لجريدة عمان:
2025-01-31@02:20:17 GMT

تاك تاك تاك (في التَّذكُر والتَّذكير)

تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT

(1)

ليس في مقدور الليل أن يكون قدوة لكل أحد (ما دام الليل يفترس الجميع).

(2)

هذا سؤال ميثاقيٌّ بين أنا وأنا (فحسب): أصبح الموت بعيداً مثل النَّجمات اللائي يتقافزن وينبثقن بسرعةٍ تكاثريَّة، واحدة بعد أخريات، وأنا مستلقٍ على ظهري، على "السَّجم"، مُصَوِّباً ضوء المصباح الكهربائي المحمول (كنا نسميه: "البجلي") نحو السَّماء كي أحسب عدد النُّجوم.

اختفت النَّجمات واحدة تلو الأخرى.

والآن، أمسى الهلاك أدنى، غارَ الماء أبعد، لم تعد هناك سماء، غدت الكتابة أصعب، صارت الأصابع قصيرة، بات الليل أطول، فماذا أنت فاعل؟

(3)

في الشَّهقة التي تطردها الكلمات، في كتابة لا ترجوني بل تنتظر المواسم، في الجوع نافراً من القلب، في عشاءٍ من ماءٍ يغلي وأحجار في القِدر (إن صحَّت الرِّواية)، في كل ذلك.

(4)

لا أحد على الجسر، ولا أوز في البحيرة، ولا ماء في المواسم (لذا لم تعد النُّزهة الأخيرة تحتمل المزيد من التَّسويف).

(5)

عندي حلقوم، ولديكم صيارفة، وعقود مغشوشة، )"والله خير الماكرين" سورة "الأنفال").

(6)

كلُّهم الوارد، بعيداً عن الأصابع، نأياً عن الأفئدة، قرب التَّدوين، وعند الشِّفاهة.

(7)

أدَّخرك ضياعاً في الشِّعر، والنَّثر، وكل ما لا أفقه.

أدَّخرك قبل اللَّعثمة، وبعد البحر.

(8)

لا يأخذني البحر إلى الماء، بل إلى المحبَرَة.

(9)

في وسعي أن أكون كهفاً آخر حين أكون في ظفار، في موسم الخريف.

(10)

يا هذا: لا ترجمني بتلك الحَجرة (هناك جبل كبير تدحرجنا منه).

(11)

لستَ واضحاً بما فيه الكفاية أيها الغريم، ولستَ واضحاً بما فيه العدل أيها القاتل.

(12)

الحُبُّ حاجة (وهذه هي الكارثة بالضبط).

(13)

الصَّباح نسيان (والنِّسيان مجرَّد اجتهادٍ آخر).

(14)

لغاية الآن -- حسب أفضل وأوثق ما لديَّ من معلومات -- لم تصدر موافقة الجهات العليا على وفاته.

(15)

أسلك الطريق، وأؤجِّل الحنجرة، وأربِّي الصمت، وأضيء النِّسيان.

(16)

--أ--

أستمسكُ بالطَّحالب، والآثام، والشِّعر، والغفران، وهوادج الفَرَاشات إلى البيت العتيق. لا أنا في وارد الاستخفاف بالشِّعر والروح، ولا أنا سأذهب إلى السَّدنة والمعابد، ولا أنا في حِلٍّ من مغفرة الاسم للاسم:

"لأمِّ القُرى حنَّت رِكابي وأمَّتِ

لأحظى بها من وجه ليلى بنظرةِ

سباني هواها فأتمرت بأمرها

ولولا هواها ما هَمَمتُ بزَورتي" )عبدالله بن محمد المعيني، من "القصيدة المكيَّة" أو "قصيدة الحج").

--ب--

"اسمي العبري هو أمشيل (Amschel)، وهو يشبه اسم جدِّي لأمِّي الذي توفي يوم كانت أمي في السادسة من عمرها. تتذكر أمي أن جدَّها كان رجلاً ذا لحية بيضاء، عالماً، ورعاً، وتتذكر كيف أمسكت بأصابع أقدام جثته وهي تتوسل إليه أن يسامحها عن أي أخطاء ارتكبتها بحقه" (كافكا، "اليوميات").

(17)

لا تُصَدِّقهُ، بل ثِق بما لا يقول، ولن يكذب عليك.

(18)

يجهشون في السَّاقية، ويهلكون بالتَّزكية.

(19)

في الحُبِّ، وفي الشِّعر، هذا كل ما أستطيع، وأريد العودة إلى التُّراب والبحر.

(20)

ليتهم كانوا بلا أفئدة (أولئك القَتَلَة).

(21)

س: من سيموت حين أذهب؟

ج: ألبوم الصُّور.

