بعد فرض التأشيرة عليهم .. المغاربة يستقبلون القرار الجزائري بسخرية عارمة
تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT
أخبارنا المغربية - بدر هيكل
شهدت العلاقات بين الجزائر والمغرب في السنوات الأخيرة توترات متزايدة أثرت على عدة جوانب، من بينها التنقل بين البلدين. ومؤخراً، اتخذت الجزائر خطوة جديدة بفرض التأشيرة على حاملي جواز السفر المغربي.
لاقى هذا القرار ردود فعل متباينة, ففي حين يعتبره أنصار الكابرانات خطوة لتعزيز الأمن الوطني وحماية الحدود، اعتبره آخرون من الداخل الجزائري أيضاً عائقاً أمام تعزيز العلاقات بين الشعبين, وقد ظهرت مطالبات من بعض منظمات المجتمع المدني والسياسيين الجزائريين بإعادة النظر في هذا القرار، والدعوة لتعزيز التعاون الإقليمي.
أما المغاربة، فقد سيطرت السخرية على ردود فعلهم تجاه القرار، حيث اعتبر البعض على وسائل التواصل الاجتماعي أن "السفر إلى الجزائر كالسفر عبر الزمن"، متسائلين عن جدوى التأشيرة، في إشارة إلى الوضع المتدهور في الجزائر، الذي يرونه كأنه من الماضي السحيق.
وفي هذا السياق، علق الناشط السياسي الجزائري المعارض، شوقي بن زهرة، قائلاً إن "موجة السخرية في صفوف المغاربة تجاه هذا القرار أمر طبيعي، نظراً لعدة عوامل، أهمها أن العدد القليل من المغاربة يسافرون أصلاً إلى الجزائر، التي ليست بلداً سياحياً وتعاني من ضعف في البنية التحتية".
يُذكر أن الجزائر قد أعلنت في سبتمبر 2021 عن قرار إغلاق الحدود الجوية مع المغرب، في خطوة تعكس التوترات المستمرة. هذا الإغلاق أثر بشكل كبير على حركة السفر والتجارة، وأدى إلى توقف تدفق السياح ورجال الأعمال، مما زاد من عزلة الجزائر.
ومع تفاقم هذه العزلة، تتدهور العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية للجزائر مع عدد من الدول، وليس فقط مع المغرب. الأمر الذي أحبط مساعي الجزائر لتعزيز موقفها الإقليمي والدولي، وقلص من قدرتها على المناورة الدبلوماسية.
كما أن هذه الإجراءات تؤثر سلباً على الاقتصاد الجزائري، خاصة في ظل تراجع الاستثمارات الأجنبية والعلاقات التجارية مع الدول الأخرى. الجزائر التي تعتمد بشكل كبير على صادرات الغاز والنفط، تواجه صعوبة في تنويع اقتصادها في ظل هذه العزلة، بخلاف المغرب الذي يشهد تقدماً في العديد من المجالات.
في هذا السياق، أكد بن زهرة أن "النظام الجزائري يريد جرّ المملكة المغربية لاتخاذ خطوات مماثلة، نظراً لتزايد عدد الجزائريين الذين يزورون المغرب، بما في ذلك الأقاليم الجنوبية. ويقوم هؤلاء بتوثيق مستوى البنية التحتية المغربية التي تفوق بشكل كبير نظيرتها في الجزائر، رغم الثروات النفطية التي تملكها هذه الأخيرة، مما يضع النظام الجزائري في موقف محرج، خصوصاً مع اقتراب تنظيم المغرب لعدة تظاهرات رياضية دولية مثل كأس الأمم الإفريقية وكأس العالم 2030".
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
أخنوش: ما يتعرض له المغرب من حملات هو ضريبة صحوته الصناعية التي أصبحت تزعج البعض
قال عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، إن « الصحوة الصناعية »، أصبحت تزعج البعض، كاشفا أن ما تتعرض له البلاد من حملات يائسة وبائسة، هي ضريبة لما تحققه من نجاحات على مستوى استقطاب الصناعات، جعلها استثناء في شمال إفريقيا.
