لا شك أن اغتيال حسن نصر الله، الأمين العالم لحزب الله، يمثل ضربة موجعة لحركات المقاومة ضد هيمنة وطغيان العدو الإسرائيلي. ولا شك أيضًا أن هذه العملية وما سبقها من اغتيالات طالت معظم قيادات الحزب قد شحنت العدو بجرعات إضافية من الغرور وجنون العظمة الذي يمكن أن يدفعه إلى مواصلة عملية الاغتيالات والتدمير في عواصم دول أخرى، على رأسها طهران وصنعاء وبغداد ودمشق، ولايمكن أن تتوقف شهية القتل والغرور عند تلك العواصم لأن طوفان الشر الصهيوني قد انطلق وهو بحاجة إلى تماسك الوعي والإرادة، لأن هذه القوة، وهذا الجبروت يخفي خوفًا وهلعًا من مجرد إطلاق صواريخ تحدث صوتًا ولا تقتل أحدًا.
وسوف يروج المرتعدون أكاذيب لتوطين الوهم والخوف في نفوس العرب، ولسان حالهم يقول: ألم نقل لكم؟ وسوف تقبض قلة على جمر الحقيقة بأن الأوطان لا تحررها إلا التضحيات والدماء والإيمان.
وسنكتفي هنا بالتذكير بالشهيد وخليفته.
نصر الله في نقاط:
1. تولّى نصر الله منصب الأمين العام لحزب الله منذ 1992، خلفا لعباس الموسوي الذي اغتاله جيش الاحتلال.
2. تحت قيادته، اكتسب حزب الله قوة عسكرية كبيرة بدعم إيراني، بما في ذلك الصواريخ بعيدة المدى القادرة على ضرب شمال إسرائيل.
3. شارك نصر الله في تأسيس حزب الله في 1982 بعد انشقاقه عن حركة أمل، وشغل عدة مناصب قيادية داخل الحزب قبل أن يصبح الأمين العام.
4. درس نصر الله في الحوزات الدينية في لبنان والعراق، وتأثر بالثورة الإيرانية وبالأفكار الدينية الشيعية.
5. متزوج من فاطمة ياسين وله خمسة أبناء، قُتل ابنه الأكبر هادي في مواجهة مع جيش الاحتلال عام 1997.
6. ساهمت قيادة نصر الله في إجبار إسرائيل على الانسحاب من جنوب لبنان عام 2000 بعد خسائرها المتكررة.
7. لعب دورا محوريا في عمليات تبادل الأسرى مع إسرائيل، بما في ذلك استعادة جثمان ابنه هادي.
8. نصر الله كان يتمتع بشعبية واسعة في العالم العربي والإسلامي.
9. أعلن دعمه لمعركة طوفان الأقصى واعتبرها مشروعة، مؤكدًا انخراط حزب الله فيها من البداية
خليفة نصر الله:
1. هو هاشم صفي الدين، ابن خالة حسن نصر الله، ويُنعت بأنه يشبهه في الشكل والجوهر.
2. ولد عام 1964 في بلدة دير قانون النهر، جنوب لبنان، ودرس في مدينة قم بإيران.
3. يشغل منصب رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله.
4. تم إدراجه على قائمة الإرهاب الأمريكية عام 2017.
5. كلف بإدارة مؤسسات الحزب وأمواله واستثماراته في الداخل والخارج لأكثر من ثلاثة عقود.
6. صهر قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس الإيراني.
7. بدأ يظهر في الفعاليات الكبرى بدلاً من نصر الله نتيجة الإجراءات الأمنية المشددة حول الأخير.
8. تأثر بالثورة الإيرانية ونظرية ولاية الفقيه.
تلك إذًا سيرة عطرة لمن ضحى بدمه، ولمن ينتظر الشهادة، وهي بالتأكيد أطهر من كل الخانعين، والمرتعدين العرب.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: نصر الله فی
إقرأ أيضاً:
إيران تحسم الخيار.. هل بقيَ حزب الله قائد وحدة الساحات؟
قبل نحو أسبوع وتحديداً عند تشييع أمين عام "حزب الله" السّابق الشهيد السيد حسن نصرالله، لم يتحدّث الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم عن أيّ عنوانٍ يتربطُ بـ"وحدة الساحات"، وهو المسار الذي كان قائماً خلال الحرب الأخيرة مع إسرائيل ويضمّ سائر أركان ما يُعرف بـ"محور المقاومة" المدعوم من إيران.عملياً، لا يمكن اعتبار عدم حديث قاسم عن "وحدة الساحات" بمثابة "إنكارٍ لها" أو إعلان لـ"إنتهاء دورها"، ذلك أنَّ هذا الأمر لا يصدر بقرارٍ من "حزب الله" بل من إيران ذاتها والتي تسعى حالياً لـ"لملمة جراح الحزب" بعد الحرب من خلال تكريس الإحاطة الخاصة به، مالياً وعسكرياً.
