جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-04@07:19:01 GMT

رجلٌ.. في زمن عزّ فيه الرجال

تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT

رجلٌ.. في زمن عزّ فيه الرجال

 

 

مصطفى محسن اللواتي

 

حق أن يقال فيه إنه كان أمةً في رجل.. نجح في اختبار الأرض بامتياز، فكافأته السماء بوسام الشهادة.. أدّى ما عليه تجاه أمته دون كلل أو ملل، فكان لا بُد أن يصعد ليرتاح..

إنِّه سماحة السيد حسن نصر الله زعيم حزب الله في لبنان، الذي صعد رفاقه قبله، فأبت إرادة السماء أن تراه يتألم لفراقهم، فكان اللقاء ليس بهم فحسب؛ بل بجده المصطفى صلى الله عليه وآله الأطهار.

كان يعيش الانتصار، ويعيش للانتصار، وكان يتمنى الشهادة، وكان يرى في الشهادة انتصارا، فحصل على كليهما.. يكفيه فخرًا أنه قهر ودحر الصهاينة مرتين، عام 2000 وعام 2006، وأصبحوا بفضل قيادته يولولون ويصرخون مطالبين بوقف الحرب التي هم من أشعلها وبدأها.

نصر الله كانا مشعلا للقلوب، ومنارا في سنوات مرَّت جدباء كلها إحباطات وانتكاسات وهزائم، وفوق هذا تطبيع علاقات، مكاتب تجارية، مشاريع زراعية، فتح سفارات، سياحة متبادلة..إلخ.

لست في وارد مدحه، فلا الكلمات توفي، ولا المشاعر تعبّر، ولا شخصيته يستطيع أداء جزء من حقها قاصر مثلي.

هذا الرجل ملك مشاعر الملايين، فأحبوه بصدق وعمق، وهذا الرجل امتلك كاريزما عجيبة، إنه سحر الإيمان والورع والتقوى والجهاد والتضحية، فكان بحق سيد القلوب، وقائد العقول، وآسر المشاعر.

حينما يُعلَن موعد كلمته، كل المواعيد يتم تأجيلها، ونتفرغ لهذا اليوم كي نستمع إليه، قد لا يكون في الكلمة ما يأمله بعضنا، ولكن فيها الكثير مما نحتاجه، فيزرع فينا الأمل، والإقدام، والحماس، وكل طاقة يحتاجها الفرد منا كي لا يتحطم أمام ضراوة الأعداء، وتكالب القوى الغاشمة.

كانت شخصية هذا السيد الرائع الجميل البطل مميزة في كل جوانبها، والإلمام بها يحتاج بحثا كبيرا.

وهنا سأستعرض بشكل سريع ما كنت ألاحظه وغيري من بعض أوجه روعة وعظمة هذا السيد:

- ابتسامته التي تزرع الاطمئنان، وتزيح اليأس، وتريح النفس، رؤية ابتسامته الدائمة كانت ملاذا للهروب من الضيق والألم.

لم تكن الابتسامة وحدها هي ما تأسر محبيه؛ بل كان يمتلك سخرية لاذعة، وأسلوبًا ساخرًا تهكُّميًا ينال به من أعدائه مُبتسمُا، فكما كانت له ابتسامة تريح محبيه، كان له ابتسامة تغيظ أقزام الصهيونية ومن يواليهم، وتجعلهم يعيشون النرفزة بكل معانيها.

وقد عبّر عن ابتسامته الشاعر بأحسن تعبير:

سلامً على السِن الضحوك إذا اختفت

وراء التحدي تشعل الحرف مجمرا

 

تناسخت في صلب الجماهير هازئاً

بمن حسبوا صلب الجماهير أبترا

- قدرات خطابية هائلة، بحيث كان اعلام الصديق والعدو في كثير من الاحيان يأتي بمتخصصين لقراءة حركات الجسد، وحركات الشفاه، ونبرات الصوت، واستخدام الالفاظ والمصطلحات، لمعرفة ما قاله مما لم ينطق به.

