لبنان ٢٤:
2025-02-02@13:32:16 GMT

مقدمات نشرات الأخبار المسائية

تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT

مقدمات نشرات الأخبار المسائية

مقدمة تلفزيون "أل بي سي"

لا شيء سيوقف اسرائيل عن استكمال حربها على لبنان وربما توسيعها عبر ضرب إيران، طالما أن بنيامين نتنياهو يمسك بالقرار. فالمواقف الاسرائيلية المتصاعدة، تأتي في لحظة تعتبر تل أبيب فيها أنها انتصرت، وأنها قادرة على فرض معادلة جديدة، تضع هي فيها شروط السلام ولو المصطنع.

والمواقف هذه تأتي أيضا في قلب المعركة الرئاسية الأميركية، حيث لا الإدارة الديمقراطية الحالية قادرة أو راغبة فعلا بفرض وقف النار، ولا منافسوها الجمهوريون, هذا علما أن الرابح، مهما كان، سيضع بالتأكيد أمن إسرائيل قبل كل أولوية في المنطقة.



على هذه الأسس، سيحط وزير الخارجية الفرنسي في لبنان ويغادر من دون نتيجة، وستسمع الأصوات التي تتحدث عن تسوية، بينما إسرائيل في مكان آخر. فاليوم أصبحنا أمام معادلة جديدة: قبل السابع والعشرين من أيلول، لحظة استشهاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، ليس كما بعده.

نتنياهو المجنون يريد الاستفادة من قوة ما فعل، لفرض منطقة خالية في الجنوب على الحدود مع لبنان... وعينه لم تعد على حدود العشرة كيلومتر التي نقل أن الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين طالب بانسحاب حزب الله منها في محادثاته في لبنان، انما ربما على ما هو أعمق من ذلك، وصولا حتى الى توسعة الخط الأزرق وتغييره، إما عبر احتلال بري بدأ الحديث عنه، وإما عبر تحويل المنطقة الى أرض مدمرة ومحروقة، الحياة فيما مستحيلة.

وما يجب التبنه إليه في هذا المجال, حديث وزير الطاقة الإسرائيلي عن محاولة الغاء اتفاقية الترسيم البحري.

إن ما يحصل في لبنان منذ الـ17 أيلول، تاريخ عملية البايجر إلى اليوم، ما هو إلا عملية تصفية لقدرات حزب الله العسكرية، بعد ضرب قدرات حماس في غزة، في محاولة إسرائيلية لانهاء الشكل العسكري للصراع العربي الإسرائيلي، تعتمد على التفوق العسكري والتكنولوجي، وصولا الى رسم شرق أوسط جديد.


مقدمة تلفزيون "المنار"

ما قتلوه.. بل رفعَه الله.. قائداً عزيزاً وشهيداً عظيماً.. وما قتلوهُ يقيناً.. وأعتَدْنا للكافرين منهم عذاباً أليما..

هو السيدُ وصاحبُ السماحة، والامينُ والنهجُ مقاومة . كما اَتقنَ قيادتَها في كلِّ النزالات، ستُحسنُ الوفاءَ لسماحتِه بالحفاظِ على عظيمِ ما بنَى وجزيلِ ما قدمَ من عزٍّ وانتصارات.. والقسَمُ بالدمِ اقطعُ واشد، والقسمُ بدمائِه الطاهرةِ اَنَ الثمنَ لن يكونَ الا تحريرَ القدسِ..

انه القائدُ العظيمُ والشهيدُ الكبيرُ سماحةُ السيد حسن نصر الله، الذي تُقسِمُ الايامُ بدمائِه وكلُّ تسابيحِ الرجالِ وعيونِ المقاومينَ الممشوقةِ للثأرِ الذي لن تُحصِيَهُ الاعداد، والعُدّةُ ما اعدَّ القائدُ وخططَ وجهّزَ وباركَ بحكمةٍ ودرايةٍ وثقةٍ بما زرعَ في ارضِ الوطنِ واثمرَ على امتدادِ الامةِ في كلِّ الساحات.. والكلمةُ الخالدةُ التي قال: لا اخافُ على المقاومة..

وقولُه صدقٌ والدليلُ ما ستبرهنُه الايام، من انَ قائداً كهذا حاضرٌ بقوةٍ رغمَ ثقلِ الغياب، وانَ له من الاخوةِ والابناءِ من تلامذتِه النجباء، من يحفظونَ الوصيةَ ويعرفون كيف ومتى يكون القِصاص..

