عين ليبيا:
2024-09-29@18:16:19 GMT

طرابلس الغرب المدينة البائسة

تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT

البائسة تعني الحزينة المحزنة المسكينة التعيسة المؤسف عليها، مدينتنا الحبيبة تراها حزينة مثقلة بمشاكل عديدة لم يحرّك عمداء بلديتها المتعاقبون عليها عقودا من الزمن لحلحلة وحلّ مشاكلها ومشاكل ضواحيها المترامية الأطراف.

طرابلس الغرب تمتاز بموقع جميل على البحر الأبيض المتوسط كان لها نصيب من الجمال والتاريخ حيث كانت تمتد من مصر شرقا إلى تونس غربا كما كانت تسمى بالمدينة البيضاء لبياض مبانيها وجمالها ونظافتها وحديثا أسس الملك إدريس السنوسي رحمه الله بنية تحية وشوارع فسيحة تناسب عدد سكانها القليل في تلك الفترة ولا أعتقد أنها رأت خيرا منذ ذاك الزمان إلى الآن!.

تعاني المدينة الحزينة من عدم الإستقرار منذ الإطاحة بالنظام السابق الأمر الذي ضاعف من عدد سكانها وأحزانها نتيجة الحروب التي دارت وتدور بين الحين والآخر في جميع أنحاء الوطن المنكوب مما ضاعف أيضا من المشاكل التي كانت أصلا تعاني منها المدينة من قبيل ضعف الرعاية والخدمات الصحية وتلوث البيئة وتدهور التعليم وانعدام البنى التحتية وعدم توفر المواصلات العامة وعدم نظافة الشوارع وانعدام صيانتها وغيرها من المشاكل التي تعاني منها المدينة ويلاحظها كل من له بصيرة من الداني والقاصي.

لم يهتم المسئولين بالمدينة بصيانة طرقها التي قَلّ ما تجد فيها طريقا صالحا فيها أو بإيجاد حلول للإزدحام الشديد التي تعاني منه المدينة باستثناء بعض الحلول البسيطة هنا وهناك والتي لا تكفي لمشكلة الإزدحام وحركة المرور التي تربك المشهد لأسباب كثيرة لا يسع المجال لذكرها، فالطرق في المدينة وما حولها مزرية ولا تصلح البتة للقيادة ولا وجود لعوامل الأمن والسلامة على الإطلاق، ونتيجة لمشاكل الطرق يقضي المواطن ساعات ضائعة من وقته يوميا في انتظار المرور والإنتقال من مكان لآخر أو الوصول لعمله أو قضاء حوائجه وما يترتب عنه من تأخير حاجيات الآخرين فالمجتمع كالحلقة الواحدة إذا تعطل منها تُرسٌ أثّر على عمل وحركة كامل الحلقة؟ فمن المسؤول يا مسؤول؟.

أليس الحكومة هي المسئولة عن تكملة وصيانة المباني التي لها أكثر من عقد من الزمان دون أن يحرك المسؤولين ساكنا لإكمالها؟! أليس من عمل المسؤولين حل مشكلة النقد حيث يعاني المواطن الويلات ليقوم بسحب راتبه أو أي مبلغ مالي في حسابه الشخصي حيث يعيش كثيرا من الأسر على راتب وظيفي لا يملكون غيره ورغم ذلك يقف المواطن مُكبل الأيدي حتى في الحصول على راتبه ليشتري به حاجياته اليومية الضرورية بل تختفي العملة من المصارف في بعض الأحيان أفلا يرى المسؤولين طوابير المواطنين رجالا ونساءً على أبواب المصارف؟! أفلا يستحي هؤلآء ولعمري وأنا متأكد أن أكثرهم لا يعرفون الحياء ولعلنا نُذكّرهم بقول أبوتمّام في الحياء: يَعِيش المَرْءُ ما استحيَى بِخَيرٍ *** ويبقى العودُ ما بقيَ اللحاءُ، فلا واللهِ ما في العيشِ خيرٌ *** ولا الدُّنيا إذا ذَهبَ الحَياءُ، إذا لم تخشَ عاقبة َ الليالي *** ولمْ تستَحْي فافعَلْ ما تَشاءُ. ولكن يبدوا أن عقد الحياء قد انفرط عند مسؤولي بلادنا!!؟.

