لم تسلم السنة النبوية من التشكيك من بعض الأفراد الذين يرون أنها مجرد روايات، وأنّ ما يتم الاقتناع به فقط هو القرآن الكريم بما يحتويه من آيات وأحكام، لكن هبت المؤسسات الدينية وخاصة الأزهر الشريف، للدفاع عن كلام الرسول- صلى الله عليه وسلم.

تصدي الأزهر لمحاولة التشكيك في السنة النبوية

وتصدى «الأزهر» لمحاولات التشكيك في السنة النبوية والأحاديث الواردة في صحيح البخاري، من خلال عدة إجراءات، منها تحذير الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر من هذه النعرات في أكثر من مناسبة، لاسيما في احتفالية ليلة القدر، حين أكد أن حملات الهجوم على السنة النبوية، تسهل -بعد ذلك- التهوين من شأن «القرآن نفسه»، والعبث بتشريعاته وأحكامه، هي الفتنة التي تطل برأسها اليوم، موضحًا أنها ليست جديدة، ولا بنت هذا العصر، وقد حدثنا النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه من أخبارها، وحذرنا من ضلالها وضلال متعهديها منذ خمسة عشر قرنًا من الزمان، في أحاديث كثيرة عُدَّت من معجزاته وإخباره عن غيوب لم تكن على عهده.

وأوضح شيخ الأزهر أن النبي صلى الله عليه وسلم، وإن كانت له معجزات ودلائل حسية عديدة على صدق نبوته، إلا أن «القرآن الكريم» يمثل من بينها المعجزة الكبرى، حيث كان معجزة في حياته ﷺ كما كان معجزة من بعده، حتى يرث الله الأرض ومن عليها، فكان معجزة في حياته صلى الله عليه وسلم حين فاجأ فرسان الكلمة من شعر ونثر بكتاب يعلو في كلماته ونظم آياته على كل إمكاناتهم وقدراتهم العلمية والأدبية، كتاب ذي أسلوب عجيب تحداهم به، وطلب إليهم أن يأتوا بمثله، أو بما يقرب منه، ولما عجزوا تحداهم بأن يأتوا بعشر سور مثله، ولما عجزوا تحداهم بأن يأتوا بثلاث سور، فعجزوا، وأخيرا تحداهم بأن يأتوا بمثل سورة واحدة منه فعجزوا، ثم أغلق عليهم هذا الباب، وقال لهم: إن ربي يأمرني أن أبلغكم بأنكم لم ولن تستطيعوا ذلك حتى لو استعنتم بالإنس والجن متعاونين متضامنين يظاهر بعضكم بعضًا.

تفنيد الشبهات

كما شمل تصدى الأزهر الشريف لمحاولة التشكيك في السنة النبوية، فقد قام باتخاذ الخطوات التالية، وفق ما أعلنه الأزهر الشريف على لسان شيخه الدكتور أحمد الطيب:

- إصدار خطابات وبيانات رسمية تفند الشبهات حول إنكار السنة النبوية.

- توضيح منزلة السنة النبوية الشريفة من القرآن الكريم.

-  التأكيد على أنّ كل ما ينطق به رسوله صلى الله عليه وآله وسلم فهو وحي يوحيه الله إليه، فقال تعالى: «وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى».

-  التشديد على أنّ السنة هي بيان الوحي القرآني، فقال جل شأنه: «وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ».

- قال سبحانه: ﴿وَأَنْزَلَ اللهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا﴾ [النساء: 113]، وقد فسر الإمام الشافعي وجماعة من السلف الحكمة بالسنة؛ فالكتاب هو النص الإلهي المطلق الخارج عن قيود الزمان وحدود المكان، وأما الحكمة فهي السنَّة التي تمثِّل التطبيق النبوي المعصوم لهذا الكتاب الكريم.

