المتابع لحركة السوق خلال الأشهر القليلة الماضية يلحظ حالة من "الجنون" التى أصابت الأسعار، فلم تعد السلع الغذائية منها بالذات تستقر على سعر معين ومعقول، أو أن ترتفع وتنخفض مع حركة العرض والطلب، ولكنها اتخذت مسارًا واحدًا وهو الارتفاع فقط.
يحدث ذلك فى الخضروات والفواكه والألبان واللحوم والأسماك والدواجن، وكل السلع والمواد الغذائية التى لا تستغني عنها أي أسرة.
"الكيلو بـ100 جنيه خلى الناس تأكل" نداء صاح به تاجر الأسماك، وهذا السعر هو ثمن كيلو السمك البلطي، وهو أقل صنف موجود بين بضاعته، أما الأنواع الأخرى فتتراوح بين 150 وتزيد عن مائتي جنيه، ونحن لا نتحدث عن الأصناف غالية الثمن من الجمبري والسبيط والكابوريا، لأنها بالطبع لا تتحمل ميزانية كثير من الأسر شرائها.
ارتفعت أسعار الأسماك بشكل كبير ولم تعد الأكلة الشعبية التى كان يقبل عليها محدودو الدخل، وكثر الحديث عن تكلفة الإنتاج، والنقل والعمالة والحلقات الوسيطة، بعد أن شاع بين الناس سؤال استنكاري: "السمك عايش فى مياه البحر لا بياكل ولا بيشرب سعره غالي ليه؟".
المعروف أن البيض لا يتم تخزينه وخاصة فى أشهر الصيف، ومع ذلك تزايدت أسعاره تدريجيًا حتى وصل سعر البيضة الواحدة ستة جنيهات، بينما تراوح سعر الكرتونة كاملة ما بين 170 و180 بحسب المنطقة، وطبقًا لمكان البيع، تسأل ربة منزل لديها أربعة أطفال فى المدارس عن تكلفة وجبة الإفطار أو ساندويتش المدرسة إذا تناول كلاً منهم بيضة واحدة يوميًا، وتضيف مستنكرة: هل سيصمد الدخل أمام هذه الاحتياجات التى كانت بسيطة وأصبحت باهظة جدًّا؟
لم تفلح حملات مقاطعة البيض، ولم تفلح ضعف القوة الشرائية لكثير من الأسر فى عودة سعر البيض إلى ما كان عليه أو حتى انخفاضه ولو بالقليل.
قبل أيام وفي أول تحرك ضد جشع منتجي البيض قرر مجلس إدارة جهاز حماية المستهلك، تحريك الدعوى الجنائية والإحالة إلى النيابة العامة ضد 21 من كبار منتجي بيض المائدة العاملين في السوق..
وشملت الدعوى أعضاء بمجلس إدارة الشعبة، وذلك لاتفاقهم على أسعار بيع طبق بيض المائدة بالمخالفة لأحكام قانون حماية المنافسة، وبرغم هذا الإجراء لم نلحظ أى انخفاض فى أسعار البيض.
سألت سيدة عن سعر كيلو الجزر فرد البائع 35 جنيهًا فلما اندهشت قال لها الطماطم "نزلت" والجزر زاد، فلما قالت "وهو 30 جنيهًا لكيلو الطماطم بيكون رخيص؟" قال مؤكد أنها أرخص من قبل فقد وصل سعرها لـ40 جنيهًا فى الأيام الماضية، أعتدنا أن نصف الطماطم بالمجنونة، لأنها يزداد سعرها فجأة وتنخفض فجأة، لكن يبدو أن هذا النهج تغير، فأسعار الطماطم ارتفعت، ولم تتراجع منذ أكثر من شهر.