تتجول في طرابلس وقلبك ينفطر من الأوساخ التي تتطاير في شوارعها وتملئ حدائقها بالرغم من الجهود البدائية غير المنظمة التي تُبدل لتنظيفها إلا إنها ليس بالمستوى المطلوب ولازالت بدائية بالرغم من التقدم الذي يعيشه العالم، ينفطر قلبك وأنت تسير أو تقود سيارتك في المدينة وترى ما أصاب شوارعها وأزقتها وأبنيتها من دمار شامل شاهدا على الغياب الكامل للدولة.

حين تدخل طرابلس من أي باب من أبوابها أو ضاحية من ضواحيها تستقبلك مبانٍ تشوهها آثار رصاص الصراع الدائر منذ سنة 2011 تاريخ الإطاحة بالنظام السابق والمستمر بين الحين والآخر إلى الآن حيث تعاني طرابلس من تعطل جميع الخدمات دون استثناء كالصحة، التعليم، المواصلات، الطرق، عدم الإستقرار، إلى غياب دور الحكومة وقوتها أو عدم قدرتها على إدارة الدولة بشكل كامل لتفسح المجال لتُدار طرابلس من قبل الجماعات المسلحة التي تذكرك بعصابات المخدرات في أمريكا اللاتينية حيث تُقسم العاصمة إلى مناطق نفوذ بين هذه الجماعات وتتقاسم الحكومة المصالح مع هذه الجماعات المسلحة ولسان حالهم يقول فليذهب المواطن إلى الجحيم وهذا حقيقة ما هو واقع.

منذ أن تسلّم هؤلآء السلطة وقبلها لم تحظ عاصمة البلاد بالإهتمام المناسب لها أبدا فالقمامة هي القمامة والطرق غير صالحة لسير المركبات هي الطرق والمشاكل هي المشاكل بالرغم من الميزانية الخيالية التي تصرفها السلطة، بالرغم من أن من حكموا ويحكمون البلاد يختارون طرابلس كمقر لحكمهم المتوالي، ولكنّ معاناة مدينة طرابلس هي ذات المعاناة، بل أشد قسوة، فهل الخلل في المدينة أم حكامها؟ ما لم يستيقظ الناس من سباتهم العميق ويعي المواطن دوره حقوقا وواجبات فسيظل الحال المتأزم قائما.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: بالرغم من التی ت

إقرأ أيضاً:

نهرا بحث مع يمق في اوضاع النازحين الى المنطقة

التقى محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا، اليوم الجمعة، في مكتبه في سرايا طرابلس، رئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض يمق، رئيس الاتحاد العمالي في الشمال النقيب شادي السيد، في حضور رئيس جمعية "وحدة عكار والشمال" لقمان الكردي.       خلال اللقاء، جرى البحث في أوضاع النازحين من الجنوب والبقاع والهرمل والضاحية الجنوبية لبيروت، من جراء اعتداءات العدو الاسرائيلي، وسبل تعزيز المساعدات وتأمين المستلزمات الضرورية لهم، اضافة الى قضايا وشؤون تهم ابناء مدينة طرابلس.

مقالات مشابهة

  • الرئيس السريلانكي الجديد وإجراءات التقشف التي فرضها الغرب
  • الغذاء العالمي: زيادة في عدد الأسر اليمنية التي تعاني من نقص التغذية
  • لبيد: إسرائيل تعاني انهيارا في الوضع الاقتصادي بسبب سوء الإدارة
  • الحقيقة العارية
  • إشكال أمام أحد الفنادق في طرابلس.. والجيش يتدخل
  • نهرا بحث مع يمق في اوضاع النازحين الى المنطقة
  • سقوط صاروخ في البحر قرب ميناء حيفا وشظايا صاروخ اعتراضي وسط المدينة
  • وزير الخارجية اللبناني: نرفض الحرب وبلادنا تعاني من أزمة تهدد وجودها
  • تركيا تعاني من ظاهرة هجرة العقول