لجريدة عمان:
2024-12-18@04:19:03 GMT

ثقافة الانهزام لدى بعض العرب

تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT

تعاني الأمة العربية منذ عقود من قيام البعض ممن يطلقون على أنفسهم محللين سياسيين وإعلاميين ومثقفين وخبراء إستراتيجيين وغيرهم، الذين يدورون في فلك العدو، بدفعهم وتمجيدهم لإبرام اتفاقيات وإقامة علاقات مع العدو الصهيوني، وبثهم بكل ما يملكون من قدرات، لزرع روح اليأس والإحباط لدى مئات الملايين من الشعوب العربية والإسلامية، وتقزيم أي توجه لمقاومة هذا العدو المجرم لصده عن جرائمه؛ بحجة أن الدول العربية وشعوبها ضعيفة، ولا تملك القدرة على مواجهة هذا الكيان، وبالتالي لا توجد طريقة، حسب منظورهم، لدى الدول العربية، سوى القبول بكل ما يفعله هذا الكيان المجرم في فلسطين المحتلة من قتل وتدمير وإذلال للشعب الفلسطيني وخرق للقوانين والشرائع الدولية والإنسانية، وكذلك القبول بعدوانه المتكرر على لبنان.

فمنذ السابع من أكتوبر لم يتوقف هؤلاء عن توجيه كل عبارات الاتهام -التي تصل في بعض الأحيان إلى الشتائم- إلى المقاومة الفلسطينية في غزة، وتحديدا حركة حماس وقادتها، بأنهم سيجرون المنطقة إلى ويلات الحرب، متغاضين عن كل ما فعله الكيان الصهيوني من قتل وتدمير وإذلال للشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية على مدى عقود من الزمن، بطريقة، لا يمكن لأي شعب في العالم لديه كرامة أن يقبلها من غاصب محتل، واصفين في الوقت ذاته حركة حماس بأنها حركة إرهابية، ولا تحرص على الأمن القومي الفلسطيني والعربي، متجاهلين، أن حركة حماس التي تأسست في ١٥ ديسمبر من العام ١٩٨٧م -كنتيجة حتمية لأفعال المحتل الصهيوني الإجرامية- تعد حركة مقاومة فلسطينية ذات فكر إسلامي وسطي معتدل، وأنها شاركت في الانتخابات التشريعية التي جرت في شهر يناير من العام ٢٠٠٦م، واكتسحت الانتخابات بحصولها على ٧٦ مقعدا من أصل كل مقاعد المجلس التشريعي البالغة ١٣٢ مقعدا، في انتخابات بلغت نسبة المشاركة فيها ٧٧٪ من إجمالي من يحق لهم التصويت في الأراضي الفلسطينية، وتجاوزت بمسافة حركة فتح، التي حصلت على ٤٣ مقعدا فقط. وأن القائد الشهيد إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الذي اغتالته يد الغدر الصهيونية في ٣١ من يوليو الماضي في طهران، كان رئيس وزراء أول حكومة فلسطينية منتخبة في العام ٢٠٠٦م -كأحد استحقاقات اتفاق أوسلو الذي وقعه الرئيس الشهيد ياسر عرفات في واشنطن في ١٣ سبتمبر ١٩٩٣م. ونفس هذا الاتهام وجهه هؤلاء لحزب الله وقادته، وعلى رأسهم الشهيد حسن نصر الله، أمين عام الحزب، الذي اغتالته ورفاقه آلة الحرب الصهيونية الغادرة، في بيروت بتاريخ ٢٧ سبتمبر الحالي. حزب الله كما هو معروف، هو حزب إسلامي شيعي مسلح تأسس في العام ١٩٨٢م بعد الغزو الإسرائيلي للبنان واحتلالها جنوب لبنان، وإنشائها ما يسمى «جيش لبنان الجنوبي»، إذن، الهدف من إنشائه هو مقاومة الاحتلال الصهيوني، وهو يعد أحد المكونات الرئيسية للمجتمع اللبناني، وقد تولى رئاسته حسن نصر الله في العام ١٩٩٢م بعد اغتيال إسرائيل لأمين عام الحزب السابق عباس الموسوي وأسرته، بإطلاق صواريخ حرارية حارقة على سيارته. وفي أغسطس من العام ٢٠٠٨م وافقت الحكومة اللبنانية بالإجماع على مشروع بيان سياسي، اعترف بوجود حزب الله كمنظمة مسلحة، ويضمن حقه في «تحرير الأراضي المحتلة أو استردادها»، إضافة إلى مشاركته الدائمة في الانتخابات التشريعية والحكومات اللبنانية المتعاقبة. إذن، هو حزب سياسي عسكري شرعي وليس مكونا إرهابيا كما يدعي هؤلاء العرب، المقزّمون لكل فكر يؤمن بضرورة مقاومة المحتل. وعندما تمكنت هذه الروح الانهزامية من العرب والمسلمين في مراحل معينة من تاريخ هذه الأمة، أوردتها موارد الضعف المهين. فمثلًا، عندما قام التتار باجتياح العالم الإسلامي ودخول بغداد في العام ١٢٥٨م وقتلهم للخليفة العباسي المستعصم بالله، كان الجندي من التتار يسير في الشارع بلا سلاح، فيقابل الرجل المسلم، فيقول له: أبقى مكانك ولا تتحرك حتى آتي بسيفٍ وأقتلك، فيبقى المسلم كما هو حتى يقتله التتري. وفي تاريخنا المعاصر، أشاع البعض، أن الجيش الصهيوني جيش لا يقهر وحاول إضفاء هالة كبرى على هذا الجيش وعلى الكيان الصهيوني، وسقطت هذه التعبئة السلبية، عندما حطم الجيش المصري العظيم والجيوش العربية التي شاركت معه تلك الخرافة، في حرب السادس من أكتوبر من العام ١٩٧٣م، العاشر من رمضان ١٣٩٣هـ، والأمثلة كثيرة في هذا الشأن. ختامًا، لا يمكن القبول بأن يقوم هؤلاء بإهانة وتقزيم رجال المقاومة الأبطال، في كل من فلسطين ولبنان، ووصفهم بعبارات ظالمة، وهم الذين ضحوا بكل ما يملكون في هذه الدنيا، وعلى رأسها أرواحهم، من أجل كرامة أوطانهم وشعوبهم، وكأن من يقاومونه، هو حمل وديع مغلوب على أمره، وليس كيانا مجرما تجاوز كل ما هو معروف في تاريخ البشرية من جرائم ومجازر وغدر، بشهادة شعوب العالم أجمع، بدياناتها وأعراقها المختلفة، وكما قال الزعيم الخالد جمال عبدالناصر: «اللهم أعطنا القوة لندرك أن الخائفين لا يصنعون الحرية والضعفاء لا يخلقون الكرامة والمترددين لن تقوى أيديهم المرتعشة على البناء».

