جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-01@03:49:57 GMT

من بعد حسن نصر الله؟

تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT

من بعد حسن نصر الله؟

 

علي بن سالم كفيتان

 

لم يكن متوقعًا سقوط كل هؤلاء القادة في غضون أسبوع واحد، وهذا يطرح تساؤلات كثيرة يصعب إيجاد إجابات شافية لها في وقتنا الحاضر؛ فانهيار منظومة القيادة بحزب الله كان بمثابة الزلزال، في الوقت الذي يرى فيه المتابعون للأحداث في الشرق الأوسط، أن الحزب ما يزال في مرحلة الإحماءات، ولم يدخل المباراة بعد، لكن الظاهر أن السيد الحكم جو بايدن في آخر مشوار سياسي في حياته لم يستجب للعودة إلى "الڤار" رغم صراخ حكام الدكة الإيرانيين والمناصرين العرب، أن هناك ضربة جزاء مُستحقة للطرف الآخر.

نعيش في الشرق الأوسط منذ عام تقريبًا أسوأ مباراة سياسية وعسكرية على الإطلاق، وصدقنا السيناريو أمام زخم الجمهور الوهمي وملايين المتابعين عبر الشاشات، وهم يجرُّون أنفاس المعسل بكل النكهات ويرتشفون الشاي الأحمر بالنعناع في الأجواء المفتوحة في مطاعمهم ومقاهيهم العامرة، وفي آخر الليل وقبل أن يأخذوا مفاتيحهم ومسابحهم من على الطاولات وهم يرددون "نحن مع القضية"، يهجعون بعدها على آرائكهم المُنعمة غير آبهين بآلاف الضحايا والمشردين إلى صبيحة اليوم التالي. إذ بعد فطور باذخ، لا مانع من تصفُّح منصات التواصل الاجتماعي لمتابعة أحوال القضية وقذف مجموعة تغريدات تحمل العلم الفلسطيني واللبناني، ولا مانع من اليمني كونه أطلق صاروخًا بالأمس تسبب في إزعاج جموع المستوطنين في صحراء النقب وأطراف تل أبيب!

تبقّت أيام معدودة على ولاية السيد بايدن، وخلال تاريخه الطويل المناصر للصهاينة لم يكن ليغادر البيت الأبيض قبل منحهم هدية تاريخية تٌنقذ السفّاح نتنياهو من السقوط، وتُعيد الهيبة للكيان الغاصب، الذي مُرغ أنفه في التراب طيلة عام، وفي ذات الوقت يكون بمثابة مهر للوبي الصهيوني الأمريكي لنصرة السيدة هاريس، بحيث يمثل الحدث الضربة القاضية لترامب وتزلفاته المتكررة للمنظمات الصهيونية، لكسب أصوات اليهود في أمريكا، بمسح إيران من الوجود! وأنه إذا لم يفز في الانتخابات سيختفي وكليهم في المنطقة من خارطة الشرق الأوسط (إسرائيل). فقد بيّن العجوز بايدن لترامب الذي دأب على اتهامه بالخرف أنَّ الرصاصة الأخيرة لا زالت بحوزته، وأطلقها بالأمس في الضاحية الجنوبية للبنان؛ لرفع أسهم الديموقراطيين والظفر برئاسة ثانية للولايات المتحدة الأمريكية.

مخطئ تمامًا من يعتقد أن العاطفة البشرية وحقوق الإنسان هما اللذان يحكمان العالم؛ فالعالم تحكمه المصالح الاقتصادية المدعومة بالقوة العسكرية والتطور التكنولوجي، لذلك لا يجب التباكي على مصاطب الأمم المتحدة والجامعات والمنظمات الإقليمية لطلب الرحمة من دول لا تعرف إلّا القوة.                     