ساعاتٌ على اعلانِ النبأِ العظيمِ باستشهادِ قائدِ المقاومةِ سماحةِ السيد حسن نصر الله، والاسطرُ لا تتسعُ والكلماتُ تُسارعُ عقاربَ الساعاتِ لتفيَ لبياناتِ النعيِ والتضامنِ والتقديرِ ورثاءِ الثائرِ الاممّيِّ والقائدِ القرآنِيِّ والرمزِ الانسانيِّ السيد حسن نصر الله..

ولانَ الهدفَ عظيمٌ كانَ العطاءُ كذلك، وما رحلَ السيدُ الا مع اخوةٍ احبَّهم واَحبُّوه، كباراً في الميدانِ اعزاءَ عندَ الله، نعى منهم حزبُ الله القائدَ الجهاديَ الكبير الحاج علي كركي “ابو الفضل”، وسارعَ بالالتحاقِ الشيخُ الجليلُ والعالمُ المجاهدُ الشيخ نبيل قاووق ..

ورغمَ جليلِ المصابِ لم يَغِبِ الواجبُ من الميدانِ بنصرةِ غزةَ والدفاعِ عن لبنان، فكانت صواريخُ المقاومين الى صفد وعمومِ الجليل، رغمَ كلِّ الاجرامِ الصهيوني وقصفِه الهستيري على المدنيين في عمومِ لبنانَ بادعاءِ ملاحقةِ مخازنِ السلاحِ وقادةِ حزبِ الله..

وسيقودُه هذا الجنونُ الى مرحلةِ اللاعودة وعندَها سيَعرفُ ما كانَ يقولُ سماحةُ السيد ومعه المقاومون.


مقدمة تلفزيون "أن بي أن"

في اليوم السابع للعدوان الإسرائيلي الواسع على لبنان لم يختلف مشهد القتل والتدمير والتهجير مقابل روح الصمود والاحتساب. على الضفة الأولى من المشهد غارات وصواريخ ومجازر آخرها في زْبـُود قرب بعلبك وفي طيردبا وعين الدلب.

في الأولى نحو خمسة عشر شهيدًا بغارة للطيران الٍمعادي على مزرعة وفي الثانية أربعة مسعفين شهداء زفـّتهم جمعية كشافة الرسالة الإسلامية... ومثلهما الكثير من المجازر من حومين الفوقا وجبشيت في الجنوب إلى العين وشعث في البقاع. 

في المقابل استمر كيان الاحتلال هدفـًا لصواريخ ومسيرات اُطلقت من لبنان واليمن والعراق وكانت وجهتها مستوطناتٍ ومواقع وقواعد وثكنات تمتد من تخوم الحدود اللبنانية إلى تخوم الضفة الغربية المحتلة وأم الرشراش.

وفي هذا السياق نقلت وسائل اعلام عبرية عن مصدر عسكري رفيع ان المقاومة في لبنان بدأت تخطط لقصف تل أبيب.

وفي الوقت نفسه لم يتوقف ضخ التهديد الإسرائيلي باجتياح بري وشيك وهو أمر سـئل عنه الرئيس الأميركي جو بايدن فكان ردُّه: (لقد حان الوقت لوقف إطلاق النار).

أما فرنسا فأعلنت وزارة خارجيتها معارضة أي عملية بريةٍ في لبنان داعية هي الأخرى إلى وقف فوري للضربات الإسرائيلية الأمر الذي طالب بمثله البابا فرنسيس ووزيرا الخارجية الصيني والروسي.

أما إيران فقد طلبت عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن غداة إستشهاد الأمين العام لحزب اللـ السيد حسن نصر اللـ.

واليوم نعى حزب الله القيادي علي كركي الذي استشهد في الغارة الإسرائيلية على حارة حريك.

كما أعلن الحرس الثوري ان قائده في لبنان الجنرال (عباس نيلفوروشان) استشهد مع السيد نصر الله.
وفي اعتداءٍ آخر استشهد الشيخ نبيل قاووق الذي نعاه الحزب اليوم.