خالد بن عمر المرهون متخصص في القانون الدولي والشؤون السياسية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: حرکة حماس من العام فی العام

إقرأ أيضاً:

حركة تغييرات كبرى في مكتب النائب العام والتفتيش القضائي بعدن وحضرموت وسقطرى

شمسان بوست / سبأنت

عقد مجلس القضاء الأعلى اجتماعه الدوري، اليوم،  في العاصمة المؤقتة عدن، برئاسة رئيس المجلس، القاضي محسن يحيى طالب.


وفي مستهل الاجتماع، قرأ المجلس الفاتحة على روح الفقيد والد القاضي عبدالكريم سعد النعماني، عضو المجلس، والفقيد القاضي أمين مقبل وكيل نيابة مكافحة الفساد.

واتخذ المجلس عدد من القرارات على النحو الآتي:

أولا: المحكمة العليا:
ترشيح أعضاء في المحكمة العليا للجمهورية، والرفع بهم إلى رئيس مجلس القيادة الرئاسي لإصدار القرار.

•⁠  ⁠القاضي محمد فرج سالم سبتي.
•⁠  ⁠القاضي أحمد سعيد خميس بن عروة.
•⁠  ⁠القاضي فضل عبدالله علي مقبل.


ثانياً: المعهد العالي للقضاء:
تعيين، ⁠القاضي هاشم عبدالإله عمر الجفري، عضواً في مجلس المعهد العالي للقضاء إلى جانب عمله عضوا في المحكمة العليا.

ثالثاً: هيئة التفتيش القضائي:
ندب، القاضي خالد مرعي أحمد لرضي، عضواً في هيئة التفتيش القضائي لقطاع المحاكم.


رابعاً: مكتب النائب العام:
نقل كلاً من القاضي صالح علي صالح السعدي نائباً لرئيس نيابة النقض، والقاضي شاكر محفوظ عبيد بنش نائباً لرئيس المكتب الفني بمكتب النائب العام، والقاضي عبدالقادر عثمان أحمد الفضلي رئيساً لشعبة الابتزاز الإلكتروني بمكتب النائب العام، و⁠القاضي رائد محفوظ صالح لرضي نائباً لرئيس شعبة حقوق الإنسان بمكتب النائب العام، و⁠القاضي إيمان علي محمد محسن نائباً لرئيس شعبة النيابات الجزائية المتخصصة بمكتب النائب العام، و⁠القاضي محمد عبدالله محمد العزاني عضواً في المكتب الفني بمكتب النائب العام.

