كيف علّق مناصرو حزب الله على استشهاد نصر الله؟
تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT
بيروت– لم يصدق مناصرو حزب الله اللبناني نبأ اغتيال الأمين العام حسن نصر الله، الذي يلقبونه بـ"سيد المقاومة"، وذلك في سلسلة غارات إسرائيلية ضخمة هزت قلب الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الجمعة الماضي، وشبّهها مراقبون بـ"الزلزال"، لتقفل إسرائيل حسابا مفتوحا معه كواحد من أحد أبرز وأشد أعدائها وأطولهم مواجهة.
ولد حسن نصر الله في 31 أغسطس/آب 1960 في بلدة النبعة قضاء لبيروت، وتعود أصوله إلى بلدة البازورية الواقعة في قضاء صور، جنوب لبنان. ولم يكن قد تجاوز 18 عاما حينما اجتاحت إسرائيل الجنوب وأقامت الشريط الحدودي خلال عملية الليطاني.
أدرك نصر الله منذ البداية المخاطر التي يحملها الطريق الذي اختاره، بعد استشهاد الأمين العام للحزب السابق عباس الموسوي في غارة إسرائيلية استهدفته مع عائلته عام 1992، حيث تولى نصر الله قيادة حزب الله، وفي تلك الفترة، تعرف اللبنانيون على الشاب الثلاثيني الذي سيقود أكبر قوة مقاومة في لبنان.
قاد نصر الله حزب الله خلال فترة التسعينيات، التي شهدت تحديات واعتداءات إسرائيلية متكررة، خرج منها الحزب في كل مرة أقوى، وفي مايو/أيار 2000، نجحت المقاومة تحت قيادته في تحرير جنوب لبنان من الاحتلال الإسرائيلي، ورفع شعار "ولى زمن الهزائم وجاء زمن الانتصارات".
وبلغ نصر الله قمة مجده مع حزب الله خلال حرب 2006، حين فشلت إسرائيل في القضاء عليه، إلا أن هدفها تحقق بعد 18 عاما.
أمضى نصر الله حياته في مواقع سرية، يودع رفاقه في فلسطين ولبنان، مؤمنا بأن مقاومة الاحتلال هي السبيل الوحيد للتحرر، ومدركا أن الشهادة جزء لا يتجزأ من هذه المسيرة.
وكانت آخر كلماته "جبهة لبنان لن تتوقف قبل وقف العدوان على غزة"، وهي جملة يسجلها له الفلسطينيون الذين يرونه نصيرا حين خذلهم الآخرون، وترى إسرائيل في اغتياله تصفية لحساب طويل مع رجل خاض مسيرة مليئة بالمواجهات.
التزم حزب الله الصمت لساعات طويلة قبل أن يعلن، ظهر السبت، عن مصير أمينه العام رسميا، ومع تأكيد خبر اغتيال نصر الله، خيم الحزن والصدمة على أنصاره. فقد شوهدت النساء يبكين في الشوارع، بينما ذرف آخرون الدموع أثناء قيادتهم للسيارات، في مشهد مؤثر يعكس عمق الألم الذي اجتاح صفوف مناصريه.
فداء فلسطين والمقاومة
رصدت الجزيرة نت ردود فعل سكان المنطقة التي استُهدف فيها نصر الله، حيث تقول سيدة فضّلت عدم الكشف عن اسمها "أنا على يقين أن السيد حسن لم يستشهد، لكن حتى لو استشهد، الله سيرسل لنا ألف سيد حسن ليبقى شوكة في عيون الاحتلال، ويبقى إصبعه معذبهم".
وأكدت أن "السيد حسن، ترك عند كل مجاهد الصبر والبصيرة. وإن استشهد، فنحن فداء لفلسطين وفداء للمقاومة، ولن ننهار، بل يجب أن نكون أقوياء ونفكر في الخطوة القادمة".
وأضافت "علينا الآن أن نقدم الدعم للنازحين ونرفع الصوت قائلين: لبيك يا حسين، لبيك يا نصر الله، لكن ونحن واقفون بثبات، دون بكاء. علينا أن نقرأ له القرآن وندعو له، سواء كان حيا أو استشهد، فقد قدم حياته من أجلنا طوال 33 عاما وهو يعيش تحت الأرض".
