كيف يخدع نتنياهو الإسرائيليين ويغطي على فشله عبر الاغتيالات؟
تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT
#سواليف
أكد محللون دوليون أن رئيس #حكومة #الاحتلال الإسرائيلي بنيامين #نتنياهو، يحاول تحقيق انتصار “شكلي” عبر عمليات #الاغتيال التي ينفذها في قطاع #غزة و #لبنان، للتغطية على فشله في تحقيق أهداف #الحرب التي أعلنها منذ 11 شهرا.
أحدث الاغتيالات، أعلنتها إسرائيل صباح السبت، بـ”القضاء” على الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله، بعد عمليات شبيهة نفذتها بحق قيادات بتنظيمه، إضافة إلى أعضاء لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، في مقدمتهم رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية.
واغتيال قيادات في حزب الله وحركة حماس، يثير تساؤلات عن أهداف إسرائيل من هذه السياسة، ومدى جدواها في تحقيق أهداف الحرب المعلنة، فضلا عن مدى تأثير غياب القادة الراحلين على تماسك تنظيماتهم الباقية.
مقالات ذات صلة الاحتلال يهاجم منصة صواريخ لحزب الله 2024/09/29وفي أول تعليق له على اغتيال نصر الله، ادعى نتنياهو أن الخطوة كانت “شرطا ضروريا لتحقيق الأهداف التي وضعناها للحرب”.
حرب بلا أفق
منذ اندلاع العدوان على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تحدث مسؤولون إسرائيليون عن حرب قد تستمر لأسابيع، قبل أن تعلن “حكومة الحرب” عن استمرارها لمطلع 2024.
وبعد 8 أشهر من اندلاعها، قال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هانغبي، في 29 مايو/ أيار الماضي، إن الحرب على غزة “ستستمر حتى مطلع عام 2025 على الأقل”.
ليست آماد الحرب في غزة التي استطالت فحسب، فمنذ اندلاعها، ردد نتنياهو في أكثر من مناسبة، أن لحربه ثلاثة أهداف، هي “القضاء على حماس، وإطلاق المحتجزين بالقطاع، وضمان ألا تشكل غزة تهديدا لأمن إسرائيل”.
ورغم أن إسرائيل، وفق مراقبين، لم تحقق أيا من ذلك في غزة، فقد أعلنت في 17 سبتمبر الجاري، عن “توسيع أهداف الحرب” لتشمل إعادة سكان شمال إسرائيل إلى منازلهم التي نزحوا منها بسبب هجمات “حزب الله”.
وبمجرد إعلان نتنياهو توسيع الحرب، قال المبعوث الأمريكي عاموس هوكستين، إن “عملية عسكرية واسعة في لبنان لن تؤدي إلى تحقيق الهدف المذكور”، غير أن نتنياهو أصر عليها وأطلقها بالفعل في 23 سبتمبر.
أبرز الاغتيالات
وأمام خسائر الجيش الإسرائيلي التي يتكتم عليها في لبنان وغزة، وعدم قدرة نتنياهو على تحقيق أهدافه المعلنة لما يقرب من عام، لم يجد إلا استهداف قادة حماس وحزب الله، وحتى من المقيمين منهم في بلدان أخرى.
فاغتالت إسرائيل قصفا، بعض قيادات كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة حماس، بينهم أيمن نوفل قائد لواء الوسطى بغزة في 17 أكتوبر الماضي، وأحمد الغندور قائد لواء الشمال في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023.
ومع فشلها في اغتيال قادة “القسام”، فقد اغتالت إسرائيل صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحماس في 2 يناير/ كانون الثاني الماضي ببيروت.
ثم رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، في قصف لمقر إقامته خلال زيارة معلنة للعاصمة الإيرانية طهران، نهاية يوليو/ تموز الماضي.
وفي لبنان، اغتالت إسرائيل عددا من القادة العسكريين لحزب الله، أبرزهم فؤاد شكر في 30 يوليو الماضي، وإبراهيم عقيل في 20 سبتمبر الجاري.
لتصل العمليات الإسرائيلية إلى ذروتها، مع إعلانها في 28 سبتمبر الجاري، عن اغتيال الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله، في قصف واسع وعنيف هز بيروت.
