بوابة الوفد:
2025-01-18@11:11:42 GMT

تغور «البوليتزر» من وش نتنياهو!

تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT

سألتنى ابنتى الصغيرة فجأة: ماذا أفعل لو وجدت نفسى وجهًا لوجه مع سيئ الذكر بنيامين ناتنياهو، نيرون العصر الحديث الذى يحرق العالم كله دون أن يجرؤ كائن من كان أن يقول له عيب. الحقيقة فاجأنى السؤال وتلعثمت كثيرًا باحثًا عن إجابة تكون أقرب للحقيقة المجردة التلقائية دون تدخل منى أو دبلوماسية قد تكون عائقًا أمام ما أتمنى أن أفعله فى تلك اللحظة.

والحقيقة أننى دائما ما كنت أسأل نفسى عن رد فعلى لو التقيت قدرًا بواحد من هؤلاء السفاحين الذين أكرههم كما يكره كل صاحب فطرة سليمة. كثيرًا ما سألت نفسى: هل فى تلك اللحظة سأبحث عن مقابلة صحفية أستطيع من خلالها أولًا أن أحصل لنفسى على إجابات من تلك الشخصيات عن الأسباب الحقيقية لجرائمهم بعيدا عن الكذب والادعاء بأنهم يعملون لمصلحة شعوبهم، وهم فى الحقيقة لا يعملون إلا لمصلحتهم الخاصة حيث كثير من السفاحين وعلى مر العصور ضحوا بشعوبهم فى سبيل أن يستمروا فى السلطة؟!.هل سيتغلب فضولى الصحفى وحرصى على إجراء مقابلة صحفية من العيار الثقيل على كرهى لتلك الشخصية حتى أتجرد ولو قليلًا من مشاعرى الخاصة لممارسة الصحافة التى تجرى من الصحفيين مجرى الدم فى العروق ؟!.

بصراحة أنا أحسد الزملاء الذين يسيطرون على انفعالاتهم الخاصة عندما يلتقون بشخصية مكروهة لكن الحوار معها يعد سبقًا صحفيًا. كنت أتمنى أن أكون على قدر من الموضوعية التى تمكن من محاورة كثير من الشخصيات الهامة التى التقيتها فى مناسبات كثيرة داخل مصر وخارجها لكن كرهى لهذه الشخصيات بسبب مواقفها السياسية وتصرفاتها التى تتسق مع تلك المواقف جعلنى لا أحاول حتى أن أقترب منها، مع أن الصحفى الحقيقى هو الذى يمكنه من التغلب على مشاعره ولولا وجود ذلك النوع الرائع من هؤلاء الزملاء الذين يكبحون جماح رغباتهم الشخصية ويقدمون مصلحة العمل والصحافة والقراء على مصلحتهم، لما وجدت صورة أو مقابلة تمت فى أى صحيفة فى العالم مع هؤلاء القتلة السفاحين الذين يرتكبون فى حق شعوبهم قبل الشعوب الأخرى من الجرائم ما يؤهلهم لحبل المشنقة ليذوقوا بعضًا مما يرتكبونه فى حق الإنسانية كلها.

لست ممن يدعون للعنف ولا أقوى حتى على ذبح فرخة، ولا أتوقع أننى سأكون عنيفًا لو التقيت بنتنياهو ولا غيره من هؤلاء الذين هم أقذر الجزارين الذين يعيثون فى العالم فسادا وتقتيلًا فى بشر ليس لهم أى ذنب، لن أستطيع أن أواجه نتنياهو الحقير ولا أمثاله من الحقراء الذين يملأون الأرض. لن أستطيع أبدًا كتم غيظى ولا حنقى لأجلس فى مواجهة واحد من هؤلاء وجهًا لوجه أمد يدى له بالسلام والتحية ثم أفتح جهاز التسجيل لأسجل حوارًا حتما سيكون مانشيت الجريدة فى اليوم التالى وحتما سيزيد التوزيع ويتناقل الناس وربما وكالات الأنباء مقتطفات من حوارى مع السفاح مع أخذ بعض مما قال لى ليكون عنوانا رئيسًا فى نشرات الأخبار مسموعة ومرئية ولن ينسوا بالطبع أن ينسبوا لى ما ينقلونه لقرائهم ومشاهديهم.

لذا أجبت ابنتى إجابة حقيقية ربما للمرة الأولى فى حياتى عندما تسألنى مثل هذه الأسئلة الصعبة وقلت لها: لا أتمنى إجراء هذه المقابلة حتى لو كانت نتيجتها الحصول على جائزة البوليتزر باعتبارها أرقى وأهم جائزة صحفية على مستوى العالم.. وعلى رأى المثل يغور اللبن من وش القرد، أقصد «تغور البوليتزر من وش نتنياهو»!

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: هشام مبارك طلة بنيامين ناتنياهو العصر الحديث من هؤلاء هؤلاء ا

إقرأ أيضاً:

التهميش بوابة اليأس

إن المواطن البسيط كثير ما يشعر بالتهميش إذا ابتعدت الحكومات عن تحقيق احتياجاته من مأكل ومشرب وعلاج وتعليم، والإحساس بالتهميش يفتح باب اليأس أمام هؤلاء البسطاء، ويشعر هذا الشخص البسيط أن حقه قد سُلب منه، وأنه يُهان فى كرامته عندما يقف أمام شُرطى أو بلطجى، ويفقد هذا الشخص البسيط قدرته على مواجهة ما يتفرد به مجتمعنا من سيطرة البعض على الأسواق واحتكارها، فى هذا المحل يحضُرنى وصف ما جاء فى المعجم البسيط فى اللغة العربية «الاحتكار» يقرر «حكر فلان حكرأ» يعنى أن لج برائه أستبد بذلك أكد هذا المعجم أن الإحساس بالظلم هو إحساس باليأس وعدم القدرة على الحياة، بهذا الوضع والخوف كل الخوف من هؤلاء البسطاء إذا تركوا ما هم فيه فإن أيدولوجية الغضب تهز أركان أى مجتمع كان هزاً ورجاً يُسمع فى مشارق الأرض ومغاربها، فالغضب لا يخضع لأى تيار سياسى أو تيار مجتمعى للتعبير عن نفسه، لذلك يجب أن نبحث عن طريق لأخراج هذا الغضب قبل أن يكسر كل حواجز الخوف، هذا لن يكون إلا بإبعاد هؤلاء الذين يبررون الإحساس بالذل، والحق يُقال كلنا مسئولون عن ما نحن فيه.
 
لم نقصد أحداً!!
 

مقالات مشابهة

  • بينهم “البرغوثي”.. ابرز الشخصيات بين “أصحاب المؤبدات” الذين لن يفرج عنهم  
  •  محمد مغربي يكتب: ما الفرق بين ChatGPT وDeepseek V3 الصيني؟
  • أتمنى العودة لغزة.. أول تعليق لوائل الدحدوح على اتفاق وقف إطلاق النار
  • توقعات الأبراج وحظك اليوم الجمعة 17 يناير 2025 برج القوس.. لا تكن كثير العتاب
  • وائل الدحدوح: أتمنى العودة إلى غزة رغم عدم وضوح الرؤية حتى الآن
  • التهميش بوابة اليأس
  • العيسى: أتمنى أن يضع الاتفاق حدًا للمأساة الإنسانية المروعة في غزة
  • البديوي: أتمنى أن يسهم وقف إطلاق النار في عودة الأمن إلى غزة
  • حظك اليوم برج الحوت الخميس 16 يناير 2025.. كثير من النجاح
  • «حماس» و«حزب الله» نقطة ضعف فى الموقف العربى