لم تختلف ردود فعل النازحين في مراكز الإيواء كثيرا، حيث تراوحت بين الصدمة العميقة والحزن الجارف. يقول أحد النازحين "كان خبر استشهاد السيد حسن نصر الله كالصاعقة التي أصابت الجميع، لأنه يمثل لنا كل شيء".
وتضيف نازحة أخرى "كان الخبر صدمة مدمّرة، فهو من وقف معنا في مواجهة إسرائيل". ويصف نازح آخر نصر الله بسيد المقاومة، مضيفا بفخر واضح "هو يدافع عن الأمة العربية بأكملها".
وتعبر إحدى النازحات عن حزنها، وقد بدت على وجهها علامات الذهول، وتقول "خبر استشهاده كان صدمة هائلة، كلنا غرقنا في الحزن، فهو الشخص الذي وقف بشجاعة في وجه إسرائيل".
أما الحاجة أم علي، التي غلبتها دموعها، فتقول "هو الوحيد الذي دافع عنا وحافظ علينا. منذ البارحة وأنا لا أكاد أصدق، أبكي بلا توقف. إن شاء الله ما يكون الخبر صحيح، وإن استشهد، فأنا أدعو له في كل صلاة من أعماق قلبي".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات حزب الله نصر الله
إقرأ أيضاً:
تقرير: إسرائيل تضبط أسلحة روسية مع "حزب الله"
فيما وسعت إسرائيل غزوها لجنوب لبنان، عثرت قواتها على كميات كبيرة من الأسلحة الروسية، الأمر الذي يعززالشكوك القديمة في إسرائيل بأن حزب الله يعزز قدرته القتالية بمساعدة الأسلحة الروسية المتطورة.
زودت طهران موسكو بطائرات بدون طيار وصواريخ باليستية لاستخدامها في الحرب في أوكرانيا
وتقول صحيفة "وول ستريت جورنال" إنه تم إرسال بعض الأسلحة، التي تشمل صواريخ كورنيت الحديثة المضادة للدبابات المصنعة عام 2020، إلى جنوب لبنان في السنوات الأخيرة من المخزونات الروسية في سوريا المجاورة، وفقاً لمسؤولين بارزين تحدثوا مع الصحيفة، علماً أنه لطالما زودت روسيا الجيش السوري بالأسلحة.
وعلى الرغم من أن القادة العسكريين الإسرائيليين كانوا يعرفون أن حزب الله يمتلك بعض الأسلحة الروسية الصنع، إلا أن عدم قدرتهم على الوصول إلى أجزاء من جنوب لبنان منذ خوض حرب مع حزب الله في عام 2006 جعل من الصعب معرفة المدى الكامل لقدرات الحزب المسلح.
ومن المعروف أن الأسلحة الروسية التي يمتلكها حزب الله تميل إلى أن تكون أقل تطوراً، ويعود بعضها إلى الحقبة السوفيتية.
Israel Finds Large Troves of Russian Arms in Hezbollah’s Hands https://t.co/zzMGbbc2FV
— Dr. Rune Linding ???????????????????????????????????????????????????????? (@RuneLinding) November 19, 2024ولكن الأسلحة التي عثرت عليها إسرائيل مؤخراً، بحسب الصحيفة الأمريكية، أحدث وأكثر تقدماً وموجودة بأعداد أكبر مما توقعه المحللون العسكريون.
وبحسب الصحيفة، إن الأسلحة عززت بشكل كبير قدرة حزب الله على الرد بعد أن دمرت الغارات الجوية الإسرائيلية قياداته العليا. وكانت الأسلحة المضادة للدبابات مثل كورنيت من بين الأسلحة الأكثر فعالية في ترسانة حزب الله، وقد استخدمت لقتل العديد من الجنود الإسرائيليين.
وأضافت اكتشافات الأسلحة أيضاً إلى المخاوف في إسرائيل من أن روسيا قد تعمل على تعميق علاقتها مع حزب الله، على الرغم من تأكيدات موسكو منذ فترة طويلة بأنها لا تنحاز إلى أي طرف في الصراعات بين إسرائيل وجيرانها.
ويرى أركادي ميل مان، السفير الإسرائيلي السابق في روسيا أن "على إسرائيل أن تكون أكثر حزماً وتدافع عن مصالحها".