الجمهورية الإسلامية الإيرانية دولة إقليمية تستند الى إرث حضاري فارسي، مثلها مثل تركيا التي تحاول إحياء تاريخها العثماني، وكليهما يطمعان في تحويل الصراع بينمها وبين الغرب الى ساحة ثالثة، وهذا ما يحصل اليوم على أرض الواقع؛ فقد أصبحت الدول العربية ساحات حرب لتصفية أطماع أمم أخرى؛ فالحضارة الغربية تُدافع عن منجزاتها في تهذيب البشرية، وابتكار طرق عيش حديثة، وفرض أنظمة اقتصادية وسياسية واجتماعية على العالم، وهناك تدافع بينها وبين الكتلة الشرقية، التي باتت تُرمِّم قلاعها الشمولية، وتعرض نفسها كبديل للهيمنة الغربية، ومع كل ذلك لا زلنا كعرب مذعورين من هول ما حلَّ بنا من الحليف الغربي الذي نكص بكل عهوده ومواثيقه معنا، وأصبح متمترسًا خلف صنيعته في المنطقة (الكيان الصهيوني)؛ فهي اليوم عبارة عن مخلب حضارتهم النفعية في الشرق الأوسط، لذلك رأينا كيف ترنحت تحت وقع السابع من أكتوبر 2023، وكيف انتفضت بالأمس القريب في الضاحية الجنوبية، ولا يمكن لمحللٍ سياسي دارس لوضع الكيان خلال عام توقع ذلك منه، بعيدًا عن الولايات المتحدة الامريكية التي تنفض يدها بعد كل حادثة اغتيال أو قصف عشوائي للمدنيين، علمًا بأن أسلحتها هي المستخدمة في تلك الهجمات، وبياناتها التكنولوجية والاستخباراتية هي التي دلّت على الأهداف المطلوبة بدقة، وأساطيلها الراسية في البحر المتوسط هي الحامية لأي جسم قد يؤذي صنيعتها، وهو ذات الدور الذي عبّرت عنه إيران الإصلاحية مؤخرًا، من خلال رئيسها الجديد الذي نفى تنسيق حماس او حزب الله او أنصار الله معهم خلال عملياتهم في المنطقة. فهل يجب علينا أن نراجع أنفسنا كعرب بعد ان اصبحنا ساحات حرب لأمم أخرى تتصارع لحكم العالم؟ لا أدرى كم من وقت سنحتاج لاستيعاب ذلك!

إسماعيل هنية وحسن نصر الله- رحمهما الله- اللذين اغتالتهما أمريكا باسم الكيان الصهيوني، كلا الرجلان يؤمنان بقضية، لكن ليس بالضرورة أن يكونا متطابقين تمامًا في جميع الأفكار والآراء، غير أنهما اتفقا على عدوٍ مشترك، ودَفَعَ كل منهما حياته ثمنًا للقضية التي يؤمن بها، ومن خلفهما آلاف الشهداء في البلدين: فلسطين ولبنان. العقيدة القتالية هنا تقف أمام الصلف والإجرام الأمريكي الصهيوني الغربي، وقد ثبت في جميع التجارب السابقة التي تواجه فيها العقيدةُ الجبروتَ، أن العقيدةَ تنتصرُ في النهاية، مهما كان عدد الضحايا، ومهما كانت فداحة النكسات، وتصفيق الخونة على جثامين الأبرياء والمناضلين التوّاقين للحرية.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

رئيس الحكومة استقبل وفدا من معهد الشرق الأوسط - واشنطن

استقبل رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام، في السرايا الحكومية، بعد ظهر اليوم، وفدا من "معهد الشرق الأوسط -  واشنطن" برئاسة عضو مجلس أمناء المعهد الجنرال جوزف فوتيل، وضم الوفد: نائب الرئيس الدكتور بول سالم، المقدم براين سيرسي، ماري بولز بيتي دوردال، جنيفر جيغليو، الكولونيل نتانيال هيوستن، ندى حمادة، كورتني لوبل، فراس مقصد، ميشال فوتيل ومانيوس شولتز.

واستمع الوفد، خلال اللقاء، إلى "رؤية الرئيس سلام وما تحقق منذ استلامه مهامه ولغاية اليوم والانجازات العديدة على الصعيدين الأمني والسيادي وعلى صعيد اتفاق وقف النار، والعثرات والتحديات التي لا تزال باقية، وخصوصا بقاء الإسرائيليين في المواقع الخمسة". 

