نستكمل حديثنا اليوم عزيزى القارئ مع قدرة مصر على استعادة تأثيرها «الغائب» فى السودان «الجريح» بعد أعوام من «الارتباك وتراجع للدور»، نتيجة ما بدا أنه «انحياز للمكون العسكرى خصوصًا قائد الجيش عبدالفتاح البرهان والجماعات الداعمة له على حساب الأطراف المدنية منذ إطاحة نظام الرئيس السودانى السابق عمر البشير عام ٢٠١٩»، بحسب ما يقول بعض المراقبون من هنا وهناك، خلال مؤتمر القاهرة الذى حضره غالبية ممثلى القوى السياسية والمدنية السودانية الفاعلة وبمشاركة ممثلين لمنظمات إقليمية ودولية ودبلوماسيين من دول أفريقية وعربية وأوروبية، وتركز فى جوهره على أن يكون «أى حل حقيقى للأزمة لا بد أن يستند إلى رؤية سودانية خالصة تنبع من السودانيين أنفسهم ومن دون إملاءات أو ضغوط خارجية»، دعت مصر إلى إجراء مشاورات حول ثلاثة ملفات لإنهاء النزاع تضمنت «وقف الحرب والإغاثة الإنسانية والرؤية السياسية للحل»، المناقشات فى المؤتمر «استهدفت بناء الثقة بين الأطراف السياسية» فى بلد يشهد حربًا طاحنة منذ أبريل ٢٠٢٣ راح ضحيتها آلاف المدنيين، ودفعت «نحو ١٩ مليون سودانى للفرار داخليًا وخارجيًا إلى دول الجوار»، بحسب تقديرات الأمم المتحدة، وعلى مدار عمر الحرب الأهلية فى السودان بين قوات الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان و«الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو «حميدتي»، اختارت القاهرة على المستوى الرسمى «الحياد» والدعوة المستمرة لوقف الحرب، إلا أن الاتهامات بـ«انحيازها لطرف على حساب آخر» لاحقت جهودها الدبلوماسية والسياسية للعب دور للتهدئة فى الحرب.

كلمة السر عزيزى القارئ فى تعقد المشهد برمته كانت فى التدخل المتزايد للأطراف الخارجية فى الأزمة من دون دراية كافية بطبيعة الشعب السودانى ومراكز الثقل السياسى والاجتماعى فى الداخل السوداني»، فمنذ بداية الأزمة وحتى قبل اندلاعها فى أبريل من عام ٢٠٢٣ حاولت مصر فى أكثر من مناسبة تشجيع الأطراف السودانية على الوصول إلى حلول توافقية والدفع باتجاه أن يكون الحل سودانيًا–سودانيًا، لكن الانسداد السياسى والتدخلات الخارجية غير المدركة لأبعاد الحال السودانية انفجرت فجأة باتجاه حرب أهلية، فالسودان الآن عند منعطف خطر، وما وصل إليه يضع مستقبل الدولة ووحدة وسلامة أراضيها وبناءها الاجتماعى والسياسى على المحك، ويمثل تهديدًا لأمن ومصالح مصر الحيوية المباشرة، تتبنى مصر موقفها تجاه السودان ارتكازًا على مبادئ عدم التدخل فى الشؤون الداخلية للدول، مع تأكيد ضرورة سرعة إنهاء الأعمال القتالية ووقف جميع صور التصعيد والمضى فى المسارات التفاوضية بين الأطراف المحلية للتوصل إلى حل وتوافق يضمن أمن واستقرار البلاد ووحدة أراضيها، وتحرص مصر دائمًا فى سياساتها على ألا تنجرف الجارة الجنوبية إلى دوامة الفوضى والاضطراب الأمنى والتفتت، مما يرشحها دومًا للعب دور الوسيط المقبول من كل الأطراف.

ردًا على ما يصفه البعض بأن دور مصر فى الأزمة السودانية على مدار الأشهر الـ١٨ الماضية كان «خافتًا ومتراجعًا»، نوضح هنا عزيزى القارئ على حرص مصر ومنذ اليوم الأول للأزمة «على التأكيد على حيادية موقفها فى إطار الشرعية السودانية من دون الانحياز لأى من الأطراف، وكثفت الاتصالات والتنسيق عبر الآليات الثنائية ومتعددة الأطراف بحثًا عن توافق لدفع طرفى الأزمة إلى تغليب لغة الحوار ومصالح الوطن، وعلى الرغم من هشاشة الأوضاع فى الجارة الجنوبية، وتدرك مصر أن تصاعد العنف لن يؤدى سوى إلى مزيد من تدهور الوضع بما قد يخرج به عن السيطرة، وأن ترسيخ الأمن والاستقرار هو الركيزة الضامنة لاستكمال المسار الانتقالى السياسى وتحقيق البناء والتنمية فى السودان. وأن فرصة الحوار وتجنيب البلاد الانهيار والفوضى لا تزال قائمة، إلا أن إصرار بعض الأطراف الداخلية والخارجية على عرقلة المسار يبقى التحدى الأكبر الذى تواجه مصر، فالمؤتمر الذى عقد فى القاهرة يونيو الماضى ونجاحه فى إشراك عددا لابأس به من القوى السياسية والمدنية السودانية يعكس «قدرة مصر وفاعلية دورها فى إشراك طوائف الشعب السودانى كافة تحت راية واحدة، وللحديث بقية.