وبهذه القدرات الخطابية كان العدو والصديق يستمتع بالانصات اليه، والتفكير في كل كلمة وحركة ونبرة تصدر منه اثناء الخطاب.

- صدقه ووفاؤه بما يقول، فالسيد كان قوله الصدق، وكان اذا قال صدّقه حتى اعدائه، لدرجة ان الاعلام الصهيوني كان يصرح بأنهم يصدقون السيد اكثر مما يصدقون قادتهم، لذا حين أطلق "الوعد الصادق" كان فيها "صادق الوعد".

هذا الصدق جعله محل إحترام من خصومه في لبنان، فكان سياسيو لبنان رغم شدة الاختلاف معه، ورغم أن فيهم من كان يفجر في الخصومة، إلّا أنهم احترموا فيه صدقه، واحترموا فيه وفاءه لقوله ووعده.

- كان فصل الكلمة، وكلمة الفصل، فحينما يهدد ترتعد فرائص العدو، وكان لتهديداته وقع قوي وخاص على الصهاينة، ويعرفون ان الموت الاحمر قادم، وما كان تهديده يوما مجرد خواء؛ بل كان يعي ما يقول، واتخذ مسبقا كل الخطوات لتنفيذ ما يقول.

فإذا حضر في خطبة كانت له هيبة في نفوس أعدائه من الصهاينة، ينتظرون ما سيقول، ونياط قلوبهم تتمنى أن تمضي الخطبة على خير ولا يصدر منه تهديد يقض مضاجعهم.

- الجانب الروحي في شخصيته، هذا الرجل كان ابرز ما فيه ارتباطه بالله جل وعلا، فلم يفارق لسانه ذكر الله في كل خطبه، وكان الدعاء سلاحه الأول، وكان يوجّه الناس للارتماء دوما في أحضان الدعاء، وكان قدوته في الجهاد سبط رسول الله، الإمام الحسين بن علي، وكان النبي وأهل بيته حاضرين دومًا في حديثه وخطبه وكل حياته، فيستشهد دوما بأقوالهم، ويستن حقا بسيرتهم وأخلاقهم.

هذا التعلق بالله -والذي كان دوما يذكِّرنا بأهميته في حياتنا- هو الذي خلق منه قائدا لا يخاف في الله لومة لائم، قائدا شجاعا مغوارا مقاتلا لا يهادن ولا يصانع، خلق انسانا واضحا في حياته، لا يتلون، ولا يخشى من هذا وذاك اذا تحدث لان نهجه واضح.

هذه الروحانية التي ربى نفسه عليها خلقت منه إنسانا لا طمع له بالعيش الرغيد، ولا هم له بمتاع الدنيا، فكان مصداقا عبر عنه أمير المؤمنين في وصفه للمتقين: "وحاجاتهم خفيفة، وأنفسهم عفيفة، صبروا أياما قصيرة أعقبتهم راحة طويلة، تجارة مربحة يسرها لهم ربهم، أرادتهم الدنيا فلم يريدوها وأسرتهم ففدوا أنفسهم منها".

- كان واسع الإطلاع والمعرفة، كثير القراءة، في مختلف المجالات، ويكفيه انه كان يحاضر في موسم محرم ورمضان، وهذا يتطلب تحضيرا ليس بالقليل ولا الهيّن.

وكان رحمه الله يقرأ للعدو، ويحاول فهمه جيدا، وفهم نفسيته، وتفكيره، ليستطيع من خلال هذا الفهم مقاومته والقضاء عليه، واللعب على نفسيته لقهره من خلال استلام المبادرة منه.

- كانت بوصلته واضحة جدا، ففلسطين والقدس كانت هدفه الاساسي، ومرماه الاول والاخير، ولبنان كانت جزءً من هذه البوصلة الواضحة لأن العدو في الموقعين واحد، وتحرير الأرض من هذه الأيادي النجسة كان يراه واجبا شرعيا وانسانيا.

