“المجلس الدولي وعجزه في حل قضايا الشرق الأوسط ازدواجية المعايير والصراع مع الكيان الصهيوني”
تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT
بقلم : جمعة المالكي ..
منذ عقود طويلة، تلعب الأمم المتحدة والمجالس الدولية دورًا محوريًا في معالجة القضايا الدولية، إلا أن قدرتها على حل القضايا في منطقة الشرق الأوسط، خصوصًا القضايا العربية، تظل محل انتقاد واسع وخنوع واضح من بين هذه القضايا، يبرز الصراع العربي الإسلامي _ الصهيوني ، والذي أصبح رمزًا للتحديات المستمرة التي تواجه المنطقة.
لا يخفى على المتابعين كيف تتعامل القوى الكبرى والمجالس الدولية مع القضايا العربية والإسلامية بمعايير مزدوجة، مقارنة بما يحدث مع دول أخرى. ففي حين يُظهر المجتمع الدولي حزمًا واستجابة سريعة لحل الأزمات في مناطق أخرى، تبقى القضايا العربية، مثل القضية الفلسطينية واللبنانية ، عالقة بدون حلول جذرية. تتخذ الدول الكبرى مواقف متباينة تجاه النزاعات، حيث يبدو أن مصالحها الاقتصادية والسياسية تفرض نفسها على مبادئ حقوق الإنسان والعدالة لتتضح للعالم اجمع عدالتهم اكذوبة .
الكيان الصهيوني ، على سبيل المثال، استفاد لسنوات من الحماية الدبلوماسية التي توفرها لها القوى الكبرى في المجلس الدولي، مما أدى إلى تجاهل المجتمع الدولي المتكرر للانتهاكات المستمرة بحق الفلسطينيين وجنوب لبنان والجولان وكثير من القضايا المهمة . وعلى الرغم من قرارات الأمم المتحدة المتتالية التي تدين بناء المستوطنات والاعتداءات على الفلسطينيين وجنوب لبنان والجرائم الإنسانية بحق الشعوب ، لم يكن هناك تحرك فعلي على الأرض لوقف هذه السياسات أو محاسبة المسؤولين عنها.
لا يمكن إنكار أن الشرق الأوسط، وخصوصًا القضايا العربية، شكلت تحديًا دبلوماسيًا كبيرًا للأمم المتحدة. ولكن السؤال يبقى هل يعود الفشل إلى ضعف الإرادة الدولية ؟ أم إلى المصالح التي تتعارض مع مبادئ الحلول العادلة؟
في الوقت الذي فشلت فيه الأمم المتحدة في التوصل إلى حلول سياسية عادلة للصراع العربي الإسلامي -الصهيوني ، نجد أن التدخلات الدولية في أزمات مثل الحرب في العراق وسوريا، لم تؤدِّ إلى حل النزاعات، بل زادت من تعقيد الأوضاع وأدت إلى مزيد من العنف وعدم الاستقرار
أدت السياسات المزدوجة إلى فقدان كثير من العرب والمسلمين الثقة في المجتمع الدولي وقدرته على إنصافهم. فمن ناحية، يتم فرض عقوبات شديدة على بعض الدول العربية أو الإسلامية لأسباب مختلفة، ومن ناحية أخرى، يتم التغاضي عن انتهاكات حقوق الإنسان عندما يكون الفاعل إحدى الدول الحليفة للقوى الكبرى.
هذه الازدواجية دفعت بالكثير من الدول العربية والشعوب إلى البحث عن حلول إقليمية أو بديلة، بعيدًا عن التدخل الدولي الذي بدا غير متوازن. ومع استمرار هذا الاتجاه، يخشى أن تزيد الفجوة بين العرب والمسلمين والمجتمع الدولي، مما يهدد بإضعاف التعاون المستقبلي لحل الأزمات.
خلاصة القول لا يمكن إنكار أن المجلس الدولي يواجه تحديات كبيرة في حل قضايا الشرق الأوسط، ولكن ازدواجية المعايير في التعامل مع القضايا العربية، خصوصًا في الصراع مع الكيان الصهيونى ، تبقى حجر عثرة أمام أي تقدم وكذلك عجزه التام . يجب أن يدرك المجتمع الدولي أن العدل والمساواة في التعامل مع جميع الأطراف هو السبيل الوحيد لإعادة الثقة وتحقيق الاستقرار في المنطقة. بدون ذلك، سيبقى الشرق الأوسط مرآة لعجز النظام الدولي في تحقيق العدالة والسلام.
