عين ليبيا:
2024-11-15@12:22:02 GMT

طرابلس الغرب المدينة البائسة

تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT

البائسة تعني الحزينة المحزنة المسكينة التعيسة المؤسف عليها، مدينتنا الحبيبة تراها حزينة مثقلة بمشاكل عديدة لم يحرّك عمداء بلديتها المتعاقبون عليها عقودا من الزمن لحلحلة وحلّ مشاكلها ومشاكل ضواحيها المترامية الأطراف.

طرابلس الغرب تمتاز بموقع جميل على البحر الأبيض المتوسط كان لها نصيب من الجمال والتاريخ حيث كانت تمتد من مصر شرقا إلى تونس غربا كما كانت تسمى بالمدينة البيضاء لبياض مبانيها وجمالها ونظافتها وحديثا أسس الملك إدريس السنوسي رحمه الله بنية تحية وشوارع فسيحة تناسب عدد سكانها القليل في تلك الفترة ولا أعتقد أنها رأت خيرا منذ ذاك الزمان إلى الآن!.

تعاني المدينة الحزينة من عدم الإستقرار منذ الإطاحة بالنظام السابق الأمر الذي ضاعف من عدد سكانها وأحزانها نتيجة الحروب التي دارت وتدور بين الحين والآخر في جميع أنحاء الوطن المنكوب مما ضاعف أيضا من المشاكل التي كانت أصلا تعاني منها المدينة من قبيل ضعف الرعاية والخدمات الصحية وتلوث البيئة وتدهور التعليم وانعدام البنى التحتية وعدم توفر المواصلات العامة وعدم نظافة الشوارع وانعدام صيانتها وغيرها من المشاكل التي تعاني منها المدينة ويلاحظها كل من له بصيرة من الداني والقاصي.

لم يهتم المسئولين بالمدينة بصيانة طرقها التي قَلّ ما تجد فيها طريقا صالحا فيها أو بإيجاد حلول للإزدحام الشديد التي تعاني منه المدينة باستثناء بعض الحلول البسيطة هنا وهناك والتي لا تكفي لمشكلة الإزدحام وحركة المرور التي تربك المشهد لأسباب كثيرة لا يسع المجال لذكرها، فالطرق في المدينة وما حولها مزرية ولا تصلح البتة للقيادة ولا وجود لعوامل الأمن والسلامة على الإطلاق، ونتيجة لمشاكل الطرق يقضي المواطن ساعات ضائعة من وقته يوميا في انتظار المرور والإنتقال من مكان لآخر أو الوصول لعمله أو قضاء حوائجه وما يترتب عنه من تأخير حاجيات الآخرين فالمجتمع كالحلقة الواحدة إذا تعطل منها تُرسٌ أثّر على عمل وحركة كامل الحلقة؟ فمن المسؤول يا مسؤول؟.

أليس الحكومة هي المسئولة عن تكملة وصيانة المباني التي لها أكثر من عقد من الزمان دون أن يحرك المسؤولين ساكنا لإكمالها؟! أليس من عمل المسؤولين حل مشكلة النقد حيث يعاني المواطن الويلات ليقوم بسحب راتبه أو أي مبلغ مالي في حسابه الشخصي حيث يعيش كثيرا من الأسر على راتب وظيفي لا يملكون غيره ورغم ذلك يقف المواطن مُكبل الأيدي حتى في الحصول على راتبه ليشتري به حاجياته اليومية الضرورية بل تختفي العملة من المصارف في بعض الأحيان أفلا يرى المسؤولين طوابير المواطنين رجالا ونساءً على أبواب المصارف؟! أفلا يستحي هؤلآء ولعمري وأنا متأكد أن أكثرهم لا يعرفون الحياء ولعلنا نُذكّرهم بقول أبوتمّام في الحياء: يَعِيش المَرْءُ ما استحيَى بِخَيرٍ *** ويبقى العودُ ما بقيَ اللحاءُ، فلا واللهِ ما في العيشِ خيرٌ *** ولا الدُّنيا إذا ذَهبَ الحَياءُ، إذا لم تخشَ عاقبة َ الليالي *** ولمْ تستَحْي فافعَلْ ما تَشاءُ. ولكن يبدوا أن عقد الحياء قد انفرط عند مسؤولي بلادنا!!؟.

تتجول في طرابلس وقلبك ينفطر من الأوساخ التي تتطاير في شوارعها وتملئ حدائقها بالرغم من الجهود البدائية غير المنظمة التي تُبدل لتنظيفها إلا إنها ليس بالمستوى المطلوب ولازالت بدائية بالرغم من التقدم الذي يعيشه العالم، ينفطر قلبك وأنت تسير أو تقود سيارتك في المدينة وترى ما أصاب شوارعها وأزقتها وأبنيتها من دمار شامل شاهدا على الغياب الكامل للدولة.

