ساعر ينضم إلى حكومة نتنياهو
تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، مساء اليوم الأحد 29 سبتمبر 2024، انضمام رئيس حزب "اليمين الرسمي"، غدعون ساعر، إلى حكومته، مشيرا إلى أنه بات عضوا في الكابينيت السياسي – الأمني.
تغطية مباشرة ومتواصلة عبر قناة وكالة سوا على تطبيق تليجرام- تابعونا هنا
وقال نتنياهو في مؤتمر صحافيّ مشترَك مع ساعر: "مع اندلاع الحرب، شرعت على الفور في تشكيل حكومة واسعة ومستقرّة قدر الإمكان؛ لذلك، أقدر بشدة انضمام بيني غانتس وغدعون ساعر إلى الحكومة، وكنت آسفًا عندما غادروا، وللسبب نفسه، أقدّر استجابة ساعر لطلبي، وموافقته اليوم على العودة إلى الحكومة".
وذكر نتنياهو أن "هذه الخطوة تساهم في الوحدة في داخلنا، والوحدة ضد أعدائنا"، مضيفا: "في مناقشات الكابينيت، تأثرت كثيرا برؤية غدعون ساعر الواسعة، وقدرته على تقديم حلول خلّاقة لمشاكل معقّدة؛ لقد رأينا أكثر من مرة وجها لوجه الخطوات التي يجب اتخاذها".
وقال نتنياهو إنه "لا يخفى على أحد أنه كانت بيننا خلافات في الماضي، لكن منذ السابع من (تشرين الأول) أكتوبر، وضعنا كل رواسب الماضي خلفنا".
وأضاف: "هكذا كان الحال عندما انضمّ ساعر إلى الحكومة في تشرين الأول (أكتوبر)، وسيكون الأمر كذلك عندما يعود غدعون اليوم إلى الحكومة والكابينيت".
وتابع: "سنعمل معًا، كتفا إلى كتف، وأنا أنوي الاستعانة به، في الأُطُر التي تؤثر على سير الحرب".
وقال نتنياهو مخاطبا ساعر: "أنا أقدّر قرارك حقًا. أنت تدرك مصيرية هذا الوقت، وتتجاهل كل الاعتبارات الأخرى"، مضيفا: "في هذه الأيام المصيريّة، أنا متأكد من أنك ستقدم مساهمة كبيرة في إدارة الحرب، ومساهمة كبيرة لبلدنا".
ساعَر: المخاطر أمامنا.. انضممت للمساهمة في مراكز صُنع القرار
من جانبه، قال ساعر، "يخوض بلدنا حربا شرسة على عدة جبهات، منذ ما يقرب من عام، وهذا اختبار تاريخيّ، وليس أمامنا سوى وسيلة واحدة لإنهائه: بأن تكون لنا اليد العُليا، ولذلك انضممت إلى الحكومة بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر، ولكن من المؤسف أنني اضطررت إلى الاستقالة على الرغم من دعمي لأهداف الحرب، في الوقت الذي شعرت أنني لا أستطيع أن أترك أي تأثير".
وأضاف: "إننا نعيش أياما تاريخية بالنسبة لإسرائيل، وهذه أيام حاسمة في الحرب ضد أعدائنا".
وأبدى ساعر إعجابه بالعدوان الإسرائيلي الذي طاول العاصمة اللبنانية بيروت، والحُديدة في اليمن، قائلا: "حينما استقلت من الحكومة انتقدت ما اعتبرته خلْطا. ومن الواضح أن الموقف الذي تم التعبير عنه من بيروت إلى الحديدة، هو نهج متميز، والذي كنت أؤيده دائمًا".
وأضاف: "إن الأيام الصعبة والمليئة بالتحديات وكذلك المخاطر لم تعد وراءنا، وهوامش عدم اليقين كبيرة، وسيكون الأمر صعبًا قبل أن يصبح جيدًا، ومن المهم في هذا الوقت تعزيز إسرائيل وحكومتها ووحدتها وتماسكها".