في غضون ذلك، واصل رئيس مجلس النواب نبيه بري تلقي الاتصالات المعزية باستشهاد الأمين العام لحزب اللـه ومنها اتصال من رئيس مجلس الشورى في الجمهورية الإسلامية الإيرانية محمد باقر قاليباف.
أما رئيس الحكومة نجيب ميقاتي فرأس إجتماعـًا للجنة الطوارئ الحكومية لمتابعة شؤون النازحين من الجنوب الذين توقع ان يزيد عددهم إلى مليون شخص.

وفي شأن متصل، حذرت قيادة الجيش اللبناني من ان العدو الإسرائيلي يعمل على بث الإنقسام بين اللبنانيين وأهابت بالمواطنين الحفاظ على الوحدة الوطنية وعدم الإنجرار وراء أفعال قد تمس بالسلم الأهلي.

وعلى خط الحراك الدبلوماسي المواكب للعدوان الإسرائيلي، يصل وزير الخارجبة الفرنسي جان نويل بارُّو إلى بيروت مساء اليوم حيث يلتقي غدًا عددًا من المسؤولين.

وفي غمرة العدوان الإسرائيلي لمـّح كيان الاحتلال إلى اتجاهه لإلغاء اتفاقية الغاز الخالصة بالحدود البحرية مع لبنان. وذكرت وسائل اعلام عبرية ان بنيامين نتنياهو أمر بإلغاء الاتفاقية فيما اعتبر وزير الطاقة الإسرائيلي انها كانت خطأً ويجب تصحيحه.



مقدمة تلفزيون "أم تي في"


من الجنوب إلى الضاحية والبقاع وصولاً إلى عكار: النار الإسرائيليّة تُزنّر لبنان. فالعمليات العسكريّة عاودت زَخَمها السابق، إذ إنّ الطيران الإسرائيليّ شنّ حوالى سبعين غارة ما أدى إلى استشهاد أكثر من خمسين شخصاً. معاودة العملياتٍ رافقتها معاودةُ الإستهدافات. ففي الغبيري إستُهدف مسؤولُ المتفجّرات في حزب الله، فيما تمَّ استهدافُ قياديٍّ بارز في الجماعة الإسلاميّة في جب جنين. وفيما إسرائيل تستبيح الأجواءَ اللبنانيّة، بدأت الأصوات تعلو في تل ابيب مطالبةً باستكمال العمليّةِ العسكريّة في لبنان عبر إطلاق الإجتياحِ البَريّ. العضو السابق في مجلس الحربِ الإسرائيليّ "بيني غانتس" رأى أنّ على إسرائيل أن تجتاح لبنان بريّا إذا لم تتوصّل إلى اتفاق قويٍّ موثوقٍ مع لبنان، في حين دعا زعيمُ حزبِ إسرائيل بيتُنا أفيغدور ليبرمان إلى تدمير كلِّ القرى الحدوديّة في الجنوب من الجوّ قبل الدخولِ البَريِّ إليها. فهل كلُّ ما يقال في إسرائيل هو للتهويل والضغطِ على لبنان قبل وصولِ وزيرِ الخارجيّةِ الفرنسيّة، أم أنّ دائرة القرارِ الاسرائيلية تقترب فعلاً من اتخاذ قرارِ الإجتياح؟

بالتوازي مع التصعيد العسكريّ الحراك الديبلوماسي يتصاعد. فغداً الإثنين يصلُ وزيرُ خارجيّةِ فرنسا إلى لبنان ويجتمعُ بكبار المسؤولين للبحث في إطار حلٍّ للوضع اللبنانيِّ المتفجّر. وفي المعلومات أنَّ الديبلوماسيّة الفرنسية تسعى إلى تسويق حلٍّ متكاملٍ يرتكز على ثلاث نقاط هي :  تحقيقُ وقفٍ لإطلاق النار، المباشرةُ بتطبيق القرار 1701،  وإعادةُ تكوين السلطةِ السياسيّة من جديد عبر انتخابِ رئيسٍ جديدٍ للجمهوريّة. فهل ينجح الحلُّ الديبلوماسيُّ في التقدّم على الحلّ العسكري، أم أنّ الإجتياح البَريّ حاصلٌ حتماً؟


مقدمة تلفزيون "الجديد"

