من فيينا إلى وارسو.. حضارات ازدهرت وإمبراطوريات ذبلت «9ـ9»
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
تاسعًا: للفنِّ قِيَمة عالية في الثقافة الأوروبيَّة.
كُنَّا نقطع المسافات مشيًا لساعات في العواصم والمُدُن الأوروبيَّة، ونتجاوز الشوارع الرئيسة والفرعيَّة والجادَّات والأزقَّة، ونودِّع المناطق والحارات والأسواق وتستقبلنا أخرى، بسهولة ويُسْر ودُونَ عوائق وموانع وعقبات، وحالتنا المعنويَّة والجسديَّة عالية وسرورنا بالغ جدًّا… فالمماشي والمسارات المبلَّطة الواسعة والرَّحبة، والسَّاحات والميادين والحدائق المنتشرة بَيْنَ الأحياء والبنايات وفي الأسواق وعلى طول الشوارع، والمقاعد المظلَّلة والنوافير وحقوق المشاة، والأنفاق المهيَّأة عِند تقاطعات الشوارع والزوايا، والمشاريع الجَماليَّة الكثيرة، وانتشار المقاهي الحديثة وأكشاك البيع طوال الخطوط التي نمشي فيها… تبهج النَّفْس وتحفِّز على المزيد من السَّير والاكتشاف… وكُنَّا نتساءل عن سِر هذه الظاهرة ومنافعها الواسعة التي لا تتوافر في بلادنا؟ فالسيَّارة هي الملاذ والملجأ لأيِّ حركة ومشوار لإنجاز غرض ما، وإن كان قريبًا من المنزل؟ وإن فكَّر الواحد مِنَّا في المشي والوصول إلى مكان لا يبعد كثيرًا، حتى في حدود الحيِّ، فسوف يجد أمامه معيقات لا حصر لها، من مِثل غياب المماشي وأنفاق المشاة والجَماليَّات والمظلَّات والتشجير الذي يحجب أشعَّة الشمس، والتخطيط السَّيِّء للشوارع الذي لَمْ يأخذ في الاعتبار وضع أحرامات واسعة بَيْنَ صفوف البنايات والأحياء تصلح لحركة السيَّارات وأصحاب الدرَّاجات والمشاة معًا كما نراه هنا في أوروبا، وعدم ربطها ببعضها البعض والمناطق السكنيَّة والأسواق بشبكات من الأزقَّة والأنفاق.
سعود بن علي الحارثي
Saud2002h@hotmail.com
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: فی أوروبا ة التی
إقرأ أيضاً:
ارتفاع أسعار الدراي فود يدفع القطط الأليفة إلى الشوارع.. من ينقذها؟
في مشهد بات يتكرر في العديد من الأحياء، أصبحت القطط الأليفة المهجورة تجوب الشوارع بحثًا عن الطعام والمأوى، بعد أن تخلى عنها أصحابها بسبب الارتفاع الكبير في أسعار الطعام الجاف "الدراي فود"، و هذه الظاهرة أثارت جدلًا واسعًا بين محبي الحيوانات، وسط دعوات لإيجاد حلول تحمي هذه الكائنات من مصير التشرد.
ارتفاع الأسعار:
شهدت أسعار الدراي فود قفزات متتالية خلال الأشهر الماضية، مما جعل توفير الطعام للحيوانات الأليفة عبئًا ماليًا على كثير من الأسر، وبحسب بعض أصحاب متاجر الحيوانات، فإن أسعار بعض العلامات التجارية ارتفعت بنسبة تجاوزت 50%، مما دفع البعض إلى البحث عن بدائل أرخص، بينما لجأ آخرون إلى التخلي عن حيواناتهم نهائيًا.
جهود الزراعة في المنوفية.. توزيع الأسمدة وتطوير البنية التحتية الزراعيةشهادات من أصحاب القطط:
وقالت منى عبد الحميد، إحدى محبي القطط: "كنت أربي قطتين في المنزل وأعتمد على الدراي فود في تغذيتهما، لكن مع الارتفاع الجنوني للأسعار، أصبحت غير قادرة على تحمل التكاليف، واضطررت لإعطائهما لشخص آخر، وهو قرار صعب جدًا بالنسبة لي" .
أما أحمد خالد، أشار إلى أن بعض ملاك القطط لجأوا إلى إطعامها طعامًا منزليًا كبديل، لكنه يؤكد أن "ليست كل القطط تتقبل الطعام المطبوخ، خاصة إذا كانت معتادة على الدراي فود منذ الصغر."
مبادرات إنقاذ ودعوات للحل:
في ظل هذه الأزمة، بدأت بعض الجمعيات المهتمة برعاية الحيوانات في إطلاق مبادرات لإنقاذ القطط المشردة، من خلال توفير مأوى مؤقت أو تقديم الطعام في أماكن مخصصة، و دعت مجموعات حقوق الحيوان إلى توفير بدائل غذائية بأسعار معقولة، وإطلاق حملات توعية حول كيفية رعاية الحيوانات بميزانية محدودة.