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: من الإخوان الإرهابية السودان مصر الجيش عبدالفتاح البرهان الجماعات الداعمة الأطراف المدنية

إقرأ أيضاً:

البرهان: السودان مستعد للانخراط في أي مبادرة تنهي الحرب وفق خارطة واضحة

أعلن رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، عبد الفتاح البرهان،  اليوم الخميس ، أن حكومته مستعدة للانخراط في أي مبادرة تهدف إلى إنهاء الحرب في البلاد، مشدداً على أن خارطة إنهاء الصراع في السودان واضحة ، جاء ذلك خلال كلمته أمام المناقشة العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة.

 

وأوضح البرهان أن قوات الدعم السريع هي "مجموعة متمردة على الدولة"، وتحظى بدعم سياسي ولوجستي محلي وإقليمي. وأشار إلى أن تلك المجموعة تحصل على دعم من دول في المنطقة تسعى لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية، في تحد للقانون الدولي. وأضاف أن هذه المجموعة "تتحدى القوانين والالتزامات الدولية دون الاكتراث للعواقب"، مستشهداً بعدم الامتثال للقرار الدولي بشأن الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.

 

وأشار البرهان إلى أن ما وصفه بـ"العدوان المدمر" الذي تقوده مليشيا الدعم السريع أسفر عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد ملايين السودانيين. وشدد على التزام الحكومة السودانية بتسهيل العمل الإنساني، حماية القوافل الإنسانية والطبية، والالتزام بالقانون الدولي الإنساني. كما أكد أن الحكومة تعمل على حماية المدنيين، خاصة في مناطق سيطرة الميليشيات، حيث يتعرض النساء والأطفال لانتهاكات جسيمة.

 

وأكد البرهان أن خارطة إنهاء الحرب تتضمن أولاً وقف العمليات القتالية، والذي لن يتحقق إلا بانسحاب مليشيا الدعم السريع من المناطق التي احتلتها وإعادة السكان إلى منازلهم. وأوضح أن المرحلة التالية ستكون سياسية شاملة تعيد مسار الانتقال الديمقراطي وتضع حلولاً وطنية مستدامة تمنع تكرار الحروب والانقلابات العسكرية.

 

وفيما يخص أي مبادرة لإنهاء الحرب، شدد البرهان على أن السودان لن يقبل بمشاركة أي دولة أو منظمة دعمت الحرب أو شاركت في قتل السودانيين وتشريدهم. كما دعا إلى "وصف تمرد مليشيا الدعم السريع وصفاً حقيقياً"، وتصنيفها كجماعة إرهابية بسبب الجرائم التي ارتكبتها ضد المدنيين.

 

حزب الله ينعي الشهيد القائد محمد حسين سرور " ارتقى شهيداً على طريق القدس"

 

أعلن حزب الله اللبناني، اليوم، استشهاد القائد محمد حسين سرور من بلدة عيتا الشعب في جنوب لبنان، الذي ارتقى شهيداً خلال المواجهات الدائرة مع العدو الإسرائيلي، ضمن معركة الدفاع عن الأرض و"طريق القدس".

 

وأكد حزب الله في بيان رسمي أن الشهيد القائد سرور كان من القيادات البارزة في المقاومة الإسلامية، وقد ساهم بشكل كبير في العمليات الميدانية التي يخوضها الحزب ضد الاحتلال الإسرائيلي، خاصة في المناطق الجنوبية للبنان. ووصف البيان الشهيد بأنه كان "مثالاً للشجاعة والتضحية" في سبيل القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في تحرير أرضه.

 

وجاء في البيان: "بكل فخر واعتزاز ننعى الشهيد القائد محمد حسين سرور الذي سطر بدمائه الزكية أروع ملاحم العز والفداء على طريق القدس، ونعاهد شهداءنا الأبرار على مواصلة الدرب حتى تحرير كل شبر من الأرض".

 

ويأتي هذا الإعلان في وقت تشهد فيه مناطق جنوب لبنان تصاعداً في العمليات العسكرية بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، حيث تستمر الاشتباكات والغارات الإسرائيلية التي تستهدف مواقع تابعة للمقاومة في مختلف القرى والبلدات الحدودية. 

 

وأعربت قيادة حزب الله عن التزامها الكامل بمواصلة المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدة أن "طريق الشهداء هو الطريق إلى تحرير القدس، وأن دماء الشهيد القائد سرور ستكون مشعلاً ينير درب المقاومين ويعزز عزيمتهم حتى النصر".

 

واختتم البيان بتقديم التعازي لأسرة الشهيد وأبناء بلدة عيتا الشعب، مؤكداً أن "التضحيات مستمرة حتى تحقيق الأهداف المشروعة في تحرير الأرض والمقدسات".

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية المصري: ما يحدث في السودان يمس أمننا القومي ونعمل على الوقف الفوري لإطلاق النار وتنفيذ مقررات جدة .. نؤكد الدعم الكامل لمؤسسات الدولة السودانية وفي مقدمتها الجيش
  • الفاقد اليساري والشلب في الحرب السودانية
  • هيئة الأمم المتحدة للمرأة: الأزمة الإنسانية في السودان لها تأثير كارثي خاص على النساء والفتيات
  • تقرير أممي: الأزمة الإنسانية في السودان لها تأثير كارثي على النساء والفتيات
  • «170» حالة وفاة خلال أسبوع بسبب الحميات جنوبي العاصمة السودانية
  • وحدة الساحات السودانية وخطاب البرهان
  • بيان أممي يحذر من تصاعد القتال بـ"الفاشر" في السودان
  • البرهان: السودان مستعد للانخراط في أي مبادرة تنهي الحرب وفق خارطة واضحة
  • الإمارات: لا بد أن تعمل الأطراف السودانية على إيجاد حل سلمي عبر الحوار