تعددت الأسباب التى ذكرها المختصون ما بين تغيير العروات الصيفية والشتوية، وما بين زيادة تكاليف الإنتاج، إلا أن استمرار أسعار الطماطم بهذا الارتفاع يؤكد أن هناك حلقة مفقودة، ونفس الأمر بالنسبة لباقي الخضروات مثل الخيار والبطاطس والكوسة، وكانت جميعها بأسعار بسيطة، وفى متناول يد جميع الفئات.
ما يحدث من تعطيش للسوق لبعض السلع، وافتعال أزمات، ثم رفع السلع بشكل مبالغ فيه، يؤكد أن الحلقات الوسيطة، وكبار التجار هم من يتحكمون فى العرض والطلب فى السوق، وهو ما يتطلب إجراءات رادعة ضد الجشعين والمحتكرين الذين يتاجرون بـ"قوت" الناس.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
محافظ الدقهلية يفتتح سوق اليوم الواحد بالمنصورة ويوجه بتعميمه بمراكز المحافظه
افتتح اللواء طارق مرزوق محافظ الدقهلية مساء اليوم سوق اليوم الواحد بمدينة المنصورة، يرافقه المحاسب علي حسن وكيل وزارة التموين، والأستاذ محمد أمين رئيس حي شرق المنصورة، وأعلن أنه جاري تعميم المشروع ليشمل جميع مراكز ومدن المحافظة وتصبح مدة السوق يومين من كل أسبوع، وأكد أن هذا المشروع يأتي في إطار توجيهات القيادة السياسية لتخفيف العبء عن المواطنين والتصدي للمغالاة في الأسعار.
وتفقد محافظ الدقهلية باكيات السوق البالغ عددها 15، والتي تعرض مختلف السلع الغذائية التي تهم احتياجات المواطن اليومية، بالإضافة إلى اللحوم البلدية بسعر 265 جنيه واللحم الضأن بسعر 280 جنيه، للتأكد من ملائمة الأسعار وتخفيضها عن أسعار السوق بنسب تتراوح بين 20%- 30%، وأصر على الاستماع لرأي المواطنين بشأن الأسعار المعروضة والذين عبروا عن رضاهم مطالبين باستمرار السوق.
وأكد محافظ الدقهلية أنه بالتنسيق بين وزارة التنمية المحلية ووزارة التموين أقمنا أسواق اليوم الواحد وسيتم تعميمها على جميع المراكز لخلق حالة من التوازن في السلع والحد من المغالاة في الأسعار، مشيرا إلى أن السلع تأتي من المنتج إلى المستهلك مباشرة لتخفيض التكاليف لتعود على المواطنين في تخفيض أسعارها، مؤكدا أن لدينا مخزون استراتيجي من جميع السلع الغذائية.
وأوضح محافظ الدقهلية أننا مع الناس قلبا وقالبا ونبذل كل الجهود الممكنة لتوفير السلع بأسعار مخفضة وتخفيف العبء عنهم، ونتصدى لأي منفذ يغالي في الأسعار عن طريق تركيب شاشات بالمنافذ يعلن بها الأسعار وأرقام الشكاوي، بالإضافة إلى حملات التفتيش، ويتم بيع جميع السلع الحيوية بالمنافذ بأسعار مخفضة لخدمة أهل بلدنا.
وأشار محافظ الدقهلية إلى أن الدولة أتاحت العديد من المنافذ لخدمة المواطنين فهناك منافذ أمان ومستقبل مصر ومنافذ ضد الغلاء إلى جانب المنافذ في الأحياء والمراكز والمدن، والسويقات في جميع القرى، في إطار خطة لتخفيف العبء وتخفيض الأسعار، وكلف وكيل وزارة التموين بتكثيف حملات التفتيش على منافذ بيع السلع والتأكد من الأسعار وتوفير السلع بالإضافة إلى المرور المستمر على أفران الخبز لضمان رغيف يطابق المواصفات والشروط، والتقى بعدد من المواطنين واستمع إلى مطالبهم وشكواهم ووجه بحلها على الفور.