وأقر المجلس إجراء حركة تنقلات قضائية في محافظة حضرموت، على النحو الآتي:

أولا: المحاكم:
⁠القاضي طه عمر محمد هدار  رئيساً لمحكمة استئناف المكلا رئيساً للشعبة الجزائية، والقاضي محمد محمد عوض ربيد رئيسا للشعبة التجارية الاستئنافية محافظة حضرموت، و⁠القاضي عمر يسلم سالم بامحيسون رئيساً للشعبة الجزائية المتخصصة محافظة حضرموت، والقاضي محمد عوض مقبل العامري عضواً في الشعبة الجزائية محافظة حضرموت، والقاضي سالم يسلم مردوف عبدون عضوا احتياطياً في الشعبة الجزائية المتخصصة م. حضرموت.

ثانياً: النيابات العامة:
⁠القاضي محمد عوض بن علي الحاج رئيساً لنيابة استئناف المكلا، و⁠القاضي فؤاد جابر سعيد لرضي رئيساً لنيابة استئناف سيؤون، و⁠القاضي عبدالله أحمد عبدالله اليزيدي رئيساً لنيابة استئناف الأموال العامة المكلا، والقاضي فهمي عبدالله بو أليب الشدادي رئيساً لنيابة الاستئناف الجزائية م. حضرموت، والقاضي محمد سالم حسين المرفدي وكيلاً لنيابة غيل باوزير الابتدائية، و⁠القاضي سويد عوض سويد الغرابي وكيلاً لنيابة الأمن والبحث والسجون الابتدائية المكلا.

كما أقر المجلس حركة تنقلات قضائية في النيابات العامة بمحافظة عدن، على النحو الآتي:

•⁠  ⁠القاضي هدى علي صالح المنصري عضواً لنيابة استئناف جنوب عدن.
•⁠  ⁠القاضي بصرى صالح محمد الفضلي عضواً لنيابة استئناف شمال عدن.
•⁠  ⁠القاضي عبدالله محمد ناصر لصور عضو نيابة الاستئناف الجزائية المتخصصة.
•⁠  ⁠القاضي عبير علي حسين سعيد وكيلاً لنيابة المعلا الابتدائية.
•⁠  ⁠القاضي بسام أحمد عبدالله السيد وكيلاً لنيابة التواهي الابتدائية.
•⁠  ⁠القاضي هاني وديع عبدالله أمان وكيلاً لنيابة صيرة الابتدائية.
•⁠  ⁠القاضي وجدان محمد طالب علي وكيلاً لنيابة خور مكسر الابتدائية.
•⁠  ⁠القاضي فهد عبداللاه فاضل علي وكيلاً لنيابة الشيخ عثمان الابتدائية.
•⁠  ⁠القاضي المنتصر بالله وهيب محمد صالح  وكيلاً للنيابة الجزائية المتخصصة الابتدائية.
•⁠  ⁠القاضي دينا علي سالم هيثم وكيلاً لنيابة الأحداث الابتدائية.


وأقر المجلس نقل القاضي عبدالرحمن علي أحمد مسلّم للعمل قاضياً بمحكمة قلنسية الابتدائية بمحافظة سقطرى.

كما أقر المجلس رفع الحصانة القضائية عن أحد القضاة.

نظر  المجلس في عدد من التظلمات المقدمة إليه من بعض القضاة واتخذ بشأنها المعالجات المناسبة.

وناقش المجلس محضره السابق وأقره، كما ناقش عدد من المواضيع المدرجة في جدول أعماله. 

  

مقالات مشابهة

  • ابو الغيط يستقبل وفد مجلس الشيوخ الفرنسي ويؤكد علي العلاقات التي تربط بين المنطقة العربية وفرنسا
  • فيديو| لحظة إبلاغ محمد القرقاوي البروفيسور السوري أسامة خطيب بفوزه بـ«نوابغ العرب»
  • المدينة التي تبكي بأكملها.! (2)
  • صاروخ فرط صوتي يمني يشل حركة الملاحة في مطار بن غوريون ويثير الذعر في الكيان الصهيوني
  • قصور الثقافة بالغربية تحتفل باليوم العالمي للغة العربية
  • قصائد وقصص وجدانية بتبوك احتفاءً بيوم اللغة العربية
  • العدو الصهيوني يقتحم عدة مناطق في محافظة رام الله والبيرة
  • متحدث الدفاع المدني في غزة: المجازرُ التي ارتكبها الكيانُ الصهيونيُّ في غزةَ لم يحدُثْ مثلُها في القرن الـ 21
  • حركة تغييرات كبرى في مكتب النائب العام والتفتيش القضائي بعدن وحضرموت وسقطرى
  • توقعات الأبراج 2025.. فرص مثيرة للاهتمام تنتظر هؤلاء في المجال المهني