تأثير مؤقت
وفيما يأمل مسؤولو إسرائيل، أن تكون الضربات الجوية المتواصلة، وعمليات الاغتيال لقادة المقاومة، كافية لإجبار “حزب الله”، أيّا كان قائده، على سحب قواته إلى ما وراء نهر الليطاني، فقد أكدت تحليلات غربية، أن تأثير تلك العمليات “مؤقت”.
وهو ما ذهبت إليه صحيفة “التليغراف” البريطانية، التي استبعدت أن تكون عمليات الاغتيال “كافية لردع حزب الله عن مواجهة إسرائيل”، مشيرة إلى أن “عددا كبيرا من قادته، الذين يلعبون أدوارا مهمة، ما زالوا أحياء”.
ورجّحت الصحيفة، في تحليل نشرته 28 سبتمبر الجاري، أن تكون دلالة استهداف نصر الله “رمزية” لأنه لا يمثل إلا “صوت التنظيم وواجهته”، أما “القرارات السياسية والعسكرية، فإن مسؤولين خاضعين لإيران يتخذونها”.
وأشارت إلى أن “الحرس الثوري الإيراني، الضالع سيساعد في تجديد القادة العسكريين واختيار آخرين”. وهو ما أكدته طهران في تعليقها على اغتيال نصر الله، بحسب وكالة تسنيم الإيرانية.
ونقلت “تسنيم” عقب تأكيد نبأ اغتيال السيد حسن نصر الله، قول علي لاريجاني مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي إن “كل قائد يستشهد سيكون له بديل”.
وأضاف أن “المقاومة لديها كوادر قوية وباغتيال القادة سيحل محلهم أشخاص آخرون، فالنظام الإسرائيلي اغتال العديد من العلماء النوويين الإيرانيين، هل توقف البرنامج النووي الإيراني؟ وهكذا الحال مع المقاومة اللبنانية واغتيال قادة المقاومة”.
وهم الانتصار
ولقي اغتيال نصر الله وقادة بالمقاومة في عمليات سابقة، إشادة واسعة في إسرائيل من سياسيين ومؤسسات أمنية ووسائل إعلام، بدعوى أنها “محددة الهدف، وستحل مشاكل الحرب”.
هذه الإشادة التي يبديها قادة إسرائيل، بددتها حركة حماس، بقولها في بيان أصدرته في 27 سبتمبر الجاري، إن “إسرائيل تتوهم أنها ستحقق انتصارا خياليا يطفئ شعلة المقاومة”.
وقال نائب رئيس المكتب السياسي للحركة خليل الحية، في 28 سبتمبر، إن نصر الله “ترك من خلفه رجالا أشداء يحملون الراية من بعده، يكملون المسير نحو القدس، ويواصلون مشاركتهم في طوفان الأقصى وإسناد غزة”.
بل أبعد من ذلك، إذ ذهب تحليل لصحيفة “هآرتس” العبرية، إلى أن “الاغتيالات، لا سيما حين تكون بمثل هذه الوتيرة المتسارعة، لا تخدم أي غرض سياسي، ولا تقدم أي فائدة، بل إنها على المدى البعيد، قد تؤدي إلى زيادة العنف”.
وأكد التحليل الذي كتبه الصحفي الإسرائيلي يوسي ميلمان، في 2 أغسطس الماضي، تعليقا على اغتيال هنية وشكر، أن عمليات إسرائيل في لبنان وغزة، تشير إلى أن الاغتيالات “أصبحت غاية في حد ذاتها”.
وانتقد ميلمان، ما يتردد عن أن هذه الاغتيالات ستؤدي إلى إنهاء الحرب في لبنان وغزة، وقال إن “الناس (في إسرائيل) يخدعون أنفسهم، عندما يعلقون الأمل على مثل هذه التكتيكات”.
مستقبل غامض
ربما ما لم تفكر فيه إسرائيل باغتيال قادة للمقاومة، أن مقتل القائد لا يعني بالضرورة تفكك التنظيم، فاغتيالها عباس الموسوي، عام 1992، لم يقضِ على “حزب الله”، كما أنه جاء بعدوّها حسن نصر الله، الذي تفخر اليوم باغتياله.