وتم التطرق إلى "الإنجازات في الملفات الاقتصادية والمالية، وخصوصا قانون السرية المصرفية الذي تم إقراره في مجلس النواب الأسبوع الماضي، إضافة إلى ذهاب وفد وزاري إلى واشنطن والمحادثات التي اجراها مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومؤسسات اقتصادية أخرى، وهذه كلها بداية واعدة للموضوع الاقتصادي".

وعرض الرئيس سلام ايضا لـ"أهمية استقلالية القضاء ومشروع القانون الذي سيرسل إلى مجلس النواب في هذا الشأن"،

وأعطى تقييما لقراءته لوضع لبنان ضمن التغييرات الإقليمية، خصوصا في سوريا، وانفتاح دول الخليج على سوريا ولبنان وأهمية رفع العقوبات عن سوريا ليستفيد لبنان من هذه الفرص.

واستمع الوفد بدقة الى ما تناوله الرئيس سلام، واعدا بـ"أن يبذل في واشنطن جهودا للتشجيع على دعم لبنان والدولة والجيش والمسار  الإصلاحي الاقتصادي، وصولا إلى انعاش الاقتصاد اللبناني". (الوكالة الوطنية) مواضيع ذات صلة وزير الدفاع استقبل وفدا من "الاعتدال الوطني" Lebanon 24 وزير الدفاع استقبل وفدا من "الاعتدال الوطني" 28/04/2025 18:49:07 28/04/2025 18:49:07 Lebanon 24 Lebanon 24 قائد الجيش استقبل وفدا من "الاعتدال الوطني" Lebanon 24 قائد الجيش استقبل وفدا من "الاعتدال الوطني" 28/04/2025 18:49:07 28/04/2025 18:49:07 Lebanon 24 Lebanon 24 مدير الامن العام استقبل وفدا من جمعية "بيروت ماراتون" Lebanon 24 مدير الامن العام استقبل وفدا من جمعية "بيروت ماراتون" 28/04/2025 18:49:07 28/04/2025 18:49:07 Lebanon 24 Lebanon 24 ريفي استقبل وفدًا من "القوات اللبنانية" في طرابلس Lebanon 24 ريفي استقبل وفدًا من "القوات اللبنانية" في طرابلس 28/04/2025 18:49:07 28/04/2025 18:49:07 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً قائد الجيش: لا شيء يثنينا عن مواصلة أداء واجبنا Lebanon 24 قائد الجيش: لا شيء يثنينا عن مواصلة أداء واجبنا 11:42 | 2025-04-28 28/04/2025 11:42:58 Lebanon 24 Lebanon 24 اليوم.. كلمة مُرتقبة لأمين عام "حزب الله" Lebanon 24 اليوم.. كلمة مُرتقبة لأمين عام "حزب الله" 11:32 | 2025-04-28 28/04/2025 11:32:47 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد الهزات الأرضية في تركيا.. هل من تهديد للبنان؟ Lebanon 24 بعد الهزات الأرضية في تركيا.. هل من تهديد للبنان؟ 11:27 | 2025-04-28 28/04/2025 11:27:00 Lebanon 24 Lebanon 24 موسى: لبنان يقوم بواجبه بخلاف إسرائيل Lebanon 24 موسى: لبنان يقوم بواجبه بخلاف إسرائيل 11:07 | 2025-04-28 28/04/2025 11:07:57 Lebanon 24 Lebanon 24 استهداف الضاحية: تصعيدٌ بوجه عون ومعادلة الاستقرار Lebanon 24 استهداف الضاحية: تصعيدٌ بوجه عون ومعادلة الاستقرار 11:01 | 2025-04-28 28/04/2025 11:01:00 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة تصرّف بطريقة غريبة.. شاهدوا ماذا فعل تيم حسن خلال تواجده مع زوجته وفاء الكيلاني (فيديو) Lebanon 24 تصرّف بطريقة غريبة.. شاهدوا ماذا فعل تيم حسن خلال تواجده مع زوجته وفاء الكيلاني (فيديو) 01:51 | 2025-04-28 28/04/2025 01:51:07 