لبنان جسد مسجى ..تعلوه طائرات الاستطلاع الاسرائيلية بدوام كامل في سمائه وتحده المجزرة جنوبا وبقاعا وضاحية مع ريفها. غارات وتدمير منازل على رؤوس قاطنيها وعائلات حوصرت تحت الركام .. فنال البقاع وسام الموت الجارف كنهر .. واطبقت الجدران على صامدين قرروا عدم النزوح. كان القتل اليوم يقوم بجولات  بين القرى فيهدم ويسيل الدماء ولا يرتوي ويأتي قادما على صورة بنيامين نتنياهو مجرم الحرب الذي يقول للعالم : انا الذي احكم كوكبكم. والعالم بجناحيه غربا وشرقا ومنتصف ومن اصقاع الدنيا المقررة يقف بين مصفق له ومنحني امام حربه ومبتهج لافعاله لاسيما وان نتنياهو يقدم نفسه اليوم بصورة قاتل الاشرار 
.. وهم الاحرار الذين خرجوا يوما من باطن هذه الارض لتحريرها. يقود رئيس وزراء اسرائيل زعماء ورؤساء  بخلفهم وسلفهم ويتلو عليهم البيان رقم واحد في احتلال قرار دولهم وهم يطلقون رصاص الترحيب السياسي. اما المتمردون على طغيان نتنياهو فلا يزالون يقيمون في المنطقة الرمادية الاقرب الى النأي بالنفس وفي طليعتهم فرس هذا الزمان .. جمهورية ايران الاسلامية  الامبراطورية النووية السلمية التي ظلت  في الوضعية السلمية ايضا حيال المس بمقدستها ورموز خصبتها عسكريا حتى صارت من كبار القادة. اغتيل اسماعيل هنية على ارضها .. فجرت قنصليتها في دمشق بكبار مسؤوليها .. واليوم مست اسرائيل باشرف خيالاتها السيد حسن نصرالله القائد الذي يحفظه عجم وعرب وغرب عن ظهر حرب .. لكن ايران ولتاريخه تقع عند حدود تشرين الاميركي وتنتظر صندوقة وفرزا ونتائج قبل ان تقرر مستوى الرد. وآخر تصريحات قادتها انه اذا  لم يتوقف المجتمع الدولي عن دعم اسرائيل وواصل السماح لها بفعل ما تريد فسنرد في الوقت المناسب  هو الوقت الذي ضاق من مناسبات لا تأتي ومن تصاريح بالتسية الدوي على الورق والاعلام فيما تمتلك ايران مرجعية "زرين اثنين " واحد في قم والاخر في المكان المناسب . ومع " البرد والسلام " الذي حل على ايران واعلان رئيسها  ان جرائم الكيان الصهوني " غير مقبولة " فإن اميركا دعمت حليفتها اسرائيل بقدرات مستحدثة واعلن البنتاغون انه سيعزز قدراته للدفاع الجوي في الشرق الاوسط خلال ايام. وامام ميزان مختل في القدرات واستخدامها فان لبنان يقف يتيما .. دولته عاجزة عن تأمين فرش واغطية لنازحين ملأوا الشوارع والارصفة والساحات العامة في وقت يبلغ نتنياهو مداه في القتل ولا يكتفي.  اما قيادة حزب الله فوضعها مكلوم .. مسؤولوها السياسيون والامنيون خارج اتخاذ اية تدابير بانتظار تسيير مراسم تشييع الشهيد السيد حسن نصرالله 
فالحزب  كالصقر المجروح  .. والوطن مكسور يحتاج الى من يلم شمله فيما الثنائي الشيعي اصبح آحاديا اقله في الظرف الحالي وهو ما يضع على الرئيس نبيه بري مسؤولية المبادرة الى حوار يكون هذه المرة عالميا 
ويتخذ شكلا انقاذيا لوطن يستغيث ولا من ينتشله من بين الانقاض . ولستخدم بري في هذه المحاولة كل الطاولات وليستخرج كل الارانب وليتشاور ويتحاور ويقلب الدساتير ويستثمر في اربعة عقود بالحكم وبثلاثين عاما شريكا للثنائي ورفيقه الذي رحل بلا مواعيد السيد الحسن .. وليعتبرها ترسيم وطن .. واتفاق اطار على ناس اغلى من النفط 
وبلاد بطلة .. تخسر جولة 
ولا تنهزم .
 