الحل ليس في التخلي عنها:
وأكد الخبراء البيطريون أن التخلي عن القطط وإطلاقها في الشارع يعرضها لمخاطر متعددة، مثل الجوع والمرض وحوادث الطرق، ويقترح البعض حلولًا مثل تحضير وجبات منزلية متوازنة تحتوي على البروتين والخضروات، أو شراء الدراي فود بكميات أكبر عند العروض والتخفيضات لتقليل التكاليف.
ظاهرة تحتاج إلى وعي مجتمعي:
تبقى هذه الأزمة انعكاسًا للوضع الاقتصادي العام، لكنها تسلط الضوء أيضًا على أهمية الوعي المجتمعي بمسؤولية تربية الحيوانات الأليفة، فامتلاك حيوان أليف ليس مجرد رفاهية، بل التزام طويل الأمد يتطلب تفكيرًا مسبقًا في القدرة على تحمل تكاليفه، حتى لا ينتهي به المطاف وحيدًا في الشارع، و يبحث عن لقمة العيش في زوايا المدن المزدحمة.
طبيب بيطري يحذر:
في هذا السياق، حذر الأطباء البيطريون من خطورة هذه الظاهرة على صحة القطط وحياة البيئة الحضرية، مشددين على ضرورة البحث عن حلول مستدامة لإنقاذ هذه الحيوانات من التشرد والجوع.
التخلي عن القطط ليس الحل:
ومن جانبه، قال الدكتور محمود عادل، طبيب بيطري مختص في رعاية الحيوانات الأليفة، إن العيادات البيطرية باتت تستقبل يوميًا استفسارات من أصحاب القطط حول إمكانية التخلي عنها أو إيجاد بدائل غذائية بسبب ارتفاع الأسعار، ويقول:"لاحظنا في الفترة الأخيرة زيادة كبيرة في أعداد القطط التي يتم تركها في الشوارع، وهذا مؤشر خطير يعكس مدى تأثر تربية الحيوانات الأليفة بالأوضاع الاقتصادية."
كيف يؤثر التخلي عن القطط على البيئة؟
وأشار الدكتور محمود إلى أن القطط المنزلية التي تُترك في الشارع تواجه صعوبات كبيرة في التأقلم، نظرًا لاعتمادها السابق على أصحابها في الحصول على الطعام والرعاية الصحية. ويضيف: "القطط التي لم تعتد على الحياة في الشارع قد تعاني من سوء التغذية، أو تصبح عرضة للأمراض والحوادث، كما أن زيادة عدد القطط في المناطق السكنية يمكن أن يؤدي إلى مشكلات بيئية مثل انتشار الحشرات والأمراض."
هل توجد بدائل غذائية أقل تكلفة؟
يؤكد الدكتور محمود أن هناك حلولًا يمكن أن تساعد مربي القطط على التكيف مع ارتفاع الأسعار دون اللجوء إلى التخلي عن حيواناتهم، و"يمكن تقديم الطعام المنزلي الصحي مثل الدجاج المسلوق مع الأرز أو الخضروات، مع تجنب الأطعمة الضارة مثل البصل والثوم، و يمكن البحث عن بدائل للدراي فود بأسعار معقولة أو استغلال العروض والتخفيضات."
دعوات لتدخل جمعيات الرفق بالحيوان:
مع تزايد الظاهرة، يدعو الطبيب البيطري الجمعيات المهتمة بحقوق الحيوانات إلى تعزيز حملات التوعية، وتقديم الدعم للأسر التي تواجه صعوبة في رعاية حيواناتها، ويقترح إنشاء مراكز إيواء مؤقتة للقطط المهجورة، وتفعيل برامج تبنٍّ لتوفير منازل جديدة لها.
محافظ المنوفية يتلقى تقريراً عن جهود مديرية الزراعة واستصلاح الأراضى خلال أسبوعوعي مجتمعي لحماية الحيوانات:
يختتم الدكتور محمود حديثه بالتأكيد على أهمية الوعي المجتمعي في التعامل مع هذه الأزمة: "امتلاك حيوان أليف مسؤولية يجب أخذها بجدية، و إذا واجه الشخص صعوبة في توفير الطعام، يمكنه البحث عن بدائل أو التواصل مع الجمعيات قبل اتخاذ قرار التخلي عن القطط، وهذه الكائنات تعتمد علينا، وعلينا أن نكون مسؤولين تجاهها."
تبقى قضية انتشار القطط الأليفة في الشوارع انعكاسًا للأوضاع الاقتصادية، لكنها أيضًا دعوة لإيجاد حلول رحيمة ومستدامة تحمي هذه الحيوانات من مصير التشرد، وتساعد في خلق بيئة أكثر توازنًا وإنسانية للجميع.