Lebanon 24 Lebanon 24 تزامناً مع قصف الضاحية.. هذا ما حصل على طريق المطار Lebanon 24 تزامناً مع قصف الضاحية.. هذا ما حصل على طريق المطار 03:15 | 2025-04-28 28/04/2025 03:15:00 Lebanon 24 Lebanon 24 قُبلة حميمة.. ممثلة لبنانية تُثير الجدل مع زوجها في أحد المهرجانات شاهدوا ماذا حصل Lebanon 24 قُبلة حميمة.. ممثلة لبنانية تُثير الجدل مع زوجها في أحد المهرجانات شاهدوا ماذا حصل 04:23 | 2025-04-28 28/04/2025 04:23:49 Lebanon 24 Lebanon 24 تغريدة جديدة لأدرعي... ماذا طلب من سكان الضاحية؟ Lebanon 24 تغريدة جديدة لأدرعي... ماذا طلب من سكان الضاحية؟ 15:52 | 2025-04-27 27/04/2025 03:52:25 Lebanon 24 Lebanon 24 "وينو زوجها؟".. نسرين طافش بإطلالة جريئة تستمتع بوقتها برفقة شابين! (فيديو) Lebanon 24 "وينو زوجها؟".. نسرين طافش بإطلالة جريئة تستمتع بوقتها برفقة شابين! (فيديو) 02:56 | 2025-04-28 28/04/2025 02:56:02 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 11:42 | 2025-04-28 قائد الجيش: لا شيء يثنينا عن مواصلة أداء واجبنا 11:32 | 2025-04-28 اليوم.. كلمة مُرتقبة لأمين عام "حزب الله" 11:27 | 2025-04-28 بعد الهزات الأرضية في تركيا.. هل من تهديد للبنان؟ 11:07 | 2025-04-28 موسى: لبنان يقوم بواجبه بخلاف إسرائيل 11:01 | 2025-04-28 استهداف الضاحية: تصعيدٌ بوجه عون ومعادلة الاستقرار 10:53 | 2025-04-28 شحادة بحث مع أبو الحسن في المصالحات في كفرسلوان فيديو بحضور النجوم زفاف ابنة شقيق عادل إمام.. وغياب "الزعيم" يُثير قلق الجمهور بشأن صحته (فيديو) Lebanon 24 بحضور النجوم زفاف ابنة شقيق عادل إمام.. وغياب "الزعيم" يُثير قلق الجمهور بشأن صحته (فيديو) 23:30 | 2025-04-27 28/04/2025 18:49:07 Lebanon 24 Lebanon 24 أصرت على الوقوف بجانب النعش.. راهبة تخرق البروتوكول لتلقي نظرة على جثمان البابا المسجى (فيديو) Lebanon 24 أصرت على الوقوف بجانب النعش.. راهبة تخرق البروتوكول لتلقي نظرة على جثمان البابا المسجى (فيديو) 23:56 | 2025-04-23 28/04/2025 18:49:07 Lebanon 24 Lebanon 24 بالفيديو.. رحلة البابا فرنسيس من الطفولة وحتى انتخابه حبرًا أعظم Lebanon 24 بالفيديو.. رحلة البابا فرنسيس من الطفولة وحتى انتخابه حبرًا أعظم 09:23 | 2025-04-21 28/04/2025 18:49:07 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • “ديليفرو” تعلن عن تغييرات في الإدارة العليا
  • توقعات بـ نمو الاقتصاد المصري بنسبة 5% خلال العام المالي 2026/2025
  • العراق بالمقدمة.. ترجيحات متفائلة بزيادة إنتاج الشرق الأوسط من النفط
  • غوتيريش: الشرق الأوسط في مفترق طرق حرج
  • ترامب يتغيّر بعد 100 يوم… فما نصيب الشرق الأوسط من ذلك؟
  • قرقاش: الإمارات تدعم مسارات الاستقرار في المنطقة
  • مجلس الأمن يعقد اليوم جلسة بشأن القضية الفلسطينية
  • ديرمر : الحرب ستنتهي خلال 12 شهرا من الآن
  • رئيس الحكومة استقبل وفدا من معهد الشرق الأوسط - واشنطن
  • كاسبرسكي تعيّن شركة الشرق الأوسط لأنظمة الاتصالات "MCS" موزعًا لحلول الأعمال في الشرق الأوسط وإفريقيا