البوابة نيوز:
2024-09-29@18:16:34 GMT

إصلاح البيئة يصلح الإنسان

تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

سمعت كما تسمعون خلال الفترة الأخيرة عبارات تدعونا للعودة للقيم القديمة، ومباديء الأجداد: "دي مش تقاليدنا".. "شوفوا زمان كان ايه ودلوقتي ايه؟!".. "افتكروا أهاليكم اتربوا على ايه؟". 

إن الحقيقة تقول بملء فيها: "صنع الأجداد هذه القيم من أمرين: حضارتهم وواقعهم" أليس الإنسان ابن بيئته كما قال ابن خلدون؟!
   تغير العالم وتغير أبناؤه أكثر من مرة.

الذي حرص على ارتداء إزار من الكتان هو ذات المصري الذي ارتدى بعد ذلك جلبابًا من القطن وهو ذاته الذي ارتدى "البنطلون الترجال والصوف". إن الأمر لا يتعدى بضع تغييرات تستجيب للبيئة وتجعل من الإنسان كائنًا قابلًا للتكيف معها. لكن بذرتك الحضارية تبقى هي الأساس. وأنت تفاجأ بها تحركك بشكل مختلف عن غيرك حين تختار اختياراتك الحياتية الخاصة بك بين "باليتة" اختيارات متاحة لك ولهذا الغير. نختار نحن المصريين دائما اختيارات مختلفة. المصريون بيتوتيون بطبعهم، وهم قانعون أيضًا بطبعهم، وهم عاشقون للاستقرار، يميلون للبكاء لكن ليس لأنهم كئيبون بل لأنهم عاطفيون. قوم يزرعون الأرض ويجيدون ذلك أكثر من أي شيء آخر تاريخيًا، ومع ذلك أبهروا العالم بخوضهم لمجالات الفلك والهندسة في نجاحات مذهلة. فقط يجب عليك أن تغير البيئة، ثم انظر لاختيارات الحضارة لديك.
   إن هؤلاء القوم مازالوا قادرين على القيام بأصعب المهمات، إذا ما وضعتهم في بيئات تلائم هذه المهمات. قال نابليون ذات مرة "أستطيع أن أملك العالم بالجندي المصري والتركي" في إشارة لانخراطهم في أعمال الجندية. إن الشعوب التي تعلمت كيف تعطي تستمر في العطاء للنهاية، وتستطيع ابتكار طرق لإنتاج العطاء. لكن عليك أن تهبهم أدوات للوصول لهذه الطرق. 
  إن الأمر ليس فلسفيًا ولا خزعبليًا. بل إنه أمر يتكرر كل فترة تاريخية. احتفظت جدران المعابد المصرية القديمة بعبارات تشير إلى عدم رضاهم عن تصرفات عصورهم، التي كانت حديثة لهم، إذ نرى عبارة مثل: "لقد سادت تصرفات غير مرضية في هذا العصر حين انشغلت النساء بالنظر إلى المرآة".  وما حدث أن انتشار مستحدثات كالمرأة انتشر معها تصرفات جديدة. وهذا ما يحدث مع كل تغير للبيئة.
  البيئة تعرف كيف تغيرك، وفي ذات الوقت تعرف كيف تحتفظ بما تملكه أنت. إنها تستطيع أن تغيرك على نحو لا يمحو ما مررت به، وإنما يعمل على أن تطيل استخدامه لفترة ما، إذ أن كل استخدام له دوافع.  حين تجد ما يدفعك للاستخدام مرة أخرى تفاجئك نفسك بأنك تستطيع فعل ما كنت تفعله، ربما ليس بذات الكفاءة لكنك تستطيع القيام به على نحو يكفيك كي تحيا جيدًا وفق حاجتك له. 
  لذا فالحل الوحيد لتغيير الإنسان بشكل كبير هو تغيير بيئته، لكن لا تتخيل ظهور إنسان خارق بتغيير البيئة، إذ أن الإنسان فقط يستخدم مكوناته الحضارية مع بيئة متغيره، لذا كل قوم لهم صفات منذ جاءوا للحياة حتى الآن. من ولد بجانب المتوسط لا يفقد أبدًا روحه الحارة وضحكته الدائمة حتى لو قضى جل عمره في الولايات المتحدة الأمريكية مثل جورج كلوني مثلًا. بيئة جميلة تعني إنسانًا يمكن أن يكون جميلًا لكن بقدرات حضارته التي ينتمي إليها، ولكل مبدأ طفرة، لكن لا يمكن الاعتماد على الطفرات. لذا اعملوا على تحسين تربية أبنائكم وأنتم متأكدون أنكم تصلحون لهم بيئة تجعلهم الأفضل بحضارتكم.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الإنسان المصري الأجداد المصريون البيئة

إقرأ أيضاً:

نواب تونس يناقشون إصلاح الانتخابات قبل أيام من التصويت  

 

 

تونس- ناقش البرلمان التونسي يوم الجمعة 27سبتمبر2024، مشروع قانون من شأنه تجريد المحكمة العليا من سلطتها في الحكم في النزاعات المتعلقة بالانتخابات، وهي الخطوة التي أدانها المحتجون باعتبارها مناهضة للديمقراطية قبل أيام فقط من الانتخابات الرئاسية.