حتى دخول سوريا كان أساسه حفظ لبنان، ولم يدخل سوريا إلا بعد مضي حوالي سنتين من دخول الشراذم، وشذاذ الآفاق، ومردة أهل الكتاب، وفقط حينما بدأوا بالاقتراب من حدود لبنان وشكلوا خطورة عليها، حينها فقط قرر دخول سوريا.

- ولأن البوصلة واضحة، والرؤية مكتملة، فكل خلاف آخر كان يعتبره جانبيا، ولا بد من ردمه وحلّه حتى لا تنحرف البوصلة عن مسارها، وينشغل بخلافات جانبية تستهلكه وتستهلك طاقةً يفترض أن تكون موجهة للعدو.

ولأجل هذه البوصلة تجاوز عن كثير من الصغائر، وتحمل كثيرا من الانتقادات والشتائم وسوء الظن وغيرها، مذكرا إيانا بجده المرتضى، حينما قال: "ووالله لأسلِّمنّ ما سلمت أمور المسلمين، ولم يكن فيها جور إلا عليَّ خاصة".

السيد حسن نصر الله كان ظاهرة لا تتكرر إلّا نادرا، وكان شخصية قيادية قلما يجود الدهر بمثلها، استطاع بهذه الشخصية الفذة ان يتقدم بحزب الله خطوات عملاقة في أساليبه وتكتيكاته وخططه، وتطوير قدراته التسليحية، والتصنيعية، وإنشاء أنفاق متطورة؛ بل وساعد ونقل السلاح وتقنية تصنيع السلاح والأنفاق الى غزة، ويتمكن من زرع الخوف في كيان تقف معه ووراءه اقوى دول العالم، بل وينتصر عليه مرتين، وليخلق حالة ردع، وتوازن رعب، بحيث لم يتجرأ العدو بعدها للاقتراب من لبنان.

مثّل في تاريخة المشرق كل مفاهيم النُبل والطهارة والسمو، متعاليا عمن كانوا يعادونه بخِسّتهم ودناءتهم وقبح أفعالهم.

هذه الشخصية غادرتنا، وبلا أدنى شك أن الألم يعتصرنا لفراقه، فوجوده لوحده كان يدخل الاطمئنان في النفوس، وظهوره في الشاشة كان يشرح الصدر، وحديثه كان الوحيد الذي ننصت إليه ونصدقه.

نتألم، نتوجع، نكتئب، كل قواميس الدنيا لا تفي بما نحس به، لكن هو من علمنا أن الشهادة هي الحياة التي نريدها، وقد جاءت إليه تريده لأنه يستحقها، ولكي نراه مرة أخرى، علينا السعي لنيلها أيضاً في سوح الكرامة والعزة والدفاع عن الإسلام وعن قضية المسلمين الأولى "القدس".

وكما وهبنا ربنا السيد نصر الله، سيهب لأجيالنا غيره يكمل المسيرة، ويواصل الدرب حتى ينبلج الصبح وتصل الإنسانية بالجهاد إلى مرفأ النور.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

أمّة المقاومة.. مقاومة الأمّة

 

ميزة الأمّة في المصطلح أنها عنوان جامع عابر للحدود الجغرافية والعرقية واللونية واللسانية، ولأنها أمّة فهي في ذاتها عصيّة على الزوال والاندثار والضعف؛ وما يبدو في بنيتها العامة من توزّع وانتشار واختلاف في المناطق والبلاد هو في الحقيقة عامل ديمومة وقوة وانتصار طالما أنه مشدود إلى الهدف نفسه والغاية نفسها، وأي هدف وغاية أوثق من المقاومة كخيار وثقافة ونهج وأسلوب ومسار!؟ هنا تكمن عناصر القضية.