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات القضایا العربیة المجتمع الدولی الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
أمين عام مجلس كنائس الشرق الأوسط يزور إكليريكية الأقباط الكاثوليك
في إطار تعزيز أواصر المحبة والتعاون بين الكنائس، استقبل نيافة الأنبا توماس عدلي، مطران الجيزة والفيوم وبني سويف للأقباط الكاثوليك، والأب روماني فوزي، رئيس إكليريكية الأقباط الكاثوليك بالمعادي، الأمين العام لكنائس الشرق الأوسط البروفسور ميشال عبس، يرافقه الأمين العام المشارك القس الدكتور رفعت فكري، والسيدة ليا عادل معماري، مسؤولة الإعلام ومنسقة العلاقات الكنسية والإعلامية في المجلس.
رسالة محبة مسكونيةاستهل اللقاء بكلمات ترحيبية دافئة من نيافة الأنبا توماس عدلي، الذي عبر عن تقديره العميق لجهود المجلس في خدمة الكنيسة والمجتمع، مشيدًا بالتطور الإعلامي الذي يشهده المجلس ودوره في نشر كلمة الحق والسلام، وإعلاء صوت الكنيسة وقيم الإنسانية في العالم. وأكد نيافته على أهمية العمل المسكوني المشترك في مواجهة التحديات التي تعصف بالمنطقة، لاسيما في ظل الأوضاع الراهنة التي تستدعي تكاتف الجميع بروح المحبة المسيحية.
بدوره، عبّر البروفسور ميشال عبس عن امتنانه العميق لهذا الاستقبال الأخوي المفعم بالمحبة، مؤكدًا التزام المجلس بمواصلة رسالته المسكونية في دعم الكنائس وخدمة الإنسان، انطلاقًا من رسالة المحبة والسلام التي تجمع المؤمنين تحت راية المسيح. وأطلع البروفسور عبس نيافة الأنبا توماس على أبرز المبادرات التي يقوم بها المجلس على المستويات الكنسية والاجتماعية والإنسانية، منوهًا بدور الإكليريكية في إعداد أجيال جديدة من الكهنة يحملون رسالة الإيمان والمصالحة.
وخلال اللقاء، تطرق الجانبان إلى التحديات التي تواجه المجتمعات، وخاصة الشباب في عالم اليوم، حيث أكد الطرفان على ضرورة تعزيز المبادرات التي تحاكي تطلعات الشباب وتواكب تطورات العصر، مع الحفاظ على القيم المسيحية التي تشكل الأساس الروحي والإنساني للحياة المشتركة.
محطة روحية بالإسكندريةوفي سياق زيارته إلى مصر، التقى البروفسور ميشال عبس والوفد المرافق بالأب القمص تادرس يعقوب ملطي، الواعظ والمفكر الروحي البارز، في كنيسة الشهيد العظيم مار جرجس للأقباط الأرثوذكس في سبورتنج، وذلك في نهاية زيارة أمسّ للإسكندرية.
بدأ اللقاء بالمشاركة في الصلاة، حيث ارتفعت القلوب معًا في لحظات خشوع، تأكيدًا على وحدة الكنيسة في رسالتها الروحية. أعقب ذلك جلسة حوارية تناولت العديد من الموضوعات الروحية والكنسية، إذ شدد الطرفان على أهمية التعليم الروحي العميق لمواجهة تحديات العصر، والحفاظ على إيمان الأجيال القادمة من خلال تعزيز روح المحبة والتعاون بين الكنائس.
رسالة واحدة تجمعنااختُتمت الزيارة بروح من الفرح والامتنان، حيث أكّد الجميع على أهمية استمرار هذا النوع من اللقاءات المسكونية التي تعكس وحدة الكنائس في الشرق الأوسط تحت مظلة الإيمان الواحد بالمسيح. فالمحبة التي جمعت الحاضرين في هذا اللقاء ليست إلا انعكاسًا لرسالة المسيح التي تدعو إلى السلام والوحدة، بعيدًا عن أي اختلافات أو تحديات.
إنها زيارة رسخت من جديد المعنى الحقيقي للشركة المسيحية، وأكدت أن الكنيسة، رغم تعدد طوائفها، تبقى كنيسة واحدة، قلبها المحبة وسعيها الدائم إلى تحقيق السلام وخدمة الإنسانية.