يقول كاتب عمود في موقع "الجزيرة الإنجليزية" إن الغرب لا يأبه إذا ذُبح اللبنانيون مثلما ذُبح الفلسطينيون، فكلاهما لا يستحقان الحياة، وإن دعوة الغرب إلى وقف إطلاق النار ليست أكثر من مجرد خدعة.

ويوضح كاتب العمود الصحفي أندرو ميتروفيتشا -وهو أحد الصحفيين الاستقصائيين البارزين في كندا– أن المعضلة التي تواجه مجموعة من القادة الغربيين الذين "انزعجوا فجأة" ويصرون -علنا على الأقل- على أنهم يعملون بجد لمنع حرب كارثية أخرى في الشرق الأوسط هي أنه ليس بإمكانك التفاوض من أجل وقف إطلاق النار مع شخص يفضل الحروب على السلام.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تقرير بموقع روسي: سوريا هي التالية من أجل إسرائيل الكبرىlist 2 of 2"اقتلوني واتركوا طفلي".. لاجئة سودانية نموذج لشجاعة شعبهاend of list

ووصف ميتروفيتشا القادة الغربيين -وعلى رأسهم الرئيس الأميركي جو بايدن– بأنهم يكذبون، وعليهم أن يعترفوا بأنهم مسؤولون عن خلق المعضلة المتجسدة في رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فقد مكنوه هو وحكومته من أقصى اليمين وسلحوه ووفروا له الغطاء الدبلوماسي.

تظاهروا بخيبة الأمل

وقال ميتروفيتشا إن من وصفهم بالأغبياء في واشنطن ولندن وباريس وبرلين وبروكسل وأوتاوا تظاهروا بالدهشة وخيبة الأمل من تعنت نتنياهو الشديد، الآن وفي وقت متأخر يريد بايدن وآخرون أن يلعبوا دور "صانع السلام" عندما ظلوا طوال الوقت مخلصين لعقيدة الغرب في الشرق الأوسط "اقتل أولا، وفكر لاحقا".

وأضاف الكاتب أن نتنياهو لن "يغير المسار" لأنه غير قادر على التغيير، إنه يعلم أن الحرب هي تذكرته الذهبية ليبقى رئيسا للوزراء، وقد يكون الوقت أيضا حليفه، فهو يعتمد على عودة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قريبا إلى المكتب البيضاوي، وإذا حدث ذلك فإن تحفظات أميركا الخطابية الفارغة تجاه تدمير غزة وإبادتها الجماعية وغزوها المخطط للبنان سوف تتبخر.

وأكد ميتروفيتشا أنه أشار في وقت سابق إلى عدم اقتناعه بأن بايدن وحلفاءه الملتزمين مستاؤون حقا من خطط نتنياهو لقتل المزيد من الناس في مزيد من الأماكن، لأنهم يشتركون في الهدف الجيوسياسي نفسه والمتمثل في "تدمير" حزب الله، مضيفا أنه ولتحقيق هذه الغاية "المستحيلة" اغتالت إسرائيل حسن نصر الله.

دليل دامغ

وعاد الكاتب ليبين عدم صدق القادة الغربيين بقوله إن مقتل أكثر من 41 ألف فلسطيني -معظمهم من الأطفال والنساء- لم يدفع بايدن وأصدقاءه إلى التوقف عن تسليح إسرائيل والدفاع عنها وإضفاء الظل الدبلوماسي عليها في الأمم المتحدة.

ففي الأسبوع الماضي فقط امتنعت ألمانيا والمملكة المتحدة وكندا عن اقتراح من الأمم المتحدة -برعاية دولة فلسطين- يطالب إسرائيل بإنهاء احتلالها غير القانوني لقطاع غزة والضفة الغربية، وصوتت الولايات المتحدة ضده.

وأشار الكاتب إلى أن الاقتراح استند إلى حكم أصدرته محكمة العدل الدولية في يوليو/تموز قال إن الوجود الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية غير قانوني ويجب أن ينتهي.

تمرين في السخرية

وعلق ميتروفيتشا بأن "الخلاف" المتخيل بين إسرائيل وحلفائها الصامدين في الغرب هو تمرين في السخرية والنفاق، إنه سراب مصمم للإشارة إلى أن العواصم الغربية قلقة بشأن مصير الأشخاص الذين لم تكن أبدا قلقة بشأنهم.

وأضاف أن الحقيقة هي أنه مثلما كان الرؤساء ورؤساء الوزراء الغربيون راضين عن السماح لإسرائيل بالتنفيس -دون قيود- عن "غضبها القاتل" وقصف غزة وتحويلها إلى غبار وذاكرة فإنهم سيسمحون لنتنياهو بأن يفعل الشيء نفسه مع لبنان في المسار المناسب والمتعمد، فالمدنيون اللبنانيون يمكن نسيانهم ويمكن التخلص منهم مثل المدنيين الفلسطينيين، وحياتهم وآمالهم وأحلامهم غير مهمة، بل كل ما يهم هو "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".

وختم قائلا إن نتنياهو سيستمر في التبختر، في حين يستمر الأبرياء الفلسطينيون واللبنانيون في الموت.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

بايدن وماكرون يطالبان إسرائيل ولبنان بتلبية الدعوة الدولية لوقف إطلاق النار

نيويورك – طالب الرئيسان الأمريكي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة إسرائيل ولبنان بتلبية الدعوة الدولية للوقف الفوري لإطلاق النار. 

وجاء في بيان مشترك صدر عن الرئيسين بعد لقائهما في نيويورك: “حان الوقت للتوصل إلى تسوية على الحدود بين إسرائيل ولبنان تضمن السلامة والأمن لتمكين المدنيين من العودة إلى ديارهم”.

وأضاف البيان: “تبادل إطلاق النار منذ السابع من أكتوبر 2023 وخاصة على مدى الأسبوعين الماضيين، يهدد باندلاع صراع أوسع نطاقا وإلحاق الضرر بالمدنيين. لذلك عملنا معا في الأيام الأخيرة على دعوة مشتركة لوقف إطلاق النار المؤقت لإعطاء الدبلوماسية فرصة للنجاح وتجنب المزيد من التصعيد عبر الحدود”.

وتابع: “أيدت الولايات المتحدة وأستراليا وكندا والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والسعودية والإمارات وقطر بياننا، وندعو إلى تأييد واسع النطاق والدعم الفوري من حكومتي إسرائيل ولبنان له”.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • الرئيس السريلانكي الجديد وإجراءات التقشف التي فرضها الغرب
  • كاتب إسرائيلي: لا تنخدعوا باغتيال نصر الله فنتنياهو يقود إسرائيل إلى الهاوية
  • كاتب صحفي: واشنطن تستطيع الضغط على إسرائيل لوقف التصعيد في المنطقة
  • بايدن يعلق على اغتيال نصر الله: إجراء عادل وندعم إسرائيل
  • بايدن يعلق على اغتيال نصرالله: إجراء عادل وندعم إسرائيل
  • ضمن الحملة التي أطلقها محافظ ميسان الاستاذ “حبيب ظاهر الفرطوسي” لإغاثة الشعب اللبناني الصابر المجاهد
  • بايدن: أمريكا لم تكن على علم ولم تشارك في هجوم إسرائيل على بيروت
  • خرائط النعمة واللعنة عرضها نتنياهو بالأمم المتحدة.. ماذا تضمنت؟
  • بايدن وماكرون يطالبان إسرائيل ولبنان بتلبية الدعوة الدولية لوقف إطلاق النار