تحديات اقتصادية تواجه تل أبيب.. هل تستطيع تمويل حرب على جبهتين؟
تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT
نشرت مجلة "ذا ويك" تقريرًا يتناول التحديات الاقتصادية التي تواجهها إسرائيل في ظل تصاعد الصراع مع حماس وحزب الله، مشيرًا إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عزم على مواصلة الضغوط العسكرية، رغم تحذيرات المحللين من أن الاقتصاد الإسرائيلي لا يتحمل حربًا على جبهتين.
وقالت المجلة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إنه بعد مرور سنة تقريبًا على الهجمات التي شنتها حركة حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، باتت إسرائيل على شفا حرب شاملة مع لبنان، مما قد يؤدي إلى حرب تخوضها إسرائيل على جبهتين.
فقد تعهد نتنياهو بمواصلة الغارات الجوية المميتة على أهداف حزب الله في لبنان والتي أسفرت عن مقتل مئات الأشخاص وتشريد عشرات الآلاف خلال الأيام الماضية، كما يواصل حزب الله هجماته الصاروخية على شمال إسرائيل. وفي الوقت نفسه، لم تهدأ الحرب في غزة، حيث لا تزال القوات الإسرائيلية تشن هجمات على القطاع.
ويقول رئيس الوزراء نتنياهو إنه لن يتراجع حتى تحقيق أهدافه، لكن المحللين العسكريين يشككون في قدرة البلاد على تحمل حرب على جبهتين.
ماذا قال المعلقون؟
لقد نقلت صحيفة واشنطن بوست عن داني بحر، وهو زميل في مركز الأبحاث غير الربحي "مركز التنمية العالمية"، أن هذه الحرب تبدو وكأنها أم الحروب، وهذا يعني أنها مكلفة. وأضافت الصحيفة أن الثمن الذي دفعه الاقتصاد ضاع وسط الاضطرابات التي شهدتها السنة الماضية، فقد تم تخفيض التصنيف الائتماني لإسرائيل، وانخفض ناتجها المحلي الإجمالي بشكل حاد، وانخفضت السياحة بنسبة 75 بالمائة منذ هجوم حماس السنة الماضية.
وفي وقتٍ سابق من هذا الشهر، اضطر وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إلى طلب زيادة طارئة في العجز، وقالت مجلة الإيكونوميست إن الاقتصاديين الإسرائيليين استسلموا لتدهور الوضع. إن أي حكومة في زمن الحرب يجب عليها تمويل جيشها، وهذا يحدث عادةً من خلال الإنفاق بالعجز، ولكن عليها أيضًا أن تبقى "قوية بما يكفي لتسديد ديونها عندما يحل السلام"، مما يعني أن "الاقتصاد يقف على حافة الهاوية".
وأفاد أدريان فينيغان في برنامج على قناة الجزيرة إن العمال المتعلمين في إسرائيل يغادرون البلاد "أفواجًا" بعد أن أدت الحرب في غزة إلى "توقف" القطاع الاقتصادي الإسرائيلي، والاقتصاد الإسرائيلي يفقد ثقة المجتمع الدولي؛ حيث أغلقت أكثر من 46,000 شركة أعمالها، وأصبح من "الصعب" جذب مواهب جديدة إلى البلاد.
وقالت الصحفية الإسرائيلية ميراف أرلوسوروف في صحيفة هآرتس إن الحرب يمكن أن تفيد الاقتصاد إذا ما تمت إدارتها بحكمة، فتهديد حماس قد زال ولن يظهر لسنوات قادمة، في حين أن "حربًا جيدة" مع حزب الله قد تتركه مجروحًا بما فيه الكفاية بحيث لا يشكل مصدر قلق في الشمال.
لكن هناك شرطان: أولاً، ألا تنشأ أزمة اقتصادية في هذه الأثناء، وثانياً، أن تحذو أي حرب مع حزب الله حذو حرب لبنان سنة 2006، أي تكون صراعًا قصيرًا نسبيًا ينتهي بشكل حاسم ويضر بقدرات حزب الله العسكرية".
ماذا بعد؟
وأشارت المجلة إلى أن آمال أرلوسوروف في حرب قصيرة تبدو غير مرجحة؛ حيث قال يوئيل جوزانسكي، الذي عمل في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، إن إسرائيل ستواجه معركة حقيقية إذا اندلعت حرب كاملة في لبنان، وذلك لأن حزب الله لديه عملية عسكرية أكثر تطوراً بكثير من حماس.