بالأمس ودّعت أمّة المقاومة التي اجتمعت من جهات الأرض “قائداً تاريخياً استثنائياً.. وطنياً، عربياً، إسلامياً، وهو يُمثل قبلة الأحرار في العالم”؛ كما عبّر الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم خلال مراسم تشييع الأمينَينِ ‏العامَّينِ لحزب الله سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله وخليفته الشهيد الهاشميِّ ‏السيد هاشم صفي الدين. هذه الصفات الجوهرية التي لخّصها سماحة الشيخ قاسم في تعريف السيد الشهيد هي في الواقع تجسّد عناصر الأمّة التي قادها تحت عنوان المقاومة، والتي أرادها أن تتنكّب عبء المسؤولية في المبادرة والفعل لتصبح المقاومة في هذا المنحى عقيدة إيمانية أكثر منها خياراً تقتضيه ضرورة القيام لنيل الحرية والاستقلال.

أمّا مقتضى الرسوخ في ثقافة المقاومة، فهو يفترض إلى جانب العزم والإرادة والفعل وجود صلة تسمو فوق أصول المعرفة وقيود الاتصال والتواصل، وهو الحب، ولا تقف هذه القيمة الإنسانية السامية عند حدود الاقتناع بالفكرة والهدف أو الغاية والاتجاه بل تتجاوز أساسات القضية لتصل إلى التعلّق بالشخص – الرمز، وهي الميزة التي التصقت بسيّد شهداء الأمّة في تقويم أحاسيس ومشاعر الملايين الذين عشقوه دون أن يعرفوه أو يكون له أي صلة مادّية بهم، فتعلّقوا به وتبعوه وناصروه وأخلصوا له في حبّهم، فأتى من أتى في الحضور ومن لم يحضر شيّعه كأن القائد الشهيد حاضراً لديه، وهو بذلك “حبيب المجاهدين وحبيب الناس، حبيب الفقراء والمستضعفين، حبيب المعذبين ‏على الأرض، حبيب الفلسطينيين”.

هي الأمّة التي أيقظها السيد الشهيد من سباتها واستنهضها من ركود خلال ثلاثة عقود من المقاومة، وسارت معه قوافل ممتدّة من الشهداء والجرحى والأسرى، وخلفه اصطفت المجتمعات الصغيرة من الأسر الصابرة، ترعاها أمّهات ربّت أجيالها على حب المقاومة، وحجزت لنفسها مكاناً فاعلاً ومتفاعلاً في مراتب الأمّة، حتى غدت هذه المجتمعات في سيرورة متنامية فتحوّلت إلى مجتمعات كبيرة كسرت قيد الجغرافيا واللغة والانتماء العرقي والطائفي، وتعملق قرار المقاومة الذي أطلقه ليصبح خياراً ترفع لواءه الجموع التائقة إلى الانعتاق من أسر الاحتلال، واستطاع بحكمته وذكائه وشجاعته أن يؤسس للصلة التي يلتقي فيها المقاومون على هدف واحد، وهو تحرير فلسطين والمسجد الأقصى من الاحتلال الصهيوني.

اجتمعت الأمّة على خيار المقاومة، فأصبحت المقاومة دليلاً على الهوية وإليها، واستحالت سلاحاً في رحم الأحرار ومنهم، وهم الذين رأوا فيها القوّة التي ترفعهم من حضيض الاستكانة إلى قمّة التحرّك، ورأوا في السيد الشهيد الترجمة الفعلية للقيادة المؤهلة التي ستأخذ بأيديهم إلى تحقيق هدفهم الأسمى، فأضحى السيد نصر الله قبلة الأحرار في كل العالم، و”قاد المقاومة إلى الأمة وقاد الأمّة إلى المقاومة، فأصبحنا لا نميز بين مقاومةٍ وأمة..”، فكلّما كانت الأمّة ملتصقة بخيارها المقاوم ومخلصة في اتجاهاتها تحولّت إلى مقاومة يخوضها الأحرار، حيثما كانوا وأينما وجدوا، فتصبح أمّةُ المقاومة مقاومةَ الأمّة لا انفكاك في ذاتية كينونتها وعوامل قوتها، وتصبح الأمّة نفسها هي المقاومة التي تدافع عن الأمّة وتحميها وتقاتل من أجلها، موضع الروح من الجسد، فإذا انفصلت عن مقاومتها تحوّلت إلى كيان هشّ ضعيف لا حول له ولا قوة، وهذا لا يكون إلا بالتضحية والفداء وبذل الأنفس والأموال والأرزاق صبراً على ضيق إلى حين أوان الانتصار.