                

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: السید حسن نصر الله مقدمة تلفزیون فی لبنان حزب الله

إقرأ أيضاً:

محطَّاتٌ خالدةٌ من حياة الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي

يمانيون/ كتابات/ محسن الشامي الحديثُ عن السيد حسين هو حديثٌ عن الإنسان الذي جسَّدَ كُـلَّ معاني الإنسانية في حياته، هو حديثٌ عن الرجل الذي تجَلَّت فيه أسمى آيات الرجولة، حديثٌ عن الشجاعة التي أذهلت العالم بكله، حديثٌ عن الإباء والعزة الإيمانية،.

  الميلاد والنشأة:

وُلِدَ الشهيدُ القائِدُ في شهر شعبان 1379هـ في قرية الرويس بني بحر بمحافظة صعدة، ونشــأ وترعرع في رحاب القرآن الكريم وعلـوم أهل البيت -عليهم السلام- وتعلم من أبيه العلم والعمل معــًا والشعور بالمسؤوليـة تجاه أمته ودينه، ثم تدرَّجَ الشهيدُ القائدُ في مراتب حمل المسؤولية والإحسان إلى الناس فوهَبَه اللهُ العِــلْــمَ والوعيَ والحكمة والبصيرة.

السيد حسين -رضوان الله عليه- كان محل إعجاب كُـلّ من عرفوه؛ فبعضُهم أُعجِبَ به لكرمِه وسخائِه، والآخرون كان مصدر إعجابهم شجاعتــه التي كانت مضربَ المثل في المناطق التي عرف فيها، والبعض الآخر سحرهم تواضعـه وكرم أخلاقه، وفريق آخر اندهش لعلمه ومعرفته، فوجد نفسه أمــام بحر من العلم لا يدرك قعـره، أمـا بعضهم فمدح فيه حكمتَه وبُعْدَ نظره، آخرون أحبوه لحُبِّــه للناس واهتمامه بهم، والكثير الكثير دخل قلوبهم لمواقف الإحسان التي تميز واشتهر بها..

 

 والدُ الشهيد القائد ومكانتُه العلمية:

والده: هو السيد المجاهد فقيه القرآن/ بدر الدين بن أمير الدين بن الحسين بن محمد الحوثي رحمه الله.

فأبوه هو الذي عُرف بين الجميع بعلمه وتقواه وخشيته من الله واستشعاره للمسؤولية، وشجاعته في قول الحق، وبأنه لا يخشى في الله لومة لائم، وعُرف بين الخَاصَّة والعــامة بالـورع والتقوى وممارسة الأعمـــال الصالحـة وكان كثير الاهتمام بإرشاد الناس وإصلاحهم وتعليمهم أمور دينهم ودنيــاهم وحل جميع مشاكلـــهم، وكان يولي الفقراء والمحتــاجين اهتمامًا خاصًّا؛ فكان بيتــه عـامرًا بطلاب العلـم وأصحاب الحاجات وحل المشــاكل وقضــاء الحوائـج؛ وكان يستخــدم مـنبر الجمعةِ والمنـاسباتِ الدينية لتربية الناس وتوعيتهم وتوجيههم.

ويوضح السيد حسين كيف كان والده يدفع به وبإخوته إلى تحمل المسؤولية الدينية مهما كانت التضحيات ففي محاضرة [توصيات لطلاب الدورة] تحدث بأن والده له ثلاثة عشر ولدًا هو أحدهم لم يسمع منه في يوم من الأيّام بأنه كان يقول لأحد من أولاده أن يترك العمل الذي فيه لله رضا أَو يطلب منه أن يحافظ على حياته وهو يتحَرّك ويعمل للحق.

 ويؤكّـد السيد حسين أن ذلك لا يعني بأن والده لم يكن يهمه سلامة أولاده ولكنه يعرف بأن الأفضل لولده أن يدخل في أعمال وإن كان فيها تضحية بنفسه لا يمنعه من ذلك أَو يدفعه إلى الابتعاد عن هذا العمل أَو يربيه على الجبن والخوف أَو التخلي عن المسؤولية.