وأضاف ميل مان، وهو الآن باحث كبير في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب: "يجب أن نشرح وننقل إلى الروس أننا لن نتحمل بعد الآن أي مساعدة لحزب الله وإيران من شأنها أن تضر الإسرائيليين".
نفوذ روسيا على "حزب الله"وسلط وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر الضوء على نفوذ روسيا على "حزب الله" عندما قال مؤخراً إن إسرائيل تأمل أن تساعد روسيا في فرض أي اتفاق لنزع سلاح حزب الله من خلال منع تهريب الأسلحة من سوريا إلى لبنان.
وقال إن "المبدأ القائل إن حزب الله لن يتمكن من التسليح مرة أخرى أو الحصول على أنظمة أسلحة جديدة أو نقلها إلى لبنان وتجديد التهديد إلى الحد الذي كان عليه قبل الحرب أمر حيوي لنجاح أي ترتيب في لبنان".
وأضاف: "الروس موجودون في سوريا. وإذا وافقوا على المبدأ، فيمكنهم المساهمة في تحقيق هذا الهدف بشكل فعال".
لطالما سعت إسرائيل إلى الحفاظ على علاقات جيدة مع روسيا، جزئياً لتجنب الصراع في سوريا، حيث يوجد لروسيا وجود عسكري وتنفذ إسرائيل ضربات عسكرية تهدف إلى وقف تدفق الأسلحة إلى حزب الله.
لكن المحللين يقولون إن موقف روسيا في المنطقة قد تغير منذ بدأت حربها مع أوكرانيا في عام 2022، حيث تسعى بشكل أكثر عدوانية إلى تحدي الولايات المتحدة وحلفائها أينما أمكن ذلك.
The IDF was shocked by Hezbollah's arsenal of Russian weapons during their invasion of Southern Lebanon, Hezbollah's arsenal included modern Kornet antitank missiles manufactured as recently as 2020, along with Soviet-era weapons from the 1970s.
The weapons are believed to have… pic.twitter.com/OlH0NDZgHH
ومنذ هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على إسرائيل، استضافت روسيا كبار قادة حماس عدة مرات، وقالت روسيا إنها عقدت تلك المحادثات للمساعدة في التوسط في المصالحة بين حماس وفتح.
كما تعمق تعاون روسيا مع إيران، حيث زودت طهران موسكو بطائرات بدون طيار وصواريخ باليستية لاستخدامها في الحرب في أوكرانيا. ووفقاً لمسؤول أمني إسرائيلي، فإن الطائرات بدون طيار نفسها التي استخدمت ضد أوكرانيا يستخدم حزب الله ضد إسرائيل بنتائج فتاكة.
وتعمق تورط روسيا مع سوريا بعد بدء الحرب الأهلية السورية في عام 2011، وتدخل الجيش الروسي لمساعدة الرئيس بشار الأسد. وأرسلت روسيا أسلحة تم تخزينها من قبل القوات السورية واحتفظت بمستودعاتها الخاصة من الأسلحة في البلاد.
وعام 2015، بدأ الروس في القتال على الأرض في سوريا إلى جانب مقاتلي حزب الله، الذين جاءوا أيضًا لمساعدة الحكومة السورية. وقال المسؤولون الأمنيون السوريون والمسؤول العربي إن ذلك أدى إلى تقارب العلاقات بين الطرفين، مما يسهل على حزب الله الاستعانة بالمخزونات الروسية في سوريا كلما احتاج إلى المزيد من الأسلحة، وخاصة الصواريخ المضادة للدبابات والطائرات والسفن، كما قال هؤلاء المسؤولون.
وتقليدياً، كانت حصة كبيرة من أسلحة حزب الله تأتي من إيران، الداعم الرئيسي لها، وكانت من صنع إيراني.
وشاهد مراسل الصحيفة بعض الأسلحة الروسية خلال جولة في مختبر تفكيك الذخائر الوطني الإسرائيلي، حيث نقلت المعدات المضبوطة من جنوب لبنان للمعاينة.
بالإضافة إلى صواريخ كورنيت الروسية، تضمنت الأسلحة أنظمة صواريخ روسية أخرى موجهة مضادة للدبابات، بما في ذلك ميتيس وكونكورس وفاغوتس وسافر.