إنها الأمّة التي تحدث عنها سماحة الشيخ قاسم، والتي حضرت في مليونيتها السامية في تشييع سيد شهداء الأمة، وقد استشهد وجرح من أجلها عشرات آلاف المقاومين من القادة والمجاهدين في لبنان وفلسطين والعراق وسورية واليمن وإيران خلال معركتي “طوفان الأقصى” و”أولي البأس” حتى فرضت المقاومة حالاً من المراوحة الميدانية، ما اضطر العدو الصهيوني إلى طلب وقف إطلاق النار على غرار ما حصل في قطاع غزة، فوافقت القيادة على ذلك حرصاً على مصلحة المقاومة ولبنان باستمرار ‏القتال غير التناسبي وتحقيق الأضرار من دون أُفق سياسي ولا ميداني”، لتنتقل المقاومة إلى ‏مرحلة جديدة تختلف بأدواتها وأساليبها وكيفية التعامل معها”، وجوهر المرحلة هو أن المقاومة أنجزت ما عليها من ردع للعدوان، ومنعته من إسقاط الكيان اللبناني وإلحاقه بحظيرة الكيانات التابعة له، ويبقى على الدولة اللبنانية أن ‏تتحمل مسؤوليتها في الردع واستكمال التحرير.

حسم سماحة الشيخ قاسم في كلمته جملة من المحدّدات على المستويين السياسي والميداني، تشكّل بمجموعها برنامج عمل حزب الله في المرحلة المقبلة، وأعلن بداية حقبة جديدة في أداء الحزب والمقاومة على مستوى لبنان والمنطقة والعالم، كما أكد على جملة من الثوابت التي تلبّي طموحات الأمة وتطلعاتها، وأهمها:

– المقاومة حق وواجب ولا يمكن لأحد سلبنا إيّاه، وهي خيارنا الإيماني والسياسي ما دام الاحتلال وخطره موجوداً ‏نُمارس حقنا في المقاومة بحسب تقديرنا للمصلحة والظروف، ولا يُثنيها من يُعارضها، وتقتلع المُحتل ولو بعد ‏حين، والنصر النهائي حتميٌ ومطلق.

– أي هجوم تشنّه “إسرائيل” على لبنان لم يعد مجرد “خروقات” بل هو بمنزلة “احتلال وعدوان”، والمقاومة قوية عدداً وعدّة وشعباً ولا تزال مستمرة بِحضورها وجهوزيتها، وستمارس العمل المقاوم بالأساليب والطرق والتوقيت انسجاماً مع المرحلة وتقدير القيادة.

– لن نقبل باستمرار قتلنا واحتلالنا ونحن ‏نتفرج، ولا يُمكن لِأحد أن يطلب منا بأن ننكشف وأن نُقدم ما لدينا من قوة لِيتحكّم بِنا العدو.‏

– الرفض المطلق للمساعي الأمريكية للتحكم بلبنان، “لن يأخذوا بالسياسة الذي لم يأخذوه بالحرب”.

– المسؤولون في لبنان يعرفون توازن القوى، وسنتابع تحرك الدولة لِطرد الاحتلال ‏ديبلوماسياً، ونَبني بعد ذلك على النتائج. ونُناقش لاحقاً استفادة لبنان من قوته عند مناقشة الاستراتيجية ‏الدفاعية.‏

– المشاركة في بناء الدولة القوية والعادلة، والإسهام في نهضتها على قاعدة المساواة بين المواطنين في ‏الحقوق والواجبات وتحت سقف اتفاق الطائف..” لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه ونحن من أبنائه”.