دور دار الإفتاء في الدفاع عن السنة النبوية

من جانبها كتبت دار الإفتاء المصرية سيرة كاملة عن الإمام البخاري، وذلك في إثبات منها على أهمية مكانة ومنزلة الإمام المحدث، صاحب صحيح البخاري، وقالت عبر موقعها الرسمي: «قد أجمع علماء المسلمين وأئمتهم ومحدثوهم وفقهاؤهم عبر القرون على إمامته في علم الحديث وتقدمه فيه رواية ودراية».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الأزهر الشريف السنة النبوية السنة صلى الله علیه وسلم فی السنة النبویة

إقرأ أيضاً:

رئيس جامعة الأزهر الأسبق: الصحابة كانوا يحتفلون "بالنبي" في كل لحظة من حياتهم

قال الدكتور ابراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، إن الكون كله قد احتفل بميلاد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وأشرقت الأرض بقدومه، فكان ميلاده ميلاد أمة، كما كان له تأثير عظيم فى مسيرة البشرية وحياة البشر، وسيظل يشرق بنوره على الكون ويرشد بهداه الحائرين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

وحول مشروعية الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه، أوضح الهدهد، خلال كلمته باحتفالية الجامع الأزهر اليوم بذكرى ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم، أن إعلان الفرح بميلاد الحبيب، من أفاض الكون بنوره وهديت القلوب بعلمه وطهرت القلوب برسالته، ضرورة وفرصة لا بد من اغتنامها، للاهتداء بهديه صلى الله عليه وسلم، ولتعيش البشرية في أمن وسلام ورحمة وقيم، قائلا «لما لا نحتفل بميلاده والله تعالى قال في كتابه العزيز «النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم»، ووصفه تعالى بأنه «بالمؤمنين رؤوف رحيم»

وأضاف الهدهد، أن أول الناس احتفالا بمولد الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، هو الرسول الكريم نفسه صلى الله عليه وسلم، فكان يصوم كل يوم اثنين، وحين سُئل عن ذلك قال: (ذلك يوم ولدت فيه وأنزل عليّ فيه)، مؤكدا الهدهد أن الاحتفال بالمولد الشريف تعبير عن الفرح والسرور بالمصطفى صلى الله عليه وسلم،وهذا أمر مشروع، موضحا أنه لا يحتج علينا بأن الصحابة كانوا لا يحتفلون به صلى الله عليه وسلم، حيث أن من يقول بذلك يأخذ بظاهر النصوص،  فالصحابة الكرام كانوا يحتفلون كل لحظة به صلى الله عليه وسلم، لدرجة أنهم كان يتزاحمون على ماء وضوءه، مؤكدا أن القول بأن كل ما تركه الصحابة ممنوع، فساد في التفكير، وأن القاعدة الصحيحة «أن الترك لا ينشيء حكما».

ونظم الجامع الأزهر احتفالية كبرى بذكرى المولد النبوي الشريف، تحت عنوان«قبسات من حياة النبي ﷺ في ذكرى مولده»، بحضور فضيلة أ.د محمد الضويني، وكيل الأزهر، والدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، والدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، والدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، والدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري بالجامع الأزهر، والدكتور هاني عودة، مدير الجامع الأزهر، بالإضافة إلى عدد كبير من علماء وطلاب الأزهر الشريف.

مقالات مشابهة

  • وقفات مَع وفاةِ النبيّ صلى الله عليه وسلم
  • أحمد عمر هاشم: الأزهر يحمل راية الوسطية التي جاء بها القرآن الكريم
  • الضويني يجتمع بممثلي قطاعات الأزهر
  • فضل العلم والعلماء في القرآن والسنة النبوية (فيديو)
  • نقيب الأشراف: المؤسسة الدينية على قلب واحد تحت مظلة الأزهر الشريف
  • وكيل الأزهر: النبي أسس دولة مكتملة الأركان على العلم والبر والكرامة والإنسانية
  • رئيس جامعة الأزهر الأسبق: الصحابة كانوا يحتفلون "بالنبي" في كل لحظة من حياتهم
  • رئيس جامعة الأزهر الأسبق: إعلان الفرح بميلاد الحبيب فرصة لابد من اغتنامها
  • وكيل الأزهر: النبي محمد كرّس لقيم وأخلاق نبيله يحملها الدعاة من بعده