(22)

تأتي الفاكهة قبل النَّار، وتصير الفواكه الجحيم.

(23)

يتشاورون ويَستفتون على الحبال والخناجر.

(24)

لا أحد (هذا كلام غير دقيق ما دمت قد كتبت "لا أحد").

(25)

لستِ في الهودج، والحبُّ لا يمرُّ دوماً عبر الواحات.

(26)

ليس من أجل الخلود، بل لخاطر التَّذكُّر.

(27)

تمضي الزَّواحف نحو قانونٍ أقل، ويصرُّ الإنسان على تدوين ذلك.

(28)

يقيم الأب دوماً في البيت الوحيد الذي يسكن فيه ويعرف جيداً انه غير مرحبّ به فيه: بيته الذي لم تكن فيه قَط.

(29)

في تاريخ "العائلة المعروفة" أنت الوريث الوحيد، وأنت الأوحد الذي لا يحقُّ له الكلام، ولا يكف عن الألم.

(30)

يحاولون تشذيبه بما تبقى من حياد الإعصار وتشابك الأشجار (ونهداك أرنبان مذعوران عند ساقية الضُّحى، والخبز، والرِّيح).

(31)

كان كلما سمع أنين الجياع ظنَّ أنه نباح الكلاب التي في قصره. ولذلك كان الملك يرمي عظاماً من بقايا مائدته حتى صار الوطن شعباً تامَّاً من الكلاب كاملة النُّباح.

(32)

--أ--

"الخصائص أو السِّمات المميِّزة لعملي مستمدَّة، قبل أي شيء، من مشاهداتي للسِّينما لسنوات طويلة. لسنوات عديدة، شاهدت كل أنواع السِّينما من حولي وامتصصتُ واستوعبت كل ما وجدته ممتعاً ومثيراً للاهتمام. وعندما حاولت، لاحقاً، الكتابة وصناعة الأفلام، عادت كل هذه الأشياء إلى السَّطح، وأصبحت أسلوباً".

--ب--

"ليس بإمكاني فعلاً أن أخبرك عن مغزى اليد الحجريَّة التي سُحِبت خارج ميناء "سالونيكي" [في فيلمي "منظر طبيعي في السَّديم"]".

--ج--

حقاً، من غير ثيو أنغِلوبوس يمكن أن يُعرِّف "الأسلوب" ببراءة وثقة كما ورد في الاقتباسين أعلاه؟

(33)

"تاك تاك تاك" (النَّص)

"طَرْقٌ:

تاكْ تاكْ تاكْ تاكْ

تاكْ تاكْ تاكْ تاكْ

تاكْ تاكْ تاكْ تاكْ

تاكْ تاكْ تاكْ تاكْ

تـ

ا

كْ" (كيمبريدج، بريطانيا، 1985، من مجموعتي الشِّعريَّة "ليلميَّات").

عبدالله حبيب كاتب وشاعر عماني

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: تاک تاک

إقرأ أيضاً:

زكريا الزبيدي حرا.. التنين الفلسطيني الذي هزم الصياد

لم يكن في مخيلة وزير الأمن القومي الإسرائيلي المستقيل إيتمار بن غفير، الذي تباهى بإعادة اعتقال أسرى "نفق الحرية" عام 2021، أن يأتي اليوم الذي يُفتح فيه باب الزنزانة لزكريا الزبيدي، ليعود حراً إلى مدينة جنين، بقرار فرضته المقاومة الفلسطينية.

وتحرر اليوم الخميس زكريا الزبيدي أحد أبرز قادة "كتائب شهداء الأقصى" بالضفة الغربية، ضمن الدفعة الثالثة من المرحلة الأولى لصفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية في غزة.

وخرج ابن جنين من السجن، في وقت تتعرض فيه المدينة ومخيمها لعدوان إسرائيلي متواصل منذ 10 أيام، مخلفة شهداء وجرحى ودمارا هائلا بالمنازل، شمالي الضفة الغربية.

وأطلق سراح الزبيدي إضافة إلى 109 أسرى فلسطينيين آخرين مقابل أسيرتين إسرائيليتين هما أربيل يهود وآجام بيرغر إضافة إلى أسير ثالث وهو غادي موزيس، وفق ما أعلن متحدث كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أبو عبيدة مساء الأربعاء.​​​​​​​

والزبيدي (49 عاما) عضو سابق في المجلس الثوري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، وهو من أبرز الأسماء الفلسطينية بالسجون الإسرائيلية، ومن خلال أطروحته للماجستير، يفضل تسمية نفسه بـ"التنين الذي يهزم الصياد".