ويأتي التحول القضائي المقترح بعد أن ألغت المحكمة الإدارية في تونس في أغسطس/آب قرارات تمنع ثلاثة مرشحين رئاسيين من الترشح في الانتخابات المقررة في 6 أكتوبر/تشرين الأول - وهو الحكم الذي تجاهلته فيما بعد الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في البلاد.

والمرشح الأوفر حظا هو الرئيس الحالي قيس سعيد، الذي انتخب ديمقراطيا في عام 2019 لكنه نظم فيما بعد عملية استيلاء واسعة على السلطة شملت حل البرلمان واستبداله بهيئة تشريعية ذات صلاحيات محدودة.

وينص مشروع القانون، الذي تم دفعه بسرعة عبر الهيئة التشريعية وقد يتم التصويت عليه يوم الجمعة، على سحب السلطة من المحكمة الإدارية وجعل محكمة الاستئناف بدلا من ذلك هي المحكمة الوحيدة التي تتمتع بسلطة الحكم في القضايا المتعلقة بالانتخابات.

وقال نواب في بيان إنهم صاغوا مشروع القانون وسط "خلاف" مع حكم المحكمة الإدارية الذي منح المرشحين المحظورين طعونهم.

وأشاروا أيضا إلى "خطر وشيك يهدد وحدة الدولة ونظامها الاجتماعي".

ويقول المراقبون إن المحكمة الإدارية تعتبر أكثر استقلالية من محكمة الاستئناف.

وقال أليكسيس ديسواف، نائب رئيس الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان، إن المشرعين يعملون على "إقرار هذا القانون بشكل عاجل لإزالة الدعاوى الإدارية من المحكمة الإدارية، لأن هذه المحكمة أظهرت استقلالاً غير سار".

وتجمع حشد صغير من المتظاهرين، الجمعة، خارج مبنى البرلمان للاحتجاج على الإصلاح المقترح.

"تعديل القوانين في خضم الانتخابات لصالح قيس سعيد = موت الديمقراطية"، هكذا كتب على إحدى اللافتات.

واستنكر وسام الصغير، المتحدث باسم حزب الجمهوري الوسطي، مشروع القانون باعتباره "تغييرا في اللحظة الأخيرة لقواعد اللعبة".

ووصفها بأنها "جريمة سياسية بكل روعتها" وتضاف إلى "الإساءة والقمع" ضد منتقدي سعيد.

قبيل التصويت، رفضت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات ترشح نحو 14 مرشحا محتملا للرئاسة.

وفي نهاية المطاف، قدمت الهيئة الانتخابية قائمة نهائية تضم ثلاثة مرشحين فقط، سعيد واثنين آخرين هما البرلماني السابق زهير المغزاوي ورجل الأعمال عياشي زامل.

ويقبع زامل خلف القضبان منذ أوائل سبتمبر/أيلول، وصدر عليه يوم الخميس حكم بالسجن ستة أشهر، بالإضافة إلى حكم سابق بالسجن 20 شهرا بتهمة تزوير بطاقات الاقتراع.

وانتقدت منظمات حقوقية دولية وتونسية قرار الهيئة العليا المستقلة للانتخابات تجاهل أحكام المحكمة الإدارية، والتي وصفها الاتحاد العام التونسي للشغل، أكبر اتحاد للعمال في تونس، بأنها "سياسية".

وفي وقت سابق من هذا الشهر، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش ومقرها نيويورك إن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات "تدخلت لترجيح نتيجة التصويت لصالح سعيد"، مع محاكمة أو إدانة أو سجن ما لا يقل عن ثمانية مرشحين محتملين في الفترة التي سبقت الانتخابات.

 

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • بعد أحداث السوبر الأفريقي.. الأهلي يوقع عقوبة مغلظة على إمام عاشور
  • العكاري: إصلاح سعر الصرف من أولويات الإدارة الجديدة للمصرف المركزي
  • قائد الأهلي السابق: الفريق يحتاج لمدير كرة قوي بسبب تصرفات اللاعبين
  • إصلاح الشعر بعد الصيف.. كيف تتخلصين من الجفاف والتقصف في خطوات فعالة للعناية؟
  • جيش الاحتلال: نأمل أن يؤدي اغتيال حسن نصر الله إلى تغيير تصرفات حزب الله
  • الكشف عن سبب تأخر إصلاح عطل كهربائي بحي الهاشمي في عدن
  • نواب تونس يناقشون إصلاح الانتخابات قبل أيام من التصويت  
  • إنتل تطرح إصلاحًا آخر لمشاكل جهد وحدة المعالجة المركزية
  • إصلاح المنظومة محور اجتماع بين وزارة الصحة والنقابات