شرع الجيش الإسرائيلي، اليوم يعمل فى رحاب الحماية الأمريكية، في استخدم كل الأساليب القذرة فى ترويع المدنيين الفلسطينيين، وتهجيرهم وارتكاب المذابح في صفوفهم ليجرى هذا تحت رعاية وحماية الولايات المتحدة الأمريكية. ولقد رأينا مؤخرا كيف تنامت لدى الجيش الإسرائيلى العقيدة الإرهابية لتصبح عقيدته الأصلية فى القتل والترويع واستهداف المدنيين الفلسطينيين.
لم يكن غريبا أن رأينا هذا الجيش يعمل تحت الرعاية الأمريكية، فهى الضامن والسند والمدافع عنه، وظهر هذا فى التداعيات الأخيرة مع فتح جبهة صراع جديدة مع حزب الله فى لبنان، وهو أمر جد خطير يؤدي بالقطع إلى تأزيم الموقف. ومن ثم بات من الضرورى اليوم وقف التصعيد الحادث فى الصراع بين إسرائيل وحزب الله، وهو الصراع الذى جعل المنطقة تعيش فوق سطح صفيح ساخن منذ السابع من أكتوبر الماضى. كما بات من الضروري وقف إسرائيل لعدوانها على غزة، وهو العدوان غير المسبوق، والذي يغذى بنية الصراع والتصعيد فى المنطقة. ويحدث هذا فى ظل توجهات اليمين الإسرائيلي الحاكم بزعامة " نتنياهو" الذى يسعى لإشعال الحرائق عمدا فى المنطقة لاعتبارات سياسية داخلية تصب فى صالحه، ومن أجل تحقيق بغيته فى تصفية القضية الفلسطينية، وذلك بوضع العراقيل والعقبات أمام أى مساعٍ تُبذل من أجل الوصول إلى وقف لإطلاق النار.
وهذا ما شهدناه اليوم مع فتح جبهة جديدة فى لبنان الذى يواجه تحديات كثيرة، ولا يتحمل اندلاع حرب جديدة. ولقد رأينا كيف تواطأت الولايات المتحدة الأمريكية مع إسرائيل. وبدلا من أن تعلي صوت الحكمة والعقل وتتحرك بفاعلية لنزع فتيل الأزمة قبل أن تنفجر وتصعب السيطرة عليها تماهت مع إسرائيل فى الرغبة المحمومة فى تصعيد الموقف وتفجيره فى المنطقة من خلال وضع المزيد من العقبات أمام محاولة الوصول إلى إنهاء الاحتلال، والبدء فى إطلاق مسار المفاوضات، الذى يفضى إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 67 وعاصمتها القدس الشرقية. ويجرى هذا فى إطار حل الدولتين، وهو السبيل الوحيد لوقف الصراع وتحقيق الأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط.
بيد أن إسرائيل اتخذت منحى آخر من شأنه أن يُشعل الصراع فى المنطقة أكثر وأكثر عندما بادرت وفتحت جبهة جديدة فى لبنان، وعمدت إلى إشعال الموقف والتصعيد مع حزب الله، وهو ما رأيناه عندما جرى تفجير أجهزة الاتصال، واغتيال عدد من قادة الحزب، وتبادل القصف الصاروخى بين قوات الاحتلال وحزب الله، الأمر الذى فاقم الموقف وبات ينذر بمخاطر اندلاع حرب شاملة، حرب إذا وقعت ستكون لها تداعيات خطيرة، ليس على السلم والأمن فى المنطقة وحسب وإنما أيضا على لبنان تحديدا الذى يواجه الآن الكثير من التحديات، ولن يكون بمقدوره تحمل اندلاع شرارة حرب جديدة.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: فى المنطقة
إقرأ أيضاً:
إيران تحذر من مؤامرة أمريكية إسرائيلية بشأن المنطقة
حذر وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، من مؤامرة مشتركة بين أمريكا وإسرائيل بشأن الشعوب الإسلامية والمنطقة.
وتحدث عراقجي ووزير الخارجية اليمني، جمال أحمد عامر، أمس الأحد، عن العلاقات بين طهران وصنعاء وأحدث التطورات الإقليمية"، بحسب وكالة "سبوتنيك".
وأدان الدبلوماسي الإيراني البارز الضربات العسكرية، التي شنتها أمريكا وبريطانيا والاحتلال الإسرائيلي على اليمن.
مهاجمة الحوثيين لن تكفي.. رئيس الموساد يوصي بـ ضرب إيران مباشرةنسعى لأن نكون يقظين.. واشنطن تشعر بالقلق من "خطر حقيقي" بشأن إيرانجانتس: الحل لوقف هجمات الحوثيين «إعلان الحرب على إيران»وقال إن "أمريكا تنتهك القانون الدولي بشكل صارخ، من خلال العمل كوكيل للكيان الصهيوني".
كما حذر من "مؤامرة مشتركة" من تدبير أمريكا وإسرائيل، "لتدمير وإضعاف الدول الإسلامية والهيمنة على المنطقة"، وفقا لوكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية.
وأشاد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، بدعم الشعب اليمني المشرف لفلسطين، مضيفا: "على الرغم من كل الجرائم والأعمال العدوانية، والاستفادة من الدعم غير المحدود من أمريكا وعدد من الدول الغربية الأخرى، فقد فشل النظام الصهيوني في تحقيق أهدافه الشريرة".
من جانبه، أشاد وزير الخارجية اليمني، جمال أحمد عامر، في اتصاله بنظيره الإيراني، بدعم طهران للشعب اليمني ضد العدوان.
وحذر أحمد عامر من محاولات أمريكا وإسرائيل السيطرة على المنطقة، وقال إن "الدول الإسلامية الكبرى يجب أن تستغل إمكانياتها الكبيرة لمنع الأعداء من تحقيق أهدافهم".