أخنوش كشف في تعقيب له على أسئلة المستشارين البرلمانيين، خلال الجلسة الشهرية حول موضوع: « منظومة الصناعة الوطنية كرافعة للاقتصاد الوطني »، أن التصنيع الناجح، بات يكمن في تغيير العقليات والقطع مع إرث الماضي، والاستراتيجية الصناعية التي تخدم الوطن هي مسؤولية الجميع حكومة وبرلمانا وقضاة وأمنا ومواطنا وقوانين ومؤسسات.
وأضاف أن مستقبل الصناعات الوطنية، بات مرتبطا بصناعات المستقبل مثل الطاقات المتجددة، وصناعة السيارات والهيدروجين الأخضر وفضلا عن صناعة الأسمدة الفوسفاطية.
وكشف رئيس الحكومة، أن عددا من الصناعات مثل النسيج كانت في أزمة خلال فترة كوفيد، واليوم نتحدث عن 61 مليار درهم نصدرها كعملة صعبة في مجال النسيج، حيث إن بلادنا صارت مصنعا قريبا من أسواق الاستهلاك والتصدير.
وشدد رئيس الحكومة، على أن قوة البلاد تكمن في استقرارها الأمني والاجتماعي والسياسي، مما يجعلها قبلة لاستثمارات مناسبة وآمنة للرأسمال الوطني والأجنبي.
مشيرا إلى أنه بات لا بد من تحصين الصناعة الوطنية لأنها خيار استراتيجي للدولة، وذلك على كل المستويات.
بغرض تطوير القطاع الصناعي، قال أخنوش أيضا، إن حكومته اشتغلت على تبسيط الإجراءات الإدارية ورقمنة المساطر، وهو إجراء زاد من الشفافية ورفع من منسوب ثقة المستثمرين في القطاع الصناعي.
وأعلن أخنوش في تعقيبه، أن الاستثمارات الصناعية لم تعد متمركزة في محور طنجة – الدار البيضاء، معلنا بقوله: « إن هناك مناطق صناعية في بركان ومكناس وبني ملال، ونحن قادرون من خلال هذه المناطق على أن تكون لدينا بيئة ملائمة لتطوير الصناعات والصناعات المتخصصة ».
بالنسبة لأخنوش، الحكومة تسعى لتحقيق عدالة مجالية في الاستثمارات الصناعية… وهذا يظهر من خلال ميناء الناظور غرب المتوسط الذي وصل إلى مراحله النهائية، إضافة لميناء الداخلة الأطلسي الذي تسير فيه الأشغال بشكل جيد، أو من خلال توسيع وتطوير ميناء أكادير، ولدينا كذلك ميناء الدار البيضاء، مؤكدا أن هذه الموانئ، إلى جانب البنيات التحتية الأخرى كلها بطبيعة الحال تضطلع بدور أساسي في بناء المنظومة المتكاملة للصناعة المغربية.
أخنوش كشف أيضا، أن مبيعات الإسمنت، عرفت حتى نهاية أكتوبر 2024، ارتفاعا بنسبة 8% مقارنة بــ 2023. وخلال شهر أكتوبر 2024، حققت زيادة 20% مقارنة مع أكتوبر 2023. وهذا دليل على أن قطاعات البناء والأشغال والبنيات الأساسية تسير في منحى إيجابي جدا، يعكس وجود حركية ودينامية في هذا المجال، متحدثا عن أهمية الصيد البحري، الذي قال إنه بات يشغل 120 ألف شخص في مصانع الصيد والتعليب والتحفيظ، التي تسهم في التصنيع والتصدير والإقلاع التجاري.
كلمات دلالية اخنوش الجلسة الشهرية تعقيب رئيس الحكومة مجلس المستشارين