وتابع: "لذلك استجبت لطلب نتنياهو بالانضمام إلى الحكومة، والمساهمة في عملها في مراكز صنع القرار، بخبرتي وقدراتي؛ هذا هو الشيء الوطني والصحيح الذي يجب القيام به الآن"، على حدّ قوله.
وقال ساعر: "إنني أنضم إلى الحكومة في هذه المرحلة دون اتفاق ائتلافي، ولكن بنظرة وبموقف وطني قوي تجاه شعبنا".
وذكر ساعر أنه "في الماضي، كانت لدي سنوات من علاقات العمل والتعاون الوثيقة والجيدة للغاية مع تنياهو، وكانت هناك أيضًا سنوات من الخلاف السياسي والشخصي"، مضيفا: "لقد وجدنا قاسما مشتركا واسعا، وأعتقد أنه يمكننا العمل معًا، دون انقسامات، من أجل إسرائيل وأمنها".
وأضاف: "في الوضع الحالي، وبعد النظر في الأمور، توصلت إلى أنه لا فائدة من الاستمرار في الجلوس في المعارضة، في ظلّ مواقف معظم أعضائها من الحرب؛ (إذ إنها) مختلفة وحتى متباعدة".
وعدّ أن "هذا هو الوقت الذي يكون فيه من واجبي أن أحاول المساهمة على طاولة صنع القرار"، لافتا إلى أنه "لا توجد قرارات سهلة أمامنا، ولكن القرارات الصعبة فقط".
المصدر : وكالة سوا - عرب 48المصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: إلى الحکومة
إقرأ أيضاً:
4 أزمات حزبية تنذر بانهيار حكومة نتنياهو.. تحضير لانتخابات مبكرة
بالتزامن مع التطورات المتلاحقة على الساحة الخارجية للاحتلال، يشهد داخليا تغيرا في موازين القوى في حكومة اليمين، بل إن هناك من يبشر أنها بداية تفككها، واقتراب الانتخابات المبكرة، لاسيما بعد خطوات وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير المتحدية لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بجانب أزمة إعفاء الحريديم من التجنيد في صفوف الجيش، ما أظهر الأخير كمن يدافع عن وجوده في هذه الساحات، الداخلية والخارجية، وفي الوقت ذاته يشيع مزيدا من رائحة الانتخابات المبكرة.
وأكد محمد مجادلة مراسل القناة 12 للشؤون الحزبية، أن "أحداث الأسبوع المنصرم في الكنيست شكلت نقطة جديدة في التدهور البطيء والمستمر لحكومة نتنياهو، خاصة بسبب تمرد بن غفير، وتصويته مع أعضاء آخرين في كتلته "العصبة اليهودية" ضد إقرار الميزانية، مع أنه لم يقابل بعقوبات كبيرة من جانب نتنياهو، وهو سلوك متبع من رؤساء وزراء سابقين في حالات مماثلة.
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21"، أن قادة أحزاب الائتلاف وكبار وزراء الليكود طالبوا بإقالة بن غفير بسبب انتهاكه الصارخ لانضباط الائتلاف، ومنع تدهور مماثل مع بقية مكوناته".
وأوضح، أن "نتنياهو في المقابل رأى خلاف ذلك، بل دعا بن غفير لمحادثة مصالحة بعد إقرار قوانين الميزانية في القراءة الأولى بأغلبية ضئيلة، لكن الأخير لم يقبل بالمصالحة، على العكس من ذلك، بل ذكر أنه لا ينوي التنازل عن مطلبه بطرح اقتراح إقالة المستشار القانوني للحكومة غالي بيهاريف ميارا للمناقشة في اجتماع مجلس الوزراء المقبل، زاعما أن الشخص الذي يقدم لها طوق النجاة ويمنع النقاش بحقها هو صديقه المقرب وزير المالية بيتسلئيل سموتريتش".
وأكد أن "أعضاء الائتلاف الحكومي ينظرون لتمرد بن غفير بحدة، مما قد يعتبر تغييرا في ميزان القوى الحكومي، رغم أن انضمام غدعون ساعر مع أعضاء حزبه الثلاثة وفّر لنتنياهو الأوكسجين المطلوب للتنفس، ومنع بن غفير من ابتزازه، الأمر الذي أشاع في أجواء الائتلاف الحكومي نوعا من تبادل الرسائل العلنية حول انتهاء عهد الأخير من الابتزاز، لأن ذلك يعني زيادة استفزازه لباقي مكونات الائتلاف، والتسبب بأزمات في المستقبل، مما يقلق رئيس الوزراء بشكل كبير".
