وكيل "أصول الدين": الحركات الإلحادية تظهر وقت ضعف المجتمعات
تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT
قال الدكتور جميل تعيلب أستاذ العقيدة والفلسفة، ووكيل كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، إن الأصل في الكون هو الإقرار والإشهاد بوجود الله سبحانه وتعالى، موضحا أن الحركات الإلحادية هي حركات طارئة في تاريخ البشرية تثبت الأصل الذي هو إثبات وجود الله سبحانه وتعالى ولا تنفيه.
وأضاف أستاذ العقيدة والفلسفة، خلال كلمته اليوم بملتقى «رؤية إسلامية في قضايا إنسانية»، والذي تعقده الأمانة العامة للجنة العليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية في رحاب الجامع الأزهر، أضاف أن الإنسان ليس فقط هو الذي يقر بوجود الله تعالى، وإنما أيضا الكائنات غير العاقلة تقر بهذا الوجود، حيث جاء في قوله تعالى «وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ.
»، مؤكدا أن الإقرار بوجود الله سبحانه وتعالى مسألة فطرية.
وكشف وكيل "أصول الدين" عن أن الحركات الإلحادية تظهر دائما في وقت ضعف المجتمعات، وفي وقت بعدهم عن دين الله سبحانه وتعالى، لافتا إلى أنه من خلال استقراء الحركات الإلحادية المعاصرة، نجد أن هناك قاسما مشتركا بين أصحاب الفكر المتطرف وبين الإلحاد، حيث أن هؤلاء المتطرفون الذين حرموا وأنكروا كل شيء، واكتشف من تابعهم أن هناك فصلا تاما بين ما يقولونه وبين حياتهم وبين الشريعة الصحيحة، وهو ما جعل الملحدون لا يرفضون كلامهم فقط بل جعلهم يرفضون الدين جملة وتفصيلا،
مؤكدا أن العقل ينبغي أن يكون منضبطا، ولا يتخطى حدوده بالبحث في المسائل الغيبية.
وتنظم الأمانة العامة للجنة العليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، فعاليات "أسبوع الدعوة الإسلامي– رؤيةٌ إسلاميَّةٌ في قضايا إنسانيَّةٍ"، يوميا، وعلى مدار هذا الأسبوع في رحاب الجامع الأزهر، وذلك في إطار مبادرة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية،" بداية جديدة لبناء الإنسان"، وبتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، بهدف إعداد خريطة فكرية تتناول بناء الإنسان من جميع جوانبه الفكرية والعقدية والاجتماعية، وترسيخ منظومة القيم والأخلاق والمُثُل العليا في المجتمع، وذلك بمشاركة نخبة من علماء الأزهر الشريف.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: وكيل أصول الدين ضعف المجتمعات مجمع البحوث الاسلامي كلية أصول الدين بجامعة الأزهر الله سبحانه وتعالى
إقرأ أيضاً:
شيخ الأزهر: كرمٌ الله مطلق لا يشوبه نقص.. وكرم البشر محدودٌ بطبائع النفس
تناول فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، خلال حديثه اليوم بالحلقة الخامسة عشرة من برنامج «الإمام الطيب»، شرحًا مفصَّلًا لاسم الله "الكريم"، مؤكدًا أنه من الأسماء الحسنى التي نُصَّ عليها في القرآن الكريم والسنة النبوية، وأجمع عليها المسلمون.
وبيّن فضيلته أن اسم "الكريم" ورد صريحًا في القرآن الكريم، كقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ، بالإضافة إلى الأحاديث النبوية كقوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ اسْمُهُ كَرِيمٌ يُحِبُّ مَعَالِيَ الْأَخْلَاقِ وَيَكْرَهُ سَفْسَافَهَا»، موضحًا أن "السَّفْساف" تعني الأمور الحقيرة الرديئة.
وأوضح شيخ الأزهر أن اسم «كريم» جاء على وزن "فَعِيل"، الذي قد يحمل معنى "المفعول" (مِثل "مَكْرُم") بدلًا من "فاعِل"، قائلًا: «الشرع وَرَدَ بهذا الاسم دون الاشتقاق القياسي (كارم)، فالأسماء الحسنى توقيفية تُؤخذ كما وردت، مضيفا أن المعنى الذي يليق بالله تعالى هو "المُكْرِم" الذي لا ينفك كرمه عن ذاته، بخلاف البشر الذين يتصفون بالكرم كـ"فعلٍ" مؤقت.
وتطرق فضيلته إلى شرح القاضي أبي بكر ابن العربي في كتابه "الأمد الأقصى"، الذي حصر ١٦ معنى لـ"الكريم"، بينها ما ينطبق على الله تعالى كـ"كثير الخير"، "سريع العطاء"، "المنزَّه عن النقائص"، و"الذي يعطي بلا انتظار مقابل". واستثنى معنى واحدًا لا يليق بالله، وهو "الذي يعطي وينتظر مِنَّةً على المُعطَى"، مؤكدًا أن الله تعالى يعطي دون انتظار شكر أو منّة.
وأكد الإمام الأكبر، أن كرم البشر محدودٌ بطبائع النفس وغواية الشيطان، حيث يتنازع الإنسان بين البخل والعطاء، بينما كرم الله مُطْلَقٌ ولا يشوبه نقص، كما لفت إلى أن كرم الله يجمع بين صفات الجلال (كصفة ذاتية) وصفات الأفعال (كعطاءٍ متجدد)، بينما كرم الإنسان مرتبط بحالاته وظروفه، محذرا المؤمنين من الغرور بكرم الله، رغم تأكيده أن اسم "الكريم" يبعث على التفاؤل، قائلًا: «لا يغرنَّكم هذا الكرم، فالله يحاسب ويراقب»، مشيرًا إلى التوازن بين رحمة الله وعدله