وقال إن استمرار القتال يعني أن المزاج العام سيكون "متشائمًا"، على الرغم من الجهود الدبلوماسية المستمرة لوقف إطلاق النار. لكن الاقتصاد ليس هو الذي سيقرر ما إذا كانت إسرائيل ستحارب على جبهتين، بل ما إذا كانت الحكومة تحظى بدعم الشعب، وقد يتفاجأ البعض من الدعم الإسرائيلي للحرب ضد حزب الله.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الاقتصادية لبنان الحرب تمويل لبنان الاحتلال تمويل الاقتصاد الحرب صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على جبهتین حزب الله
إقرأ أيضاً:
البرهان واردوغان.. تحديات الحرب والاعمار
البحث عن شراكات حقيقية فى المجالات الاقتصادية والعسكرية
البرهان واردوغان.. تحديات الحرب والاعمار..
تقرير_ محمد جمال قندول- الكرامة
أجرى رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة مباحثاتٍ ثنائيةٍ مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، وذلك على هامش مشاركته مؤتمر “أنطاليا الدبلوماسي”.
وقاد البرهان وفدًا رفيعًا للمشاركة في مؤتمر أنطاليا في نسخته الرابعة، حيث ضمّ وزير الخارجية السفير د. علي يوسف الشريف، ومدير جهاز المخابرات العامة الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل، ومدير منظومة الصناعات الدفاعية الفريق أول ميرغني إدريس.
برامج التعاون
اللقاء الرئاسي استعرض العلاقات (السودانية – التركية) وسبل تعزيزها ودعمها، فضلاً عن التطواف في مجالات التعاون المشترك.
الرئيس البرهان أعرب عن تقديره لمواقف تركيا الداعمة للسودان في المحافل الإقليمية والدولية، والحفاظ على سيادته ووحدة أراضيه، ودعمها المستمر للشعب السوداني، وتقديم المساعدات الإنسانية له إبان الأزمة السودانية.
ويقول الخبير والمحلل السياسي د. الكباشي البكري: إنّ مشاركة الرئيس البرهان في مؤتمر أنطاليا تأتي في إطار الانفتاح الدبلوماسي الكبير لعلاقات السودان الخارجية والدولية، بعد الواقع الذي أنتجته حرب أبريل 2023، وترتيب دولاب العلاقات الخارجية، وذلك عقب الانتصارات الكبيرة التي حققتها القوات المسلحة، والتبصير وإيصال الرسائل في كافة المحافل الدولية والإقليمية بالجرائم الكبيرة التي تقوم بها ميليشيات الدعم السريع المتمردة باستهداف المدنيين وتصفيتهم لهم على أُسسٍ عرقيةٍ، وفضح الدعم الذي تتلقاه هذه الميليشيا من دول مثل دولة الإمارات.
ويضيف البكري أنّ لقاء رئيس مجلس السيادة بالرئيس أردوغان على هامش القمة من أهم اللقاءات، خاصةً وأنّ العلاقات بين البلدين ترتبط بعمق استراتيجي وتاريخي وروابط كبيرة بين الشعبين.
ويشير محدّثي لضرورة أن تتضافر الجهود بالدفع وذلك باتفاقيات وبرامج التعاون المشترك في شتى المجالات، بما يمكن أن تلعبه دولة مثل تركيا في إعادة إعمار ما دمرته الحرب في السودان، والاستفادة من دولة مثل تركيا كحليفٍ استراتيجي في إحداث اختراق دبلوماسي دولي وإقليمي في ملفات السودان الخارجية.
العلاقات الثنائية
وكان الرئيس رجب طيب أردوغان قد أكد حرص تركيا على مواصلة الدعم للسودان، ودعم كل الجهود التي من شأنها تحقيق الأمن والاستقرار والسلام في السودان، مشيداً بتميز العلاقات الثنائية بين البلدين، مؤكداً عزمه على الدفع بها إلى آفاق أرحب لتحقيق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين.
بدوره، علّق المحلل السياسي خالد الفحل وقال إنّ تحركات الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة إلى تركيا، تأتي في إطار تعزيز العلاقات الثنائية، وتقديرًا لمواقف تركيا الداعمة للمؤسسات الدولية الشرعية، ورفض أي تدخلات خارجية، ولتأكيد قدرة القوات المسلحة باستكمال تحرير البلاد من الميليشيات التي انحصرت في جيوب دارفور، وكردفان، والانتقال والتمهيد إلى الانتقال لمرحلة ما بعد الحرب وضمان مشاركة تركيا في مرحلة إعادة الإعمار. وأضاف الفحل: تتميز العلاقات المشتركة بخصوصية وشراكات اقتصادية، قدمت من خلالها تركيا كثير من المساعدات عبر الوكالة التركية للتعاون والتنسيق “تيكا” التي ظلت تقدم مساعدات ومشاريع متعددة في مختلف ولايات السودان.
وأثنى الفحل على مواقف تركيا مع السودان، التي تشهد تطورًا بالرغم من التحديات التي يواجهها السودان، داعيًا إلى ضرورة تطويرها عبر بناء شراكات حقيقية تسهم في ترقية المصالح المشتركة بين الدولتين في مختلف المجالات الاقتصادية والعسكرية.