الأمر نفسه في غزة، فاغتيال هنية، لم يمنع “حماس” من اختيار يحيى السنوار رئيسا لمكتبها السياسي، ما عدّه مراقبون نتيجة أسوأ بالنسبة لإسرائيل، إذ إن الأخير يدير بالفعل مقاومة غزة، وبات يجمع معها القيادة السياسية للحركة.
تتفق مع هذا التحليل، الزميلة غير المقيمة في برنامج الشرق الأوسط في “المجلس الأطلسي” بواشنطن علياء براهيمي، التي قالت: “رغم عيوبه، كان نصر الله شخصية عقلانية متمرسة في اللعبة الجيوسياسية”.
وأضافت الباحثة، في تحليل نشره موقع المجلس الأطلسي في 28 سبتمبر الجاري: “رغم خطاب نصر الله الحماسي بشأن الانتقام من الهجمات على المدنيين في غزة، لم يشن هجوما كبيرا على إسرائيل رغم قدرات ترسانته”.
وأشارت إلى أن “رحيل نصر الله، يدفع كلا من الديناميكيات اللبنانية والصراع مع إسرائيل، إلى مسار جديد، مسار غير مؤكد”، إذ إن “نشأة حزب الله، قد تشير إلى ما قد يحدث لاحقا”.
وأوضحت أن “الحزب نشأ وسط الاضطرابات والآلام التي أعقبت الغزو الإسرائيلي للبنان في عام 1982″، لذا فإن “دماءه السياسية تتغذى من الصراع مع إسرائيل”.
وخلصت إلى أنه “طالما استمر هذا الصراع، خصوصا مع استمرار القصف الإسرائيلي الذي يحصد أرواح النساء والأطفال، فسيبقى هناك مجال لنسخة جديدة من حزب الله للمضي قدما، وسيعاد تشكيله وإعادة تنظيمه”.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف حكومة الاحتلال نتنياهو الاغتيال غزة لبنان الحرب رئیس المکتب السیاسی سبتمبر الجاری حسن نصر الله فی لبنان حزب الله إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
“هآرتس”: صور الحشود التي تعبر نِتساريم تُحطّم وهم النصر المطلق
الثورة نت
أشار المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس الإسرائيلية” عاموس هرئيل إلى أن صور الحشود الفلسطينية التي تعبر سيرًا على الأقدام من ممر “نِتساريم” في طريقها إلى ما تبقى من بيوتها في شمال غزة، تعكس بأرجحية عالية أيضًا نهاية الحرب بين “إسرائيل” وحماس، مؤكدًا أن الصور التي تم التقاطها، يوم أمس الاثنين، تحطم أيضًا الأوهام حول النصر المطلق التي نشرها رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو ومؤيدوه على مدى أشهر طويلة، وأكمل بالقول: “معظم فترة الحرب، رفض نتنياهو مناقشة الترتيبات لما بعد الحرب في قطاع غزة، ولم يوافق على فتح باب لمشاركة السلطة الفلسطينية في غزة، واستمر في دفع سيناريو خيالي لهزيمة حماس بشكل تام. والآن، من يمكن الاعتقاد أنه اضطر للتسوية على أقل من ذلك بكثير”.
ورأى هرئيل أن رئيس حكومة العدو، هذا الأسبوع، قد حقق ما أراده، إذ إن حماس وضعت عوائق في طريق تنفيذ الدفعات التالية من المرحلة الأولى في صفقة الأسرى، لكن نتنياهو تمكن من التغلب عليها، على حد تعبيره، موضحًا أنه: “حتى منتصف الليل يوم الأحد، تأخر نتنياهو في الموافقة على عبور مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى شمال القطاع، بعد أن تراجعت حماس عن وعدها بالإفراج عن الأسيرة أربيل يهود من “نير عوز””، ولكن بعد ذلك أعلنت حماس نيتها الإفراج عن الأسيرة، وفق زعمه، فعلّق هرئيل: “حماس وعدت، والوسطاء تعهدوا، أن يهود ستعود بعد غد مع الجندية الأخيرة آغام برغر ومع أسير “إسرائيلي” آخر، والدفعة التالية، التي تشمل ثلاثة أسرى “مدنيين” (من المستوطنين)، ستتم في يوم السبت القادم”. لذلك، قاد تعنّت نتنياهو – ومنعه عودة النازحين الفلسطينيين – على تسريع الإفراج عن ثلاثة أسرى “إسرائيليين” في أسبوع، على حد ادعاء الكاتب.