إنسانيةُ الشهيد القائد:

عُرف الشهيد القائد في أوساط العامة والخَاصَّة بمدى تفانيه وَخدمته للمجتمع فقد كان يعيشُ معاناةَ المجتمع ويتألم لواقعهم؛ فعمل على تحقيق العديد من المشاريع الخدمية في العديد من المناطق في مديرية حيدان وأنشأ جمعية مران الاجتماعية الخيرية وقدم من خلالها العديد من المشاريــع المهمة؛ فبنى العديد من المدارس الدينية والرسمية، كما عمل على المتابعة لبناء مستوصف كبير في مران وجهَّزه بكادرٍ من المنطقة وبعث بمجاميع من البنين والبنات للدورات في المجال الصحي في صنعاء وصعدة وعمل على فتح خطوط إلى المناطق التي لم يصل إليها الخط وتابع حتى حصل على العديد من البرك في عدد من المناطق وكذلك الكهرباء، تابعها حتى توفرت شبكة كهرباء لمنطقة مران والمناطق المجاورة لها وقام ببناء مُصَلَّىً للعيد في منطقة مَرَّان يتسعُ لكل أهالي المنطقة وعمل شخصيًّا في تلك المشاريع، حَيثُ كان دائمًا في مقدمة من يعملون في تنفيذ المشاريع بأيديهم.

 

 في مجلس النواب:

عندما دخل السيد حسين إلى مجلس النواب ممثلًا للدائرة (294) في محافظة صعــده عـام 1993م نائبًا من نواب حزب الحق حرص السيد على أن يوسِّعَ علاقاتِه بالشخصيات الاجتماعية المخلصة. وكان له دورٌ بارزٌ ومهمٌّ في مجلس النواب من حَيثُ صياغة القوانين ومحاربة الفساد المتفشي داخل هذه السلطة، وعُرف السيد بين الأعضاء برؤيته الحكيمة وقدرته الخطابية وبلاغته العالية وجرأته في مواجهة الباطل حتى أن السيد حسين لم يوقع خلال الفترة التي قضاها في مجلس النواب على أي قرض لعلمه بأن هذه القروض تصلُ إلى جيوبِ المتنفذين داخل النظام، وأنها لا تعني الشعب لا من قريب ولا من بعيد.

موقفُه من الحرب على الجنوب:

كان للسيد دور بارز ومعروف فيما يتعلق بالأزمة التي تلت الوحدة اليمنية وأدت إلى حرب صيف 94م، حَيثُ كان دوره هو دور الحريص على مصلحة البلد والحفاظ على وحدته وسلامته فكان هو ضمن فريق المصالحة بين الطرفين المتصارعين وعمل بكل جد واهتمام على تجنيب اليمن حربًا كانت قد أطلت برأسها وبعدَ عناء وتعب في محاولة رأب الصدع شعر السيد أن عُشَّاقَ السلطة ذاهبون إلى الحرب فنأى السيدُ حسين بنفسه وبأتباعه أن يكونوا شُركاءَ في سفك الدماء وهتك الأعراض ومصادَرة الممتلكات؛ فقام بالخروج إلى محافظة صعدة رغم أن السلطة التابعة لبيت الأحمر كانت قد فرضت إقامةً إجباريةً لأعضاءِ مجلس النواب حتى يضفوا شرعية على الحرب الظالمة والتأثير على الرأي العام اليمني والعالمي، إلا أن السيد لم يعبأ بهذا القرار وخرج إلى محافظة صعدة وأعلن رفضَه للحرب؛ لأَنَّ الخاسرَ فيها هو هذا الشعب المظلوم، ومن خلال المظاهرات التي قادها في صعدة أعلن عن موقفِه وموقفِ أبناء هذه المحافظة مما يحصل من سفكٍ للدماء اليمنية وهتكٍ للحرمات؛ مِن أجلِ السلطة والمال، وظل على موقفه الرافض هذا حتى نهايةِ الحرب.

ولم يُخْفَ على السلطة الظالمة هذا الموقفُ المعلَنُ من السيد حسين وأنصاره في محافظة صعدة؛ فعادوا من الجنوب وهم مهووسون بجنون العظمة ونشوة الانتصار الوهمي ليصبوا جَامَ غضبِهم على أنصار السيد حسين في مران وهمدان فنزلت الحملاتُ العسكرية الكبيرة على أبناءِ مران وهمدان.

