ما يسبب ضغوطات اقتصادية تحرض الجماهير تجاه السلطة التي تقع فيها، وفي نفس الوقت تضعف من الموارد التي تدر لخزينة الحرب على الجهة التي تستثمرها، كما تضعف قدرة القوى المقاتلة على الاستمرار في العمليات العسكرية، لأن الوقود تحتاجه الآلة العسكرية في التصنيع أو حركة الآليات في المعركة في حالات الدفاع أو الهجوم أو ما شابه ذلك".
وأردف أن هذه الهجمات "تضعف قدرة الحوثيين بشكل أو بآخر، وفي الوقت نفسه تعد الأهداف المتاحة لإسرائيل في ظل حالات التضليل أو الظلام المعلوماتي التي يفرضه الحوثيون على خصومهم".
ولفت إلى أنه نتيجة هذا الظلام المعلوماتي "لاحظنا خلال هذا العام على وجه الخصوص نشاطا مكثفا للطائرات التجسسية الأميركية غير المأهولة".
ومضى الباحث قائلا "أسقط الحوثيون نحو 10 من هذه الطائرات الأميركية وهي تمارس أعمال التجسس، ما يدل على أن هناك شحا في المعلومات التي يستمدها الأميركيون مع الإسرائيليين في تحديد الأهداف".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الغارات الإسرائیلیة العدوان الإسرائیلی المواقع المستهدفة العسکریة للحوثیین على الحدیدة إلى أنه إلى أن
إقرأ أيضاً:
أحرار الحديدة يجدّدون النفير العام لمواجهة العدوان الأمريكي على اليمن
يمانيون../
نظَّم أهالي وقبائلُ الزرانيق في مديريات بيت الفقيه والمنصورية والدريهمي بمحافظة الحديدة الأحد، وقفةً حاشدةً، معلنين استمرارَ تضامنهم مع غزة.
كما أعلنوا، خلال الوقفة، النَّكَفَ القبَلي لمواجهة العدوان الأمريكي على اليمن، واستهداف المدنيين في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات، مؤكّـدين أن “المعركةَ اليوم هي معركةُ مصيرٍ، وسيادة وكرامة لا تقبل التهاون”، مشدّدين على أن “كُـلّ أبناء القبيلة مستعدُّون للالتحاق بجبهات العزة للدفاع عن الأرض والعِرض والمقدَّسات”.
ورفع أبناءُ الزرانيق الشعاراتِ والهُتافاتِ المؤكِّـدةَ على نصرة القضية الفلسطينية، وتجديد العهد بالسير خلف القيادة الثورية والعسكرية والسياسية، في مواجهة الهيمنة الأمريكية الصهيونية، داعيًا للالتحاق بمشروع الحرية والاستقلال الذي يتقدمه الأحرار من أبناء الأُمَّــة.
وأدان المشاركون المجازرَ الوحشيةَ التي يرتكبُها العدوان الأمريكي في اليمن، مؤكّـدين أن “ما يفعلُه العدوُّ الأمريكي من قصفٍ عشوائي للمدنيين وتهديمٍ للبنية التحتية هو جريمةُ حرب لا تسقُطُ بالتقادم”، مطالبين المجتمعَ الدولي بالتوقف عن دعم العدوان الأمريكي، والضغط؛ مِن أجلِ محاسبة مرتكبي هذه الجرائم.
وجدّد الحاضرونَ “إعلانَ البراءة من الخونة والعملاء الذين يسعَون لخدمة العدوان”، مؤكّـدين أن “الخونة لن يجدوا لهم مأوىً ولا ملجأً بين القبائل، وأن دماءَ الشهداء ستكونُ وقودًا لمعركة التطهير”.
وأوضح المشاركون أن “العدوان الأمريكي على اليمن وفلسطين يكشفُ فشلَه وحملتَه العسكرية، وأن من يتقاعس عن نصرة فلسطين كمن تخلَّى عن وطنه وعِرضه؛ فالخطر واحد والمشروع الاستعماري يستهدف الجميع دون استثناء”.
وأكّـدوا أن “وقوف القبائل اليوم بهذه الصورة المشرِّفة، هو رسالةٌ واضحةٌ للعالم بأن أبناء اليمن، رغم التحديات، هم أشدُّ عودًا وأقوى إرادَة، وأنهم مستعدون لخوض معركة التحرّر حتى النهاية مهما بلغت التحديات والتضحيات”.
وعلى صعيد متصل، نَظَّمَ أبناءُ المديريات الشرقية بالحديدة، وقفةً قَبَليةً حاشدة في مديرية باجل، معلنين خلالها النكف َالقبلي والنفيرَ العام، مؤكّـدين جهوزيتَهم للتحَرّك الشامل في مواجهة التصعيد الأمريكي الصهيوني بحق اليمن وفلسطين.
ورفع المشاركون في الوقفة شعاراتِ الجهاد والنفير، مجدِّدين العهدَ لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي –يحفظه الله- ومعلنين استعدادَهم الكاملَ للامتثال لتوجيهاته والسير على درب الشهداء حتى تحقيقِ النصر وكسر الهيمنة الاستعمارية.
وأكّـدوا أن “الشعب اليمني اليوم أمامَ مسؤوليةٍ دينية ووطنية تحتمُّ عليه التحَرُّكَ الجادَّ لمواجهة العدوان الغاشم، والبراءة التامة من الخونة والعملاء الذين يُسهِمون في استهداف الأعيان المدنية والمنشآت الخدمية عبر تقديمِ الإحداثيات لطيران العدوّ”.
واعتبر بيانُ الوقفات، “العدوانَ الأمريكي على اليمن وفلسطين وجهَين لمخطَّط تدميري واحد، يهدفُ إلى تمزيقِ الأُمَّــة وإخضاعها، وأن معركةَ الصمود اليوم تمثّل فاصِلًا بين عصر الاستعباد وعصر الحرية”.
وأكّـد البيان أن “صوتَ القبائل اليمنية هو الصوت الحر الذي لا يقبل الخضوع ولا المساومة”، داعيًا أبناء الأُمَّــة العربية والإسلامية إلى “استلهام النموذج اليمني الثابت، والانخراط في معركة كسر الهيمنة قبل فوات الأوان”.
واختتمت الوقفة بتوقيع وثيقة شرف قَبَلية أكّـدت على “وَحدةِ الصف واستمرار النفير العام، والبراءة الكاملة من كُـلّ أشكال العمالة والخيانة، والعهد بالسير بثباتٍ على درب الحرية حتى يتحقَّقَ النصرُ ويعودَ للأُمَّـة عِزُّها ومجدُها”.