نجح الزبيدي بتنفيذ فرار "أسطوري"من سجن جلبوع الإسرائيلي شديد التحصين عام 2021 (رويترز) هروب أسطوري

وفي 6 سبتمبر/ أيلول 2021 نجح الزبيدي في الهروب من زنزانته برفقة 5 من رفاقه في الأسر، من سجن جلبوع شديد التحصين عبر نفق حفروه، وأعيد اعتقالهم بعد أيام. في عملية وصفت حينها بـ"الأسطورية".

إعلان

واعتقل جيش الاحتلال الزبيدي عام 2019، ووصفه مسؤول كبير بالمخابرات الإسرائيلية، بـ"قط الشوارع الذي وقع أخيرا في المصيدة".

لم يصدر حكم بحقه حين اعتقل، ولكن صدر ضده حكم بالسجن 5 سنوات على هروبه عبر النفق، أما بقية التهم ومنها إطلاق نار على مواقع إسرائيلية لم يصدر أحكام ضده بشأنها.

وللقيادي الفلسطيني تاريخ طويل في مقاومة الاحتلال، حيث قضى سنوات من عمره داخل السجون الإسرائيلية.

وفي عام 2007 سلّم الزبيدي إضافة إلى مجموعة فلسطينيين سلاحه للسلطة الفلسطينية بموجب اتفاق مع الاحتلال وحصل على "عفو إسرائيلي".

وعقب ذلك عمل الزبيدي في "المسرح"، وانشغل في إعداد دراسة ماجستير في العلوم السياسية، حملت عنوان "التنين والصياد"، تصف علاقته مع إسرائيل.

وبحسب تقارير فلسطينية فإن إسرائيل هدمت منزل الزبيدي 3 مرات.

اعتقل جيش الاحتلال الزبيدي منذ طفولته عدة مرات وظل مطاردا لسنوات (رويترز) من هو الزبيدي؟

ولد زكريا بمخيم جنين للاجئين الفلسطينيين، وله 7 إخوة، تربى يتيم الأب، وفي 2002 قتلت القوات الإسرائيلية والدته سميرة وشقيقه طه.

وفي 15 مايو/ أيار الماضي، استشهد نجل زكريا، داوود في مستشفى "رمبام" في حيفا شمال إسرائيل، متأثرا بجراح أصيب بها في اشتباكات مسلحة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي في جنين.

وفي سبتمبر/ أيلول 2024 قتلت إسرائيل نجله محمد مع عدد من المقاومين في غارة جوية بمدينة طوباس شمال الضفة الغربية.

كما أصيب زكريا بعمر 13 عاما بالرصاص خلال مشاركته في رجم القوات الإسرائيلية بالحجارة، واعتقل للمرة الأولى بعمر 15 عاما، وسجن 6 أشهر.

بعدها اعتقل بتهمة إلقاء عبوات حارقة على القوات الإسرائيلية، وحكم بالسجن 4 سنوات ونصف سنة.

في 2001، ومع اندلاع انتفاضة الأقصى (2000 ـ 2005)، بات الزبيدي قائدا عسكريا لـ"كتائب شهداء الأقصى" في حينه.

إعلان

وقاد الزبيدي المجموعات المسلحة، وقيل عنه في وسائل الإعلام الإسرائيلية إنه "الحاكم الفعلي لجنين".

وعام 2002، وإبان إعادة الجيش الإسرائيلي احتلال الضفة الغربية، شن معركة ضارية في مخيم جنين، أسفرت عن استشهاد 52 فلسطينيا، ومقتل 23 جنديا، وخلفت المعركة دمارا كبيرا في منازل الفلسطينيين.

تعرض الزبيدي لعدة محاولات اغتيال من قبل الاحتلال الإسرائيلي (رويترز) محاولات اغتيال

استطاع الزبيدي أن ينجو 4 مرات من محاولات اغتيال، أبرزها في 2004، حيث قتلت القوات الإسرائيلية 5 فلسطينيين، بينهم طفل (14 عاما)، بعد استهداف مركبة كان يُعتقد أن الزبيدي فيها.

وفي العام ذاته، اقتحمت قوة إسرائيلية خاصة مخيم جنين لتصفية الزبيدي، لكنها اشتبكت مع مقاومين، ما أدى إلى استشهاد 9 فلسطينيين، وتمكّن زكريا من الفرار.

عام 2005، كُشف كمين لقوات إسرائيلية خاصة قرب منزل تحصن فيه الزبيدي، وفي 2006، حاول الاحتلال اعتقاله غير أنه فشل وتمكن زكريا من الفرار.

عفو وإعادة اعتقال

شكلت وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، نقطة تحول في عمل المقاومة المسلحة، حيث أعلن الرئيس الجديد في حينه محمود عباس، حل كتائب "شهداء الأقصى"، والبدء بفتح مسار سياسي مع إسرائيل.