وأوضح أنه "في الوقت نفسه، سجلت جبهة أخرى تطورات في الائتلاف الحكومي في الأيام الأخيرة، تمثلت في أزمة تجنيد اليهود المتشددين في الجيش، حيث التقى وزير الحرب يسرائيل كاتس مع كبار قادته، وعرضوا عليه الحاجة لتجنيد عشرة آلاف عضو حريديم بحلول تموز/ يوليو 2026، لأن أضرار حرب غزة، وإطالة أمدها تؤكد الحاجة لزيادة القوى العاملة في الجيش".
وأردف، أن "كاتس يناقش إمكانية تجنيد الحريديم ضمن حوارات داخلية، ودون التسبب في صدمة غير ضرورية لقادتهم، كما فعل سلفه يوآف غالانت، حيث وقع عدد من الحاخامات السفارديم المتطرفين، بما في ذلك أعضاء مجلس شاس، على رسالة تدعو أعضاء الكنيست لمعارضة الترويج لقانون التجنيد، بل أعلنوا أنه حتى العاطلين عن العمل يجب ألا يذهبوا للجيش، وحتى الآن لا يعرف الائتلاف كيف ستنتهي هذه الأزمة، مع أن مستوى تهديد الحريديم للحكومة ليس مرتفعا، خاصة عندما لا يوجد بديل، أو حل معقول لهم خارجها".
وأشار إلى أن "أزمة ثالثة تعصف بالائتلاف تتمثل بمرور أكثر من 440 يوما على الحرب في غزة ولبنان، ورغم وقفها في الشمال، فإن إعادة مائة مختطف، يبقى الهم الأساسي للحكومة، حيث تنتظر عائلاتهم نتائج المفاوضات التي تجري حاليا في القاهرة والدوحة، فيما لا زال يرفض نتنياهو وحكومته الالتزام بشرطي حماس لنهاية الصفقة: نهاية الحرب وانسحاب الجيش من القطاع".
وتابع، "هنا تواجه الحكومة صعوبات من جانب سموتريتش وبن غفير، اللذان صرّحا أن الاتفاق مع حماس ليس هو الحل، واصفين الصفقة المتبلورة بأنها سيئة".
وأوضح أن "الأزمة الرابعة المحيطة بالائتلاف الحكومي تتمثل في استكمال نتنياهو شهادته الرابعة أمام القضاة، بعد أن قبلوا على غير العادة طلب الدفاع، ورفضوا تقديم شهادته بحجة قيامه بجولة أمنية في الحدود السورية".
وأكد، أنه "رغم تصريحاته على مر السنين حول قدراته الفائقة في إدارة الحكومة ومثوله أمام المحكمة في نفس الوقت، فقد تم الكشف بالفعل في بداية شهادته أمام القضاة أنه أمام إحدى لحظات ضعفه الحقيقية، مما حدا بالبعض لتقدير أننا أمام بداية تفكك الحكومة".
ونقل عن أوساط الائتلاف أن "أزمات بن غفير وسموترتش والحريديم ستتفاقم في المستقبل القريب، كما أن الضغط على الحكومة لاستعادة قوانين الانقلاب القانوني، وإقالة المدعي العام، سيزداد مع اقتراب محاكمة نتنياهو، مما يعني أن يمرّ الائتلاف بمراحل مصيرية في مثل هذا الوضع".
وبحسب تقديرات المعارضة، "ستشهد الدولة انتخابات برلمانية في النصف الثاني من العام المقبل، سواء اختار نتنياهو إجراءها مبكرا، أو فرضها شركاؤه، مع أن محاولة إحياء الانقلاب القانوني، تزيد من حدة طموح نتنياهو لتصميم أجندة مختلفة استعداداً للذهاب، عاجلاً أم آجلاً، للانتخابات".