ففي يوم السبت، 16/6/1994م وصلت الأخبارُ إلى أسماعِ الناس بنزول حملة عسكرية كبيرة ظالمة، نزلت إلى مران، وعبثت بالبلاد، وضربت دُور العلماء، واعتقلت أفضلَ أبناء المنطقة، وفي جبل مران أبدى الظالمون حقدَهم بمحاولة تدمير بيت السيد العلامة بدر الدين الحوثي وبيت السيد حسين واقتادوا إلى السجن العشراتِ منهم ظُلمًا وعدوانًا أطفالًا وشبابًا وشيوخًا وبقي البعض منهم في السجن لأكثر من عام دون محاكمة وهو ثمنٌ دفعه السيدُ وأتباعُه لمواقفهم الدينية والوطنية، ولم يكن ما حصل بالشيء الذي يمكن أن يوهنَ من عزيمة السيد حسين -رضوان الله عليه- عن المضي قدمًا في مواقفه المشرِّفة والقوية في مواجهة المفسدِين والظالمين فعملوا على استهدافه شخصيًّا في صنعاء إلا أن رعايةَ الله كانت أكبرَ من مؤامراتهم.

دراستُه في السودان:

تسلَّمَ السيدُ حسين -رضوان الله عليه- منحة دراسية من جامعة صنعاء خلال عضويتـه لمجلس النواب ليُكمـِلَ دراستـَـه العليا في السودان وفي الجامعة كان للسيد حسين حضورُه المهيبُ ومداخلاته العلمية التي كانت تثيرُ إعجابَ الدكاترة والطلاب فحظي بشعبيّة كبيرة بين أوساط المثقفين هناك وبعد عدة سنوات عــاد إلى البلاد ليقومَ بتحضــير رسالة الماجستير في علوم القرآن الكريم.

السيد حسين في مرحلة التقييم لوضعية الأُمَّــة:

تأمل السيد حسين كَثيرًا في واقع الأُمَّــة وبدأ يبحَثُ ويدقِّقُ مستفيدًا من تجارب الماضي من أين أُتِيَتِ الأُمَّــة؟ ومن أين ضُربت؟ وما الذي أوصلها إلى ما وصلت إليه؟ ومن خـلال غوصه في أعماق القرآن الكريم عرف الــداء الذي يفتك بجسم الأُمَّــة والذي طرحها أرضًا تئن تحت أقدام اليـهود والنصــارى، إنها الثقافــات المغلوطة والعقائد الباطلة فقد كان يقول: [إذا تأمل الإنسان في واقع الناس يجــد أننا ضحية عقائد باطلة وثقــافات مغــلوطة جاءتنــا من خارج الثقلين كتاب الله وَعترة رسوله (صلوات الله عليه وعلى آله)]، ومن كلام له في لقائه مع مجموعة من طلاب العلم: [يجب علينا أن نعتمدَ على القرآن الكريم اعتمادًا كَبيرًا وأن نتوبَ إلى الله] ومما قال: (نحن إذَا ما انطلقنا من الأَسَاس وعنوان ثقافتنا أن نتثقَّفَ بالقرآن الكريم سنجدُ القرآنَ الكريمَ هو هكذا، عندما نتعلَّمُه ونتبعُه يزكّينا يسمو بنا، يمنحنا الله به الحكمة، يمنحُنا القوة، يمنحنا كُـلّ القيم، كُـلّ القيم التي لما ضاعت، ضاعت الأُمَّــة بضياعها، كما هو حاصل الآن في وضع المسلمين، وفي وضع العرب بالذات. وشرف عظيم جِـدًّا لنا، ونتمنى أن نكون بمستوى أن نثقف الآخرين بالقرآن الكريم، وأن نتثقف بثقافة القرآن الكريم ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ” يؤتيه من يشاء فلنحاول أن نكون ممن يشاء الله أن يؤتوا هذا الفضل العظيم).

مقالات مشابهة

  • كلمة لأمين حزب الله حول آخر التطورات وتشييع السيد نصر الله
  • اختيار إيال زمير رئيسا لأركان الجيش الإسرائيلي
  • حيدر يتفقد الدمار الذي خلفه العدوان الإسرائيلي في صور والقرى الحدودية
  • محطَّاتٌ خالدةٌ من حياة الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي
  • السوداني: القبض على قتلة السيد محمد باقر الصدر
  • استمرار خروقات جيش الاحتلال الإسرائيلي في لبنان.. غارات تستهدف مقرات حزب الله
  • الجيش الإسرائيلي يقصف أهدافاً تابعة لحزب الله في البقاع
  • سلاح الجو الإسرائيلي يقصف أهدافا لحزب الله في البقاع
  • “السلاح الإسرائيلي” الذي أظهرته القسام أثناء تسليمها رهينة بجباليا..!
  • ما السلاح الإسرائيلي الذي أظهرته القسام أثناء تسليمها أسيرة بجباليا؟