السؤال الأساس الذي يطرح نفسه الآن هو التالي: هل ستُحيي إيران "وحدة الساحات".. ماذا تحتاج هذه الخطوة؟ هنا، تقول مصادر معنية بالشأن العسكري لـ"لبنان24" إنَّ "وحدة الساحات تزعزعت كثيراً إبان الحرب الأخيرة التي شهدها لبنان"، معتبرة أن "حزب الله كان رائد هذه الوحدة في حين أن الخسائر التي أصيب بها عسكرياً تؤدي به حالياً إلى البقاء جانباً لإعادة ترميم نفسه داخلياً وأمنياً".
ترى المصادر أن "إيران قد تفكر في إحياء وحدة الساحات لاحقاً ولكن بطرق مختلفة لا تؤدي إلى خسائرها الكبيرة"، موضحة أنَّ "إيران تريد الاستثمار في حلفائها مرة جديدة على قاعدة الإستفادة وليس على قاعدة الخسارة، ذلك أنّ هذا الأمر مُكلف جداً بالنسبة لها".
في المقابل، ترى المصادر أن "انكفاء إيران عن الساحة بسهولة وبساطة هو أمرٌ ليس مطروحاً على الإطلاق، فحصول هذا الأمر سيكون بمثابة تسليمٍ لواقع المنطقة إلى أميركا وإسرائيل، وهو الأمر الذي ترفضه إيران وتسعى من خلال أدوات مختلفة للإبقاء على نفوذها قائما بعدما تراجع بشكل دراماتيكي".
ورغم الانتكاسات العسكرية التي مُني بها "حزب الله"، فإن إيران أبقت عليه كـ"عنصر محوري وأساسي يقود محور المقاومة ووحدة الساحات"، وفق ما تقول المعلومات، وبالتالي فإن عمليات الترميم تغدو انطلاقاً من هذه النقطة لتكريس قوة الحزب مُجدداً، لكن الأمر سيصطدم بأمرٍ مفصلي أساسه الداخل اللبناني، فضلاً عن أن عمليات تمويل الحزب وتسليحه باتت تواجه صعوبات جمّة لاسيما بعد سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد يوم 8 كانون الأول الماضي 2024.
ولهذا، تعتبر المصادر أنّ "وحدة الساحات تريد عنصراً متماسكاً"، كاشفة أن "استعادة الدور السابق من حيث القوة والزخم يتطلب وقتاً طويلاً، وبالتالي قد لا تستقر تلك المساعي على نتائج إيجابية ذلك أن ورشة الحزب الداخلية تحتاج إلى تمكين وتمتين، وهذا الأمر يعمل الإيرانيون عليه".
وسط كل ذلك، تقول المصادر إنَّ "حزب الله" اليوم، ورغم توقه لإعادة "إحياء" وحدة الساحات، إلا أنه في الوقت نفسه لا يريد الاصطدام مع الداخل اللبناني الذي "رفض" تلك القاعدة، والأمر هذا قائم أيضاً في أوساط الطائفة الشيعية التي بات كثيرون فيها لا يؤيدون القاعدة المذكورة على اعتبار أن نتائجها كانت كارثية على الحزب ولبنان.
ضمنياً، تعتبر المصادر أن إعادة تبني "حزب الله" لمفهوم "وحدة الساحات" واعتماده كقاعدة جديدة مُجدداً سيعني بمثابة تكرار لسيناريوهات سابقة، وبالتالي عودة "حزب الله" إلى تكريس خطوات تتحكم بقرار السلم والحرب وهو الأمر الذي أكد رئيس الجمهورية جوزاف عون أنه بـ"يد الدولة فقط"، وذلك خلال مقابلته الأخيرة مع صحيفة "الشرق الأوسط".
بشكل أو بآخر، قد لا يُغامر "حزب الله" بالإندماج مُجدداً ضمن "وحدة الساحات" مثلما كان يجري سابقاً، علماً أن هذا الأمر لا يعني خروج "الحزب" من المحور الإيراني، لكن آلية التعاطي والتنسيق ستختلف تماماً، وبالتالي سيكون الحزب أمام الواقع السياسي الداخلي اللبناني الذي بات "حزب الله" مُلزماً التعاطي معه كما هو وعلى أساس مكوناته وتحت سقف الدولة وضمن مقتضيات ومرتكزات خطاب القسم للرئيس عون. المصدر: خاص "لبنان 24"