تابع هرئيل: “لكن في الصورة الكبيرة، قدمت حماس تنازلًا تكتيكيًّا لإكمال خطوة استراتيجية، أي عودة السكان إلى شمال القطاع”، مردفًا: “أنه بعد عودتهم إلى البلدات المدمرة، سيكون من الصعب على “إسرائيل” استئناف الحرب وإجلاء المواطنين مرة أخرى من المناطق التي عادت إليها حتى إذا انهار الاتفاق بعد ستة أسابيع من المرحلة الأولى”، مضيفًا: “على الرغم من نشر مقاولين أميركيين من البنتاغون في ممر “نِتساريم” للتأكد من عدم تهريب الأسلحة في السيارات، لا يوجد مراقبة للحشود التي تتحرك سيرًا على الأقدام، من المحتمل أن تتمكن حماس من تهريب الكثير من الأسلحة بهذه الطريقة، وفق زعمه، كما أن الجناح العسكري للحركة، الذي لم يتراجع تمامًا عن شمال القطاع، سيكون قادرًا على تجديد تدريجي لكوادره العملياتية”.
وادعى هرئيل أن حماس تلقت ضربة عسكرية كبيرة في الحرب، على الأرجح هي الأشد، ومع ذلك، لا يرى أن هناك حسمًا، مشيرًا إلى أن هذا هو مصدر الوعود التي يطلقها “وزير المالية الإسرائيلي” بتسلئيل سموتريتش، المتمسك بمقعده رغم معارضته لصفقة الأسرى، بشأن العودة السريعة للحرب التي ستحل المشكلة مرة واحدة وإلى الأبد، ويعتقد هرئيل أن: “الحقيقة بعيدة عن ذلك، استئناف الحرب لا يعتمد تقريبًا على نتنياهو، وبالتأكيد ليس على شركائه من “اليمين المتطرف”، القرار النهائي على الأرجح في يد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومن المتوقع أن يستضيف الأخير نتنياهو قريبًا في واشنطن للاجتماع، وهذه المرة لا يمكن وصفه إلا بالمصيري”.
وأردف هرئيل ، وفقا لموقع العهد الاخباري: “ترامب يحب الضبابية والغموض، حتى يقرر، لذلك من الصعب جدًّا التنبؤ بسلوكه”، لافتًا إلى أنه وفقًا للإشارات التي تركها ترامب في الأسابيع الأخيرة، فإن اهتمامه الرئيسي ليس في استئناف الحرب بل في إنهائها، وأكمل قائلًا: “حاليًا، يبدو أن هذا هو الاتجاه الذي سيضغط فيه على نتنياهو لإتمام صفقة الأسرى، وصفقة ضخمة أميركية – سعودية – “إسرائيلية” وربما أيضًا للاعتراف، على الأقل شفهيًّا، برؤية مستقبلية لإقامة دولة فلسطينية”.
وقال هرئيل إن “نتنياهو، الذي أصرّ طوال السنوات أنه قادر على إدارة “الدولة” (الكيان) وأيضًا الوقوف أمام محكمة جنائية، جُرّ أمس مرة أخرى للإدلاء بشهادته في المحكمة المركزية، رغم أنه يبدو بوضوح أنه لم يتعاف بعد من العملية التي أجراها في بداية الشهر، واستغل الفرصة لنفي الشائعات التي تفيد بأنه يعاني من مرض عضال، لكنه لم يشرح بشكل علني حالته الصحية”، مشددًا على أن نتنياهو الآن، من خلال معاناته الشخصية والطبية والجنائية والسياسية، قد يُطلب منه مواجهة أكبر ضغط مارسه رئيس أميركي على رئيس وزراء “إسرائيلي”.