– التأكيد على ثلاث ركائز أساسية في سياق بناء الدولة، وهي إخراج المحتل وإعادة الأسرى، وإعادة الإعمار والترميم والبنى التحتية كالتزام أساسي، وإقرار خطة الإنقاذ والنهضة الاقتصادية والمالية والإدارية والقضائية والاجتماعية.

– الحرص على مشاركة الجميع في بناء الدولة، وعلى الوحدة الوطنية والسلم الأهلي.

– فلسطين حق وهي بوصلتنا، ندعم تحريرها.. ونستمر على العهد.

ولعلّ البند الأهمّ في المحدّدات والثوابت التي أعلنها الأمين العام لحزب الله هي في تأكيد التحالف بين حزب الله وحركة أمل، والذي لا يقف عند وحدة المذهب الشيعي بقدر ما يتجسّد في تحالف شامل وتنسيق متكامل في المواقف ولا سيّما في الملفات الداخلية أولاً وثانياً في الاستحقاقات المقبلة التي تبدأ عند الانتخابات البلدية والاختيارية ولا تنتهي عند الانتخابات النيابية العام المقبل، فهذا “التحالف تعمّد بالدم والتضحية ‏والعطاءات والمقاومة والمواجهة، وإننا واحدٌ في الموقف وواحدٌ في الخيارات ‏وواحدٌ في السياسة”.

إن قراءة ملخّصات المواقف التي وردت في الكلمة المفصلية لسماحة الشيخ قاسم تفيد بأنها حملت رسالة واضحة وأكيدة لكل الأفرقاء في الداخل والخارج، وخصوصاً أولئك الذين راهنوا قبل العدوان الصهيوني وخلاله وبعده على سراب الوهم الأمريكي بهزيمة حزب الله، أن المقاومة باقية ومستمرة بقوتها وعزيمتها الراسخة في مواجهة المحتلّ وإحباط المخططات الأمريكية الرامية للهيمنة على لبنان وقراره وسيادته، وأن لا أحد قادراً على أن يضعف أو يلغي حضور حزب الله السياسي في تشكيل القرار الوطني، وأقوى دليل على ذلك إسهام الحزب في انتخاب العماد جوزف عون رئيساً للجمهورية وتسهيل تكليف نواف سلام لتشكيل الحكومة، وفرض الخيارات المناسبة في تسمية الوزراء الشيعة في هذه الحكومة. أما المظهر الأقوى يبقى للأحرار الذين تقاطروا من لبنان وخارجه وأثبتوا صدق وفائهم للمقاومة بحضورهم المليوني المبارك في مراسم تشييع السيدين الشهيدين، وأكّدوا أنهم أمّة المقاومة.

مقالات مشابهة

  • إعلام إسرائيلي: كارثة أكبر كانت ستحدث لو انضم حزب الله لهجوم 7 أكتوبر
  • نجل شقيق الضحية الثانية لسفاح الإسكندرية يكشف التفاصيل الأخيرة في حياتها: «كانت واعية وحنونة»
  • كان مكتئباً بلا روح”.. نجل السيد حسن نصر الله يروي تفاصيل الأيام الأخيرة لوالده قبل استشهاده
  • أمّة المقاومة.. مقاومة الأمّة
  • ليزدادوا إيمانًا.. من إطلالة السيد القائد البدر
  • السيد حسن نصر الله: قائد المقاومة ورمز الصمود
  • إياد نصار لـ «حبر سري»: فيلم «موسى» قوي جدا وكان ينقصه شئ للنجاح
  • علي جمعة يكشف عن قواعد الحب بين الرجال والنساء
  • أحمد موسى: ترامب زق زيلينسكي إمبارح 3 مرات وكان ناقص يوقعه من على الكرسي
  • هبة عوف: الطلاسم في مسلسل المداح قد تكون مؤذية إن كانت حقيقية.. والسحر مذكور في القرآن