منذ سنوات اعتمدت الصين على المشروعات متناهية الصغر لتحقيق التنمية الاقتصادية، وتبنت سياسة استثمار العنصر البشرى، وتدريبه وتطويره، وشجعت الأسر الفقيرة على العمل من داخل المنازل، فتحولت البيوت إلى ورش تنتج أشياء صغيرة، لكنها مهمة للصناعات الضخمة، ولجأت المصانع الكبرى إلى شراء هذا الإنتاج بدلاً من تصنيعه لخفض التكاليف، مع الاهتمام بتدريب، وتوجيه أصحاب المشروعات الصغيرة بشأن ما يحتاجه سوق الصناعة لتحقيق التوازن بين العرض والطلب، بالإضافة إلى تقديم الدعم اللازم للأسر المنتجة ممثلاً في القروض طويلة الأجل، والإعفاء من الضرائب، وبذلك حققت الصين معجزة اقتصادية، وأثبتت أن زيادة عدد السكان قد يكون عاملاً من عوامل التنمية إذا تم توظيفه بما يضمن الاستفادة منه على أكمل وجه.
إن توظيف الكوادر البشرية بالشكل الأمثل هو أول، وأهم خطوة لدفع عجلة الإنتاج وتحقيق التنمية الحقيقية، فالفرد هو نواة المجتمع، وتنميته هي أساس أي عملية تنموية، والتي تهدف أولاً إلى تحسين مستوى معيشة المواطن، وضمان استقراره ماديًّا وصحيًّا واجتماعيًّا.. إلخ، مما يؤدى بالضرورة إلى استقرار المجتمع وتطويره.
أتذكر اتجاهًا مشابهًا في مصر، ظهر تحت اسم مشروع الأسر المنتجة، واعتمدت فكرته على حث ربات البيوت، وذوى الاحتياجات الخاصة للمشاركة في الإنتاج، ولكن كان ينقصه التدريب والدعم والتمويل والدعاية والتسويق!! فالأسر المنتجة في مصر والصين لا يربط بينهما سوى الاسم فقط، وشتان ما بين تجربة اندثرت وأخرى ازدهرت!!
فلنجعل حلمنا القادم هو تنمية المجتمع والنهوض بالصناعة الوطنية من أجل مستقبل أفضل.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
د.حماد عبدالله يكتب: المشروعات " الوطنية " الكبري !!
لدي كل أمة مشاريع تسمي بالمشروعات الكبري وهذه المشروعات تأخذ من الاهتمام الحكومي والشعبي، قدر كبير من التضحيات ولعل أكبر مشروع شهده العالم هو مشروع "مارشال " وهو إعادة بناء دول أوربا الغربية بعد الحرب العالمية الثانية ولعل "المانيا الإتحادية" قد إنهارت كلها لم يعد فيها مبني قائم أو شارع قادر علي أستيعاب حركة مرور تهدمت المانيا كلها بعد حرب ضروس إنتهت بهزيمتها وإنتصار الحلفاء وتقسييم ألمانيا إلي شرقية وغربية، وقامت الدول المتحاربة المنتصرة بأعادة بناء تلك الدول تحت أسم مشروع " مارشال " وها هي ألمانيا !! أعظم حضارات العالم وأكبر إقتصادياتهًا وتغير النظام السياسي في العالم وتوحدت ألمانيا وليس هذا مقصد هذا المقال ولكن المشروعات الوطنية كان لنا نصيب كبير فيها في التاريخ المعاصر، كان لدينا مشروع الإصلاح الزراعي ومشروع شمال وجنوب التحرير، ومشروع الوادي الجديد، والمشروع الهندسي الضخم هو مشروع السد العالي، حاربنا من أجله، وغنينا من أجله وأنشأنا له وزارة تختص بشئونه وبنائه ( وزارة السد العالي ) والتي تولاها المهندس / صدقي سيلمان ( رحمة الله عليه ) !!
وإنتهت هذه الوزارة بإنتهاء بناء السد العالي هكذا كانت مصر في مشروعاتها الوطنية الكبري تحشد المصريين جميعًا وراء فكرة المشروع !!
ورغم أننا أقمنا مشاريع في الثمانينات أكبر بكثير جدًا من مشروع السد العالي ( هندسيًا ) مثل مترو الأنفاق الخط الأول والثاني والثالث تحت الإنشاء كل القاهرة الكبري والجيزة والقليوبية كلها تم مد شبكات مترو الأنفاق تحت
( تربتها ) وأصبحت القاهرة أكبر العواصم في الشرق الأوسط وأعظمها من ناحية النقل تحت الأرض !!
وتغير سلوك البشر المستخدم لهذه الوسيلة للإنتقال تغيرًا واضحأ فتحت الأرض تجد الركاب يتصرفون بالضبط مثل ركاب المترو في باريس أو الولايات المتحدة أو حتي في روسيا !! كل شيء إنضبط وإن كان هناك بعض القصور الأن نتيجة عدم إستمرارنا بالإهتمام بمشاريعنا وبالصيانه بعد الإستخدام !!
إلا أننا لم نغنى للمترو ولم نشهد فخرًا قوميًا بهذا المشروع الضخم !!
أيضًا من المشروعات العظمي التي قمنا بإنشائها خلال السنوات الماضية، كوبري السلام فوق قناة السويس أكبر كوبري فوق ممر بحري هام في العالم أنشأنا أطول طريق ساحلي، دولي، من شرق مصر إلي غربها من العريش إلي السلوم !!مشروعات ضخمة في شرق التفريعة، وشمال غرب خليج السويس، وتوشكي وشرق العوينات مئات المليارات من الجنيهات تم صرفها علي مشروعات تستحق تسميتها بالمشروعات الوطنية الكبري !!
وأخيرًا مشروع إزدواج "مجرى قناة السويس" والذى شارك فى تمويله كل شعب "مصر" ومع ذلك إلا أننا في ظل حكومات لا تسوق لأعمالها ومشروعاتها !! لأنها حكومات ليست لديها رؤية سياسية !! حكومات تكنوقراطية أعضائها أغلبهم ليسوا سياسيين !!