وفي 15 يوليو/ تموز 2007، أعلنت إسرائيل عفوا عن مسلحي "كتائب شهداء الأقصى"، بينهم الزبيدي بناء على اتفاق مع السلطة الفلسطينية سلم مسلحون سلاحهم للسلطة.

وعن ذلك يقول الزبيدي في مقابلة تلفزيونية حينها "هم (الإسرائيليون) يعلمون أنني أوقفت العمل المسلح بناء على قرار لإعطاء فرصة للعمل السياسي لذلك حصلت على العفو".

وبعد 4 سنوات، أعلنت إسرائيل في 29 ديسمبر/ كانون الأول 2011، إلغاء العفو عن الزبيدي، رغم تأكيده أنه لم ينتهك أيا من شروطه.

بقي زكريا بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية، مقر القيادة الفلسطينية، حتى اعتقاله من قبل قوات إسرائيلية بتاريخ 27 يناير/ كانون الثاني 2019.

إعلان

واتهمت إسرائيل الزبيدي والمحامي الفلسطيني طارق برغوث في حينه بالتورط في "أنشطة تحريضية جديدة".

وآنذاك، وصف الضابط السابق في "الشاباك" الإسرائيلي يتسحاق إيلان الزبيدي، بأنه "قط شواع، لطالما حاولنا الإمساك به لكنه أفلت من أيدينا، والآن أعيد اعتقاله لانخراطه مرة أخرى في أنشطة إرهابية".

تسلم الزبيدي قيادة كتائب "شهداء الأقصى" في جنين خلال الانتفاضة الثانية (الفرنسية) التنين

حصل الزبيدي على الثانوية العامة، ودرجة البكالوريوس في الخدمة الاجتماعية، رغم حياة المطاردة والمقاومة والاعتقال، وحضّر لرسالة ماجستير في جامعة بيرزيت الفلسطينية، تحت عنوان "الصياد والتنين.. المطاردة في التجربة الفلسطينية من عام 1968-2018".

وتقمّص الزبيدي شخصية "التنين" المستمد من أسطورة قديمة، تكون فيها الغلبة للتنين على الصياد، بعد مطاردة طويلة وصعبة، في إشارة إلى تجربته الشخصية مع الاحتلال.

وفي أطروحة الماجستير، تطرق زكريا إلى رحلة هجرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، وربطها بالواقع الفلسطيني.

وفي هذا الشأن، يقول صديقه جمال حويل، "زكريا كأنه خطط للهرب من السجن قبل دخوله، عبر وصف رحلة الهجرة النبوية بواقع الحال الفلسطيني للخروج من مأزقه".

وعن عدم قدرة زكريا على إتمام رسالة الماجستير، يقول حويل "اليوم استطاع زكريا أن ينهي رسالته، بتجربة عملية (من خلال فراره من السجن)، حتى تكون رسالة للأجيال القادمة".

ويسترجع حويل ذكرياته مع الزبيدي، وخاصة في معركة جنين 2002، حيث يقول "نفدت الذخيرة معنا، قلت وقتها لزكريا انتهت اللعبة، قال لي لم تنتهِ، نحن من يكتب لها النهاية، رفض الاستسلام، واختبأ بين الركام حتى انسحاب الجيش الإسرائيلي، ونجا".​​​​​​​

وبعد سنوات من الأسر والمطاردة، يعود الزبيدي إلى جنين حراً ، ليجد المخيم كما عهده: يقاوم ولا ينحني.

مقالات مشابهة

  • محمد الضيف.. الشبح الذي قاد كتائب القسام إلى طوفان الأقصى
  • زكريا الزبيدي حرا.. التنين الفلسطيني الذي هزم الصياد
  • التربية تقيم احتفالية في ذكرى تأسيس مدرسة «الأم الفاضلة»
  • دولفين يرد الجميل للبحار الذي أنقذه.. فيديو
  • "70 عامًا" السيسي يوضح الظلم التاريخي الذي وقع على الشعب الفلسطيني
  • حركة إم 23.. جناح إثنية التوتسي المسلح الذي أحكم قبضته على الكونغو
  • بالفيديو| حاكم الشارقة يزور الصف الذي درس فيه بالمرحلة الابتدائية
  • وزير الكهرباء العراقي: التحدي الأكبر الذي نواجهه هو توفير الوقود اللازم لإنتاج الطاقة
  • ما الذي دفع بالإسرائيلي إلى تمديد بقائه في الجنوب؟
  • من خلف الكواليس.. ما الذي حسم إنهاء عقد نيمار مع الهلال؟