حين تدخل طرابلس من أي باب من أبوابها أو ضاحية من ضواحيها تستقبلك مبانٍ تشوهها آثار رصاص الصراع الدائر منذ سنة 2011 تاريخ الإطاحة بالنظام السابق والمستمر بين الحين والآخر إلى الآن حيث تعاني طرابلس من تعطل جميع الخدمات دون استثناء كالصحة، التعليم، المواصلات، الطرق، عدم الإستقرار، إلى غياب دور الحكومة وقوتها أو عدم قدرتها على إدارة الدولة بشكل كامل لتفسح المجال لتُدار طرابلس من قبل الجماعات المسلحة التي تذكرك بعصابات المخدرات في أمريكا اللاتينية حيث تُقسم العاصمة إلى مناطق نفوذ بين هذه الجماعات وتتقاسم الحكومة المصالح مع هذه الجماعات المسلحة ولسان حالهم يقول فليذهب المواطن إلى الجحيم وهذا حقيقة ما هو واقع.

منذ أن تسلّم هؤلآء السلطة وقبلها لم تحظ عاصمة البلاد بالإهتمام المناسب لها أبدا فالقمامة هي القمامة والطرق غير صالحة لسير المركبات هي الطرق والمشاكل هي المشاكل بالرغم من الميزانية الخيالية التي تصرفها السلطة، بالرغم من أن من حكموا ويحكمون البلاد يختارون طرابلس كمقر لحكمهم المتوالي، ولكنّ معاناة مدينة طرابلس هي ذات المعاناة، بل أشد قسوة، فهل الخلل في المدينة أم حكامها؟ ما لم يستيقظ الناس من سباتهم العميق ويعي المواطن دوره حقوقا وواجبات فسيظل الحال المتأزم قائما.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: بالرغم من التی ت

إقرأ أيضاً:

نقل نحو 100 مهاجر غير شرعي إلى طرابلس تمهيدا لترحيلهم

أعلنت مديرية أمن صبراتة عن نقل مئة مهاجر غير نظامي إلى مركز إيواء في العاصمة طرابلس، بالتنسيق مع جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية.

وأوضحت المديرية في بيان لها أن “هذه الخطوة تأتي ضمن الإجراءات التي تهدف إلى تسهيل ترحيل هؤلاء المهاجرين إلى دولهم الأصلية، حيث ستتخذ الإجراءات اللازمة في هذا الصدد بعد نقلهم إلى المركز”.

وفي سياق متصل، كانت المديرية قد أعلنت سابقا عن عملية ضبط 90 مهاجرا غير نظامي في مدينة صبراتة يوم الثلاثاء، وذلك إثر مداهمة لأحد الأوكار التي كانت تستخدم لتجميع المهاجرين تمهيدا لتهريبهم عبر البحر، وأسفرت العملية عن ضبط المهاجرين الذين ينتمون إلى جنسيات مختلفة، وكانوا في انتظار التسلل عبر البحر إلى وجهات غير قانونية.
وتأتي هذه الإجراءات ضمن جهود مكافحة الهجرة غير الشرعية، التي تشكل تحديا كبيرا على مستوى الأمن والإنسانية في البلاد، حيث تسعى الجهات الأمنية إلى ضبط شبكات التهريب وتأمين حياة المهاجرين، في ظل الظروف الصعبة التي يعانون منها خلال محاولات العبور غير القانوني.

مقالات مشابهة

  • أغرب فوبيا في العالم.. وزيرة سويدية تعاني خوفا مفروطا من أحد أنواع الفاكهة
  • هل وُلد الإرهاب في الغرب الحضاري؟
  • نفط العراق بين خيارين.. تنين صيني في الساحة وطموح حكومي نحو الغرب
  • أمريكية تعاني من حساسية نادرة عند ممارسة الرياضة
  • نقل نحو 100 مهاجر غير شرعي إلى طرابلس تمهيدا لترحيلهم
  • السودان من أوائل الدول التي تعاني «سوء التغذية الحادّ»
  • ايها المواطن ، ليحلم كل منا بشكل الدولة التي يريد
  • جباليا… المدينة التي قهرت جنود الاحتلال الصهيوني
  • فريق طبي بجامعة أسيوط ينجح في إجراء عملية نقل رحم لفتاة تعاني من أورام
  • توقيف سارق في طرابلس